علامات حب الله للعبد، إحدى وسائل الطمأنينة والنجاة من مصائب الدنيا وبلائها، ويمكن القول بأن معرفة ما علامات حب الله للعبد؟، تضع نهاية لكل مخاف الإنسان، لأنه يدرك أنه في معية الله تعالى ومن ثم تهدأ نفسه .

دقائق بسيطة تحصنك وتمنحك بركة وحفظا من الله.. اختم يومك بهاما علامات حب الله للعبد

ورد في مسألة ما علامات حب الله للعبد ؟، أن هناك عدة أمور تظهر على العبد الذي يحبه الله جل وعلا، وهي:

يحبّب التقرب إلى الله إلى قلبه.

ييسر له عمل العبادات والطاعات وأداء الصلاة في جماعة، وأداء الفرائض في أوقاتها.ينزّل على قلبه الشعور بالراحة والسكينة.يلهم قلبه الصبر على الابتلاء والمصائب، حيث يعتبر الابتلاء اختباراً لقوّة تحمّل العبد وصبره.يجعله محبوباً ومقبولاً بين الناس وفي الأرض، فالله إنْ أحبّ عبداً أمر أهل السماء أن يحبّوه، فإن أحبّوه أمر أهل الأرض أن يحبوه.يبعد عنه المحرمات والمعاصي.ويحبّب ذكر الله وتلاوة القرآن إلى قلبه.يوفّقه للعمل الصالح، سواء كان بدنياً، أو قولياً، أو مالياً.يلين قلبه ويبعد عنه القسوة، ويمنحه صفة الرحمة عند التعامل مع الآخرين.يوفقه للتوبة.يوفقه لنفع الناس وقضاء حوائجهم.يوفقه للإحسان إلى أهل بيته، ويحسِن عشرته.يلهمه الصواب والسداد والحكمة في الأقوال والأفعال والمواقف.يغفر له ذنوبه.يستجيب لدعائه؛ فالله إذا أحبّ عبداً لا يردّ له دعاءً أو يخيّب له رجاء، وإن لم يستجب له في الدنيا يعوّضه خيراً في الآخرة.محبة الله للعبد

خلق الله الإنسان لعبادته، واتباع أوامره، والتقرب إليه، واجتباب ما نهى عنه، فهو وحده من يستحقّ العبادة والمحبّة الخالصة، وتعتبر محبّة الله من أصول الدين وقوت للروح وغذاء للقلب، ومن دونها ستكون العبادة عبارة طقوس شكلية فقط من دون أيّ معنى، وعلى قدر حبّ العبد لربّه ستكون محبّة الله له، ومحبّة الله للعبد أسمى ما يمكن أن يسعى له، فهي مصدر كلّ البركة في حياتنا، ومن الممكن أن يستدلّ المسلم على حبّ الله له، من خلال العديد من العلامات التي تم ذكرها في الكتاب والسنة.

دلائل حب الله للعبد

ورد عن  دلائل حب الله للعبد أنها كثيرةٌ هي الإشارات والعلامات التي يستدلّ المؤمن من خلالها على مَحبّة الله -تعالى- له، ومنها :

حماية العبد من الدُّنيا قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في ذلك: (إذا أحبَّ اللَّهُ عَبدًا حماهُ الدُّنيا كَما يظلُّ أحدُكُم يَحمي سَقيمَهُ الماءَ)؛ فالله يحمي العبد الذي يُحبّه من فِتن الدُّنيا، كالأموال، والزخارف، والزينة، وغيرها؛ بأن يمنعها عنه كما يمنع الإنسان قريبَه المريض من الماء إذا طلب منه الطبيب ذلك؛ لأنّ فيه ضرراً عليه.

ويشير الحديث السابق إلى أنّ ما يقع للعبد من حرمان في بعض ما يراه النّاس خيراً هو في حقيقته خيرٌ أراده الله لعبده، وقد لا يعلم المرء علّة المنع أو ما ادّخره الله تعالى له جزاءً لصبره، وفيه دلالة كذلك على أنّ منع الله النّعمة عن بعض عباده المتّقين ليس سخطاً عليهم، بل حبّاً لهم ورفعاً لدرجاته.

اتِّباع المسلم للرسول قال -تعالى- واصفاً قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، تواضُع المؤمنين لبعضهم وعزّتهم في دينهم وصفَ الله -تعالى- العباد الذين يُحبّهم بأنّهم لا يخشون لومة لائم في سبيل الله -تعالى-، وهم يتّصفون بأنّهم مُتواضعون، وغير مُتكبّرين، بعضهم على بعض، إلى جانب كونهم أعزّة في دينهم؛ فقد قال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).

كتابة القبول للعبد في الأرض قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في ذلك: (إِذَا أحَبَّ اللَّهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحْبِبْهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ).

تسخير العبد جوارحَه لله تعالى يُسخّر العبد جوارحَه لله -تعالى-، ووصول العبد إلى هذه المرحلة يوصله إلى مرحلة الولاية، وهو في هذه الدرجة لا يسمح لحَواسّه إلّا أن تُستعمَل فيما يُحبّه الله -تعالى-؛ فلا يستعمل يدَيه في الأخذ والعطاء إلّا بما يُرضي الله -تعالى-.

ولا يسمع بأذنَيه إلّا ما أحبّه الله -تعالى-، ولا يمشي برجلَيه إلّا إلى ما يُحبه الله -تعالى-، ولا يرى بعينَيه إلّا ما يُحبّه الله -تعالى-؛ قال -تعالى- على لسان نبيّه -عليه الصلاة والسلام: (فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ).

إخلاص العبد لله تعالى إخلاص العمل لله -تعالى- يُوجِب مَحبّته؛ لأنّ المَحبّة ثمرة من ثمرات الإخلاص، ومن حقّق مَحبّة الله، حقَّق مَحبّة الملائكة، ومَحبّة الناس جميعاً.

حبّ العبد للقاء الله في الجنّة يتشوّق كلّ محبوب دائماً إلى رؤية محبوبه ولقائه، ولا يتعارض هذا الحبّ مع كراهة المؤمن للموت؛ لأنّ لقاء الله -تعالى- الذي يُحبّه المؤمن يأتي بعد الموت؛ أي في جنّة الخُلد؛ قال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم: (مَن أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَن كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ).

نيل العبد القُرب من الله تعالى يُحبّ الله -تعالى- العبد؛ فيدفع عنه مشاغل الدُّنيا، ويُطهّره من المعاصي، ويُبعده عنها؛ ليتسنّى له الوصول إلى مرتبة الإحسان؛ فيعبد الله -تعالى- كأنّه أمامه ويراه.

ابتلاء الله -تعالى- للعبد قال -صلّى الله عليه وسلّم- في ذلك: (إنَّ عِظمَ الجزاءِ مع عِظمِ البلاءِ ، وإنَّ اللهَ إذا أحبَّ قومًا ابتَلاهم ، فمَن رَضي فله الرِّضَى ، ومَن سخِط فله السَّخطُ).

اتِّصاف العبد بالرفق قال -صلّى الله عليه وسلّم- في ذلك: (إنَّ اللهَ إذا أحبَّ أهلَ بيتٍ أدخلَ عليهِمُ الرِّفقَ).

حُسن تدبير الله تعالى للعبد يجعل الله -تعالى- العبد مشغولاً بعبادته، ويُشغل لسانَه بذِكره، ويُشغل جوارحه بطاعته وعبادته، ويكون همّه نيل رضوان الله -تعالى-، ومن ذلك اصطفاء الله -تعالى- لأنبيائه إبراهيم وموسى -عليهما السلام-.

موافقة العبد لله فيما يقول من كلام وأحكام ويكون ذلك تأييداً من الله -تعالى- للعبد، ومثال ذلك ما حدث في شروط صلح الحديبية التي ظنّها المسلمون شرّاً لهم، واعتقدوا أنّها تضعهم في موقف ضَعف، إلّا أنّ الله أيَّدَّ نبيه ونصره وكان هذا الصلح خيراً لهم، وكان كلام أبي بكر -رضي الله عنه- مُوافقاً لكلام الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وهذا من توفيق الله وحبّه له.

قراءة العبد للقرآن بتدبُّر يقرأ المسلم القرآن؛ لأنّ الغاية والهدف من قراءته فهمُ معانيه، ومناجاة الله -تعالى- من خلاله، واستجلاب مَحبّته، كتكرار أحد الصحابة -رضي الله عنهم- لسورة الإخلاص؛ نظراً لحبّه إيّاها.

وورد ذلك عن عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بَعَثَ رَجُلًا علَى سَرِيَّةٍ، وكانَ يَقْرَأُ لأصْحَابِهِ في صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بقُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: سَلُوهُ لأيِّ شيءٍ يَصْنَعُ ذلكَ؟، فَسَأَلُوهُ، فَقالَ: لأنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وأَنَا أُحِبُّ أنْ أقْرَأَ بهَا، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أخْبِرُوهُ أنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ).

تقرُّب العبد إلى الله بالفرائض والنوافل قال -صلّى الله عليه وسلّم- في ذلك: (ما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ).

إكثار العبد من ذِكر الله تعالى يكثر المسلم من ذِكر الله -تعالى- في كلّ حال؛ لأنّه من أعظم أسباب جَلب مَحبّة الله -تعالى-، والذِّكر ليس باللسان فقط، وإنّما بالقلب، والحال، والعمل، وتتناسب المَحبّة طرديّاً مع كثرة الذِّكر، ودليل ذلك قوله -تعالى-: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ).

إيثار مَحبّة الله على حبّ النفس يستطيع المسلم أن يُحقّق مرتبة إيثار الله -تعالى-؛ بمخالفة هوى النفس ونزواتها، ووسوسة الشيطان وشرّها، وقهرهما، ويُعَدّ ذلك عبادة في حَدّ ذاتها، وهذه الصفة من صفات النبيّين -عليهم السلام-.

مطالعة العبد لأسماء الله وصفاته يطّلع المسلم على أسماء الله -تعالى-، ويحفظها في قلبه؛ لأنّ الإنسان إذا عرف أسماء الله وصفاته وأفعاله، فإنّه سيحبّها، وبالتالي فإنّ الله سيُحبّه، ويُدخله جنّته، قال -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ).

مَحبّة الله للعبد مَحبّة الله -تعالى- هي المرتبة التي يطمح العابدون للوصول إليها، ويتنافس المُحبّون لبلوغها؛ لأنّها تُمثّل الوقود لقلب المؤمن، والغذاء لروحه، وهي التي من شأنها أن تُخلّصه من همومه وآلامه، وتنوّر ظلماته، وتشفيه من أسقام قلبه.

وتُعينه على أداء أعماله وعباداته، وتُعينه في الوصول إلى مقامات الصدِّيقين ومراتب المتقين، والتّرقي في مدارج السالكين؛ فينال بمحبّة الله تعالى له شرف الدُّنيا والآخرة.

أدعية في طلب حب الله

ثبت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه كان يسأل الله -تعالى- أن يرزقه حُبّه في دعائه؛ فكان يقول: (أسألُكَ حبَّكَ وحبَّ من يحبُّكَ، وحبَّ عملٍ يقرِّبُ إلى حُبِّكَ).

وكان -عليه الصلاة والسلام- يقول في دعائه أيضاً: (اللَّهمَّ ارزُقني حبَّكَ، وحبَّ مَن ينفعُني حبُّهُ عندَكَ)،( اللَّهمَّ ما رزَقتَني مِمَّا أُحبُّ فاجعَلهُ قوَّةً لي فيما تحبُّ، اللَّهمَّ ما زَوَيتَ عنِّي مِمَّا أحبُّ فاجعَلهُ فراغاً لي فيما تحبُّ).

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علامات حب الله للعبد علامات حب الله حب الله للعبد المزيد ل ى الله علیه وسل م الله تعالى م حب ة الله لله تعالى رضی الله اء الله إذا أحب ی الله الذی ی ه الله فی ذلک

إقرأ أيضاً:

الدليل المفاهيمي والسلوك لقيمة الكرامة الإنسانية

قيمة الكرامة الإنسانية قيمة كلية كبرى ضمن منظومة القيم الإسلامية للهوية الإسلامية التي أعدتها مؤسسة قيمي هويتي لدراسات القيم والهوية الإسلامية، باعتبارها المؤسسة الأم الرائدة لعلم القيم والهوية في العصر الحديث، والتي جسدتها في شكل شجرة القيم التربوية كمصدر ومرجع لكافة الوزارات والمؤسسات التربوية والتعليمية والعلمية والثقافية والشبابية والدينية والإعلامية والفنية والاجتماعية؛ العاملة في بناء الإنسان والأسرة المؤسسة والمجتمع المسلم وتعزيز وتمكين الهوية الإسلامية للعالم، والتي تتميز بربانيتها وانها رحمة للعالمين جميعا، فهي منظومة القيم والهوية الاسلامية التي تعمل على تحرير العالم من قيم وثقافة العولمة الغربية التي تنتمى إلى فلسفة الإلحاد وإنكار وجود الله تعالى والكفر به وبكل الرسالات السماوية.

شجرة القيم التربوية وموقع قيمة الكرامة الإنسانية فيها


البناء المفاهيمي والدليل السلوكي لقيمة الكرامة الإنسانية

من أعظم ما قدمت قيمنا وهويتنا وثقافتنا الإسلامية للحضارة الإنسانية



أولا: البناء المفاهيمي لقيمة الكرامة الإنسانية

المفهوم الأول: تكريم الله تعالى للإنسان:

- "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا" (الاسراء: 70).

- "إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" (ص: 71-74).

- "أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَة وَبَاطِنَة" (لقمان: 20).

المفهوم الثاني: الوعي والاعتزاز بشرف التكريم والمسئولية وعظم الرسالة والمهمة:

- "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" (البقرة: 30).

المفهوم الثالث: احترام الإنسان لذاته وبناء وتعظيم قدراته وممكناتها:

- "كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ" (البقرة: 151).

المفهوم الرابع: الاعتراف بكرامة الآخرين والالتزام والعمل للمحافظة عليها:

- "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" (النحل: 90).

ترابط وتكامل البناء المفاهيمي لقيمة الكرامة الإنسانية

ترابطه وتكامله بعلاقات ضمنية وسببية وطردية بأن يفهم الإنسان حقيقة التكريم الإلهي لـه، فيدرك خلافته لله تعالى ورسالته ومهمته في الحياة ويعتز بها، ويؤهل نفسه لتحقيقها، للمحافظة على كرامة وحقوق كل الإنسان.

ثانيا: الدليل السلوكي المعياري العالمى لقيمة الكرامة الإنسانية

1- أن يفهم أنه محور الرسالات السماوية والإسلام الخاتم بما فيه من عقيدة وعبادات وقيم وتشريعات ومقاصد وسنن لتنظيم اتصال الإنسان بربه وبعلاقته بالكون.

2- أن يدرك تفضيل الله تعالى للإنسان عن سائر المخلوقات وتسخير ما في الكون للإنسان.

3- أن يعي أنه خليفة لله تعالى في الأرض مكلفا برسالة الإسلام وعمران الحياة للناس كافة.

4- أن يفهم رسالته ومهمته العظيمة وابتعاثه بالإسلام للناس كافة رحمة للعالمين.

5- أن يفهم حقيقة استخلافه في الأرض للتمكين لمنهج الله تعالى لتكون كلمة الله هي العليا.

6- أن يبحث في موارد الكون وكيفية تسخيرها لتحقيق رسالته في الحياة كل بحسب تخصصه ومهامه.

7- أن يحفظ عقله عن كل ما يضره وينميه ويعظم قدرته على التفكير وإنتاج المعرفة.

8- أن يحسن فهم والتزام الإسلام عقيدة وعبادة وأخلاقا وتشريعات ومقاصد وسننا.

9- أن يكرم ذاته ويعزم قدراته وممكناته على الفعل والبناء بتمكينها بالعلم وإنتاج المعرفة في مجال تخصصه.

10- أن يعترف بالكرامة الوجودية الكاملة لكل الإنسان وجوده وحياته وممتلكاته وخياراته.

11- أن يحترم عقل ورأي وخصوصية وثقافة الآخر.

12- أن يلتزم العدل والقسط ويحفظ حقوق وممتلكات الجميع.

مقالات مشابهة

  • بيان فضل إطعام الطعام في الإسلام
  • الإفتاء: سيدنا آدم نبي بنص القرآن والله تعالى خص الأنبياء بالذكر
  • عام ٢٠٢٤ في سطور خجولة.
  • دعاء للميت في آخر يوم 2024.. النبي أوصى بـ3 أدعية تثبته عند السؤال
  • هل الخروج ليلة رأس السنة حرام؟.. انتبه لـ7 أمور بالاحتفال
  • الدليل المفاهيمي والسلوك لقيمة الكرامة الإنسانية
  • أدعية السنة الجديدة من السنة النبوية وفضائل استقبالها بالدعاء
  • "مكانة مصر في القرآن والسنة".. ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي بالفيوم 
  • ما حكم الاحتفال ببداية السنة الميلادية ؟.. الإفتاء: جائز شرعًا
  • ماذا كان يقول الرسول بعد صلاة الفجر؟.. 5 أدعية تقيك كل مكروه