تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد سقوط نظام بشار الأسد فى سوريا، بدأت مناطق واسعة فى البلاد تعانى من فراغ سياسى وأمني، وهو ما استغلته تنظيم داعش لإعادة بناء قدراته. فى الوقت نفسه، تسعى تركيا لتعزيز نفوذها الإقليمى وتحضير نفسها لتولى مهام مكافحة التنظيم فى سوريا.
المخاوف من عودة داعش
وصرّح مستشار الأمن القومى الأمريكي، جيك سوليفان، بأن أكبر قلق يواجهه هو احتمال عودة ظهور التنظيم، مؤكداً أن التنظيم يُظهر دلائل على التعافي.

ومنذ سقوط النظام السوري، كثّفت الولايات المتحدة عملياتها العسكرية ضد داعش، حيث نفذت سلسلة غارات جوية استهدفت قيادات ومخيمات تدريب للتنظيم. وفى آخر عملية لها، أعلنت القيادة المركزية الأمريكية مقتل قائد داعش، أبو يوسف، فى دير الزور.

معسكرات الاحتجاز قنبلة موقوتة

تُعد معسكرات الاحتجاز مثل الهول والروج أبرز التحديات فى جهود مكافحة داعش، حيث يتم احتجاز نحو ٩٫٠٠٠ من مقاتلى التنظيم، بالإضافة إلى ٤٠٫٠٠٠ من عائلاتهم فى ظروف صعبة. هذه المعسكرات، التى تديرها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، باتت عرضة لخطر الهجمات من داعش، خاصة مع تصاعد التوترات بين الأكراد والقوات المدعومة من تركيا. 

تحذّر تقارير دولية من أن هجومًا ناجحًا لداعش على هذه المعسكرات قد يؤدى إلى تحرير مئات المقاتلين وتعزيز صفوف التنظيم فى وقت يزداد فيه نشاطه. ويُعتقد أن داعش يمتلك ما يكفى من الموارد المالية لاستمرار عملياته الإرهابية لسنوات، حيث عاد إلى أساليب مثل الابتزاز وجمع الإتاوات من المجتمعات المحلية.

تركيا تُعزز نفوذها الإقليمي

فى ظل الحديث عن انسحاب أمريكى محتمل من سوريا، تُظهر تركيا استعدادها للعب دور رئيسى فى مكافحة داعش.
وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، كان أول دبلوماسى يزور سوريا للقاء قائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، مما يؤكد نفوذ أنقرة المتزايد فى المشهد السياسى السوري. وأوضح فيدان أن تركيا قادرة على تولى إدارة معسكرات احتجاز داعش، وهو ما قد يُثير قلقاً فى الغرب. وأضاف فيدان: "بالنظر إلى المصالح الأمريكية، هل تركيا أكثر أهمية أم جماعة إرهابية مثل حزب العمال الكردستاني؟ السيد ترامب يفهم المعادلة بسرعة."

عودة التنظيم.. تهديد متجدد

تشير التقارير إلى أن داعش يسعى لاستغلال الفراغ الأمنى والسياسى فى سوريا لتجنيد عناصر جديدة وإعادة تنظيم صفوفه، خاصة مع انهيار المعارضة المسلحة الأكثر تطرفاً ضمن هيئة تحرير الشام. وبالرغم من أن الاهتمام العالمى ينصب حالياً على ولاية خراسان (داعش-خ) بسبب هجماتها فى إيران وروسيا، فإن تنظيم داعش فى سوريا يعيد بناء نفسه بهدوء ويخطط لعودة قوية.

إلى أين تتجه الأمور؟
مع دخول عام ٢٠٢٥، تقف الحرب على داعش عند مفترق طرق حاسم. الولايات المتحدة على أعتاب تغيير قيادي، وتركيا تستعد لتوسيع نفوذها فى سوريا. لكن مع تراجع الاهتمام الغربى بمكافحة الإرهاب، يبدو أن تنظيم داعش يستعد لاستغلال هذه اللحظة لإعادة الظهور، ملتزماً بشعاره المعروف: "باقية وتتمدد".
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الأمن القومي الأمريكي الفراغ السياسي القيادة المركزية الأمريكية المجتمعات المحلية المجتمعات المعارضة المسلحة الولايات المتحدة فى سوریا

إقرأ أيضاً:

سوريا على حافة الإنهيار الأمني.. تصادم دامٍ وشيك أبطاله داعش وقوات الجولاني - عاجل

بغداد اليوم - بغداد

أكد الخبير العراقي في الشؤون الأمنية أحمد التميمي، اليوم الخميس (30 كانون الثاني 2025)، أن هناك احتمالية كبيرة لحدوث تصادم دام بين تنظيم داعش وألوية الجولاني في سوريا، مشيرًا إلى رصد ست رسائل مهمة تكشف عن التوترات بين الطرفين.

وقال التميمي لـ "بغداد اليوم"، إن "مساحة تمدد تنظيم داعش في مناطق بادية حمص ودير الزور والمناطق الأخرى وصلت إلى 16 منطقة حتى الآن، ومع ذلك لم يحدث تصادم مباشر مع ألوية الجولاني، ما يشير إلى وجود حدود جغرافية فاصلة بين نشاطاتهما".

وأوضح، أن "التفجيرات بسيارات مفخخة التي وقعت مساء يوم الثلاثاء، واستهدفت مقرات ما يُعرف بإدارة العمليات (الاسم الذي أطلق على ألوية الجولاني بعد سيطرتها على دمشق)، تعتبر من أبرز المؤشرات على بداية الحرب الدامية بين داعش وألوية الجولاني".

وأضاف، أن "هذه التفجيرات تتماشى مع ست رسائل مهمة تم رصدها من منصات مقربة من داعش، تتضمن انتقادات حادة من قيادات التنظيم للجولاني ومساعديه، بالإضافة إلى تهديدات باستهداف أماكن نشاط الألوية".

وأكد، أن "احتمالية اندلاع صراع دام بين الطرفين أصبحت وشيكة، خاصة بعد أن استولى داعش على كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد إثر انسحاب الجيش السوري في أعقاب أحداث الثامن من كانون الأول الماضي، إضافة إلى تراجع الهجمات الجوية من طيران التحالف، ما سمح بزيادة مساحة نشاط خلايا التنظيم".

وأشار إلى أن "الجولاني يركز على إعادة فرض سيطرته على المدن الرئيسية مثل دمشق وحلب وحمص وصولًا إلى اللاذقية وطرطوس وباقي مدن الساحل"، مؤكداً أن "التصادم بين الطرفين بات مسألة وقت، ويبدو أنه سيكون داميًا، خاصة وأن كل طرف لديه أوراق قد تكون مؤثرة".

وشدد التميمي على أن "وتيرة التفجيرات قد تتصاعد في مراكز المدن الرئيسة، مع استمرار تهديدات داعش، ما قد يقلب الوضع الأمني في المدن السورية ويؤدي إلى انفجار الأوضاع في أي لحظة".

وكان قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، الملقب بأبو محمد الجولاني، أكد أن كل الأسلحة في سوريا ستخضع لسيطرة الدولة، وذلك أثناء زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.

وقال الجولاني خلال مؤتمر صحفي مع فيدان في دمشق: "ستبدأ الفصائل بالإعلان عن حل نفسها والدخول تباعا" في الجيش.

وأضاف: "لن نسمح على الإطلاق أن يكون هناك سلاح خارج الدولة سواء من الفصائل الثورية أو من الفصائل المتواجدة في منطقة قسد".

مقالات مشابهة

  • ترامب: أمرنا بضربات جوية دقيقة على عنصر مدبر لهجوم في تنظيم داعش بالصومال
  • ماذا تعني دلالات استعداد روسيا لإعادة إعمار سوريا؟
  • ماذا وراء حل حراس الدين فرع تنظيم القاعدة في سوريا نفسه؟
  • البيت الأبيض: ترامب يحتفظ بالحق في دراسة خيار سحب القوات الأمريكية من سوريا
  • روسيا تعرض المساعدة في إعادة إعمار سوريا
  • سوريا.. اعتقال رئيس فرع الأمن السياسي بمدينة درعا في عهد الأسد
  • فؤاد: ثورة سوريا ستنجح لأنهم يتبعون نصائح تركيا
  • "البسيج" يعبر عن مخاوف جدية من أبناء مغاربة "داعش" في شمال سوريا
  • سوريا على حافة الإنهيار الأمني.. تصادم دامٍ وشيك أبطاله داعش وقوات الجولاني
  • سوريا على حافة الإنهيار الأمني.. تصادم دامٍ وشيك أبطاله داعش وقوات الجولاني - عاجل