مخيم طولكرم .. بؤرة المقاومة الفلسطينية ويحتضن لاجئين من 32 قرية
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
يحمل صفتان متناقضتان، فهو صغير المساحة، ولكنه يعد ثاني أكبر مخيم للاجئين في الضفة الغربية سكانا بعد مخيم بلاطة. وهو مخيم للاجئين من أصل اثنين في مدينة طولكرم حيث تضم المدينة أيضا مخيم نور شمس الذي يبعد فقط حوالي 2 كم عنه.
أسس مخيم طولكرم عام 1950 ضمن حدود بلدية طولكرم التي تحيطه من 3 جهات، وتحده من الشرق قرية ذنابة، على أرض مساحتها 0.
بلغ عدد اللاجئين في المخيم 21 ألفا، حسب إحصاءات مكتب "الأونروا" عام 2015، ويقدر عدد سكانه حاليا بنحو 25 ألف نسمة حسب تعداد وكالة الغوث، مع احتساب من هم خارج المخيم، فيما يصل عدد سكانه حسب تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2023 بنحو 10951 لاجئا.
أحد أزقة مخيم طولكرم.
تعود أصول الأسر اللاجئة للمخيم من قرى مهجرة من منطقة لواء حيفا سابقا، وتمتد جذورها إلى 32 قرية كانت مهنتها الزراعة، منها: الكفرين وقنير وصبارين وأم الزينات وإجزم وعين غزال وعرعرة والغبية وأم الشوف واللجُّون والشقيرات وأم الفحم.
ويعتبره الباحثون من أكثر المخيمات صاحبة التعدد والتفرع في أصول ساكنيه، وبدا ذلك واضحا في وفرة مسميات العائلات بشكل كبير، فمن الممكن تعداد أكثر من 30 اسم حمولة مختلفة داخل المخيم.
بالطبع مثل باقي المخيمات الفلسطينية فإن البناء في المخيم يتم بشكل عشوائي وبدون تراخيص ولا مهندسين ، وعادة ما يكون على شكل بيوت متلاصقة جدا وكل بيت يتكون من عدة طوابق.
المخيم بدأ السكن بالخيم وبعد ذلك بغرف الزينكو، وبعدها بالغرف الإسمنتية التي بنتها وكالة الغوث بعد ازدياد أعداد السكان وكان الجميع مضطرين لتوسيع المخيم بشكل عمودي نظرا لضيق المساحة المتوفرة .
ما زال المخيم يعيش ظروفا مادية و صحية صعبة بالإضافة للاكتظاظ السكاني الكبير مما دفع بأعداد كبيرة منهم إلى الانتقال للعيش في طولكرم .
وقع المخيم تحت سيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية في عام 1998، عقب توقيع اتفاقية "واي ريفر"، ومع بداية المرحلة الأولى من إعادة الانتشار.
مخيم طولكرم أمل بالعودة ومعاناة متواصلة.
واحتضن مخيم طولكرم منذ تأسيسه المناضلين والمقاومين الفلسطينيين كغيره من المخيمات في أنحاء فلسطين التي تختزن إرثا نضاليا طويلا حتى قبل أيام الانتفاضة الأولى عام 1987.
لذلك أطلقت عليه سلطات الاحتلال "مخيم الأشباح" لما وجدوه من مقاومة عنيفة، وقيل بين عامة الناس أن رجال ونساء مخيم طولكرم "جبال".
وقدم المخيم مئات الشهداء والأسرى والجرحى، وكان حاضنة للمقاومين والمطاردين الذين حركتهم الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المقدسات الإسلامية والأراضي الفلسطينية.
وبعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بدأت شرارة المقاومة تشتعل في طولكرم عقب استشهاد حمزة خريوش وسامر الشافعي في عام 2023، إثر هجوم شنه الاحتلال على مخيمات المدينة.
ومنع الاحتلال حينها طواقم الإسعاف من نقل المصابين الذين نزفوا حتى الموت، فخاض مقاومو كتيبة طولكرم اشتباكات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي وسببوا له خسائر كبيرة، ومنذ ذلك الوقت صار المخيم إحدى بؤر المقاومة.
وفي بداية العام الحالي اقتحم الاحتلال المدينة من كل محاورها بعشرات الآليات العسكرية، بينها ما لا يقل عن 8 جرافات مجنزرة وعادية، وحاصر المخيم واعتلى منازل فيه، واتخذها ثكنات عسكرية أو حولها لنقاط رصد وقنص لكل ما يتحرك.
دمار كبير في مخيم طولكرم جراء اقتحام إسرائيلي.
وفي تموز/يوليو الماضي بدأ الاحتلال عملية عسكرية أخرى، استغرقت 16 ساعة، حولت فيها قوات الاحتلال المخيم إلى كومة دمار ومكان للتنكيل بالجثامين، وشهد المخيم كثيرا من القصف والتدمير المتعمد، واستشهد خلال العملية 5 فلسطينيين، بينهم سيدتان و3 قادة من المقاومة. وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية جوية وبرية في أيلول/سبتمبر الماضي في مخيمي طولكرم ونور شمس، وحاصرهما من جميع المحاور، ودمر البنى التحتية، ودخل في اشتباكات عنيفة مع عناصر للمقاومة الإسلامية، وقتل عددا من الفلسطينيين، وجرف كثيرا من المنازل وهدمها كليا أو جزئيا.
وفي تشرين الأول /أكتوبر الماضي أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 18 فلسطينيا، بالإضافة إلى عدد من الإصابات، في غارة شنتها طائرات إسرائيلية على مقهى شعبي في مخيم طولكرم، وهو الهجوم الذي أثار استنكارا أمميا ودوليا.
وبرز المخيم قبل أيام عندما أعلن جيش الاحتلال إصابة قائد لواء شمال الضفة الغربية المقدم كيوف بجروح في انفجار عبوة ناسفة بمخيم طولكرم، مشيرا إلى أن قائد فرقة الضفة في الجيش المقدم ياكي دولف كان أيضا في الآلية العسكرية المستهدفة.
يأتي ذلك بينما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 8 مواطنين وإصابة عدد آخر خلال اقتحام الاحتلال المتواصل لمخيمي طولكرم ونور شمس، وسط اشتباكات مسلحة وانفجارات متواصلة.
ولا يزال المخيم بؤرة للمقاومة وللمواجهات حتى كتابة هذا التقرير.
المصادر:
ـ "مخيم طولكرم ثاني أكبر تجمع للاجئين في الضفة الغربية"، الجزيرة نت، 12/9/2024.
ـ عبير بني عودة، ايمان سويدان، "مخيم طولكرم: ثاني اكبر مخيمات الضفة يحتضن لاجئين من وادي الحوارث قضاء حيفا ومن يافا ومحيطها"، شبكة أصداء الإخبارية، 16/10/2019.
ـ "8 شهداء وإصابة قائد لواء إسرائيلي بانفجار عبوة ناسفة في طولكرم"، قناة الجزيرة، 25/12/2024.
ـ "الضربة الأكثر دموية في الضفة الغربية المحتلة في مخيم طولكرم، ما الذي حدث؟"، بي بي سي، 4/10/2024.
ـ وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا).
ـ موسوعة المخيمات الفلسطينية.
ـ مركز المعلومات الوطني الفلسطيني (وفا).
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير مخيم طولكرم الفلسطيني فلسطين تاريخ هوية مخيم طولكرم تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة مخیم طولکرم
إقرأ أيضاً:
مصرع وجرح 6 مستوطنين في حادثة طعن بحيفا والمقاومة تبارك العملية
الثورة / متابعات
باركت كل من حركتي المقاومة الإسلامية “حماس” و”الجهاد” الإسلامي في فلسطين، عملية الطعن التي وقعت صباح أمس، في محطة الحافلات المركزية بمدينة حيفا المحتلة.
وقالت “حماس” في بيان، إن هذه العملية ” تأتي في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال المستمرة في الضفة وغزة والقدس، من قتل وتدمير ونزوح قسري في مخيمات شمال الضفة، والحصار المطبق على قطاع غزة، ومشاريع تفريغ الأغوار، وتدنيس المسجد الأقصى، وتأكيدًا على أن المقاومة مستمرة حتى زواله”.
ودعت “حماس” الجماهير الفلسطينية في الضفة والقدس والداخل المحتل، إلى تصعيد المواجهة مع الاحتلال في شهر رمضان، والاشتباك معه بكل الوسائل الممكنة.
وشددت أن “المقاومة ماضية حتى تحرير الأرض والمقدسات وطرد المحتل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس”.
فيما أكدت حركة “الجهاد” الإسلامي في فلسطين، أن عملية الطعن بمحطة للحافلات بمدينة حيفا في الداخل المحتل، أمس الاثنين، رد طبيعي على الجرائم المتواصلة وحرب الإبادة وجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان “الإسرائيلي” والمستوطنين بحق أبناء الشعب الفلسطيني، وتأكيداً على تمسك الفلسطينيين بأرضهم ووطنهم وبخيار المقاومة.
وشدت حركة الجهاد في بيان على أن “إصرار شعبنا على الرد على جرائم الاحتلال يثبت فشل المنظومة الأمنية في الكيان عن تحقيق الأمن الموهوم، ويبرهن أن كل حملاته العسكرية لا هدف لها سوى القمع والتنكيل وارتكاب المجازر”.
وأعلنت وسائل إعلام صهيونية، أمس الإثنين، مقتل مستوطن وإصابة خمسة آخرين بينهم حالات خطيرة؛ جراء عملية طعن نفذها فلسطيني في حيفا قبل أن يرتقي شهيدًا برصاص قوات الاحتلال .
وكشفت هيئة البث الصهيونية أن منفذ عملية الطعن التي وقعت في مدينة حيفا، هو شاب درزي من مدينة شفا عمرو يدعى يثرو شاهين.
بالمقابل يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ42 على التوالي، مخلّفا 27 شهيداً وعشرات الإصابات، ودمارا هائلا في البنية التحتية والممتلكات.
وأفادت مصادر محلية، عن إصابة طفلة فلسطينية رضيعة تبلغ من العمر 3 أشهر الليلة الماضية بالاختناق بالغاز السام الذي أطلقه الاحتلال الإسرائيلي عند مدخل مخيم جنين.
من جهتها أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، أمس الاثنين، استشهاد الأسير خالد محمود قاسم عبد الله من مخيم جنين، قبل عشرة أيام داخل سجن “مجدو” التابع للاحتلال
ولفتت الهيئة والنادي إلى أنّ الأسير عبد الله هو المعتقل الثالث الذي يعلن عن استشهاده في غضون أسبوع، ليرتفع عدد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة، إلى 61 شهيدا، وهم فقط المعلومة هوياتهم، من بينهم 40 أسيرا من غزة على الأقل.
من جهة أخرى قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان ، مؤيد شعبان، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين نفذوا 1705 اعتداءات، خلال شهر فبراير الماضي، في استمرار لمسلسل الإرهاب المتواصل من قبل دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه وممتلكاته.
وفي طولكرم، يواصل العدو الصهيوني عدوانه الواسع على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ36 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الــ23، وسط تعزيزات عسكرية مترافقة مع تهجير قسري وهدم للمنازل.
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس الاثنين، حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية المحتلة.