مديرة إدارة شؤون الأمن الحيوي في «السلامة الغذائية» لـ «الاتحاد»: أول مركز مرجعي لأمراض الإبل في الإمارات
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
إبراهيم سليم (أبوظبي)
أكدت أسماء عبدي محمد، مديرة إدارة شؤون الأمن الحيوي في هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، ومديرة المركز المرجعي المتعاون لأمراض الإبل، أن دولة الإمارات تنفرد على مستوى العالم باحتضان أول مركز مرجعي متعاون في أمراض الإبل، ومعتمد لدى المنظمة العالمية لصحة الحيوان، مما يؤكد مكانة الدولة ودورها في تعزيز الصحة الحيوانية والأمن الحيوي على المستوى المحلي، والإقليمي والعالمي، إذ يسهم المركز في تمكين تشخيص الأمراض الحيوانية، وبناء قدرات وخبرات وطنية في مجال أمراض الإبل وسد الفجوة المعرفية من خلال تكثيف وتعميق البحث العلمي ودراسة الظواهر المرضية الغامضة، وتحقيق الريادة العالمية في تشخيص أمراض الإبل.
وبينت في حوار مع «الاتحاد»، أن هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، تكثف من جهودها لتنمية قطاع الثروة الحيوانية خاصة الإبل، على الصعيد المحلي وتعزيز مكانتها كموروث ثقافي أصيل، وترسيخ دورها الاقتصادي ضمن منظومة الأمن الغذائي، وذلك من خلال تقديم الخدمات البيطرية النوعية ونشر الوعي حول أهمية العناية بصحة وتربية وإنتاج الإبل، والمشاركة في الجهود الدولية لضمان نمو واستدامة هذا القطاع الاستراتيجي، والذي يبلغ تعداده في إمارة أبوظبي نحو 476,82 رأساً، موزعة على النحو التالي:99.71 رأساً في أبوظبي بواقع (83.879 إناثاً و15.192 ذكوراً) و254.34 رأساً في العين بواقع (215.968 إناثاً و38.066 ذكوراً)، أما في منطقة الظفرة فيبلغ عدد رؤوس الإبل نحو 122.977 رأساً بواقع (104.987 إناثاً و17.990 ذكوراً). وتابعت: «تقدم هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية رعاية شاملة للإبل، تتضمن تقديم الخدمات البيطرية التشخيصية والوقائية والعلاجية والإنتاجية والأدوية لمكافحة الأمراض والآفات. وتم تقديم 185.797 خدمة بيطرية لعدد 130.700 رأس من الإبل، شملت مختلف أنواع العلاجات والفحوصات والمتابعات، كما قدمت الهيئة خدمة رش الإبل لمكافحة الطفيليات الخارجية لعدد 237.487 رأساً من الإبل خلال العام الماضي 2023».
وأكدت أنه ونظراً لريادة المركز عالمياً وبناءً على توصية من المنظمة العالمية لصحة الحيوان، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، طلبت وزارة الزراعة الإثيوبية رسمياً الاستعانة بفريق من خبراء المركز المرجعي لأمراض الإبل التابع لهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، للمساعدة في الكشف والتقصي عن الأسباب الغامضة لنفوق الإبل والذي يهدد الثروة الحيوانية في إثيوبيا وعدد من دول شرق أفريقيا.
وأضافت: «بناء على الطلب، تم إيفاد نخبة من الخبراء والكوادر المتخصصة في المركز المرجعي المتعاون لأمراض الإبل في زيارة إلى إثيوبيا، حيث تعاون الفريق مع نظرائه في إثيوبيا للكشف عن الأسباب الغامضة لهذا المرض، لتطوير طرق فعالة للوقاية منه وعلاجه في القريب العاجل، وخلال المهمة تم عقد اجتماعات فنية مع المختصين في وزارة الزراعية الإثيوبية للتعريف بتاريخ وطبيعة المرض، ومناقشة خطط العمل والتنسيق للزيارة الميدانية للمناطق الموبوءة لغرض التقصي وجمع العينات للتحليل المخبري، كما زار الفريق عدداً من المراكز البحثية والمختبرات البيطرية المتخصصة لبناء شراكات مستقبلية تخدم أنشطة المركز المرجعي المتعاون في مجال أمراض الإبل، وخلال زيارة الفريق لمعهد صحة الحيوان التابع للوزارة وفي محور بناء القدرات قدم الفريق الفني عدداً من المحاضرات العلمية المتخصصة في مجال أمراض الإبل وطرق التشخيص المرضي والجزيئي، كما تم تقديم تدريب مخبري ميداني عن تقنية الصفة التشريحية في الإبل، وكذلك تقديم تدريب عملي مباشر لموظفي المعهد عن تفعيل بعض التحاليل الجزيئية المتقدمة والمصممة خصيصاً لتشخيص مثل هذه الأمراض الغامضة».
وقالت: «توجه الفريق الفني إلى المناطق المختلفة ، ونفذ ثلاث زيارات ميدانية حقلية لبؤر مختلفة من المرض للوقوف على طبيعة المرض من خلال مقابلة المزارعين ومعايشة حقلية لتقييم الحالات المريضة إكلينيكياً، وكذلك إجراء التشريح المرضي لبعض الحيوانات المريضة أو النافقة ولتجميع العينات المخبرية اللازمة للتشخيص حسب خطة مصفوفة العينات والتحاليل المعتمدة من قبل فريق الخبراء، وخلال الزيارة الميدانية تم تقديم تدريبات ميدانية للكادر الفني البيطري الإثيوبي في مجالات التشريح المرضي وطرق جمع العينات من للإبل، بالإضافة إلى ذلك قدم الفريق الفني عدداً من الاستشارات الطبية والرسائل التوعوية لملاك الإبل».
وأوضحت أن المركز المرجعي يعد نموذجاً متفرداً ورائداً عالمياً في مجال التشخيص المرضي على المستوى العالمي، إذ أنه مجهز بأحدث الأجهزة وتقنيات التشخيصية المرضية الحديثة مثل تقنيات الأحياء الجزيئية وتقنيات التسلسل الجيني والمعلوماتية الحيوية وزراعة الجراثيم الخطرة، مما يمكن من الكشف المبكر والتعرف على المسببات المرضية الغامضة والوبائية أو الناشئة، الأمر الذي يعزز من منظومة الأمن الحيوي والغذائي ويساعد الدولة في سرعة الاستجابة للطواري والأزمات ورفع الجاهزية.
وحقق المركز نتائج عظيمة على المستويات الدولية والمحلية كافة، لما يملكه من تقنيات تشخيص حديثة شملت تقنيات التسلسل الجيني الجزئي والكامل، باستخدام أجهزة وبرامج مختلفة حديثة للتعرف على مسببات الأمراض التي تصيب الحيوانات المختلفة وعلى وجه الخصوص الإبل، بالإضافة إلى تحديد النمط الجيني والخرائط الجينية لها، وتضاف هذه الخطوة إلى سجل إنجازات المركز الفاعل في تعزيز منظومة الأمن الحيوي والاستجابة السريعة لطوارئ الأمراض الوبائية والمستجدة، والتي تصيب الثروة الحيوانية، وذلك اعتماداً على الكوادر العلمية والفنية المتخصصة وتطوير التقنيات التشخيصية الحديثة، وكنتاج لهذه الخطوة الكبيرة والتجهيزات النوعية، تمكن المركز من تأكيد تشخيص أو تحديد العترات الجينية والخرائط الوراثية لعدد 15 من المسببات المرضية الفيروسية أو البكتيرية أو الطفيلية التي تصيب الإبل من خلال عمل التسلسل الجيني الجزئي أو الكامل، إضافة إلى تحديد الجينات المسببة لمقاومة البكتيريا (المعزولة من الجمال) للمضادات الحيوية المختلفة، مما يعزز فهم آلية نشوء وتطور المقاومة ودراسة آلية الحد منها.
بنك الجينات
أضافت: «أثرى المركز المرجعي بنك الجينات العالمي بعدد من التسلسلات الجينية المختلفة الكاملة أو الجزيئية لعدد من مسببات الأمراض المختلفة التي تصيب الإبل، مما يعزز مكانة الدولة في أبحاث أمراض الإبل، بالإضافة إلى أن الاعتماد على الوسائل الحديثة في التشخيص سوف يساعد كثيراً في دقة التشخيص وفك طلاسم الكثير من الأمراض التي تصيب الإبل، كما أن معرفة التسلسل الجيني لمسببات أمراض الإبل، خاصة الفيروسية، يساعد على السيطرة والتحكم عليها من خلال معرفة وبائية ومصدر المسبب المرضي والخرائط الجينية للمسببات على مستوى العالم، بالإضافة إلى تطوير طرق فحص جديدة للكشف عنها أو دراسة إمكانية دمج أو تحور الفيروسات الذي ينجم عنه فيروسات مختلفة الضراوة، وهذا يعزز من رفع كفاءة تشخيص أمراض الإبل المختلفة».
وفيما يتعلق بتشخيص ورصد مقاومة مضادات الميكروبات وفي إطار مجهودات المركز في تشخيص أمراض الإبل وتوفير العلاج المناسب، قالت أسماء عبدي: «يقوم المركز بتحليل اختبار الحساسية للمضادات الحيوية للعزلات البكتيرية من الإبل، ضمن برنامج الرصد والتقصي لظاهرة مقاومة المضادات الحيوية، ولضمان الاختيار الأمثل للمضاد الحيوي المناسب للعلاج، إضافة إلى تأسيس أول بنك حيوي للعينات المرجعية، بما فيها الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية من أصل الإبل، كما قام المركز بإجراء استبيان قياس المعرفة والممارسات والسلوكيات المتعلقة بممارسات استخدام المضادات الحيوية بين مربي الثروة الحيوانية والأطباء بالقطاع الخاص والحكومي لقياس مستوى الوعي والإدراك بالاستخدام الرشيد للمضادات لما لها من أثر في الحد من تهديدات هذه الظاهرة، وتم نشر ورقة علمية حول مقاومة بكتيريا الإشريكية القولونية للمضادات الحيوية في حيوانات المزرعة، بما فيها الإبل، مما شكل قاعدة بيانات لمدى انتشار ووجود هذه الظاهرة في الشق الحيواني ولفت الانتباه إلى ضرورة تطبيق مفهوم إدارة مضادات الميكروبات في الشق البيطري، بما يدعم الاستهلاك المرشد للمضادات الحيوية والتقليل من تأثيرات استخدامها على صحة الإنسان والحيوان والبيئة تحت مظلة مفهوم الصحة الواحدة».
أمراض
أضافت: تم نشر أكثر من 30 ورقة علمية متخصصة في مجال أمراض الحيوان والإنسان من منظور الصحة الواحدة في دوريات علمية عالية التأثير، حيث كان لهذه البحوث دور بالغ في رفع معامل التأثير المعرفي العلمي للهيئة والدولة، وكذلك لها أثر في نقل المعرفة وتشخيص الأمراض وفتح باب التعاون الدولي في محور أمراض الإبل.
ممكنات
قالت: إنه ولتوسيع دائرة الاستفادة من ممكنات المركز المرجعي المتعاون في أمراض الإبل، تم إنشاء منصة شبكة دول الشرق الأوسط للإبل – كامنت والتي تضم دول مجلس التعاون الخليجي والأردن واليمن والعراق، لتعزيز سبل التواصل بين هذه الدول، بما يخدم صحة وإنتاج الإبل، وكذلك لرفع القدرات وإجراء المسوحات الوبائية لأمراض الإبل، وذلك من أجل رسم الخرائط المرضية ووضع الخطط اللازمة لمكافحة الأمراض، بما يخدم أهداف دول المنطقة الرامية إلى تطوير قطاع الثروة الحيوانية ومكافحة الأمراض الوبائية ومهددات الصحة العامة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية الإبل السلامة الغذائية أبوظبي الإمارات المنظمة العالمية لصحة الحيوان
إقرأ أيضاً:
اليافعي يحقق المركز الأول في بطولة الإمارات لزوارق الفورمولا 4
اختتمت مساء أمس، منافسات الجولة الأولى من بطولة الإمارات لزوارق الفورمولا 4 ، وبطولة الإمارات للفلاي بورد التي أقيمت على كورنيش أبوظبي ، بتنظيم نادي أبوظبي للرياضات البحرية.
وحقق سالم اليافعي في بطولة زوارق الفورمولا 4، المركز الأول، وحل ثانيا عبيد مبارك، وكلاهما من فريق مبارك مارين، وحل ثالثا خالد محمد الزرعوني من فريق الشارقة .
أما في بطولة الفلاي بورد، فشهدت فئة المبتدئين فوز المصري محمد بيبو بالمركز الأول، وحل ثانيا الإماراتي فيصل الطنيجي، ثم المصري محمد طارق مصطفى ثالثا.
وفي فئة المحترفين، تصدر الكولومبي دانيال جويرا المنافسات وحقق المركز الأول، وتلاه الفرنسي جيفري كوزلا في المركز الثاني، وجاء الإماراتي أحمد المحرزي في المركز الثالث.
وفي الختام ، كرم سيف السويدي رئيس لجنة المسابقات في النادي وناصر الظاهري مدير إدارة الرياضات البحرية بالإنابة الفائزين، فيما تم تكريم الإماراتية علياء فيروز تقديرا لمشاركتها في بطولة الإمارات لزوارق الفورمولا 4 كونها أول إماراتية تشارك في هذه الفئة.
وأشاد ناصر الظاهري، بنجاح حققته الجولة الأولى من البطولتين، مشيراً إلى أن المستوى التنافسي العالي يعكس تطور الرياضات البحرية في الإمارات.
وأكد حرص النادي على تطوير البطولات وتقديم مسارات تتحدى المتسابقين، بما يساعد على رفع معدلات الأداء وتقديم تجربة فريدة للجمهور ، إلى جانب السعى لتوفير بيئة تنافسية عادلة تحفز المواهب المحلية .وام