الثورة نت:
2025-03-03@21:47:44 GMT

حرب استنزاف يمنية إسرائيلية

تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT

 

 

تحوّلت الجبهة اليمنية الإسرائيلية إلى جبهة الحرب الرئيسية بالنسبة لبنيامين نتنياهو، كما أصبحت الإسناد الوحيد الذي يقدّمه محور المقاومة لغزة، وخلال أسبوعين ماضيين تحوّلت الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنيّة إلى حدث يوميّ بالنسبة لسكان تل أبيب تُجبرهم على النزول بالملايين إلى الملاجئ، بينما ثبت بصورة قاطعة فشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية في التصدّي للهجمات اليمنية، وفقاً لتصريحات مسؤولين إسرائيليين عسكريين منهم أكثر من قائد سابق لسلاح الدفاع الجوي في القوات الجوية، حيث أكد تسفيكا حاييموفيتش، القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي، أن التطوّرات الأخيرة تظهر أن الحوثيّين باتوا قادرين على استهداف مناطق وسط «إسرائيل» بعد أن كانت هجماتهم تقتصر على إيلات.

وأشار إلى أن التعديلات التقنية التي أدخلها الحوثيون على صواريخهم تزيد من خطورتها وتفرض تحديات جديدة على الدفاعات الإسرائيلية. أما اللواء ران كوخاف، القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي، فقد صرّح للقناة 13 بأن الإخفاقات الأخيرة في اعتراض الصواريخ لا تعود فقط إلى تقنيات جديدة أو صواريخ فرط صوتيّة، بل إلى «فشل مزدوج» في عمليّات الاعتراض.
لم يعُد المشهد مقتصراً على عمليّات متقطعة، بعدما نجح اليمن بتحقيق إنجاز نوعيّ تمثل بإقفال البحر الأحمر أمام السفن المتوجّهة إلى كيان الاحتلال وصولاً إلى التسبّب بإقفال ميناء إيلات، وإعلان شركة المرفأ إفلاسها. وتأتي تحديات الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية نحو عمق الكيان بعد وقف إطلاق النار على جبهة لبنان وبعد الأحداث الكبرى التي شهدتها سورية، لتقول إن اليمن وحده سوف يعوّض غياب سائر أطراف محور المقاومة عن جبهات الإسناد، مفتتحاً حرب استنزاف فعالة على كيان الاحتلال، ويُجمع المحللون الإسرائيليون على هذه الحقيقة، كما أشار مراسل الشؤون العسكرية في قناة «12» نير دفوري، الذي قال إن التقديرات في «إسرائيل» تشير إلى دخول البلاد في حرب استنزاف قد تمتدّ أسابيع، إذ يواصل اليمن إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة بشكل يوميّ، مما يؤدي إلى إرهاق المنظومات الدفاعية الإسرائيلية. وتوقع الخبير الإسرائيلي في شؤون الخليج يوئيل جوجانسكي أن يستغلّ اليمن هذا الوضع لاستنزاف «إسرائيل» بشكل أكبر، مؤكداً أن اليمن يدرك تماماً تأثير هجماته على السياسة الإسرائيلية والمجتمع. وأضاف «إسرائيل» تقع تدريجياً في المصيدة اليمنية، وأنا قلق من أن هذه الحرب قد تنتهي بهزيمتنا».
فيما يكشف هلع المراقبين والمحللين في الكيان من المواجهة مع اليمن وعدم ثقتهم بفعالية تهديدات رئيس حكومتهم، قناعة بأن لدى اليمن ما ليس لدى سائر أطراف محور المقاومة، فإن هؤلاء يُعيدون ذلك إلى أسباب مثل التسليم الأميركي البريطاني باستحالة الفوز في حرب استنزاف مع اليمن من جهة، وبتأثير دخول اليمن هذه الحرب بعدما استنفدت «إسرائيل» قدرتها على التحمل إثر خمسة عشر شهراً من الحرب، وتطرّقت القناة الـ14 إلى ضعف الدعم الأميركي لـ”إسرائيل» في هذا الصراع، إذ أشار مراسل الشؤون السياسية تامير موراغ إلى مشكلتين رئيسيتين: الأولى هي غياب رغبة الإدارة الأميركية في تصعيد العمليات الهجومية ضد اليمن، والأخرى نقص الصواريخ الاعتراضيّة، مما يزيد صعوبة التصدي للهجمات اليمنية. بينما نبّه داني سيترينوبيتش الخبير في شؤون إيران ومحور المقاومة في مركز أبحاث اﻷمن القومي إلى أن تعطيل ميناء إيلات بالكامل بسبب الهجمات البحرية الحوثية يمثل ضربة قاسية لـ”إسرائيل”، مشيراً إلى أن «إسرائيل» لم تعُد تمتلك القدرة نفسها على الردع كما كان الحال في الماضي.
يسمح التدقيق في الحال اليمنية مقارنة بما قدّمته ساحات الإسناد الأخرى، وخصوصاً لبنان، للقول إن اليمن يدخل حرب الاستنزاف بعدما خاضت جبهة لبنان وجبهة غزة حرب استنزاف مكثفة وثقيلة طوال سنة ونيّف، ما أنهك الكيان وجيشه، وإن اليمن يتمتع بسبب بعد المسافة بفعاليّة التحرك في إطلاق الصواريخ، حيث لا تستطيع الطائرات الحربية الإسرائيلية والطائرات المسيّرة الاستطلاعيّة البقاء في أجواء اليمن كما في أجواء غزة ولبنان على مدار الساعة، ومثلها في حالات الإغارة على اليمن، بينما مساحة اليمن 550 ألف كيلومتر مربع وعدد سكانه 35 مليون نسمة، والشعب اليمنيّ عملياً موحّد العزيمة وراء قضية فلسطين ونصرتها، وهو منذ سنوات يعبّر عن ذلك في الساحات والميادين، والتماهي بين الشعب والقيادة غير موجود بهذا القدر في غير اليمن، بينما يمتلك اليمن قدرات تكنولوجية متفوّقة، حيث نقلت صحيفة الواشنطن بوست عن مسؤول إسرائيلي أن القدرات اليمنية التكنولوجية مفاجئة.
فتح نتنياهو باب الحرب مع اليمن ولم يعُد إقفاله بيده، ويوماً بعد يوم يظهر أن هناك طريقاً واحداً للتخلص من التحدي اليمني، هو الذهاب إلى اتفاق مع المقاومة في غزة.

*رئيس تحرير جريدة البناء اللبنانية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تحقيقات إسرائيلية عن قادة حماس: كانوا “يشفّرون” مكالماتهم بآيات قرآنية.. “أبطلت تحليلنا”

#سواليف

في أجواء صعبة انعقد هذا الأسبوع في #قاعدة_بلماخيم طاقم القيادة العليا للجيش الإسرائيلي، نحو 600 ضابط كي يسمعوا تحقيقات #الحرب. كل هؤلاء #الضباط حتى أولئك الذين ليس لهم صلة بالفشل الاستخباري والعملياتي، يحملون على أكتافهم عبء المسؤولية عن #الفشل.
في بداية العرض الذي استمر أكثر من 16 ساعة، حذرهم رئيس الأركان هرتسي #هليفي بأن هذا تحقيق لن يكون لهم في نهايته إحساس بالراحة. قال لهم “العكس هو الصحيح. عندما تعودون إلى بيوتكم ستشعرون بسوء أكبر مما تشعرون به الآن”. كان هذا التشخيص دقيقاً.
في عشرات الساعات التي استمعت فيها إلى أهم ما جاء في التحقيق هذا الأسبوع، تعرفت على تفاصيل جديدة لم أعرفها من قبل، لكنها ليست شيئاً يغير الصورة التي نعرفها جميعاً من ناحية جوهرية. مجموعة أناس أكفاء ومجربون لا مثيل لهم سارت في عمى جماعي نحو الكارثة الأكبر في تاريخنا.
الإحباط مؤلم جداً عند سماع التفاصيل، ليس فقط لأن #الكارثة كان ويجب أن تمنع، بل لأنه يصيبك في نهاية التحقيق إحساس بأنه قد يحصل مرة أخرى. ثمة مفاهيم مغلوطة ومشوهة عن الواقع في الطريقة التي نرى فيها أنفسنا ومحيطنا. كلنا نفسر الواقع عبر منظورنا الشخصي. عندما يسيطر مفهوم ما على جماعة من البشر، يشق الطريق إلى الكارثة.
فضلاً عن التعلم من الأخطاء الكثيرة التي ارتكبت في الطريق إلى الكارثة في 7 أكتوبر، يجب أن يقودنا تعلمنا من دروس الفشل إلى تشكيل أجهزة تعوض عن الميل البشري للتمسك بالمفهوم المغلوط وتقلص الخطر للكارثة في المرة التالية التي نعاني منها من عمى جماعي. 7 أكتوبر لم يكن “بجعة سوداء” – كان وحشاً نما أمام عيوننا، ظهر أكثر من مرة، لكننا فرفضنا التصديق.
الإشفاء من الرغبة في الهدوء
لقد استسلمت استخباراتنا لعمليات فيها رضى فوري ومجد كبير. في الصباح، تتلقى معلومة، وفي الظهر تحولها إلى هدف، في المساء تهاجم وتذهب بعدها إلى البيت مع هالة من النجاح. لكن مهنة الاستخبارات أكثر من هذا بكثير. فهي تتطلب عملاً قاتماً يتمثل بعثور دائم لثغرات المعلومات وتشكيك دائم لما تؤمن أنك تعرفه. رئيس شعبة الاستخبارات “أمان” الجديد شلومي بندر، يفهم الحاجة لكن تحديه سيكون في التطبيق. من ناحية عامة – إخطار الحرب يعود ليكون الهدف الأسمى لشعبة الاستخبارات، قبل جمع المعلومات والبحث وخلق أهداف. دائرة الرقابة التي لم يكن فيها في 7 أكتوبر إلا اثنان، تصبح هيئة واسعة ولها أسنان. كما أن بندر يطالب رجاله بأن ينتهي كل عرض بصورة تدحض كل ما ادعوه حتى الآن. هذا مدوخ، وليس لطيفاً لمن يعرضه ولمن يستهلكه. ولكنه ضروري.
تكشف التحقيقات فجوة ثقافية هائلة بين رجال استخباراتنا وبين العدو. 80 في المئة من كل حديث بين مسؤولين من حماس هي اقتباسات من آيات قرآنية. من لا يفهم جوهر الآيات لا يفهم الحديث. اللواء احتياط يوآف مردخاي، أجاد في وصف ما يسميه الفرق بين الخبير بالعرب والمحلل: “المحلل يحلل الكلمات التي قيلت في النص”، قال، “أما الخبير بالعرب فيستمع إلى الصمت وإلى المسافة التي بين الكلمات”.
تأهيل رجال استخباراتنا يجب أن يجتاز ثورة. ليس سهلاً تعليم الفضول، والنقدية، والتحدي، والأصعب هو تعليم التواضع، لكنه قيمة يجب تعليمها في #مدارس_الاستخبارات. يقف بندر على رأس جهاز هو في أزمة عميقة، ما يجعل تحديه للتغيير أكثر تعقيداً.
على المستوى الوطني: مفهوم الأمن الإسرائيلي تكشف كغير ذي صلة. مفاهيم الردع، والأخطار، والحسم والدفاع كلها فشلت في هذه الحرب. قد يجرى جدال عن مفهوم الحسم، لكن الحسم العسكري قصير الموعد عندما لا يترافق وفعلاً سياسياً يثبت نتيجته.
مثلما بعد 1973، تفهم إسرائيل أنها لا يمكنها أن تعتمد على تقدير نوايا العدو، بل على فحص قدراته. ولهذا ستكون إسرائيل مطالبة من الآن فصاعداً بمنع بناء قدرات العدو على حدودها. يصعب القول، لكن تنفيذ هذا يتطلب من إسرائيل أن تشفى من الرغبة في الهدوء. سنكون مطالبين باحتكاك دائم في كل الحدود لمنع نمو كل تهديد.
وهذا سيتطلب منها جيشاً إسرائيلياً أكبر، في النظامي والاحتياط، وتضحية أكبر لرجال الاحتياط، واستثماراً أكبر في الأمن – في الاستخبارات، وفي المنصات، وفي إقامة وحدات جديدة. مشكوك أن يتوافق هذا الدرس مع سياسة التملص من الخدمة حسب قانون الحكومة الحالية.
رغم الإنجازات المبهرة، فإن حرب وجودنا بعيدة عن النهاية. انتهت فيها مرحلة واحدة أو اثنتان، ولكنها سترافقنا لسنوات أخرى إلى الأمان، وهذا سيؤثر على حياتنا كإسرائيليين لسنوات طويلة أخرى. ومثلما قال رئيس الأركان في أحاديث مغلقة: “الحرب التي خضناها في السنتين الأخيرتين شحنت أمامنا بطارية ثأر ستصمد لسنين قريبة قادمة”.
ألون بن دافيد

مقالات مشابهة

  • مسام ينتزع 2817 لغما في عدد من المحافظات اليمنية
  • أبرز الانتهاكات الإسرائيلية خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار
  • غارة جوية إسرائيلية على مدينة طرطوس السورية (شاهد)
  • تهديدات باستئناف القتال.. إسرائيل تدق طبول الحرب قبل القمة العربية الطارئة
  • رمضان اليمن… هل تغيّر حاله بعد عشر سنوات حرب؟
  • “مقترحات ويتكوف” أمريكية في ظاهرها إسرائيلية في جوهرها وخبيثة في مراميها
  • انتقادات إسرائيلية لسوء الأداء الإعلامي في الحرب.. حماس نجحت بالدعاية
  • تحقيقات إسرائيلية عن قادة حماس: كانوا “يشفّرون” مكالماتهم بآيات قرآنية.. “أبطلت تحليلنا”
  • مصادر إسرائيلية: مفاوضات القاهرة فشلت ونتنياهو يبحث استئناف القتال.. إسرائيل ترفض وقف الحرب في غزة
  • صحيفة: مصر طلبت من حماس تسليم الصواريخ والقذائف.. بماذا ردت الحركة؟