توقع تقرير حديث أن يصبح شمال أفريقيا مصدرا رئيسيا للهيدروجين الأخضر،  بحلول عام 2050، فيما تكون أوروبا السوق الرئيسي لصناعة لا تزال في مهدها.

ويتوقع التقرير أن يعيد الهيدروجين الأخضر "رسم خريطة الطاقة والموارد العالمية في وقت مبكر من عام 2030، وإنشاء سوق قيمتها 1.4 تريليون دولار سنويا بحلول عام 2050"، وفقا لتقرير صادر عن شركة ديلويت للاستشارات.

يعد وقود الهيدروجين الذي يمكن إنتاجه من الغاز الطبيعي أو الكتلة الحيوية أو الطاقة النووية، "أخضر" وينتج عند انفصال جزيئات الهيدروجين عن الماء باستخدام كهرباء مستمدة من مصادر طاقة متجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي لا تنتج انبعاثات كربونية.

يقول الخبير في المناخ، محمد بنعبو، إن "شمال أفريقيا منطقة مؤهَّلة لأن تلعب دورا طلائعيا في استعمال الطاقة المتجددة".

ويشير الخبير في حديث لموقع "الحرة" إلى أن دول شمال أفريقيا من المحتمل أن تحتل مراتب جد متقدمة في الانتقال الطاقي نحو الطاقات النظيفة، لكن لا تمتلك جميعها نفس الظروف المناخية والجغرافية لتكون التلميذ النجيب في مؤشرات الأداء الطاقي".

ويتابع "ويعود أحد أهم عوامل هذا التباين إلى كلفة إنتاج الطاقات المتجددة المرتفعة حاليا رغم تراجع هذه الكلفة نسبيا، وفي هذا الإطار يلعب المغرب دورا مهما في إنتاج الطاقات النظيفة مما يجعل من المملكة المغربية من بين الدول الأربع الكبرى في العمل المناخي، بينما على المدى الطويل، ستستفيد معظم دول شمال أفريقيا من مناخها المواتي لاستخدام الطاقة الشمسية والريحية وهذا ما سيزيد من قدرتها التنافسية في المجال الطاقي".

هدف غير سهل

ويعتبر أقل من واحد في المئة من إنتاج الهيدروجين في العالم مؤهلا حاليا ليُصنَّف "أخضر".

لكن أزمة المناخ، مقترنةً بالاستثمارات الخاصة والعامة، تسببت في نمو سريع في هذا القطاع.

وأشارت مجموعة الضغط "هيدروجين كاونسل" إلى أن هناك أكثر من ألف مشروع هيدروجين قيد التنفيذ في كل أنحاء العالم.

وأوضحت أن المشاريع، التي أطلقت قبل عام 2030، ستتطلب استثمارات بحوالي 320 مليار دولار.

تقول الناشطة والباحثة البيئية، نادية حيمتي، إن الهيدروجين الأخضر هو طاقة نظيفة ولكي ينتج يجب أن يلجأ لوسائل نظيفة بديلة عن الإنتاج الأحفوري وألا تكون معتمدة على البترول أو الفحم".

ورغم توقعات التقرير، تقول حميتي في حديث لموقع "الحرة" إن بلدان شمال أفريقيا لا تزال غير قادرة على التخلي عن الطاقات الأحفورية.

وترى الباحثة أن الهيدروجين الأخضر هو "حل طموح جدا، لكنه يستوجب تقنيات واستثمارات مرتفعة لإنتاجه، إذ أن إنتاجه يتطلب شروطا، وحتى نقله يتطلب شروطا" أيضا.

وتتابع في حديثها "نحن كدول متضررة من التغيرات المناخية، كقلة المياه والحرائق، سنساهم في الحل كدول متضررة، لذلك هذه المشاريع يجب أن تُموَّل بمنح، وليس بقروض، لأنه ليس من غير المعقول مطالبة بلدان متضررة بالمساهمة في حل أزمة لم تساهم فيها"، بحسب تعبيرها.

ومن فوائد الهيدروجين الأخضر، بحسب حميتي، أنه "سيساعد في مواجهة التغيرات المناخية وكذلك الوصول إلى الأهداف ومن بينها عدم تجاوز نسبة 1.5 درجة حرارة في أفق 2030".

وبحلول عام 2050، بحسب شركة ديلويت، من المرجح أن تكون المناطق الرئيسية المصدّرة للهيدروجين الأخضر شمال أفريقيا (110 مليارات دولار سنويا) وأميركا الشمالية (63 مليارا) وأستراليا (39 مليارا) والشرق الأوسط (20 مليارا).

ويمكن افتراض أن تقارير الاستشارات الإدارية تعكس مصالح عملائها من الشركات، بما فيها بعض أكبر الجهات المُلوَّثة بالكربون.

لكن الحاجة إلى تلبية الأهداف المناخية والإعانات السخية، ترفع الطلب على الطاقة النظيفة بكل أنواعها، بما فيها الهيدروجين الأخضر.

كما تسعى صناعات الطيران والشحن لمسافات طويلة، والتي لا يتوافر فيها نوع البطاريات الكهربائية التي تستخدم في المركبات البرية، إلى استخدام الهيدروجين بديلا عن الوقود الأحفوري.

شمس ورياح

كذلك، يمكن لظهور سوق هيدروجين نظيف من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، أن يجعل الصناعة أكثر شمولا للبلدان النامية، بحسب التقرير.

كما سيسمح لصناعات الصلب في بلدان الجنوب، على سبيل المثال، بوقف استخدام الفحم.

ورغم ذلك، في الوقت الحالي، ما زال 99 في المئة من الإنتاج العالمي "رماديا"، أي أنه يتم إنتاج الهيدروجين عبر فصل جزيئات الميثان، ما يتسبب في إطلاق غازات دفيئة بصرف النظر عن نوع الطاقة المستخدمة لإتمام العملية.

أما الأسلوب الأخضر، فيطلق الهيدروجين من جزيئات الماء الخالية من الكربون (H2O) باستخدام تيار كهربائي من مصدر طاقة متجددة.

تجربة في بدايتها

تقول شادن دياب، المختصة في الطقس والتغير المناخي، إن "الهيدروجين الأخضر له فوائد على البيئة، لكن التكنولوجيا المتعلقة به لا تزال في بدايتها، ويجب أن ننتظر لنرى إن كانت أسعار إنتاجه قادرة على منافسة إنتاج الوقود الأحفوري".

وترى الخبيرة أن هناك تحديات كبيرة، مشيرة إلى أنه "نحن في مرحلة علينا أن ننجح في ممارسة التكنولوجيا التقنية وأن تكون النتائج بأسعارها قابلة لمنافسة الوقود الأحفوري".

وعن فوائده، ترى ديان أن إنتاجه "قد ينعكس بشكل كبير في تنشيط الصناعة في شمال أفريقيا والمغرب أيضا وتصدير الطاقة إلى أوروبا،  وهو ما يمكن أن يكون تجارة ناجحة تنشّط سوق العمل في شمال أفريقيا". 

وتخلص المختصة أنه، مع ذلك، تبقى هناك "تحديات صناعية من أجل إنجاح العملية في السوق الداخلية ثم العمل على إنجاحها في السوق  الخارجية".

وقال سيباستيان دوغيه، مدير فريق ديلويت للطاقة والنمذجة والمؤلف المشارك للتقرير الذي يستند إلى بيانات للوكالة الدولية للطاقة، إن هذا هو المكان الذي قد يكون لشمال أفريقيا دور رئيسي لتأديته.

وأوضح لوكالة فرانس برس "نحن نرى أن عددا من دول شمال أفريقيا، مثل المغرب ومصر، مهتمة بمسألة الهيدروجين، وأن 'استراتيجيات هيدروجين' تعلن هناك بعد بضع سنوات فقط من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة".

وأشار إلى أن "المغرب لديه إمكانات قوية جدا لطاقة الرياح التي غالبا ما تكون مُتجاهلة، وإمكانات كبيرة للطاقة الشمسية، ومصر لديها الوسائل اللازمة لتصبح المصدّر الرئيسي للهيدروجين إلى أوروبا، في عام 2050، بفضل خط أنابيب قائم للغاز الطبيعي" يمكن تكييفه لنقل الهيدروجين.

يقول الخبير بنعبو في حديثه لموقع "الحرة" إن الهيدروجين الأخضر يمكن أن يساهم في دعم اقتصاد دول شمال أفريقيا، بالأخص مع إقبال دول الخليج على هذه الطاقة.

ويشير الخبير إلى أن "العديد من الدول العربية من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتجه نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر بالموازاة مع تزايد الطلب العالمي على استهلاك هذه المادة الحيوية، خصوصا مع تهافُت دول الاتحاد الأوروبي عليها".

ويتابع أن "الإنتاج المُكثَّف للهيدروجين الأخضر بدول شمال أفريقيا سيعود بالنفع على اقتصاد هذه الدول ابتداء من التكوين الجامعي والعالي المتخصص في المجال الطاقي، وبالتالي تقوية قدرات الكفاءات الوطنية وتشغيل اليد العاملة المتخصصة في المجال، بالإضافة إلى الاستثمارات الكبرى في البنى التحتية من أجل مواكبة هذه المشاريع، إذ سيكون لها الوقع الإيجابي على الاقتصاد".

وتوقّع التقرير أن ينتهي الاستثمار، بحلول عام 2040، لاحتجاز الكربون وتخزينه كحل لانبعاثات الهيدروجين القائم على الميثان، وهي الاستراتيجية الحالية لدول الخليج الغنية بالنفط، وكذلك الولايات المتحدة والنرويج وكندا، وهذا الهيدروجين المنتج بهذه الطريقة لا يُصنّف أخضر بل "أزرق".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: امتلاك الحوثيين مكونات خلايا وقود الهيدروجين سيمنحهم قفزة تكنولوجية متقدمة (ترجمة خاصة)

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء على تهريب مكونات خلايا وقود الهيدروجين إلى جماعة الحوثي في اليمن.

 

ووثقت الصحيفة في تقرير لها تحت عنوان "طائرات الحوثيين المُسيّرة قد تصبح أكثر تخفيًا وتحلق لمسافات أبعد" وترجمه للعربية "الموقع بوست" جهودًا لتهريب مكونات خلايا وقود الهيدروجين للحوثيين في اليمن.

 

وقالت الصحيفة أن مكونات خلايا وقود الهيدروجين سيُتيح لمقاتلي الحوثيين قفزة تكنولوجية متقدمة.

 

الموقع بوست يعيد نشر نص التقرير:

 

لأكثر من عام، هاجم الحوثيون في اليمن سفنًا تجارية وسفنًا حربية في البحر الأحمر بالصواريخ والطائرات المسيرة والزوارق السريعة المحملة بالمتفجرات، مما أدى إلى تعطيل التجارة العالمية عبر أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم.

 

بزعم تضامنهم مع الفلسطينيين في غزة، هاجم الحوثيون سفنًا على بُعد 100 ميل من الساحل اليمني، مما دفع الطائرات الحربية الأمريكية والإسرائيلية إلى شن غارات جوية انتقامية.

 

أوقف الحوثيون، المدعومون من إيران، هجماتهم إلى حد كبير عندما توصلت إسرائيل وحماس إلى وقف لإطلاق النار في يناير. لكن الأدلة التي فحصها باحثو الأسلحة تُظهر أن المتمردين ربما اكتسبوا تقنية جديدة تُصعّب اكتشاف الطائرات المسيرة وتساعدها على التحليق لمسافات أبعد.

 

قال تيمور خان، المحقق في منظمة أبحاث تسليح الصراعات، وهي منظمة بريطانية تُحدد وتتبّع الأسلحة والذخائر المستخدمة في الحروب حول العالم: "قد يمنح ذلك الحوثيين عنصر مفاجأة ضد القوات العسكرية الأمريكية أو الإسرائيلية إذا ما استأنفوا أيًا من هذه الصراعات".

 

سافر اخان إلى جنوب غرب اليمن في نوفمبر/تشرين الثاني لتوثيق أجزاء من نظام خلايا وقود هيدروجينية عثرت عليه القوات الحكومية في قارب صغير قبالة الساحل، إلى جانب أسلحة أخرى يُعرف أن الحوثيين يستخدمونها.

 

تُنتج خلايا وقود الهيدروجين الكهرباء من خلال تفاعل الأكسجين في الهواء مع الهيدروجين المضغوط عبر سلسلة من الصفائح المعدنية المشحونة. تُطلق هذه الخلايا بخار الماء، لكنها تُصدر القليل من الحرارة أو الضوضاء.

 

تستطيع طائرات الحوثي المسيرة، التي تعمل بالطرق التقليدية، مثل محركات حرق الغاز أو بطاريات الليثيوم، أن تطير لمسافة 750 ميلًا تقريبًا. لكن خلايا وقود الهيدروجين ستمكنها من الطيران ثلاثة أضعاف هذه المسافة، مما يجعل اكتشافها أصعب بكثير على أجهزة الاستشعار الصوتية والأشعة تحت الحمراء.

 

نشر مركز أبحاث تسليح الصراعات نتائجه بالتفصيل في تقرير صدر يوم الخميس. فحص المركز وثائق شحن تُظهر أن مكونات خلايا الوقود صُنعت من قِبل شركات صينية تُعلن عن استخدامها في الطائرات المسيرة، بالإضافة إلى خزانات هيدروجين مضغوطة تحمل علامات خاطئة على أنها أسطوانات أكسجين.

 

وقال السيد خان إنه من غير الممكن حتى الآن معرفة ما إذا كانت هذه المواد قد وصلت مباشرة من الصين. لكن مصدرًا جديدًا لمكونات الأسلحة قد يمنح الحوثيين دفعة استراتيجية.

 

وأضاف السيد خان أن شحنات الأسلحة الحوثية التي يتم اعتراضها في البحر عادةً ما تكون مصنوعة في إيران أو مُرسلة منها. إذا كان الحوثيون قد حصلوا على هذه المواد بأنفسهم، فإن الشحنة التي رأيناها تشير إلى سلسلة توريد جديدة من الأسواق التجارية، مما يزيد من اكتفائهم الذاتي، بدلاً من الاعتماد فقط على داعميهم في المنطقة.

 

اعترضت قوات المقاومة الوطنية اليمنية، المتحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليًا، القارب الذي تفقده السيد خان في البحر في أغسطس/آب. وشملت المواد التي عُثر عليها على متنه صواريخ مدفعية موجهة، ومحركات صغيرة مصنعة في أوروبا لتشغيل صواريخ كروز، ورادارات، وأجهزة تتبع السفن، بالإضافة إلى مئات الطائرات التجارية بدون طيار، بالإضافة إلى أجزاء خلايا وقود الهيدروجين.

 

صورة

أسطوانة هيدروجين صودرت من قارب في البحر الأحمر وُصفت خطأً بأنها تحمل أكسجين. المصدر:... أبحاث تسليح الصراعات

 

تعود الطاقة الكهربائية القائمة على الهيدروجين مع خلايا الوقود إلى عقود مضت، وقد استخدمتها وكالة ناسا خلال مهمات أبولو. ظهر استخدامه لتشغيل الطائرات العسكرية بدون طيار في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين خلال الحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان.

 

في السنوات التي تلت ذلك، ازداد استخدام طاقة الهيدروجين في الطائرات العسكرية بدون طيار. وقد جعلتها قدرتها على توسيع مداها جذابة للاستخدامات التجارية، مثل فحص خطوط الأنابيب وخطوط الكهرباء ومزارع الرياح البحرية، وفقًا لأندي كيلي من شركة "إنتيليجنت إنرجي"، وهي شركة بريطانية تُصنّع خلايا وقود الهيدروجين المستخدمة في الطائرات بدون طيار والتي تبيعها الآن العديد من الشركات الأمريكية لوزارة الدفاع.

 

وقال السيد كيلي: "كلما طالت مدة بقائها في الجو، زادت البيانات التي تجمعها. إنها أساسية للاستطلاع بعيد المدى".

 

وأضاف أن أنظمة الهيدروجين قادرة على تخزين طاقة أكبر بثلاث مرات من بطاريات الليثيوم ذات الوزن المماثل، مما يسمح لمشغل الطائرة بدون طيار بحمل وزن أكبر لمسافات أطول.

 

وأضاف السيد كيلي أن خلايا الوقود تُنتج أيضًا اهتزازات قليلة تُسبب احتكاكًا بكاميرات المراقبة وأجهزة الاستشعار الأخرى على طائرة المراقبة بدون طيار، مضيفًا أنه يمكن إعادة استخدامها مرات أكثر بكثير من البطاريات القابلة لإعادة الشحن المستخدمة عادةً لدفع الطائرات بدون طيار.

 

ورفض مركز أبحاث التسلح في الصراعات تسمية الشركات الصينية التي صنعت المكونات التي تم العثور عليها بالقرب من اليمن، وهي السياسة التي تضمن قدرة باحثيها على العمل بشكل خاص مع الشركات لتحديد كيف وصلت منتجاتها إلى أيدي كيانات مختلفة.


مقالات مشابهة

  • «سيوا» تدشن أكبر محطة فرعية لنقل الطاقة بـ500 مليون درهم
  • التخطيط والتنمية الاقتصادية تبحث تعزيز استثمارات الطاقة المتجددة والتحول الأخضر في مصر
  • المشاط تستقبل السفيرة النرويجية ورئيس شركة "سكاتك"
  • أونروا: افتتحنا 130 مقرا تعليميا مؤقتا في غزة لتعليم 47 ألف طفل
  • أونروا: افتتحنا 130 مقرًا تعليميًا مؤقتًا في غزة لتعليم 47 ألف طفل
  • وزارة الانتقال الطاقي: أطلقنا مؤخرا 6 مشاريع جديدة في الهيدروجين الأخضر بـ319 مليار درهم
  • نيويورك تايمز: امتلاك الحوثيين مكونات خلايا وقود الهيدروجين سيمنحهم قفزة تكنولوجية متقدمة (ترجمة خاصة)
  • المجلس الوزاري للطاقة يقر عددًا من الإجراءات والتوصيات
  • المشاط: مبادرة إقليمية مع البنك الأفريقي للاستفادة من نجاحات برنامج «نُوفي»
  • سيف بن زايد: سلطان الجابر عكس في "أسبوع سيرا للطاقة" طموحات قيادتنا الملهمة في قطاع الطاقة