يرى الخبير العسكري العقيد المتقاعد حاتم كريم الفلاحي أن المنطقة العازلة التي أنشأها جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل قطاع غزة فشلت في منع إطلاق صواريخ المقاومة تجاه مستوطنات غلاف غزة أو الداخل الإسرائيلي.

وأوضح الفلاحي -في حديثه للجزيرة- أن المنطقة العازلة الإسرائيلية، وهي بعمق كيلومتر على طول الشريط الحدودي مع القطاع، أثبتت فشلها بشكل كامل في وقف إطلاق الصواريخ بعد مرور 450 يوما على الحرب الإسرائيلية.

وما يؤكد ذلك، وفق الخبير العسكري، هو استمرار إطلاق الصواريخ انطلاقا من شمال غزة، الذي شهد 3 مناورات عسكرية إسرائيلية كبرى، ويوجد فيه حاليا 4 ألوية نخبة بالجيش الإسرائيلي.

وأنشأ جيش الاحتلال خلال الحرب الحالية "منطقة عازلة" داخل قطاع غزة، بعدما دمر ونسف آلاف المباني السكنية على طول السياج المحيط بالقطاع وسوّاها بالأرض بذريعة "تهيئة الظروف الأمنية لعودة سكان الجنوب إلى منازلهم".

وبشأن الفرق بين صواريخ السبت والأحد، قال الفلاحي إن الصواريخ الأولى، وهي بعيدة المدى، استهدفت القدس المحتلة وبئر السبع، في حين تعتبر صواريخ الأحد (قصيرة المدى) وتستهدف غلاف غزة ومحور نتساريم الفاصل بين شمالي القطاع ووسطه وجنوبه.

إعلان

وأمس الأحد، أعلن جيش الاحتلال رصد 5 صواريخ أطلقت من غزة، واعترضت الدفاعات الجوية اثنين منها.

وكشفت القناة الـ12 الإسرائيلية عن أن الصواريخ أطلقت من بيت حانون شمالي القطاع باتجاه غلاف غزة، وذلك بعد دوي صافرات الإنذار في سديروت ونيرعام وبلدات أخرى، مشيرة إلى أن أضرارا وقعت إثر سقوط صاروخ في نيرعام بغلاف غزة.

القناة 12 الإسرائيلية: رصد إطلاق 5 صواريخ من قطاع #غزة والدفاعات الجوية اعترضت 2 منها، وسقوط صاروخ في مدينة سديروت#حرب_غزة #الأخبار pic.twitter.com/J2f4bj8LuH

— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 29, 2024

وأكد الفلاحي أن الصواريخ قصيرة المدى لم تتوقف طيلة الفترة الماضية "وإن خفت وتيرتها"، لكنه استدرك بالقول إن الصواريخ بعيدة المدى تتوقف لفترة ثم تعود، وهو ما يثبت فشل جيش الاحتلال في منع إطلاقها.

وخلص إلى أن المقاومة لا تزال تمتلك قدرات صاروخية، ولكن تستخدم "وفق ما يتم الاتفاق عليه في مركز القيادة، وما يتيسر من إمكانات وقدرات عسكرية".

وفي هذا السياق، نبه إلى أن المقاومة لجأت في كثير من الأحيان إلى عمليات مناورة وابتكار، مثل استخدام الأخشاب لتثبيت الصواريخ بدلا من المنصات الثابتة حتى في المناطق التي يوجد فيها جيش الاحتلال.

وأول أمس السبت، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخين أطلقا من شمال القطاع بعدما دوّت صفارات الإنذار في القدس المحتلة وجنوب إسرائيل.

ووفق القناة الـ13 الإسرائيلية، فإن الصواريخ أطلقت على إسرائيل من بيت حانون رغم عمليات الجيش المتكررة في هذه المنطقة، "وهو ما شكّل عنصر مفاجأة، خصوصا أن الجيش اجتاحها مرارا وتكرارا"، مشيرة إلى أن تقديرات الجيش تظهر أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لديها مزيد من الصواريخ القادرة على الوصول إلى تل أبيب والقدس.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات جیش الاحتلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: إسرائيل تقصف ضاحية بيروت لتثبيت الردع لا ترميمه

قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن إسرائيل تريد منع حزب الله من استعادة توازنه والتأثير أيضا على بيئته الحاضنة، معتبرا قصف ضاحية بيروت الجنوبية قد يكون لأهداف استخباراتية بعيدة المدى.

جاء ذلك في تعليق حنا على القصف الإسرائيلي الذي استهدف مبنى بمنطقة الحدث في الضاحية الجنوبية اليوم الأحد، في حين نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إن "حزب الله خزن أسلحة كبيرة ومهمة في الموقع المستهدف".

ولاحقا، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائرات حربية "دمرت بنية تحتية استخدمت لتخزين صواريخ دقيقة لحزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت".

تصاعد أعمدة الدخان إثر غارة إسرائيلية على مستودع بمنطقة الحدث عند الضاحية الجنوبية لبيروت#الأخبار pic.twitter.com/Y2tldVk0pq

— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 27, 2025

وأوضح حنا -في حديثه للجزيرة- أن استهداف الضاحية يعني استهداف معقل حزب الله، ومنع إعادة إعمارها، لافتا إلى أن الهدف قد يكون ثانويا من أجل تتبع أهداف استخباراتية إسرائيلية بعيدة المدى.

وحسب الخبير العسكري، فإن إسرائيل ترسل رسالة عبر هذا القصف "لتؤكد ما تملكه من معلومات استخباراتية أو تنفي ذلك مثل وجود شخصيات معينة"، مشيرا إلى أنها "ستراقب كيف ستتصرف هذه الشخصيات في هذه الحالة".

إعلان

ولخص حنا هذه العملية بـ"اختبار المنظومة"، واصفا إياها بـ"الرابحة لإسرائيل"، إضافة إلى كونها حربا إعلامية ونفسية إسرائيلية.

وتواصل إسرائيل -رغم سريان وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024- استهدافها جنوب لبنان بذريعة مهاجمة أهداف لحزب الله، إذ ارتكبت أكثر من 1342 خرقا، مما خلّف 117 قتيلا و362 جريحا على الأقل.

ووفق حنا، فإن إسرائيل تحاول التحكم بسماء لبنان وفرض سيطرتها عليه عبر قواعد اشتباك جديدة ترتكز على "البقاء في مواقع معينة في الجنوب، والتحليق والخروج متى تشاء من دون محاسبة".

وتؤكد تل أبيب بقصفها الضاحية الجنوبية أنها أمام "مرحلة جديدة عنوانها انتهاء عهد حزب الله وقياداته الوازنة" -حسب حنا- الذي قال إن جيش الاحتلال يحاول تثبيت الردع لا ترميمه.

التبرير الإسرائيلي

ووصف الخبير العسكري التبرير الإسرائيلي بوجود أسلحة في الموقع المستهدف بـ"السخيف"، مرجعا ذلك إلى عدم وجود انفجارات متتابعة وغياب أضرار في المناطق المحيطة.

وأعرب عن قناعته بأن إمكانية عودة حزب الله إلى الحرب "صعبة" بسبب رغبته في الاهتمام بالبيئة الحاضنة وإعادة تأهيل نفسه، لافتا إلى أن القصف الإسرائيلي قد يحمل أهدافا غير عسكرية.

وحسب الخبير العسكري، فإن إسرائيل تستهدف دوائر حزب الله، وهي: القيادة والسيطرة، والبنية التحتية التي تشغل البعد العسكري، والوحدات العسكرية. ونجحت في ذلك إلى حد ما.

وفي 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.

وقد تنصل الجيش الإسرائيلي من استكمال انسحابه من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/شباط الماضي -خلافا للاتفاق- إذ نفذ انسحابا جزئيا ويواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلها في الحرب الأخيرة.

إعلان

كما شرعت إسرائيل أخيرا في إقامة شريط حدودي يمتد إلى كيلومتر واحد أو كيلومترين داخل أراضي لبنان.

مقالات مشابهة

  • الأردن: حظر النشر في خلية تصنيع الصواريخ لحين البت في القضية
  • غارات أمريكية مكثفة تهز صنعاء .. استهداف منصات صواريخ ومخازن أسلحة حوثية
  • خبير عسكري يوضح أهمية عملية انتشار القوات السورية في حلب ومحيطها
  • خبير عسكري جنوبي يهاجم الانتقالي: ” حولت حياة المواطنين إلى جحيم”
  • خبير عسكري: المقاومة بغزة تزداد احترافية ومفاجآتها الميدانية مستمرة
  • خمس مصالح إسرائيلية مزعومة مع المنطقة العازلة في سوريا.. ما هي؟
  • حماس تنفي رفض المقاومة الفلسطينية “صفقة شاملة” توقف الحرب على غزة
  • خبير عسكري: واشنطن وصلت لطريق مسدود أمام “الحوثيين” 
  • خبير عسكري: إسرائيل تقصف ضاحية بيروت لتثبيت الردع لا ترميمه
  • خبير عسكري: لهذه الأسباب تلزم إسرائيل جنودها بالبقاء بعد انتهاء خدمتهم