عربي21:
2025-01-02@03:23:47 GMT

الأقصى.. وهدف الاستهداف

تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT

اعتاد الفلسطينيون النظر بعين الخطر إلى طقوس واحتفالات اليهود المقامة في أعيادهم ومناسباتهم الدينية أو التراثية؛ لأنها تحولت إلى قواعد أو مواعيد تضعهم أمام سلسلة من الانتهاكات الجديدة؛ من أجل تكريس فكرة احتلالية من شأنها خلق الوقائع الاستيطانية على الأرض وطرح الأطماع السياسية، ولا يخرج عن القاعدة استغلال السياسي للاحتفالات الحالية المقامة بعيد الحانوكا الأنوار، يقوم خلالها المحتفلون بإشعال الشموع أو ما شابه على مدار ثمانية أيام تبدأ من الخامس والعشرين من كانون الأول.



وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، لا يوفر مناسبة دينية أو تراثية لتنفيذ مخططاته الاستيطانية، وتوظيفها في سبيل تحقيق المكاسب السياسية والدعاية لبرنامجه السياسي والانتخابي، وتحشيد مؤيديه الذين تظهرهم استطلاعات الرأي العام يحافظون على شعبيتهم وحصتهم بالرأي العام، كأحد مظاهر النزوع العام نحو اليمين الديني المتطرف الذي يشهده المجتمع الإسرائيلي بشكل عام.

واقتحم بن غفير، على رأس مجموعة كبيرة من أتباعه، باحات المسجد الأقصى؛ بذريعة الاحتفال بعيد الحانوكا، معلناً خطته الاحتفالية في إشعال الشموع على مدار ثمانية أيام، في أداء جديد لا ينفصم عن أهدافه المعبر عنها في جميع الاقتحامات السابقة، وكذلك ينطبق على اللاحقة المنتظرة، كونها تحمل معنى سياسياً واحداً بالنتيجة في الخروج بتحقيق ما يصبو إليه والتطلع نحو فرض التعامل مع الأقصى باعتباره الهيكل، وتوظيفه في خدمة هدف التسليم بالتقسيم المكاني بعد التقسيم الزماني وفرض الواقع تدريجياً.

وهو ما تم الاعتياد على تكريس بعض الممارسات في مناسبات مختلفة تحت ذرائع دينية مضللة، منها إدخال النخيل للأقصى، وغير ذلك من القرابين النباتية والحيوانية، أو النفخ في الأبواق، أو البحث عن الهيكل أسفل قبة الصخرة، بينما في الحقيقة يضع عينه على تنفيذ مشاريع ومخططات استيطانية كبناء كنيس في المكان، بغرض رسْم الوقائع المادية على أرض المسجد الأقصى بقصد تشريع التقسيم المكاني، كما وقع مع تقسيم الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل.  

بقراءة بسيطة لجميع الاقتحامات التي جرت تحت عنوان «البحث عن الهيكل»، يتبين أن الخطة ليست خطة بن غفير وحده رغم ارتباطها الوثيق بمصالحه ذات الطبيعة السياسية والشخصية، ولا يمكن فصلها عن دعوة وزير التراث والثقافة والسياحة عميحاي إلياهو إلى إحياء عيد الحانوكا في المسجد الأقصى، وهو الذي اشتهر بدعوته لإلقاء قنبلة ذرية على قطاع غزة لتسريع نتائج حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، المترافقة مع دعواته إلى التهجير، معتبراً أن «لا أبرياء في غزة».
اقتحام الأقصى في عيد الحانوكا يتم بغطاء من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو
لا بد من ملاحظة أن اقتحام الأقصى في عيد الحانوكا يتم بغطاء من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، رغم محاولاته التقليل من شأن مخاطرها السياسية، معتبراً أن الاقتحام لا يغير من الواقع القائم في المسجد الأقصى أو يشكل مساساً به، رغم أن الاقتحامات المتتالية في القدس تتم في قلب المسجد الأقصى نحو تغييره، في الوقت الذي يملأ الأجواء بضجيج تغيير خارطة الشرق الأوسط الجديد وتجيير نتائج حروبه العدوانية في المنطقة لصالحه وشخصه، باعتبارها نتاج «إنجازاته» الخاصة في غزة ولبنان وسورية، ومنها التغيير الذي يتم رسمه على خارطة فلسطين باتجاه السيطرة التامة متطلعاً نحو تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى.

بن غفير يستند في اقتحاماته إلى تشكيل تحالف يهودي مكون من ست وعشرين منظمة يهودية بمثابة شبكة أمان حول فكرة وجود الهيكل وتسويغها وترويجها، نحو تحقيق الهدف بالعمل المنظم كطريق إلى تحقيق المآرب، واجداً الصدى الكامل من قبل الحكومة التي تخصص الموازنات اللازمة من أجل حشد المتدينين وتنظيم وتمويل الاقتحامات وضمان ديمومته وانتظامه، بتوفير اللوازم اللوجستية من أعلام وأبواق ومواصلات دون اكتراث بردود الفعل سواء المواجهات أو انفجار الصراع الديني، وصولاً بسخريته من المواقف الدولية المناوئة.

على الجبهة الأخرى، لا نجد سوى الإدانات والاستنكارات المتفرقة من قبل بعض الدول العربية والإسلامية، التي يبلغ عددها سبع وخمسين دولة، تتدفأ على مواقف لفظية وانتقائية موسمية، بينما منظمة التعاون الإسلامي وفي أحسن الأحوال تصدر بين فينة وأخرى بعض المواقف اللفظية التي تعطي الانطباعات بالتسليم بوجود الاحتلال وبطشه كقدر، بمعزل عن اتخاذها المواقف المؤثرة أو عمل ما من شأنه الإضرار حتى لو كان جزئياً بمصالح الدول العظمى التي تملك مفاتيح التغيير والتأثير، إذا ما تم الضغط عليها بمواقف عملية مباشرة.. فماذا نحن فاعلون؟

الأيام الفلسطينية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه بن غفير الأقصى الاقتحامات القدس القدس الأقصى اقتحام الضفة بن غفير اقتصاد صحافة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المسجد الأقصى بن غفیر

إقرأ أيضاً:

مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال

 

اقتحم عدد من المستوطنين اليوم الإثنين باحات المسجد الأقصى المبارك وأدوا طقوسا تلمودية بحماية من عناصر شرطة الاحتلال الإسرائيلي وسط تشديدات على دخول المصلين المسلمين وإجراءات عسكرية مشددة على أبواب المسجد كافة ومحيط ومداخل البلدة القديمة في القدس.

السعودية تُدين اقتحام مستعمرين المسجد الأقصى نقيب الأشراف: اقتحام وزير إسرائيلي المسجد الأقصى عمل إجرامي واستفزاز لمشاعر المسلمين

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن هذا الاقتحام يأتي في خامس أيام عيد الأنوار "الحانوكاه" اليهودي الذي شهد دعوات أطلقها مستوطنون لزيادة الاقتحامات مع حلول العيد الذي يتواصل حتى نهاية الأسبوع الجاري كما دعت ما تسمى "جماعات الهيكل" المتطرفة إلى اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى خلال عيد "الحانوكاه" اليهودي.

 

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي الشامل على قطاع غزة والضفة الغربية في أكتوبر 2023 ، شددت قوات الاحتلال إجراءاتها عند أبواب المسجد الأقصى ومداخل البلدة القديمة حيث اقتحم أكثر من 68 ألف مستعمر "الأقصى"..وفقا لمعطيات صادرة عن محافظة القدس.

 

وعلى صعيد آخر .. أفادت الوكالة بأن مستوطنين من مستعمرة "أفيجال" المقامة عنوةً على أراضي المواطنين شرق يطا، اعتدوا على أراضٍ لعائلة مواطن قرب من "عين العسيرة" في منطقة "أم الشقحان" بمسافر يطا وقاموا بأعمال تجريف وزراعة أشجار في محاولة للاستيلاء عليها.. مشيرة إلى أن المستوطنين كثفوا من اعتداءاتهم على ممتلكات المواطنين في المسافر بحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

جيش الاحتلال يُخفي مصير عشرات المعتقلين من قطاع غزة

ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنه منذ بداية الحرب بقي مصير عدد من الفلسطينيين في قطاع غزة مجهولاً على الرغم من أن آخر مرة شُوهدوا فيها كانوا معتقلين من قبل "الجيش" الإسرائيلي، فيما يدعي "الجيش" أنه "ليس لديه معلومات عنهم".

 

وأشارت الصحيفة إلى أن "عشرات الغزيين اختفوا عندما كانوا بحوزة "الجيش" الإسرائيلي.. والجيش يزعم أنه لا يعلم أين هم لكن بفحص متكرر وجد بعضهم قيد الاعتقال أو توفوا (قتلوا)".

 

ولفتت إلى أن فلسطينيين ومنظمات حقوقية قدموا 27 التماساً خلال الأشهر الأخيرة لمعرفة مصير المفقودين وتم رفض معظمها، موضحةً أن "الجيش اكتشف في حالات عدة أن الأشخاص الذين ادعى أنه ليس لديه معلومات عنهم كانوا في مرافق الاحتجاز الإسرائيلية أو ماتوا".

 

وفي هذا الإطار، أكدت أنه منذ بداية الحرب، تم اعتقال الكثير من سكان غزة، وتم نقل بعضهم إلى مراكز الاحتجاز في "إسرائيل"، بينما احتجز البعض الآخر لفترات في القطاع. 

 

ومن الحالات التي ذكرتها الصحيفة عن تلقي أقرباء معتقل تأكيدات بأنه لم يكن محتجزاً، إلا أن الواقع كان عكس ذلك، وهي حالة أحد سكان غزة الذي اعتقله "الجيش" في نهاية مايو 2024. وقد قُوبل طلب عائلته من "الجيش" لتحديد مكانه بالإجابة "لا يوجد ما يشير إلى اعتقال أو احتجاز". ورغم ذلك، تم إطلاق سراح المواطن نفسه بعد نحو شهرين، و"قال إنه طوال تلك الفترة كان محتجزاً لدى الجيش داخل القطاع ويُنقل من مكان إلى آخر".

 

وهناك حالة أخرى غيّر فيها "الجيش" رده بعد تقديم التماس نُشر في صحيفة "هآرتس" في نوفمبر، وتتعلق بمنير الفكعوي وابنه ياسين، اللذين ادعى "الجيش" أنه لا يوجد ما يشير إلى اعتقالهما، ليتبين فيما بعد أن الاثنين "توفيا" (استشهدا) أثناء احتجازهما.

مقالات مشابهة

  • خطيب المسجد الأقصى: 2024م الأكثر تصعيدا في انتهاكات العدو الصهيوني بحق شعبنا ومقدساته
  • رقم قياسي.. 53 ألفا و605 مستوطنين اقتحموا الأقصى في 2024
  • فارس البيل: الغارات التي تعرضت لها اليمن تشهد تطورًا ملحوظًا في أهدافها
  • المملكة تدين اقتحام مستوطنين باحات الأقصى
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى مجددا
  • جماعة الهيكل تقتحم الأقصى في اليوم الخامس من عيد الحانوكاة
  • مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
  • مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى