موقع 24:
2025-01-02@05:17:42 GMT

لماذا استبدل بشار النفط بالكبتاغون؟

تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT

لماذا استبدل بشار النفط بالكبتاغون؟

يا له من سؤال محيّر جداً، فكيف يمكن لنظام يمتلك خيار إنتاج النفط وتصديره للعالم، أن يستبدله وينتج بدلاً عنه الكبتاغون، ويتحوّل من منتج للطاقة ومؤثر في أسواق العالم إلى أكبر تاجر مخدرات عرفه التاريخ.

تشير تقارير بترولية أن حجم إنتاج سورية من النفط يصل إلى حوالي نصف مليون برميل يومياً، ويمكن تطويره إذا تم التعاون مع شركات بترولية غربية متقدمة في تكنولوجيا استخراج النفط إلى ما يقارب نفس الكمية الحالية، فضلاً عن الغاز المحتمل وجوده شرق المتوسط.

 
وبمتوسط أسعار اليوم (70 دولاراً للبرميل)، فإن الدخل المتوقع لسورية كان سيصل إلى حوالي 12 مليار دولار سنوياً، وهو ما يعني دخلاً مرتفعاً واقتصاداً حيوياً وتنمية ممتازة، وتحسين دخل الأفراد وتعديل سعر العملة وخفض التضخم.
هذا الدخل المرتفع الذي كان سيساهم فعلياً في تحسين الاقتصاد السوري، ورفع مستوى المعيشة، وتجويد البنية التحتية القديمة، أضاعه النظام السابق بسبب إدارته السيئة للأزمة التي واجهها وحمّلها إخفاقاته.
لكن الحقيقة أن إدارته السيئة للطاقة سبقت حتى أحداث 2011، وعند الحديث عن تجارة المخدرات المحرمة التي ازدهرت في فترة الرئيس السابق بشار الأسد، يجب الإشارة إلى أن تلك التجارة ليست وليدة أحداث الاحتجاجات الصاخبة التي شهدتها المدن السورية بعد 2011، ففي تقرير سابق لصحيفة «دير شبيغل الألمانية» نشر في يونيو (حزيران) 2022، خلص إلى أنه «يبدو أن نظام بشار الأسد متورط بشكل عميق في تجارة المخدرات الصناعية، وقد عثر المحققون الألمان على دليل على أن الرئيس السوري يموّل حكمه بأموال المخدرات»، بحسب التقرير.
ونقلت الصحيفة في هذا السياق عن المبعوث الأمريكي السابق إلى سورية جوييل رايبورن، قوله إن نظام الأسد لن يستطيع البقاء بدون عائدات الكبتاغون، مشيراً إلى أن الأسد وعائلته يتحكّمون بشكل مباشر في هذه التجارة. كما ذكرت أسماء مجموعة ممن يعتقد بكونهم متورطين في هذه التجارة.
كما أنه لا يمكن لوم الاحتجاجات على استخدام المخدرات في تمويل النظام، إذ تقول تقارير صحفية أخرى، إن قيادات أمنية وسياسية كانت مقربة من النظام خلال فترة الثمانينات الميلادية قادت بنفسها تجارة المخدرات والسلاح، وحوّلت سورية إلى مركز لها.
تجارة الكبتاغون تحديداً التي اشتكى منها العالم خلال العقد الماضي، ازدهرت بشكل متسارع على يد مسؤولين في نظام بشار الأسد، وهو ما جعل من سورية مركزاً عالمياً للمخدرات الصناعية، ودفع العديد من الدول إلى رفع مستوى حربها عليها بسبب كميات الإغراق الهائلة التي كان يدفع بها النظام السوري إلى محيطه العربي، والأوروبي.
الغريب أن النظام السابق الذي كان يمتلك النفط إضافة إلى موارد أخرى استبدله بالرغم من إمكانية أن يدر له أضعاف عوائد المخدرات، ولم يستخدمه للتنمية في بلاده، ولا حتى كوسيلة ضغط أو تفاوض مع الدول الكبرى خلال صراعه للبقاء، بينما استخدم المخدرات كوسيلة ضغط وابتزاز.
إذن ما الذي يدفع نظام للانغماس في تجارة محرمة وملاحقة وسيئة السمعة، مع إمكانه أن يجلب الأموال لخزينته بطرق شرعية ودون الدخول في مخاطرات كبرى، فمع أزمته الداخلية، كان من المفترض أن يحسّن علاقاته مع محيطه، ولا يستعدي العالم ضده، بل ويجعل من النفط أداة حل بدلاً من استخدام المخدرات أداة تدمير.
لقد استخدم نظام بشار الكبتاغون كسلاح يغزو به العالم ويعاقبه على فشله، كما أنه لم يكن الأول الذي يخضع لعقوبات اقتصادية، فقد سبقه العراق وليبيا، ومع ذلك تحايلت على تلك العقوبات من خلال عقود من الباطن أو بناء شراكات أو حتى بيعه في السوق السوداء، وهو ما يشير إلى إمكانية تحقيق مداخيل بعيداً عن تجارة المخدرات دون التورط في ما يطلق عليه جريمة منظمة يقودها نظام حاكم تلطخت سمعته للأبد.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات سقوط الأسد تجارة المخدرات

إقرأ أيضاً:

شبان دمشق يتنفسون الصعداء بعد سقوط نظام الأسد

تنفس شبان دمشق الصعداء عقب سقوط النظام وهروب رئيسه المخلوع بشار الأسد إلى روسيا، حيث تشهد شوارع العاصمة حركة واسعة لا سيما من قبل الشباب.

وكانت شوارع العاصمة على مدى السنوات الماضية تكاد تخلو من الوجوه الشابة بسبب القيود المفروضة على الطرقات الرئيسية وقبضة النظام الأمنية الصارمة، حسب أحمد العمر.

وأشار العمر وهو شاب ينحدر من ريف دمشق ويبلغ من العمر 27 عاما، إلى أنه تجول عقب سقوط النظام في الثامن من كانون الأول /ديسمبر في العديد من المناطق التي كانت مغلقة في وجه السكان.



ولفت في حديثه مع "عربي21"، إلى أنه دخل في أحياء وسط العاصمة دمشق لأول مرة منذ سنوات، حيث كان يتجنب العبور من خلالها مخافة اقتياده إلى الخدمة العسكرية الإلزامية بشكل تعسفي أو سلب دراجته الهوائية.

ورصد موفد "عربي21" مشاهد تظهر حركة شبان في أحياء العاصمة دمشق بكثافة أكبر من ذي قبل، وفق متحدثين محليين.

من جهته، قال ياسين سلام وهو أحد العاملين في متجر لبيع الألبسة بالقرب من سوق الحميدية الشهير في دمشق، إنه تنفس الصعداء بعد سقوط النظام.



وأوضح في حديث مع "عربي21"، أنه لم يبتعد عن الدائرة الواصلة بين محله ومنزله منذ أكثر من 5 سنوات مخافة اقتياده إلى الجيش.

وسلام يبلغ من العمر 42، وكان النظام المخلوع يطلب هذه الفئة العمرية من الرجال للخدمة العسكرية تحت بند "الاحتياط".

وكان القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع المعروف بـ"الجولاني"، كشف في تصريحات صحفية عن إلغاء إلزامية الخدمة العسكرية.



بحسب وصف سلام، فإن العاصمة دمشق كانت في ظل حكم نظام الأسد المخلوع بمثابة سجن أشبه ما يكون بسجن عدرا.

وبالرغم من توافد كثير من أهالي العاصمة دمشق والقادمين إليها من الخارج إلى أسواقها ومواقعها التاريخية، إلا أن الحذر بادٍ في الأجواء.

ويخيم الظلام على أحياء العاصمة دمشق وأريافها عقب مغيب الشمس بسبب انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة.

ورغم تردي الأوضاع المعيشية والخدمية في البلاد بعد سنوات الحرب الطويلة، إلا أن مظاهر الاحتفالات تكاد لا تغيب عن العاصمة دمشق والعديد من المحافظات الأخرى منذ سقوط النظام في الثامن من كانون الأول /ديسمبر الماضي.

يأتي ذلك في ظل تواصل مساعي الحكومة المؤقتة برئاسة محمد البشير من أجل دفع عجلة الحياة وتقديم الخدمات للشعب السوري دون انقطاع.

مقالات مشابهة

  • سقوط نظام الأسد فرص ومخاوف أردنية
  • اختيار بشار الأسد شخصية العام في مجال الجريمة والفساد لعام 2024
  • شبان دمشق يتنفسون الصعداء بعد سقوط نظام الأسد
  • الأخضر الإبراهيمي: بشار الأسد كان يعلم بكل الانتهاكات في سوريا
  • بشار الأسد شخصية عام 2024 في مجال الجريمة والفساد
  • لوفيغارو: لماذا يثير سقوط بشار الأسد قلق حلفاء روسيا الأفارقة؟
  • الجزائر ترفض الإعتراف بالقيادة السورية الجديدة وتوفر الحماية لرموز نظام بشار
  • دعم للسيادة وتعزيزا للعلاقات الدبلوماسية..بوريطة يتصل بوزير الخارجية السوري الجديد
  • سوريا.. كشف مصير «ضباط الصف الأول» و«أسماء الأسد»ممنوعة من العودة إلى بريطانيا!