تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تعرض الشعب الفلسطينى لجرائم إبادة جماعية من قبل الاحتلال الإسرائيلى منذ ٧٦ عامًا، ولا تزال هذه الانتهاكات مستمرة حتى اليوم. ومع بدء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، تصاعدت الانتهاكات، حيث استهدفت المنظومة الصحية، بما فى ذلك المنشآت الطبية والعاملين فيها، بشكل مباشر فى خرق واضح لاتفاقيات جنيف التى تحظر التدخل أو الاعتداء على الخدمات الطبية.

استهداف مستشفى كمال عدوان

فى إحدى أبرز الجرائم، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلى مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة بعد فرض حصار مشدد عليه، واعتقلت مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبوصفية، وأجبرت القوات الطواقم الطبية والمرضى والمرافقين بالخروج، وأجبرتهم على خلع ملابسهم فى البرد الشديد قبل أن تقتادهم إلى جهة مجهولة. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال أحرق أقسام العمليات الجراحية، والمختبرات، ووحدات الإسعاف، ومرافق أخرى، مما أدى إلى تدمير أجزاء واسعة من المبنى جراء استخدام ربوتات متفجرة.

ادعاءات إسرائيلية وردود فعل

ادعى الجيش الإسرائيلى أن المستشفى كان يستخدم كمركز لعمليات حركة حماس، بينما وصفت الحركة اقتحام المستشفى بـ"المجزرة" واعتبرتها جريمة حرب صهيونية.، كما حملت حماس الاحتلال والإدارة الأمريكية مسئولية حياة المرضى والكوادر الطبية وطالبت المجتمع الدولى بالتحرك العاجل.

الوضع الإنسانى والصحي

وفقًا لتقارير وزارة الصحة، كان المستشفى يضم نحو ٣٥٠ شخصًا بينهم ٧٥ مريضًا ومصابًا، بالإضافة إلى الطواقم الطبية والمرافقين، ومع انقطاع الاتصال بالطواقم الطبية، لا يزال مصير هؤلاء الأشخاص مجهولًا، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية.

أدى استهداف المنظومة الصحية فى غزة إلى خروج ٢٣ مستشفى من أصل ٣٨ فى قطاع غزة، شملت مستشفيات حكومية وأهلية، ولم يتبق سوى ١٥ مستشفى تعمل بقدرات محدودة وفى ظروف قاسية، وسط نقص حاد فى الأدوية والمعدات الطبية. كما توقفت ٨٠ مركزًا صحيًا من أصل ٩٠ عن تقديم الخدمات، ودُمّرت أكثر من ١٣٠ سيارة إسعاف، وأصبح ٤٦٪ من المستشفيات العاملة تقدم خدماتها بشكل محدود، فيما تعرض ٤٠٪ منها للتوقف التام، و١٤٪ للتدمير الكامل.

أزمة العلاج خارج القطاع

بلغ عدد طلبات العلاج خارج غزة ٢٥٫٠٠٠ طلب، إلا أن ٦٫٦٤٥ فقط حصلوا على موافقة، وتمكن ٤٫٨٥٩ مريض وجريح من السفر، لكن مع إغلاق معابر القطاع منذ مايو ٢٠٢٤، بات خروج المرضى شبه مستحيل، ما فاقم المعاناة الإنسانية.

خطة ممنهجة

قال الدكتور "جهاد الحرازين" أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس فى تصريح خاص لـ "البوابة"، إن القضية الفلسطينية ليست وليدة السابع من أكتوبر، بل هى قضية احتلال مستمر للأرض الفلسطينية.

وأكد أن الاحتلال الإسرائيلى ما زال يفرض واقعه بالقوة على الشعب الفلسطيني، رغم أن الفلسطينيين مدوا يدهم للسلام مرارًا، لكن إسرائيل رفضت ذلك.

وأوضح"الحرازين" أن الرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو صرّح فى مناسبات عدة أنه لا يرغب فى تحقيق السلام أو إقامة دولة فلسطينية، ولا يسعى لإنهاء الاحتلال.

أما بشأن مستشفى كمال عدوان، أشار "الحرازين" إلى أن قطاع غزة يمتلك ٣٦ مستشفى، خرجت معظمها عن الخدمة بسبب العدوان، ولم يتبقَ سوى أقل من ١٧ مستشفى ومركزا طبيا قادرا على العمل.

وفيما يخص الهجمات على المستشفى، أكد تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة أن إسرائيل تتبع سياسة ممنهجة لتدمير المنظومة الصحية فى قطاع غزة. وأضاف "الحرازين" أن مستشفى كمال عدوان ليست المرة الأولى التى تتعرض فيها لاعتداءات؛ ففى أكتوبر الماضي، اقتحم جيش الاحتلال المستشفى دون أن يجد أى دليل على مزاعمه بأن حركة حماس تدير عملياتها من داخل المستشفى. وطالت الاعتداءات أيضًا مستشفى الأندونيسى ومرافق طبية أخرى، حيث يُحاصر المستشفيات بطائرات مسيرة  تطلق القنابل والرصاص بشكل عشوائي.

وأشار"الحرازين" إلى أن استهداف المستشفيات ليس عشوائيًا، بل يأتى فى سياق خطة إسرائيلية تهدف إلى تدمير البنية التحتية الصحية لتمهيد الطريق لمشروع استيطانى جديد. وأوضح أن الجيش الإسرائيلى يعمل على بناء ممر استيطاني، يشبه ممر نتساريم وصلاح الدين، وتُعتبر المستشفيات الواقعة فى مسار هذا المشروع  عقبة أمام تنفيذه، ما يدفع إسرائيل لتدميرها تحت ذرائع أمنية لا أساس لها من الصحة.

كما لفت إلى أن هذه الخطة تأتى ضمن مشروع أوسع تقوده إسرائيل لإنشاء منطقة عازلة فى شمال قطاع غزة، وفقًا لخطة الجنرال إيجور أيلاند.

هذا المخطط يستهدف تهجير السكان الفلسطينيين من قطاع غزة، وهو ما دعا إليه وزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش عندما طالب بترحيل أكثر من مليون فلسطينى إلى الخارج.

نداءات إنسانية

تطالب وزارة الصحة الفلسطينية والمنظمات الإنسانية بوقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق المرافق الطبية، واحترام القانون الدولى الإنساني، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة. كما ناشدت المجتمع الدولى التدخل العاجل لإنقاذ المرضى والمنظومة الصحية التى أصبحت هدفًا مباشرًا للعدوان الإسرائيلي.

الوضع الصحى فى غزة

فى ظل استمرار الحرب، يواجه قطاع غزة انهيارًا صحيًا كارثيًا مع تدمير البنية التحتية الطبية وانقطاع الإمدادات، ما يهدد حياة آلاف المرضى ويعطل تقديم الخدمات الأساسية للسكان المحاصرين.

أبرز المستشفيات المتضررة

مستشفى الشفاء: تعرض مستشفى الشفاء لاقتحام الجيش الإسرائيلى لأول مرة فى ١٦ نوفمبر ٢٠٢٣، واستمر الهجوم لمدة ١٠ أيام، تم خلالها اعتقال الطواقم الطبية والنازحين، وقتل عدد منهم، إلى جانب تدمير محتويات المستشفى وبعض مبانيه.

عاد الجيش الإسرائيلى لاقتحام المستشفى بين ١٨ مارس و١ أبريل ٢٠٢٤، مما أسفر عن تدمير الأقسام بالكامل وحرقها وارتكاب مجازر داخل المستشفى ومحيطه، ما أدى إلى إخراجه عن الخدمة نهائيًا.

مستشفى الشفاء، الذى تأسس عام ١٩٤٦، كان أكبر مجمع طبى فى غزة ويضم ٣ مستشفيات متخصصة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اتفاقيات جنيف ابادة جماعية احترام القانون الدولي استهداف مستشفى كمال عدوان ارتكاب مجازر إدعاءات استمرار الحرب

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يواصل توحشه في غزة .. واستشهاد 5 معتقلين من القطاع في يوم واحد

الثورة  / متابعة/ محمد الجبري

تستمر معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة لليوم الـ 451 مع تكثيف العدو الصهيوني عدوانه على مختلف مناطق القطاع، حيث نفذ الطيران الصهيوني ومدفعيته العديد من الغارات والقصف المتواصل على المنطقة هناك، مخلفة العشرات من الضحايا المدنيين العزل الذين اغلبهم من النساء والاطفال وكبار السن, كما يتواصل حصار قوات الاحتلال الخانق على سكان شمال القطاع.

وأعلنت وزارة الصحة بغزة في تقريرها اليومي أمس، ارتكاب الاحتلال الاسرائيلي مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 27 شهيداً و 149 اصابة خلال الـ (24 ساعة الماضية)”.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الاسرائيلي إلى 45,541 شهيداً منذ السابع من اكتوبر للعام 2023م.

وأشارت إلى أنه “لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم”.

إلى ذلك أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، عن استشهاد 4 معتقلين من غزة، بعد يوم واحد على الإعلان عن الشهيد أشرف أبو وردة، والشهداء هم: محمد رشيد عكه (44 عاماً)، وسمير محمود الكحلوت (52 عاماً)، وزهير عمر الشريف (58 عاماً)، ومحمد أنور لبد (57 عاماً)، ليرتفع عدد الشهداء المعلن عنهم خلال 24 ساعة الماضية إلى خمسة شهداء.

وفي سياق متصل، طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأمم المتحدة بإرسال بعثة تحقيق دولية للتحرّي عن الجرائم والانتهاكات الخطيرة التي يتعرّض لها الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون في السجون ومراكز الاعتقال الصهيونية.

وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام، أكد المرصد، في بيان صحافي أمس، أنّ السجون ومراكز الاعتقال التي يديرها جيش العدو وسلطات إدارة السجون شهدت منذ جريمة الإبادة الجماعية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني في القطاع في أكتوبر 2023 تصاعدًا غير مسبوق في جرائم القتل العمد.

كما أفادت مصادر طبية فلسطينية أن قوات العدو الصهيوني، اعتقلت ليلة الأحد، عددا من المرضى خلال نقلهم من مستشفى الإندونيسي شمال القطاع، إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة.

ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية عن المصادر قولها إن قوات الاحتلال اعتقلت اربعة مرضى من بين عشرة مرضى، أثناء نقلهم من مستشفى الإندونيسي إلى مستشفى الشفاء، مشيرة إلى أن أحد المرضى، الذين اعتقلهم الاحتلال، في حالة حرجة للغاية.

من جهتها عبرت منظمة العفو الدولية، عن قلقها إزاء مصير مدير مستشفى كمال عدوان في غزة الدكتور حسام أبو صفية.

وقالت منظمة العفو الدولية، “إنها تشعر بقلق بالغ إزاء مصير وسلامة الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، الذي اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي مع آخرين خلال مداهمة للمستشفى في 27 ديسمبر”.

بالمقابل عرضت المقاومة الفلسطينية، أمس الاثنين، مشاهد من استهدافها بحمم الهاون جنود وآليات العدو الصهيوني المتوغلين في موقع الإدارة المدنية بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.

و نشرت “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مشاهد من الاستيلاء على طائرات استطلاعية صهيونية خلال تنفيذها مهام استخبارية في مدينة غزة.

كما أكدت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أمس، أنها وجهت خلال اليومين الماضيين ضربة صاروخية تجاه مدينتي القدس وتل أبيب المحتلتين ومنطقة “غلاف غزة”.

من جهة أخرى أكدت وسائل اعلام “إسرائيلية”، مساء أمس، مقتل وإصابة جنود “إسرائيليين” في معارك شمال قطاع غزة.

وبحسب موقع “حدشوت للو تسنزورا الإسرائيلي”، فان الجيش أكد مقتل اثنين من جنوده وإصابة 4 آخرين من لواء ناحال بجروح خطيرة “أحدهم حالته ميؤوس منها”، جراء تعرضهم لقذيفة مضادة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة أمس.

بينما اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي، بإصابة 8 جنود خلال المعارك الدائرة مع المقاومة في شمال قطاع غزة، جراء انفجار قذيفة في شمال قطاع غزة”.

وقال موقع أخبار بلا رقابة العبري: 8 إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي في حدث أمني بشمال قطاع غزة”.

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • 45553 شهيدًا في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي
  • تصعيد العدوان الإسرائيلي على غزة.. قصف مكثف وأزمة إنسانية متفاقمة
  • الأمم المتحدة: تدمير النظام الصحي في غزة يرقى إلى جرائم الحرب
  • الاحتلال يبدأ إجراءات إغلاق مستشفى كمال عدوان وسط تنديد دولي بانتهاكات القطاع الصحي
  • الاحتلال يواصل توحشه في غزة .. واستشهاد 5 معتقلين من القطاع في يوم واحد
  • حماس: ارتقاء 5 أسرى في سجون الاحتلال دليل على انسلاخه من الإنسانية
  • موجة الصقيع تقتل 7 فلسطينيين والأعداد مرشحة للزيادة
  • العدوان على غزة يدخل يومه 451 والاحتلال يتكبد خسائر جديدة
  • تصعيد الاحتلال الإسرائيلي ضد «الأقصى».. تهويد ممنهج واستفزاز خطير