أحمد عدوية يفارق الحياة.. “زحمة يا دنيا زحمة”
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
متابعة بتجــرد: فارق الفنان المصري الشعبي أحمد عدوية الحياة، اليوم الأحد عن عمر ناهز 79 عاماً، بعد صراع مع المرض.
ونشر نجل الراحل محمد عدوية عبر حسابه الرسمي في موقع “فيسبوك” صورة جمعته بوالده معلقاً: “الله يرحمك يا بابا، رحم الله طيب القلب، حنون القلب، جابر الخواطر”.
وبدأ عدوية الغناء عام 1969 في شارع “محمد علي” فى مقهى “الآلاتية”، بالإضافة إلى إحياء الأفراح الشعبية، حتى حقق الشهرة مصادفة في عام 1972 حين أحيى حفل عيد زواج المطربة “شريفة فاضل” الذي حضره عدد من الفنانين والصحافيين والشخصيات، من بينهم صاحب كازينو “الأريزونا” الذي عرض العمل لديه، ليتمكن لاحقاً من تسجيل إسطوانتين لشركة “صوت الحب”.
وشكل عدوية نقطة تحول في مسار الغناء الشعبي، حتى بات أشبه بـ”الأب الروحي” لجميع من أتوا بعده وساروا وفق أسلوبه في الغناء.
ومن أشهر أغانيه الشعبية: “السح الدح امبو”، و”زحمة يا دنيا زحمة”، و”سيب وأنا أسيب”.
واستعانت السينما بعدوية كممثل ومغني بسبب شهرته، وأسند له المخرجون بعض الأدوار الكوميدية، حتى تعرض لحادث مثير للجدل في بداية التسعينيات كاد ينهي حيات، وتسبب في إصابته بالشلل لفترة طويلة وابتعد عن الأضواء تماما إلى أن استعاد عافيته وبدأ يظهر تدريجياً، فقدم أغنيته “الناس الرايقة” مع المطرب اللبناني رامي عياش والتي لاقت نجاحاً واستحساناً كبيراً.
main 2024-12-29Bitajarodالمصدر: بتجرد
إقرأ أيضاً:
رحم الله صديق أحمد وكل الذين وهبونا أجمل ساعاتنا
#ياـصديق
نحن من جيل تقوت أواصره على قوة مركزية النسيج الإنساني المخلق لروابط في مرات كثيرة لا تفسر ! وأحيانا لا تدرك لمن في روحه جرثومة وضاعة أو بغض من باكتريا معامل الظنون . نحن من جيل طاف صغير في حلقات لدوائر الذاكرين تحت أكمام (الجلاليب) المستقبلة لاتردادات الصفقة في حضرة محمد كرم الله أو النعام او صديق أحمد . الاخير شهدته وهو في حالة سلطنة الغناء وهو تربال يزور أهله بجوارنا . ذات الصوت العذب والحضور الساكن والسمرة البهية والضحك الصافي منزوع المحاذير . هو في تلك الحالة (زول ونسة) يستقبله ديواننا أو ديوان أهله .مثلما كان يفعل ود اليمني الذي أظنه مع موهبة الغناء فقد أضلت الدراما (حكواتي) وممثل حريف وفكاهي بوزن ثقيل . ربما من حسن حظي أني رأيت عبد العظيم حركة وعلي عبده . ووقفت لساعات التقط نفخ فرقة جاز الديوم . وشهدت زيدان وشاركنا في مناسبات الحلفاويين وحضرنا (الجالوة) عند آل ناس رمضان . فترك كل من اولئك في فراغات أنفسنا لحنا وقصة ومشهدا . ومنهم صديق أحمد . الذي كنت تابع ثرثرات زملاء بقروب عن غناء أهل الشمال فاتت سيرة أغنية منحنى النيل فهممت بالقول لقد إستقام النيل هناك بعذب اللحون وربما إنحنى طربا من الكلمات .
2
لست بصدد نعي الفنان الكبير صديق أحمد أو تأبينه . فقطعا هناك من هم اقرب مني وأولى . معرفة ومعاصرة .غير أنني أشعر بالامتنان نحو إنسان جميل . أسهم مع آخرين . مطربون .شعراء . أهل كرة ورياضة بل وعامة من السابلة في سوقنا إلى عافية الذات وتحصين النفس . فكانوا آحادا كل بسهمه لكنهم جميعا طيبوا دواخلنا فحصنوها ضد الكراهية والجهالة . وجعلوا إيماننا بالإنسان غاية ادركانها بغير كتب وهتافيات . وغرسوا السودان في دواخلننا علامات للارشاد . وقد كنت وكتبت هذا غير مرة أستعجب من حب عتيق عند والدي للراحلين محمد كرم الله والنعام أدم . أو تمسكه بالولاء لمدينة كسلا التي عاش فيها لسنوات لدرجة إفتخاره بأن اوراق الثبوتية عليها أختام الإقليم الشرقي . ومثلما حرت في حبه الشديد للمريخ والجيلي عبد الخير وفي ذات الوقت قاقرين وعبد الله السماني وحديثه المفتخر بموسى جودة وخليفة عمر وصداقته العميقة مع رجل من آل الهاشماب ممن استطونوا بري . جمع الشيخ الوالد خيوط والعرض على جغرافية إنسان وسطي ربما بسبب ذلك عصمنا عن فتنة أدارت بعض ممن ظننت أنهم من أهل العقول . وسطية تشربنا منها منه حب صديق أحمد لدرجة أنه إن أطل في سهرة تلفازية كان مع كل رمية يرتد صبيا .حتى تشرق أنوار وجه أمي ببعض التعابير الساخرة .
3
لاحقا صرت أقتفي أخبار (صديق) أصدق في مواقيت ظهوره . تألمت قبل سنوات حينما الم به طارئ صحي . فكتبت عنه أشتم إهمال الدولة للمبدعين .والصحافة ببلادنا لا توفر لك في كثير سوى سبيل السباب .فالمناشدات المطلقة السراح من غير ذلك تموت . لا النداء عندنا رافعته الإبتزاز . وقد فشلت في بلوغ الشمالية رغم وعدي لذاتي بتتبع مباحث عن أكسوم إلى تمساح ود الماحي . ووعد غير منجوز بالوصول إلى (شقوري) وعبوره قدما كرفيق موسى إلى كجي الرباطاب حيث لي موعد مع آل شبيكة .
4
رحم الله صديق أحمد وكل الذين وهبونا أجمل ساعاتنا . كل الذين كانوا في أنفسنا يقينا وعافية وروح فوق تجاذبات الشيطان . اللهم أحينا على ما تركونا عليه من جوامع بذلوها بغير تصنع وأمتنا عليها . وهي لهم أجر وحسنات . عرف الناس قيمتها ودلالاتها .والصابرات روابح
محمد حامد جمعة نوار