هل الخوف من المصائب يجعله يتحقق؟.. 3 أفعال تنزل عليك البلوى فاحذرها
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
لاشك أنه لا يمكن التغاضي أو تجاهل السؤال عن هل الخوف من المصائب يجعله يتحقق ؟، باعتباره أحد أكبر المخاوف التي تؤرق الكثيرون، الذين يتوقعون دائمًا الأسوأ في مسارات حيواتهم، ومن ثم ينبغي الوقوف على حقيقة هل الخوف من المصائب يجعله يتحقق ؟ خاصة وأن الخوف شعور فطري والدنيا دار بلاء وابتلاء ، ولا استثناءات لأحد من ذلك، وهو ما يبين أهمية معرفة هل الخوف من المصائب يجعله يتحقق ؟.
حذر الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف، في حال توقع المكروه والمصائب من النطق بها والإفصاح عنها، منوهًا بأن هذا قد يجعلها تتحقق.
وأوضح " تمام " في إجابته عن سؤال : هل الخوف من المصائب يجعله يتحقق ؟، أنه ينبغي التفاؤل وحسن الظن بالله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أن البلاء قد يكون مرتبطًا بما ينطق به الإنسان.
وأشار إلى أنه قال الصحابة الكرام: "البلاء موكل بالمنطق"، وبالتالي يجب أن نكون حذرين في حديثنا وأفكارنا، لأننا قد نجذب البلاء بلساننا أو بتوقعاتنا السلبية، موضحًا أنه كان السلف الصالح دائمًا حريصين على ألا ينطقوا بالكلام السيئ أو يعتقدوا في شيء مكروه، حتى لا يصيبهم البلاء.
وتابع: وكان أحدهم يقول: 'والله إن نفسي لتحدث مني بشيء فلا أنطق به خوفًا أن أبتلى به'، وهذا يعني أن مجرد التفكير في شيء سيء، يجب علينا أن نتخلص منه على الفور، حتى لا يؤثر علينا.
ونبه إلى أن الأمر الأخطر من ذلك هو الدعاء على النفس أو على الآخرين بالسوء، في الحديث النبوي الشريف، قال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: 'لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم، فقد يصادف الدعاء استجابة'.
وأفاد بأن في هذا تأكيد على أن الدعاء قد يتحقق، لذلك يجب أن نكون حذرين في كلماتنا، مشيرًا إلى موقف النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذهب لعيادة رجل مريض.
واستند لما فقال صلى الله عليه وسلم له: "لا بأس، طهور إن شاء الله"، ثم قال المريض: "حمى تفور تأخذني إلى القبور"، ليؤكد النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم، إذا كنت تريد ذلك، فسيحدث"، وهذا يعكس حقيقة أن كل شيء بيد الله تعالى، وأن الإنسان ينبغي أن يتفاءل دائمًا بالله مهما كانت الظروف.
وبين أيضًا أهمية الاعتقاد في أن الله هو مسبب الأسباب، حتى وإن كانت وسائل الطب تقول غير ذلك، مبينًا أن الأطباء قد يخبرونك بأن حالتك ميؤوس منها، لكننا نعلم أن الله هو الذي يملك الأمر كله، وهو القادر على تغيير الأقدار.
وأضاف: "المؤمن لا ينبغي أن يذل نفسه بتعرضه للبلاء الذي لا يطيقه، كأن يذهب إلى العرافين أو المنجمين، أو يتوقع الشر في حياته، يجب أن نتوكل على الله ونعتمد عليه وحده، ونحسن الظن به في كل شيء".
دعاء الخوف من وقوع مصيبةورد في دعاء الخوف من وقوع مصيبة ، أنه ينبغي المواظبة على الأدعية الجوامع التي يستجاب بها الدعاء وتحل بها المشاكل، ففي مسند أحمد وسنن الترمذي والمستدرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له. والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني..
وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنت جالساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا، فقال في دعائه: اللهم إني اسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه أتدرون بم دعا؟، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. رواه النسائي والإمام أحمد.
وفي سنن الترمذي من حديث أسماء بنت عميس قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب أو في الكرب: الله الله ربي لا أشرك به شيئاً. وروى أحمد وغيره عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجاً قال: فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها.
وأما حسبي الله ونعم الوكيل فيشرع التعوذ بها لما في الأثر عن ابن عباس: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. رواه البخاري... واحرص على تكرار حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. سبع مرات عند المساء والصباح، ففي الحديث: من قال حين صبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة. رواه ابن السني وصححه الأرناؤوط.
وروي حديث فيها بلفظ: حسبي الله ونعم الوكيل أمان كل خائف. ولكنه لم يصح كما قال الذهبي في السير وضعفه الألباني في الضعيفة، وقال الذهبي في السير في ترجمة الحافظ تقي الدين عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور بن رافع بن حسن بن جعفر المقدسي الجماعيلي قال: كان الحافظ لا يصبر عن إنكار المنكر إذا رآه وكنا مرة أنكرنا على قوم وأرقنا خمرهم وتضاربنا فسمع خالي أبو عمر فضاق صدره وخاصمنا فلما جئنا إلى الحافظ طيب قلوبنا وصوب فعلنا وتلا: وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك.. وسمعت أبا بكر بن أحمد الطحان قال: كان بعض أولاد صلاح الدين قد عملت لهم طنابير وكانوا في بستان يشربون فلقي الحافظ الطنابير فكسرها قال: فحدثني الحافظ قال: فلما كنت أنا وعبد الهادي عند حمام كافور إذا قوم كثير معهم عصي فخففت المشي وجعلت أقول حسبي الله ونعم الوكيل فلما صرت على الجسر لحقوا صاحبي فقال: أنا ما كسرت لكم شيئاً هذا هو الذي كسر قال: فإذا فارس يركض فترجل وقبل يدي وقال: الصبيان ما عرفوك. انتهى.
وأما بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم. فيشرع التعوذ بها لما ثبت عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل يوم: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.
وأما آية: وجعلنا من بين أيديهم سداً من خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون. فقد روي التعوذ بها عن النبي صلى الله وسلم، ولكنه لم يصح سنده. فقد قال ابن إسحاق حدثني يزيد بن أبي زياد عن محمد بن كعب القرظي قال: لما اجتمعوا له وفيهم أبو جهل قال وهم على بابه إن محمداً يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب والعجم ثم بعثتم من بعد موتكم فجعلت لكم جنان كجنان الأردن وإن لم تفعلوا كان فيكم ذبح ثم بعثتم بعد موتكم ثم جعلت لكم نار تحرقون فيها، قال: فخرج رسول الله فأخذ حفنة من تراب في يده ثم قال: نعم أنا أقول ذلك أنت أحدهم وأخذ الله على أبصارهم عنه فلا يرونه فجعل ينثر ذلك التراب على رؤسهم وهو يتلو هذه الآيات يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم إلى قوله وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المزيد رسول الله صلى الله علیه وسلم النبی صلى الله علیه وسلم الله ونعم الوکیل لا إله إلا حسبی الله
إقرأ أيضاً:
هل التأمين على السيارات حلال أم حرام؟.. الإفتاء تكشف
كشفت دار الإفتاء المصرية، حكم التأمين على السيارات، مشيرة إلى أنه جائزٌ شرعًا؛ لأنه في حقيقته تبرعٌ وليس معاوضةً ولا ضريبةً تحصل بالقوة، بل هو من التكافل والتضامن والتعاون على البر في رفع ما يصيب الأفراد من أضرار الحوادث ونحوها، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2].
هل يجوز إخراج زكاة المال طعام للفقراء؟.. أمين الإفتاء يجيب
هل يجوز للفتاة صلاة قضاء الحاجة للزواج من شخص معين؟.. الإفتاء توضح
ما التناجي الذي نهى عنه الرسول ومتى يجوز؟.. الإفتاء تجيب
هل تُقبل الصدقة من مال مصدره حرام؟.. الإفتاء توضح الفرق بين التصدّق وتبرئة الذمّة
وسبق لـ دار الإفتاء المصرية أن أصدرت فتوى في شأن التأمين ونصت على :
لما كان التأمين بأنواعه المختلفة من المعاملاتِ المستحدثةِ التي لم يرد بشأنها نصٌّ شرعيٌّ بالحلِّ أو بالحرمة شأنه في ذلك شأن معاملات البنوك فقد خضع التعامل به لاجتهادات العلماء وأبحاثهم المستنبطة من بعض النصوص في عمومها؛ كقوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [المائدة: 2]، وكقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «تَرَى المُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى» رواه البخاري، إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة الواردة في هذا الباب.
والتأمين على ثلاثة أنواع:
الأول: التأمين التبادلي: وتقوم به مجموعة من الأفراد أو الجمعيات؛ لتعويض الأضرار التي تلحق بعضهم.
الثاني: التأمين الاجتماعي: وهو تأمين من يعتمدون في حياتهم على كسب عملهم من الأخطار التي يتعرضون لها، ويقوم على أساس فكرة التكافل الاجتماعي، وتقوم به الدولة.
الثالث: التأمين التجاري: وتقوم به شركات مساهمة تنشأ لهذا الغرض.
والنوع الأول والثاني يكاد الإجماع أن يكون منعقدًا على أنهما موافقان لمبادئ الشريعة الإسلامية؛ لكونهما تبرعًا في الأصل، وتعاونًا على البر والتقوى، وتحقيقًا لمبدأ التكافل الاجتماعي، والتعاون بين المسلمين دون قصدٍ للربح، ولا تفسدهما الجهالة ولا الغرر، ولا تعتبر زيادة مبلغ التأمين فيهما عن الاشتراكات المدفوعة ربًا؛ لأن هذه الأقساط ليست في مقابل الأجل، وإنما هي تبرع لتعويض أضرار الخطر.
أما النوع الثالث: وهو التأمين التجاري ومنه التأمين على الأشخاص فقد اشتد الخلاف حوله واحتد: فبينما يرى فريق من العلماء أن هذا النوع من التعامل حرامٌ؛ لما يكتنفه من الغرر المنهي عنه، ولما يتضمنه من القمار والمراهنة والربا، يرى فريق آخر أن التأمين التجاري جائز وليس فيه ما يخالفُ الشريعةَ الإسلامية؛ لأنه قائم أساسًا على التكافل الاجتماعي والتعاون على البر، وأنه تبرعٌ في الأصل وليس معاوضة، واستدل هؤلاء الأخيرون على ما ذهبوا إليه بعموم النصوص في الكتاب والسنة وبأدلة المعقول.
أما الكتاب فقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1]، فقالوا: إن لفظ العقود عامٌّ يشمل كل العقود ومنها التأمين وغيره، ولو كان هذا العقد محظورًا لبيَّنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وحيث لم يبينه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فإن العموم يكون مرادًا ويدخل عقد التأمين تحت هذا العموم.
وأما السنة فقد روي عن عمرو بن يثربي الضَّمْرِيِّ قال: شهدتُ خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمنًى، وكان فيما خطب: «وَلاَ يَحِلُّ لاِمْرِئٍ مِنْ مَالِ أَخِيهِ إِلاَّ مَا طَابَتْ بِهِ نَفْسُهُ» رواه أحمد، فقد جعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طريق حل المال أن تسمح به نفس باذله من خلال التراضي، والتأمين يتراضى فيه الطرفان على أخذ مال بطريق مخصوص فيكون حلالًا.
ومن المعقول: أن التأمين وهو تبرعٌ من المؤمِّن؛ حيث يتبرع بالقسط المدفوع، وتبرع من جهة أخرى من الشركة؛ حيث تتبرع بقيمة التأمين، وذلك على سبيل توزيع المخاطر والتعاون على حمل المبتلى لا يشتمل على منهي شرعًا.
كما استدلوا أيضًا بالعرف فقد جرى العرف على التعامل بهذا النوع من العقود، والعرف مصدرٌ من مصادر التشريع كما هو معلوم، وكذا المصلحة المرسلة، كما أن بين التأمين التجاري والتأمين التبادلي والاجتماعي المجمع على حلهما وموافقتهما لمبادئ الشريعة وجوه شبه كثيرة، مما يسحب حكمهما عليه فيكون حلالًا.