صحيفة البلاد:
2025-04-07@11:36:54 GMT

تبرير الأخطاء: جسرٌ إلى الفساد الأخلاقي

تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT

تبرير الأخطاء: جسرٌ إلى الفساد الأخلاقي

في حادثة مؤسفة تعكس أحد جوانب التهاون الأخلاقي، اتهمت موظفة استقبال أحد المرضى بالكذب علنًا، ثم أضافت إهانة إلى الإهانة بإرسال المريض إلى وزارة الصحة إذا لم يعجبه الوضع!

هذا التصرف، الذي يُعد انتهاكًا واضحًا لحقوق المريض واحترامه، قوبل بتبريرات واهية من بعض الأطراف، مثل كون الموظفة هي العائل الوحيد لعائلتها، أو أن والدتها قد أجرت عملية جراحية مؤخرًا، أو حتى الإشارة إلى وجود ترقية تنتظرها.

ولكن، يبقى السؤال: ما علاقة هذه الظروف الشخصية بسوء سلوكها الواضح؟ ولماذا يجد البعض في هذه التبريرات مخرجًا للمحاسبة؟

ثقافة التبرير: استسهال الخطأ
تُعَدّ ظاهرة تبرير الأخطاء واحدة من أكثر السلوكيات تدميرًا للنسيج الأخلاقي للمجتمع. عندما نتجاوز عن أخطاء واضحة، بحجة الظروف الشخصية أو المهنية، فإننا نُرسّخ ثقافة تجعل من “مشي الحال” معيارًا مقبولًا. وهذه الثقافة ليست سوى الدرجة الأولى من درجات الفساد الأخلاقي. إذا لم يكن الخطأ يُدان ويُصحَّح، فإنه يتحول إلى سلوك متكرر ومقبول، ممّا يفتح الباب أمام تجاوزات أكبر وأكثر خطرًا.

الله سبحانه وتعالى قد حذّرنا في كتابه الكريم من الشفاعة السيئة وتبعاتها. قال تعالى:
“مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ۖ وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا” (النساء: 85).
وهذا يشير بوضوح إلى مسؤولية كل فرد في قول الحق، وعدم التسامح مع الأخطاء التي تضر الآخرين.
التبرير وسقوط العدالة
تبرير الأخطاء يقوِّض العدالة، لأن في التبرير تكريسًا لفكرة أن هناك أشخاصًا فوق المحاسبة. الموظفة في هذه الحالة، تجاوزت حدود وظيفتها، وأساءت إلى مريضٍ يحتاج إلى الرعاية، وليس إلى التعامل غير المهني. عندما يتجاهل المسؤولون محاسبتها بحجة ظروفها الشخصية، فإنهم يرسلون رسالة بأن الأخلاق يمكن التغاضي عنها إذا كانت هناك أعذار.

كيف نحارب ثقافة التبرير؟
محاربة ثقافة التبرير تبدأ من تعزيز مفهوم المسؤولية الفردية والمجتمعية. لا بدّ من التفرقة بين تفهُّم الظروف الشخصية، وبين تبرير السلوكيات الخاطئة. كما يجب أن يكون هناك نظام محاسبة واضح وشفاف يُطبَّق على الجميع دون استثناء. الأخطاء البشرية مقبولة عندما تُقابل بالاعتذار والتصحيح، لكنها تصبح كارثية عندما تُقابل بالتبرير والتغاضي.

الختام
تبرير الأخطاء ليس سوى بوابة صغيرة إلى فساد أكبر. إذا أردنا بناء مجتمع يسوده العدل والاحترام، فعلينا أن نكون حازمين في رفض هذه الممارسات، وأن نعمل على تصحيحها بدلًا من تبريرها. التهاون في الأمور الصغيرة يؤدي إلى انهيار الأخلاق، وهو ما لا يمكننا السماح به في مجتمعٍ يطمح إلى التقدم والتنمية.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

يايسله: خيبة أمل من التعادل أمام الاتحاد وعلينا تصحيح الأخطاء قبل آسيا

نواف السالم

أعرب ماتياس يايسله، المدير الفني لفريق الأهلي، عن خيبة أمله بعد تعادل فريقه أمام الاتحاد بنتيجة 2-2 في ديربي جدة، ضمن منافسات الجولة الـ26 من دوري روشن.

وقال يايسله في المؤتمر الصحفي عقب اللقاء: “نشعر بالإحباط من أجل الجماهير، ارتكبنا بعض الأخطاء التي يجب علينا تصحيحها، خاصة ونحن مقبلون على منافسات دوري أبطال آسيا التي تتميز بمستوى تحكيم مختلف”.

وأضاف المدرب الألماني: “من الصعب تقبل هذه النتيجة، كنا الطرف الأفضل في فترات عديدة من المباراة، وتقدمنا في النتيجة، لكن لم ننجح في الحفاظ على التقدم، وكان من المفترض أن نُحسن إدارة المباراة من خلال السيطرة والاستحواذ بشكل أكبر”.

واختتم يايسله تصريحاته بالتأكيد على أهمية التركيز خلال ما تبقى من منافسات الدوري، مشيرًا إلى أن الوقت بدل الضائع أصبح عاملاً حاسماً في نتائج المباريات، مطالبًا لاعبيه بتفادي الأخطاء واللعب بتركيز عالٍ حتى اللحظات الأخيرة.

اقرأ أيضا

الاتحاد ينجو من الخسارة ويتعادل مع الأهلي .. فيديو وصور

 

مقالات مشابهة

  • بدون دعوتنا ؟ أم بدون موافقتنا ؟! هناك فرق
  • سلوت «مصدوم» من كثرة أخطاء لاعبي ليفربول
  • علينا التنافس بقوة.. أول تعليق لـ أرني سلوت بعد خسارة ليفربول من فولهام
  • الأخطاء الدفاعية تصعق ليفربول في الدوري الممتاز
  • لماذا أنظمة الجودة ضرورة لا خيار؟
  • وظائف شاغرة ومدعوون لإجراء المقابلات الشخصية / أسماء
  • يايسله: خيبة أمل من التعادل أمام الاتحاد وعلينا تصحيح الأخطاء قبل آسيا
  • رحيل صلاح مجاناً سيكون أحد أكبر الأخطاء
  • المصباح: ترويج المتمرد عبد الرحيم “دقلو” لنقل المعركة للشمالية محاولة تبرير لخسارة الخرطوم
  • مجدى مرشد يكشف عن مزايا قانون المسئولية الطبية