ما هي الدول الأوروبية التي حظرت استخدام الهواتف الذكية في المدارس؟
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
مع تزايد المخاوف بشأن تأثير الهواتف الذكية على حياة الأطفال، اتخذت العديد من الدول الأوروبية خطوات لتقييد استخدامها في المدارس. يأتي ذلك استجابة لتوصيات تقرير اليونسكو لعام 2023، الذي دعا لاستخدام الهواتف في الفصول الدراسية فقط لدعم التعلم.
وتشير التحليلات إلى أن أكثر من 60 دولة حول العالم اعتمدت تدابير مشابهة، اذ أشارت التقارير إلى أن الهواتف تسبب تشتيت الانتباه، رغم وجود آراء تؤيد استخدامها لأغراض تعليمية.
فيما يلي نظرة على السياسات التي اتبعتها بعض الدول الأوروبية لتقييد استخدام الهواتف الذكية في المدارس:
فرنسا، المملكة المتحدةوهولندا
في فرنسا، تم حظر الهواتف المحمولة في المدارس الابتدائية والثانوية منذ عام 2018. وفي عام 2023، وسعت الحكومة نطاق الحظر ليشمل حوالي 200 مدرسة إضافية في إطار مبادرة "الاستراحة الرقمية"، مما أدى إلى منع استخدام الهواتف طوال اليوم الدراسي لنحو 50,000 طالب وطالبة.
Relatedيقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تضع رجلا آليا محل المعلم من باب التجربةبالأرقام.. في تركيا 7 ملايين طفل يعانون من الفقر وأجيال كاملة تضطر لترك المدرسة لإعالة أسرهممراهقة تقتل مدرّسا وتلميذا داخل مدرسة وتنتحر.. حدث في أمريكا حيث يفوق عدد قطع السلاح عدد السكانفي بريطانيا، اقترح أحد نواب حزب العمال مشروع قانون يهدف لمعالجة إدمان الأطفال على الهواتف. رغم ذلك، أكدت الحكومة أنها لا تخطط لفرض حظر شامل، لكنها أصدرت إرشادات لقادة المدارس لاتخاذ قراراتهم. وفقًا لاستطلاع حديث، أيد 70% من البريطانيين وضع الهواتف بعيدًا عن الطلاب أثناء الدراسة.
أما هولندا، ففرضت حظرًا على الاستخدام غير التعليمي للهواتف الذكية في المدارس الابتدائية والثانوية اعتبارًا من كانون الثاني/يناير 2023. يشمل الحظر الساعات الذكية والأجهزة اللوحية، مع استثناءات للطلاب ذوي الإعاقات أو الاحتياجات الخاصة.
إيطاليا، المجر، وإسبانيا
في إيطاليا، يمنع استخدام الهواتف المحمولة في الفصول الدراسية من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى الثانوية، إلا إذا كانت مطلوبة لدعم التعليم الفردي أو الطلاب ذوي الإعاقة.
واعتبارًا من أيلول/سبتمبر 2024، فرضت المجر حظرًا وطنيًا على استخدام الهواتف في المدارس. رغم ذلك، قوبل القرار ببعض الاحتجاجات، فقد وصفته نقابة المعلمين بأنه "عفا عليه الزمن".
أما في إسبانيا، فناقش وزير التعليم سياسات الهواتف في المدارس مع الأقاليم في بداية عام 2023، وأكدت الوزارة أن 7 أقاليم طبقت سياسات محلية بشأن الهواتف المحمولة في المدارس، وتُترك القرارات للأقاليم لتحديد القيود المناسبة.
أيرلندا، السويد وبلجيكا
تعمل أيرلندا على تطبيق حظر وطني بشأن استخدام الأطفال للهواتف الذكية في المدارس. خصصت الحكومة 9 ملايين يورو لهذا الغرض، مع توقع تنفيذ الحظر الكامل قبل نهاية العام الدراسي الجاري.
في السويد، لا يُسمح باستخدام الهواتف المحمولة في الفصول الدراسية إلا لأغراض تعليمية. كما أصدرت وكالة الصحة العامة توجيهات لتقليل وقت استخدام الشاشات للأطفال، مؤكدة أن الأطفال دون الثانية يجب ألا يستخدموا الوسائط الرقمية.
وكذلك في بلجيكا، قرر اتحاد والونيا-بروكسل حظر الاستخدام الترفيهي للهواتف في المدارس بدءًا من العام الدراسي 2025/2026، بهدف تحسين تركيز الطلاب وخلق بيئة تعليمية أكثر صحة.
اليونان، لاتفيا، لوكسمبورغ وفنلندا
في اليونان، يُطلب من التلامذة الاحتفاظ بهواتفهم في الحقائب أثناء اليوم الدراسي، وصرح رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس بأن الهواتف "لا مكان لها في المدارس".
واعتبارًا من أيار/مايو 2025، سيُحظر استخدام الهواتف حتى الصف السادس الابتدائي في لاتفيا، باستثناء الحالات التعليمية المحددة. وكذلك في لوكسمبورغ، سيُحظر استخدام الهواتف في المدارس الابتدائية للأطفال حتى سن 11 عامًا بدءاً من عيد الفصح 2025.
كما تخطط فنلندا لتعديل تشريعاتها لتقييد استخدام الهواتف في المدارس، مع منح المسؤولين مزيدًا من الصلاحيات لتطبيق الحظر إلا لأغراض تعليمية أو طبية.
إلى جانب الدول التي فرضت بالفعل قيودًا على الهواتف الذكية في المدارس، تفكر العديد من الدول الأوروبية الأخرى في تبني سياسات مشابهة. تشمل هذه الدول الدنمارك، قبرص، بلغاريا، والبرتغال، والتي بدأت بمناقشة تشريعات تتعلق باستخدام الهواتف في المدارس أو فرضت بعض القيود فعليًا.
وفقًا لتقرير برنامج التقييم الدولي للطلاب (PISA) لعام 2022، الصادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، فإن حظر الهواتف الذكية في المدارس يُظهر فعالية في الحد من تشتيت الانتباه أثناء الدراسة.
Relatedاعتقال طالبة اعتدت على معلمتها لطلبها خلع الحجاب في مدرسة شمال فرنسا تمسكا بالعلمانيةولادة الأمل من رحم الآلام والدمار.. افتتاح أول مدرسة في مخيمات الإيواء في غزةمدرسة ألمانية تدخل أول روبوت بشري لتعليم الطلاب فهل "نقف له ونُوَفِّيه التبجيل؟"ومع ذلك، أشار التقرير إلى وجود تحديات في التطبيق العملي للحظر، فقد أفاد حوالي 30% من الطلاب في الدول التي تفرض الحظر بأنهم ما زالوا يستخدمون الهواتف عدة مرات في اليوم داخل المدارس.
هذا الواقع يعكس الفجوة بين وضع القوانين وتنفيذها على أرض الواقع، مما يثير تساؤلات حول مدى جدية تطبيق الحظر والإجراءات الإضافية المطلوبة لضمان الامتثال. ومع ذلك، يبقى الاتجاه نحو تقليص استخدام الهواتف الذكية في المدارس محورًا مهمًا في النقاشات التعليمية في أوروبا.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية منهج المدارس في فلوريدا: هل يفي بتوقعات تدريس التاريخ الأفريقي الأمريكي؟ المغرب: تكريم 99 مدرسة لتميزها البيئي ضمن برنامج "المدارس الإيكولوجية" إسبانيا تعيد فتح المدارس بعد الإعصار.. 13 مؤسسة تعليمية خارج الخدمة تشريعمدارس مدرسةالصحةتكنولوجياهواتف ذكيةأوروباالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة ضحايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قتل إسرائيل قطاع غزة ضحايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قتل تشريع مدارس مدرسة الصحة تكنولوجيا هواتف ذكية أوروبا إسرائيل قطاع غزة ضحايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حركة حماس سوريا فلاديمير بوتين الشرق الأوسط قتل روسيا فرنسا استخدام الهواتف فی المدارس الهواتف المحمولة فی الدول الأوروبیة یعرض الآن Next المدارس ا
إقرأ أيضاً:
خبير تربوي: استخدام المساجد في التعليم يحسن أخلاقيات الطلاب ويصلح المجتمع
أكد الدكتور عاصم حجازي الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة ، أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للاستفادة من المساجد في العملية التعليمية، تأتي لتؤكد على مجموعة من الأهداف والفوائد المهمة:
استعادة الدور التربوي الشامل للمسجد كما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. تحقيق التكامل بين جميع المؤسسات التربوية فالمسجد مؤسسة تربوية مهمة وفاعلة. يعمل ذلك على زيادة ربط الطلاب بالمسجد ويساعد على تقوية السلوك الإيجابي والأخلاقي.يسهم في مواجهة وتقليل حدة العديد من المشكلات التي تواجه العملية التعليمية وعلى رأسها الكثافة. إستعادة مكانة المسجد في قلوب وعقول الطلاب ودوره في إصلاح المجتمع والمساهمة في حل مشكلاته وقضاياه. سوف يعمل ذلك أيضا على زيادة وعي الطلاب بأهمية الدين وتطوير وعيهم الديني من خلال ربط الدين بالحياة حيث يرى الطلاب المسجد وهو مؤسسة دينية تؤدي دورا في تعليم وتثقيف الطلاب وإعدادهم للحياة وهو ما يعكس أهمية هذه الخطوة في ربط الدين بواقع الحياة.سوف يزداد تبعا لذلك الاهتمام بالتربية الوجدانية والتي تمثل ركنا أساسيا من أركان العملية التعليمية وسوف تزداد فعاليتها .وكانت قد تشرفت وزارة الأوقاف أمس بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية - القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفل تخريج دورة الأئمة الثانية (دورة الإمام محمد عبده) عقب تأهيلهم لدى الأكاديمية العسكرية المصرية على مدار ستة أشهر، وذلك بمركز المنارة في التجمع الخامس.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال حفل تخرج الدورة التدريبية الثانية لوزارة الأوقاف بالأكاديمية العسكرية: "احنا عندنا مساجد كتيرة جدا وعندنا في نفس الوقت حجم قليل من المدارس، وكان أيام النبي صلى الله عليه وسلم، تستخدم في كل شؤون الدنيا"، مردفا: "النهاردة ليه ما بنستفدش من المساجد الموجودة، ونعلم فيها ولادنا ، نعمل مدرسة ونعمل جامع، وممكن أعمل الجامع ويبقى جواه المدرسة".
كما وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كلمة مهمة للأئمة في احتفال الأكاديمية والوزارة الأوقاف بتخريج الدفعة، وفي ما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
أبنائي الخريجين من الأئمة الكرام،
السيدات والسادة الحضور…
نحتفل اليوم بتخريج كوكبة جديدة من الأئمة الذين سوف يحملون على عاتقهم أمانة الكلمة، ونشر نور الهداية، وترسيخ قيم الرحمة والتسامح والوعي.
وكنت قد وجهتُ وزارة الأوقاف، بالتعاون مع مؤسسات الدولة الوطنية، وعلى رأسها الأكاديمية العسكرية المصرية، بوضع برنامج تدريبي متكامل يُعنى بصقل مهارات الأئمة علميًا وثقافيًا وسلوكيًا، بهدف الارتقاء بمستوى الأداء الدعوي، وتعزيز أدوات التواصل مع المجتمع، ليكون الإمام نبراساً للوعي، متمكناً من البيان، بارعاً في الإقناع، أمينًا في النقل، حاضرًا بوعيٍ نافذ وإدراكٍ عميق لمختلف القضايا الفكرية والتحديات الراهنة.
وها نحن اليوم أمام ثمار هذا التعاون البناء، نرى فيه هذه النخبة المشرقة من الأئمة الذين تلقَّوا إعدادًا نوعيًا يمزج بين أصول علوم الدين الراسخة وأدوات التواصل الحديثة، متسلحين برؤية وطنية خالصة، وولاءٍ لله ثم للوطن، وإدراكٍ واعٍ لتحديات العصر ومتغيراته، مع المحافظة على الثوابت.
السادة الحضور … أبنائي الأئمة
في زمن تتعاظم فيه الحاجة إلى خطاب ديني مستنير، وفكرٍ رشيد، وكلمة مسئولة، تتجلّى مكانتكم بوصفكم حَمَلة لواء هذا النهج القويم.
وقد أدركنا منذ اللحظة الأولى أن تجديد الخطاب الديني لا يكون إلا على أيدي دعاة مستنيرين، أغنياء بالعلم، واسعي الأفق، مدركين للتحديات، أمناء على الدين والوطن، قادرين على تقديم حلول عمليةٍ للناس، تداوي مشكلاتهم وتتصدى لتحدياتهم، بما يُحقق مقاصد الدين ويحفظ ثوابته العريقة.
ولا تنحصر مهمة تجديد الخطاب الديني في تصحيح المفاهيم المغلوطة فحسب؛ بل تمتد لتقديم الصورة المشرقة الحقيقية للدين الحنيف، كما تجلّت في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكما نقلها الصحابة الكرام، وكما أرسى معالمها أئمة الهُدى عبر العصور.
واليوم وأنتم تتخرجون، وتخطون أولى خطواتكم في هذا الدرب النبيل، فإن أعظم ما نعول عليه منكم هو أن تحفظوا العهد مع الله، ثم مع وطنكم بأن تكونوا دعاة إلى الخير، ناشرين للرحمة، وسفراء سلام للعالم بأسره.
وإن مصر، بتاريخها العريق وعلمائها الأجلاء ومؤسساتها الراسخة، كانت وستظل منارةً للإسلام الوسطي المستنير، الذي يُعلي قيمة الإنسان، ويُكرّم العقل، ويحترم التنوع، ويرسي معاني العدل والرحمة.
وما نشهده اليوم يؤكد مضيَّ الدولة المصرية بثباتٍ وعزمٍ في مشروعها الوطني لبناء الإنسان المصري بناءً متكاملًا، يُراعي العقل والوجدان، ويجعل من الدين ركيزةً للنهوض والتقدم، في ظل قيم الانتماء والوسطية والرشد.
ختامًا… أُحيي كل عقلٍ وفكرٍ ويدٍ أسهمت في إنجاز هذا العمل الجليل، من وزارة الأوقاف، ومن الأكاديمية العسكرية المصرية، ومن كل مؤسسة وطنية، آمنت بأن بناء الإنسان هو بناء للوطن، وتحصين لجيلٍ قادم، وتمهيدٌ لمستقبل أكثر إشراقًا.
وفقكم الله جميعًا، وبارك في جهودكم، وجعلنا دائمًا في خدمة الحق والخير والإنسانية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد انتهاء الرئيس من كلمته المكتوبة، وجه عدة رسائل تحمل رؤية الدولة في إعداد إنسان متوازن ومسئول، قادر على الإسهام الإيجابي في المجتمع، مشيرًا إلى أهمية الاقتداء بالإمام السيوطي كنموذج يحتذى به، إذ حاز علومًا متعددة وأتقنا فأنتج ١١٦٤ كتابًا في حياته التي لم تزد عن ٦٢ عامًا.
وأكد الرئيس أن الكلمات وحدها لا تكفي لإحداث تأثير في المجتمع؛ بل يجب أن تُترجم إلى أفعال إيجابية وفعالة تُشكل مسارًا يُتبع ويُنفذ، وضرب مثالًا على ذلك بحسن استغلال المساجد والارتقاء برسالتها، وترسيخ القيم التي تحض على محاسن الأخلاق كحُسن معاملة الجيران، والاهتمام بتربية الأبناء، ومواكبة التطور دون المساس بالثوابت.
واختتم الرئيس حديثه بتأكيد أهمية الحفاظ على اللغة العربية، ودور الدعاة في أن يكونوا حماة للحرية، بما يعكس رؤية شاملة للتنمية المجتمعية، مؤكدًا سيادته أن الدورة التي حصل عليها الأئمة بالأكاديمية العسكرية المصرية عكف على إعدادها علماء متخصصون في علم النفس والاجتماع والإعلام وكل المجالات ذات الصلة؛ إلى جانب الدراسات الدينية والعربية التخصصية التي تولت وزارة الأوقاف اختيار محتوياتها وأساتذتها.
وعقب انتهاء الكلمة، تقدم الرئيس بخالص التعازي لوفاة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان؛ مؤكدًا أن الانسانية قد خسرت بوفاته قامة كبيرة.