لبنان ٢٤:
2024-07-07@04:19:10 GMT

حزب الله يأخذ وقته قبل إعطاء جواب نهائي لباسيل

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

حزب الله يأخذ وقته قبل إعطاء جواب نهائي لباسيل

لم يكتفِ الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، في طلّته الأخيرة، بالإشادة بالحوار القائم مع "التيار الوطني الحر"، ووصفه بأنه "جيد وإيجابي، بل زاد ما لم يكن رئيس "التيار" النائب جبران باسيل يتوقعه، حين قال إن "الورقة السياسية التي طرحها "التيار" بشخص رئيسه، في حاجة إلى تشاور مع بعض الأطراف"، ما يعني أن الحزب لن يتفرّد في الرد عليها إلا بعد تداول مضمونها مع حلفائه، لأنه لن يقرر بالنيابة عنهم، مؤكداً في الوقت نفسه أنه لا يملك ترفاً للوقت ولا مصلحة في الانتظار إلى ما لا نهاية.

ولم يكن "السيد" في حاجة إلى تسمية الرئيس نبيه بري، وهو المقصود أكثر من غيره من الحلفاء، لكي يتشاور معه في ما ورد في ورقة باسيل، من كبيرها حتى صغيرها. وهذا يعني أيضًا المزيد من الوقت، والمزيد من الأخذ والردّ، والمزيد من التمحيص والدراسة، لأن ما يُطالب به باسيل في هذه الورقة المكتوبة يحتاج إلى التعمّق في كل فاصلة واردة فيها، لأن الأمور، على جدّيتها، لا يمكن سلقها أو القبول بها كما هي، أو كما يُقال "على علاّتها". فثمة مواضيع يمكن مناقشتها بأعصاب هادئة وبعقل بارد، وثمة مواضيع أخرى لا يمكن القبول بها على "العميانة".       فالتريث في إعطاء جواب نهائي لا تعني، كما تقول أوساط "الثنائي الشيعي"، التمييع أو المماطلة، لأن لا أحد يملك ترف الوقت، ولأن ما كان مقبولًا عندما كانت الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية غير متوترة، لم يعد جائزًا اليوم في ظل كل هذه الأزمات، التي يعيشها البلد، والتي تنذر بعواقب وخيمة في حال تمّ تأخير انتخاب رئيس جديد للجمهورية إلى أجل غير معروف، مع ما يحيط هذا التأخير من ملابسات تختلط فيها مصالح الداخل مع بعض المصالح الخارجية.   
وما إشارة نصر الله إلى عامل الوقت سوى الإيحاء بأن الحوار القائم بين حزبه و"التيار الوطني" لا يرتبط بأي استحقاق، وبالأخصّ في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، الذي يبدو أنه سيرحّل على الأرجح إلى ما بعد العاشر من كانون الثاني 2024، أي إلى ما بعد إحالة قائد الجيش العماد جوزاف عون على التقاعد، اعتقادًا من باسيل أن هذه الإحالة ستؤدّي إلى تراجع حظوظ عون الرئاسية، وصولًا إلى استبعاده نهائيًا من قائمة المرشحين المحتملين في السباق الرئاسي.     فـ "حزب الله" خبر نوايا باسيل في أكثر من محطة، كان يصّب بعضها في خانة تمتين العلاقة معه، فيما كانت خيبات الأمل أكثر بكثير، وبالأخصّ في الفترة الأخيرة، التي تلت تبنّي "الحزب" ترشيح فرنجية، مع ما أبداه من التفاف لم يكن متوقعًا بهذه السرعة القياسية. وهو يحاذر في حواره الجديد مع حليفه القديم، والذي كان يعتبر الحلف معه استراتيجيًا، ولن يراهن على "سمك في البحر"، وهو يريد الوصول من خلال تعويم تحالفه مع رئيس "التيار" إلى نتائج متقدمة في السباق الرئاسي، مع علمه المسبق أن اتفاقه معه لا يكفي وحده لإيصال فرنجية إلى قصر بعبدا، لأن لدى "المعارضة" أوراقًا مخفية يمكن استخدامها في "وقت الحشرة"، ومن بينها تعطيل أي جلسة قد يُشتمّ منها بأن "بوانتاجها" قد يؤّمن حصول مرشحه الثابت والوحيد على أصوات أكثر من نصف أعضاء المجلس النيابي. 
ولذلك، فإن هذا الحوار الثنائي، وبمباركة غير ظاهرة من مهندس تدوير الزوايا، لن يطول كثيرًا، وبالتالي فإن "حزب الله"، ومعه الرئيس بري، الذي أدخله نصرالله إلى دائرة النقاش والتشاور، لن يقع في أفخاخ "الحبيب" الذي يعرف مكانته فيسمح لنفسه بأن يتدّلل أكثر مما يسمح به الوقت، الذي يسير بسرعة الصوت بالنسبة إلى "حارة حريك"، التي تعتبر أن عامل الوقت لا يعمل لمصلحتها، خصوصًا أن أقطاب المعارضة يستعملون ضدها سلاحًا بدأ يلقى قبولًا لدى أكثر البيئات المسيحة وغير المسيحية.    المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

لبنان يأخذ التحذيرات الدولية على محمل الجدّ

يعوّل بعض المطلعين على ما يقوم به الأميركيون والفرنسيون، بالتنسيق مع القطريين، من جهود حثيثة لبلورة صيغة مقبولة نسبيًا من قِبل جميع أطراف الصراع، سواء على الجبهة الغزاوية أو على الجبهة الجنوبية، وذلك من خلال الاتصالات، التي يقوم بها بعض الوسطاء مع الإسرائيليين من جهة، ومع مسؤولي حركة "حماس" وقيادة "حزب الله" من جهة ثانية. ووفق بعض المعلومات عمّا توصلت إليه هذه الاتصالات من نتائج، وإن خجولة، فإن العمل جارٍ على قدم وساق للضغط على الحكومة الإسرائيلية للقبول بوقف لإطلاق النار تمهيدًا لتسوية شاملة لما بعد حرب الإبادة في قطاع غزة، ولما بعد حرب الاستنزاف في جنوب لبنان، وذلك قبل أن يسبق السيف العذل.
فاهتمام واشنطن وباريس والدوحة ينصّب حاليًا على تحديد المسار الذي سيكون عليه اليوم التالي لوقف الحرب الهمجية في غزة والجنوب اللبناني، وبالتالي تحديد نسبة الخسائر، التي نجمت عن هذه الحرب، والتي تقدّر في القطاع بخمسين مليار دولار، فيما بلغت الخسائر في الجنوب حتى الآن، وفق تقرير أممي، ملياري دولار، هذا فضلًا عن الخسائر البشرية هنا وهناك، والتي لا يمكن تعويضها ماديًا.
وفي اعتقاد جميع الذين يرفضون فرضية الحرب بين الشعوب والأفراد بالمطلق فإن ما سيُصرف لإعادة بناء ما تهدّم كان كفيلًا بتشييد ما يحتاج إليه الشعبان الفلسطيني واللبناني في القطاع وفي الجنوب من مستشفيات ومدارس وحدائق عامة ومجمّعات سياحية وبنى تحتية متطورة، وكل ما من شأنه تحسين مستوى معيشة الفرد في هاتين المنطقتين الجغرافيتين، اللتين حولتهما القذائف والصواريخ إلى أمكنة غير صالحة للعيش فيها.  
فإذا لم تنجح كل من واشنطن وباريس في إقناع الإسرائيليين بوقف حربهم الإبادية ضد الشعب الفلسطيني بأكمله، وإذا لم تفلح الدوحة في إدخال بعض التعديلات على شروط "حماس" فإن المواجهات المتصاعدة في جنوب لبنان، مع ما تثيره من قلق شديد، قد تتدحرج إلى مرحلة اندلاع حرب حقيقية تمتد إقليميًا وتشكل أخطر مرحلة عاشها لبنان منذ تأسيسه، لأنها قد تعيد النظر في رسم خارطة منطقة الشرق الأوسط الذي تعاني دوله وضعًا هشًّا للغاية.
وبغض النظر عن الأهداف المبيّتة لإسرائيل من وراء تكثيف التصعيد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية، وهي عسكرية بالدرجة الأولى تحضيرًا لحرب شاملة على لبنان إذا اتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هكذا قرار، وهي  ديبلوماسية ثانيًا في محاولة للضغط على "حزب الله" وتهديد لبنان بحرب مدمرة لفرض حل ديبلوماسي يضمن وقف المواجهات والتزام القرار ١٧٠١ وانسحاب مقاتلي الحزب الى ما وراء الليطاني لتأمين سلامة المنطقة الشمالية لإسرائيل،بغض النظر عن هذين الاعتبارين فإن معظم القيادات الإسرائيلية، وبالأخص المعارضة منها، تعلن أنها لا تريد الحرب وتفضّل التوصل الى تسوية لعودة سكان شمال إسرائيل.
في المقابل، فإن "حزب الله"، وعلى رغم استعداداته الكاملة للمواجهة المحتملة، يعلن أنه لا يريد الحرب ولا يسعى إليها. إلاّ أنه في غياب أي حل ومع استمرار التصعيد يبقى احتمال نشوبها قائمًا، وهذا ما يحاول الموفدون الغربيون إبلاغه إلى السلطات اللبنانية، خصوصًا أن التهديدات الإسرائيلية بشن حرب على لبنان وصلت الى مستويات عالية، بالتزامن مع تصعيد ميداني يتعدّى الإطار التهويلي، ليبلغ مرحلة المخاوف الحقيقية وفق ما لدى عواصم عديدة من معلومات عن احتمال قيام إسرائيل بعدوان عسكري خلال الأسابيع المقبلة.
وعلى وقع التهديدات الإسرائيلية والمخاوف الدولية تتصرّف المراجع الرسمية في لبنان آخذة في الاعتبار كافة المعطيات الميدانية والديبلوماسية، مع إبقاء العين على الجهود الدولية، وبالتالي لا يمكن تجاهل هذه التحذيرات الدولية ومضمونها في ظل استحقاقات دولية من اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، والانتخابات التشريعية الفرنسية التي ستحد من صلاحيات الرئيس إيمانويل ماكرون، على ما يبدو، ثم الانتخابات البريطانية، وهذه التحولات قد تغير العديد من المعطيات في ظل استمرار الربط بين ما يجري في الجنوب والحرب في غزة. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • محمد نور يعلق على أنباء استقالة لؤي ناظر: هذا مو وقته! .. فيديو
  • درغام: زيارة باسيل إلى عكار كانت ناجحة
  • بعد زيارة باسيل لعكار.. خلاف يعصف بين نائبين
  • إسبانيا تطيح ألمانيا (2-1) بعد التمديد وتبلغ نصف نهائي كأس أوروبا
  • باسيل يحسّن علاقاته الحزبية ويفتح خطوط تودد
  • مبابي ورونالدو وجهاً لوجه .. وموقعة ملتهبة بين ألمانيا وإسبانيا
  • بعد محاولة وصل ما انقطع.. هل يرفع حزب الله الثمن مقابل عودة باسيل؟!
  • يعقوب التقى باسيل: الرهان على الحرب خاطئ
  • باسيل: اسرائيل عاجزة عن شن حرب شاملة على لبنان
  • لبنان يأخذ التحذيرات الدولية على محمل الجدّ