داليا عبد الرحيم: الجماعات الإرهابية تُعيد هيكلة خارطة الصراعات العالمية.. باحث: الشرق الأوسط يُعاد تشكيله من قبل أطراف غير عربية.. وصراع المنطقة يؤثر على العالم أجمع
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت الإعلامية داليا عبد الرحيم، رئيس تحرير جريدة “البوابة نيوز”، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، إنه في عالم يشهد تحولات أمنية معقدة وتحديات متسارعة تواصل الجماعات الإرهابية إعادة تشكيل خارطة الصراعات العالمية بأساليب أكثر تطورًا ودموية، وبينما يتطلع المجتمع الدولي إلى إيجاد حلول جذرية لمكافحة هذا الخطر المتنامي، نجد أن هذه الجماعات تُطور استراتيجياتها لتواكب العصر الرقمي وتستغل النزاعات الإقليمية لتحقيق أهدافها.
وأضافت “عبدالرحيم”، خلال تقديم برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، أننا سنُسلط الضوء على أبرز الجماعات الإرهابية التي برزت بقوة في عام 2024، ونتناول بالتفصيل أخطر عملياتها وتأثيرها على الأمن العالمي، موضحة أن الجماعات الإرهابية لم تعد مجرد تنظيمات تعتمد على العمليات المسلحة التقليدية؛ بل أصبحت كيانًا متطورًا يمتلك أدوات إعلامية ودعائية متقدمة، ويستغل التكنولوجيا لتحقيق أهدافه، وشهد عام 2024 عودة جماعات كـ"داعش" و"القاعدة" إلى الواجهة عبر عمليات نوعية أظهرت قدرتها على التكيف مع الظروف الجيوسياسية المتغيرة.
وأوضحت أن بيئات النزاع المستمرة في أفريقيا والشرق الأوسط لعبت دورًا رئيسيًا في تعزيز نشاط هذه الجماعات، واستغلت الجماعات المتطرفة الأوضاع الإنسانية المتدهورة والفقر والجهل كأدوات لتوسيع قاعدة تجنيدها، واليوم باتت هذه التنظيمات تملك قدرات عابرة للحدود، وتُنسق فيما بينها بشكل غير مسبوق لتحقيق أهداف مشتركة، وشهد عام 2024 سلسلة من العمليات الإرهابية الدموية التي استهدفت مدنيين وعسكريين على حد سواء؛ وبرز تنظيم داعش من جديد بتنفيذه هجمات واسعة النطاق في دول الساحل الإفريقي حول بحيرة تشاد ونيجيريا أسفرت هذه الهجمات عن مئات الضحايا، وتهجير المئات من السكان المحليين وفي آسيا الوسطى.
وتابعت: نفذت خلايا مرتبطة بتنظيم القاعدة هجمات متنوعة تظهر القدرة على التخطيط الدقيق وتكتيكات مُعقدة تُظهر أن هذه الجماعات لم تفقد قدراتها رغم الضربات الأمنية المتكررة، كما طالت هجمات تنظيم داعش القارة الأوروبية في أكثر من عملية ارهابية والتي تؤكد اعتماد هذه الجماعات الإرهابية على استراتيجيات متعددة تجمع بين الترهيب العسكري والتأثير الإعلامي، وأصبح التجنيد الرقمي عبر منصات التواصل الاجتماعي من أبرز الأدوات التي تستخدمها هذه التنظيمات لاستقطاب الشباب، حيث تُبث رسائل مُحكمة تسلط الضوء على مظالم حقيقية أو متخيلة لاستدراج العناصر الجديدة.
واستطردت: إلى جانب ذلك؛ تعتمد هذه الجماعات على الهجمات غير التقليدية مثل استخدام الطائرات المسيّرة والبرمجيات الخبيثة لاستهداف البنية التحتية الحيوية للدول؛ كما برزت تكتيكات "الذئاب المنفردة" كخيار مفضل لدى العديد من التنظيمات، حيث يتم تدريب الأفراد عن بعد للقيام بعمليات محدودة لكنها مؤثرة، وفي المقابل تواجه الحكومات تحديات ضخمة في مراقبة وملاحقة الشبكات الإرهابية المتنقلة، خصوصًا في ظل التقدم التقني واستخدام هذه الجماعات لأدوات تشفير متقدمة تمنع تتبع الاتصالات والمعاملات المالية، ولذلك أصبح التعاون الأمني والاستخباراتي بين الدول أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى لضمان الحد من مخاطر هذه الجماعات.
ولفتت إلى أنه يُمكننا أن نُشير الى أهم وأبرز ما استهدفه برنامج "الضفة الأخرى" وسعى من خلال حلقاته لتسليط الضوء عليه، وتقديمه للمشاهدين من تقارير معلوماتية وتحليلات موضوعية وقراءات مستقبلية ولقاءات وحوارات حصرية تقول إن أهم أهداف البرنامج تركزت في الأتي: أن معركة مصر مع أفكار وجماعات التطرف والإرهاب، وعلى رأسهم جماعة الإخوان معركة مصيرية ما زالت قائمة وممتدة، وإن نجحت مصر وشعبها في إسقاط مشروع الإخوان وحلمهم ودولتهم في ثورة 30 يونيو، إلا أن التحديات مستمرة، والتصدي لأفكار وأدبيات الإرهاب معركة لا تقل أهمية وخطورة عن التصدي لممارسات العمل الإرهابي المسلح، ومن هنا كانت الضرورة بالعناية والمعالجة الإعلامية المتكاملة للتعريف وتقريب المشاهد في مصر وخارجها بأبعاد التجربة المصرية المتفردة في التصدي الفكري للإرهاب على صعيد الأفكار والثقافة الحاضنة يدًا بيد مع التصدي الميداني المباشر لمُمارسته ومخططاته المسلحة.
وأكدت أن حلقات "الضفة الأخرى" ركزت أيضا على إبراز وعرض مفهوم “المواجهة الشاملة للإرهاب” وهو الشعار الرئيسي للمعركة التي خاضتها مصر ضد الإرهاب منذ ثلاثة عقود، والتي تبلورت واستقرت أركانها بشكل واضح وفعال بعد ثورة 30 يونيو، المواجهة الشاملة التي ترتكز على رؤية متكاملة تعتمد على التنمية الشاملة وتحسين جودة المعيشة والعدل الاجتماعي وبناء الدولة العصرية الحديثة "الجمهورية الثالثة"، وخلق مناخ ثقافي وفكري ينشر ثقافة الحوار وقبول الأخر المُغاير في الجنس أو العقيدة، ومن هنا أيضًا كانت العناية بإبراز الدور المصري الفاعل والمهم في التصدي لأخطار الإرهاب على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وتكرر في الكثير من حلقات البرنامج التأكيد على رؤية مصر ودعوة الرئيس السيسي بضرورة اتفاق إرادة المجتمع الدولي ومؤسساته المعنية ودوله وشعوبه على رؤية موحدة ومتكاملة لمواجهة الإرهاب وأخطاره.
ونوهت بحرص فريق عمل البرنامج على الالتزام بالموضوعية والأمانة العلمية والتدقيق والتوثيق في إعداد “مادة البرنامج”، والاعتناء باختيار ضيوفه من الخبراء والباحثين، وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أنه وعلى مدار حلقات البرنامج تم استضافة ما يقترب من 100 باحث وخبير ومفكر من المصريين والعرب "السودان - لبنان - ليبيا - تونس - المغرب - الجزائر - موريتانيا - الصومال - العراق - الأردن - فلسطين - سوريا - اليمن) ومن عدة دول أوروبية.
ولفتت إلى أنه في ظل الصراعات المستمرة والأزمات السياسية والاقتصادية أصبحت منطقتا الشرق الأوسط وأفريقيا مسرحًا خصبًا لتنامي الجماعات الإرهابية وتوسع نفوذها، من غزة إلى سوريا حيث غذت الحرب الأهلية والفوضى صعود داعش والميليشيات المسلحة، وفي ليبيا أدى الفراغ السياسي وانتشار السلاح إلى تصاعد نفوذ الجماعات الإرهابية، بينما تواجه دول الساحل الأفريقي تهديدات متزايدة من تنظيمات مثل القاعدة وداعش.
وعرضت “عبدالرحيم”، خلال برنامج "الضفة الأخرى"، المذاع عبر فضائية "القاهرة الإخبارية"، إنفوجرافًا يرصد أبرز بؤر الإرهاب في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتأثيرها على الأمن الإقليمي والدولي، والذي كشف عن تنامي الإرهاب في الشرق الأوسط وإفريقيا.
وبدأ الإنفوجراف بغزة، حيث أشار التقرير إلى أن التطرف الإسرائيلي واستمرار الإبادة الجماعية يُغذي جماعات التطرف اليميني داخل إسرائيل ويُزيد من التهديدات الأمنية في الشرق الأوسط، فضلا عن سوريا حيث أن الحرب الأهلية وفوضى السلاح غذت ظهور داعش وميليشيات مسلحة، ثم دولة ليبيا والتي عانت من فراغ سياسي وانتشار السلاح الذي يُعزز نشاط الجماعات الإرهابية، علاوة على منطقة الساحل الأفريقي والتي شهدت تنظيمات كـ"القاعدة" و"داعش" اللذان يُهددان الأمن الإقليمي، ثم تأتي دولة نيجيريا والتي شهدت تواجد تنظيم "بوكو حرام" الذي قتل وهجر الآلاف وتوسع نشاطها إقليميًا، وآخرها القرن الأفريقي والذي شهد تواجد حركة "الشباب" بالصومال؛ التي زعزعت الاستقرار المحلي والدولي.
وأكدت أن العرض السابق كشف عن خريطة التهديدات الإرهابية المتصاعدة في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تتشابك الأزمات السياسية والصراعات المسلحة مع الفقر والتطرف لتهيئة بيئة خصبة لنمو الجماعات الإرهابية من غزة وسوريا وليبيا، حيث يُستغل الانقسام والفوضى لتعزيز النفوذ المسلح إلى الساحل الأفريقي ونيجيريا، وتواصل جماعات مثل القاعدة وبوكو حرام زعزعة الاستقرار وتهجير السكان، وفي القرن الأفريقي تبقى حركة الشباب الصومالية تهديدًا عابرًا للحدود؛ وكل نقطة على هذه الخريطة تُمثل جرس إنذار للمجتمع الدولي بضرورة التحرك الفعّال لمواجهة هذا الخطر المتنامي.
وأوضحت أنه أصبح واضحًا أن خطر الجماعات الإرهابية لا يزال حاضرًا بقوة، بل ويتنامى بشكل متسارع نتيجة تداخل عوامل معقدة من أزمات سياسية واقتصادية وإنسانية، موضحة أن التطور الكبير في استراتيجيات هذه الجماعات، سواء على مستوى العمليات الميدانية أو التوظيف الذكي للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي يجعل من التصدي لها تحديًا دوليًا يتطلب تنسيقًا وتعاونًا غير مسبوقين.
واختتمت أنه يبقى الأمل معقودًا على تعزيز الجهود الدولية لمواجهة هذا الخطر من خلال معالجة الأسباب الجذرية التي تدفع الأفراد نحو التطرف، وتحقيق استقرار حقيقي في المناطق التي أصبحت مسرحًا لنشاط هذه الجماعات، مشيرة إلى أن مواجهة الإرهاب ليست مسؤولية الحكومات فقط، بل هي مسؤولية مشتركة للمجتمع الدولي بأكمله.
بدوره قال محمد يسري، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، إن الأحداث في 2024 كانت ساخنة للغاية في مناطق النزاع، ومن الطبيعي أن تتزايد نشاطات الجماعات المتطرفة بصورة غير مسبوقة.
وأضاف "يسري"، خلال حواره مع الإعلامية داليا عبد الرحيم، ببرنامج "الضفة الأخرى"، المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن أوروبا اتخذت العديد من الإجراءات لمنع تنامي ظاهرة التطرف والإرهاب، ومنع حدوث العمليات الإرهابية سواء من قبل التطرف الإسلامي أو اليمين المتطرف، مشيرًا إلى أن ألمانيا شهدت حادثًا مأساويًا، حيث نفذ طبيب سعودي متطرف عملية إرهابية في برلين.
وأوضح أن الصراع في الشرق الأوسط يؤثر سلبًا على كافة دول العالم بسبب وجود تشابكات كثيرة من الناحية الحضارية بين أوروبا والشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الجماعات المتطرفة في حالة تزايد في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، وشهدت بليجكا وألمانيا الكثير من الأعمال المتطرفة خلال الفترة الأخيرة.
وأشار إلى أن عام 2025 قد يشهد أمورًا أشد خطورة مما حدث في 2011، وقد تتشكل بؤرًا إرهابية في أوروبا للانتقام مما يحدث في الشرق الأوسط من حروب وأزمات، موضحًا أن تصاعد أحداث العنف في 2024 كان أمرًا طبيعيًا نظرًا لاشتعال مناطق النزاع بصورة غير مسبوقة في الشرق الأوسط والعالم.
واختتم أن الكثير من الدول في أوروبا مثل ألمانيا والنمسا اتخذوا الكثير من الإجراءات لمواجهة التطرف الذي اشتعل في أوروبا خلال العام الماضي.
من جانبه قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الكاتب والباحث السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث عن إعادة تشكيل الشرق الأوسط من خلال ضرب حماس وحزب الله وسوريا، مشيرًا إلى أن معالم الشرق الأوسط بدأت تتشكل خلال الفترة الحالية.
وأضاف "عبد الفتاح"، خلال حواره مع الإعلامية داليا عبد الرحيم، ببرنامج "الضفة الأخرى"، المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن شكل الشرق الأوسط الجديد للأسف صُنع من قبل أطراف غير عربية مثل أنقرة ودولة الاحتلال والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن العرب كانوا غائبين عن رسم ملامح العالم العربي، موضحًا أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد على وكلائها في إدارة المنطقة مثل أنقرة ودولة الاحتلال الإسرائيلي، خاصة مع تراجع الدور الإيراني نتيجية ضرب حزب الله وإسقاط نظام الأسد.
وأوضح أن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية أعلن عن هزيمة تنظيم داعش الإرهابي، ولكن هذا الأمر ليس حقيقيًا، مشيرًا إلى أن التحالف الدولي قد يكون هزم داعش بصورة قاسية، ولكن التنظيم لم ينته كفكرة وتنظيم، وانتقل إلى بيئات حاضنة في منطقة الساحل والصحراء في القارة السمراء.
ولفت إلى أن تنظيم داعش الإرهابي انتقل إلى ليبيا، وما زالت هناك خلايا للتنظيم متواجدة في سوريا، وهذه الخلايا بمثابة قنابل موقوتة، مشيرًا إلى أن الأكراد يُحذرون الغرب من فقدان السيطرة على الدواعش الموجودين في السجون حال استمرار الضربات التركية للأكراد "قسد"، مؤكدًا أن هناك زيادة في عدد وفيات العمليات الإرهابية بزيادة تُقدر بأربع أضعاف، وهذا دليل على أن الإرهاب لم ينته، حتى وإن نجح التحالف الدولي في القضاء على التنظيمات.
وأكد أن التنظيمات الإرهابية مثل داعش وبوكو حرام والقاعدة تمتلك قدرات تفوق قدرات العديد من الجيوش في الدول الإفريقية، وهذا يؤكد أن هذه الجماعات تحصل على دعم من قبل أجهزة استخبارات دولية، موضحًا أن التنظيمات الإرهابية تقوم الآن بالإتجار في المخدرات والسلاح، وتتعاون مع العصابات المنظمة في جرائم إرهابية، للحصول على المال والسلاح.
وأشار إلى أن التنظيمات الإرهابية تُسيطر على حقول النفط وبعض المناجم، وتستخدم عوائد هذه الأصول في تجنيد المزيد من الإرهابيين والقيام بعمليات إرهابية سواء في إفريقيا أو أوروبا، موضحًا أن الإرهاب أصبح خطرًا يُداهم كافة الدول، منوهًا بأن الإرهاب السيبراني يسعى لتجنيد عناصر إرهابية من قبل مواقع التواصل الاجتماعي في الدول المستقرة، وليس الدول الهشة مثلما كان يحدث في السابق.
واختتم أن الإرهاب تطور بشكل كبير، وأصبح هناك خلايا نائمة لتنظيم داعش في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، للقيام بعمليات الذئاب المنفردة، موضحًا أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى للاعتراف بالنظام الجديد في سوريا، وتعمل على إعادة تقديم نظام الإسلام السياسي الموجود في سوريا كنظام مُعتدل، لافتًا إلى أن تعاطي أمريكا مع الإدارة السورية هو تعاطي ملغوم.
وقال عبد الحميد توفيق، الباحث السياسي السوري، إن الشكل السياسي الجديد للدولة السورية لم يتبلور بعد، مشيرًا إلى أن أحمد الشرع رئيس الإدارة الجديدة في سوريا تحدث عن تأجيل الانتخابات لمدة تصل لأربع سنوات لإعداد الدستور والتحضير للانتخابات.
وأضاف "توفيق"، خلال حواره مع الإعلامية داليا عبد الرحيم، ببرنامج "الضفة الأخرى"، المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية"، أن أحمد الشرع تحدث عن إطلاق حوار وطني شامل خلال الفترة المقبلة دون أن يتحدث عن مصير الفصائل المسلحة التابعة لهيئة تحرير الشام، أو الفصائل الموالية لأنقرة وتقاتل الآن الأكراد بدعم تركي، موضحًا أن المشهد المسلح في سوريا هو من يطفو على السطح، خاصة وأن الفصائل المسحلة في سوريا ليست على قلب رجل واحد، ومن المُعتاد أن تتقاتل هذه الفصائل عند إسقاط السلطة، وهذا الأمر ليس بعيدًا عن سوريا خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لن يتعاون مع التنظيمات الإرهابية في سوريا بشكل مُطلق في المنطقة، لأن هذا الأمر قد يُسبب قلقًا لدولة الاحتلال الإسرائيلي الحليف التقليدي للولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أن سجون الأكراد تحتوي على أكثر من 10 آلاف داعشي، وهذا الأمر بمثابة تحدي كبير، خاصة وأن الأكراد يلوحون بهذه الورقة في وجه أنقرة، بمعنى أن أي هجوم على هذه المناطق قد يؤدي إلى فرار الدواعش؛ وهذا يهُدد أمن المنطقة بصورة كبيرة والمصالح الأمريكية.
وتساءل قائلاً: "هل سيدفع ترامب السلطة الجديدة في سوريا بالعمل ضد داعش؟، هل سيُقدم ترامب على إضفاء شرعية على السلطة السورية الجديدة المصنفة كنظمة إرهابية؟.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الإعلامية داليا عبد الرحيم الضفة الأخرى تنظيم داعش الإعلامیة دالیا عبد الرحیم التنظیمات الإرهابیة الجماعات الإرهابیة القاهرة الإخباریة المتحدة الأمریکیة فی الشرق الأوسط مشیر ا إلى أن هذه الجماعات الضفة الأخرى خلال الفترة أن الإرهاب تنظیم داعش فی أوروبا الکثیر من هذا الأمر موضح ا أن فی سوریا من قبل
إقرأ أيضاً:
ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط؟
من يشاهد الفيلم التسويقي عن غزة والذي يلعب بطولته كل من ترامب وملهمه آيلون ماسك وذراعه التنفيذي نتنياهو، مع ما يتضمنه من مشاهد خيالية عن أبنية مرتفعة بنماذج ناطحات سحاب، أو من مشاهد ولا في الأحلام لمنتجعات سياحية بنماذج غربية، مع مروحة من الصور غير الواقعية يحاول أن يرسمها هذا الفيلم ، لا يمكن إلا أن يتوقف حول الهدف من هذا التسويق، والذي لا يمكن أن يكون فقط للدعابة أو للتسلية، وخاصة في هذا التوقيت الاستثنائي من المشاريع السياسية الصادمة التي يروج لها ترامب، والتي يعمل فعلياً على السير بها وتنفيذها.
فماذا يمكن أن يكون الهدف أو الرسالة من هذا الفيلم التسويقي؟ وأية رسالة أراد إيصالها الرئيس ترامب؟ وما المشاريع الأمريكية الغامضة (حتى الآن) والتي تنتظر منطقة الشرق الأوسط برعاية أمريكية؟
بداية، وبكل موضوعية، لا يمكن إلا النظر بجدية إلى المستوى الحاسم بنسبة كبيرة، والذي يفرضه ترامب في أغلب الملفات التي قاربها حتى الآن، وبفترة قصيرة جداً بعد وصوله إلى البيت الأبيض رئيساً غير عادي.
أول هذه الملفات كان التغيير الفوري لاسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، مع كامل متتمات هذا التغيير في المراجع العلمية والجغرافية المعنية كافة، وذلك حصل خلال رحلة جوية له فوق الخليج المذكور.
ملفات الرسوم الجمركية مع كندا والمكسيك ودول أخرى، والتي دخلت حيز التنفيذ مباشرة بعد توقيعه الأوامر التنفيذية الخاصة بها، بمعزل عما يمكن أن يكون لهذا الملف من ارتدادات سلبية على تجارة الولايات المتحدة نفسها.
ملف التهديد الجدي بالسيطرة على جزيرة غرينلاند وتداعياته التي ما زالت قائمة، مع ملف التهديد الجدي بالعمل لجعل كندا الولاية 51 للولايات المتحدة الأمريكية.
ملف قناة بنما وفرض انتزاع المميزات التجارية التي كانت الصين قد اكتسبتها من اتفاق رسمي مع سلطات بنما بعد إلغاء الأخيرة الاتفاق.
أهم هذه الملفات أيضًا، والتي فرض الرئيس ترامب تغييرًا دراماتيكيًا فيها بوقت قياسي، هو ملف الحرب الروسية – الأوكرانية، حيث وضعها على سكة الحل القريب، بعد أن كان البحث في إمكانية إيجاد حل قريب لها مستحيلاً، وذلك بمعزل عن الصفقات التجارية الضخمة (وخاصة في المعادن الحيوية مثل الحديد والصلب أو النادرة مثل الليثيوم) ، والتي يبدو أنه على الطريق لفرضها مع أوكرانيا، واجتماع البيت الأبيض الأخير، العاصف وغير المتوازن مع الرئيس الأوكراني، والذي اضطر مرغمًا لإنهاء زيارته إلى واشنطن بعد أن أهين وهُدّد بعدم العودة إلا بعد إعلان استعداده لقبول الصفقة كما هي، والتي ستكون بديلًا عن استمرار هذه الحرب، ولو على حساب أوكرانيا وأراضيها، وأيضاً ستكون على حساب اقتصاد وموقع الأوروبيين حلفائه التاريخيين في حلف شمال الأطلسي.
أما في ما خص فيلم ترامب التسويقي عن غزة، والمقارنة مع الجدية التي أظهرها في متابعة ومعالجة الملفات الدولية المذكورة أعلاه، فيمكن استنتاج عدة مخططات ومشاريع أمريكية مرتقبة، في غزة بشكل خاص، أو في فلسطين وسورية ولبنان بشكل عام، وذلك على الشكل الآتي:
مشروع تهجير أبناء غزة بحجة تسهيل وتنفيذ إعادة الإعمار، رغم ما واجهه من رفض فلسطيني وعربي وإقليمي،ما زال قائماً بنسبة نجاح مرتفعة، والتسريبات حول دعمه قرارًا مرتقبًا لنتنياهو بالانسحاب من تسوية التبادل قبل اكتمالها، بعد فرض شروط جديدة، تؤكد أن ما يُخطط أمريكياً وإسرائيلياً لغزة هو أمر خطير، ولتكون المعطيات التي خرجت مؤخراً وقصدًا للإعلام، عن موافقة أمريكية سريعة لإسرائيل، لحصولها على صفقة أسلحة وذخائر وقنابل شديدة التدمير على وجه السرعة، تؤشر أيضاً وبقوة، إلى نوايا عدوانية إسرائيلية مبيتة، بدعم أمريكي أكيد.
أما بخصوص ما ينتظر سورية من مخططات، يكفي متابعة التوغل الإسرائيلي الوقح في الجنوب السوري، دون حسيب أو رقيب، لا محلي ولا إقليمي ولا دولي، والمترافق مع استهدافات جوية كاسحة لكل ما يمكن اعتباره موقعًا عسكريًا، أساسيًا أو بديلًا أو احتياط، وكل ذلك في ظل تصريحات صادمة لمسؤولين إسرائيليين، بمنع دخول وحدات الإدارة السورية الجديدة إلى كل محافظات الجنوب، وبحظر كل أنواع الأسلحة والذخائر من مختلف المستويات في جنوب سورية، مع التصريح الواضح بتأمين حماية كاملة لأبناء منطقة السويداء دفعاً لهم لخلق إدارة حكم ذاتي مستقل عن الدولة السورية.
أما بخصوص لبنان، فالعربدة الإسرائيلية مستمرة، في ظل الاحتلال والاستهدافات الواسعة وعلى مساحة الجغرافيا اللبنانية، رغم وجود لجنة مراقبة خماسية عسكرية، برئاسة ضابط أمريكي وعضوية فرنسي وأممي ولبناني وإسرائيلي. وليكتمل المشهد الغامض (الواضح) حول مخططات الرئيس ترامب المرتقبة للمنطقة، يكفي متابعة تصريح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن تفاؤله بشأن الجهود المبذولة لانضمام السعودية إلى اتفاقيات أبراهام، مرجحًا أيضاً انضمام لبنان وسورية إلى الاتفاق، بعد الكثير من التغييرات العميقة التي حدثت في البلدين المرتبطين بإيران”.