ندوة بنقابة الصحفيين: الاهتمام باللغة العربية أمن قومي.. والارتقاء بها يقاوم التطرف الديني
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
أكد المشاركون في "صالون تواصل الأجيال" الذي عقدته لجنة المعاشات برئاسة أيمن عبدالمجيد عضو مجلس النقابة بنقابة الصحفيين أن الاهتمام باللغة العربية بشكل عام يمثل قضية أمن قومي، وأن الارتقاء بها في الوسط الصحفي والإعلامي بالغ الأهمية لكونها هي الوسيط لنقل المعارف إلى الجمهور.
وأكد إبراهيم الأزهري رئيس رابطة "المراجعين اللغويين" بنقابة الصحفيين أهمية اللغة العربية في حماية المكون الثقافي المصري مشيرا إلى أن اللغة كائن حي ينمو ويكبر ويشيخ بضعف الاهتمام بها، وأن اللغة العربية هي إحدى أركان التنوع الثقافي للبشرية وإحدى اللغات الأكثر انتشارا واستخداما في العالم.
ومن جهته؛ شدد الدكتور صبري زمزم المدقق اللغوي ونائب مدير تحرير الأهرام على أهمية تدريب الصحفيين منذ الالتحاق بالمؤسسات مقترحا تنويعه ليشمل الصحفيين في مراحل تحت التمرين والمشتغلين وأن يستمر مرورا بدرجات تطورهم المهني المختلفة.
وطالب صبري زمزم بدعم الصحفيين العاملين بأقسام التدقيق ماديا عن طريق بدل الشهرة، مقابل عدم نشر أسمائهم، مع توفير أجهزة ومعدات تمكنهم من الارتقاء بمستوى عملهم.
ومن ناحيته؛ أكد أيمن عبدالمجيد مدير صالون تواصل الاجيال أن اللغة العربية تمثل الركيزة الأساسية لممارسة مهنة الصحافة داعيا إلى وضع استراتيجية لتطوير قدرات الصحفيين بالتعاون مع رابطة المراجعين اللغويين، لافتا إلى أن امتلاك الصحفيين لقدرات لغوية يحول دون نشر التطرف والالحاد بفعل التفسيرات المتطرفة للنصوص الدينية.
وذكر ان الندوة تأتي في مناسبتي الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية وتأسيس رابطة التصحيح اللغوي في نقابة الصحفيين، مشيرا إلى أن لجنة المعاشات تعمل وفق استراتيجية لضمان الحقوق المعنوية والمادية والاستفادة من خبرات وقدرات الرواد ونقلها للأجيال المتعاقبة.
وقال محمد الدسوقي مدير تحرير الأهرام ورئيس الديسك المركزي الأسبق إن هناك أخطاء عديدة تقع فيها الصحافة بسبب إغفال الاهتمام بتحسين مستوى اللغة العربية، لافتا إلى ضرورة عدم قصر الاهتمام على النحو فقط ولكن توجيهه إلى ١٣ فرعا من فروع اللغة العربية مثل البلاغة والإيجاز ومدلول اللغة ليتمكن الصحفي من إيصال المعلومة بأقل عدد من الكلمات.
وتضمن الصالون نقاشات ومداخلات بين المتحدثين حول المسئولية عن الأخطاء اللغوية في الصحافة والتي تتفرق بين "الديسك" المنوط به ضبط الصياغة الصحفية، ومدققي اللغة المنوط بهم ضبط الصياغة وفقا لقواعد اللغة العربية الصحيحة.
واقترح أيمن عبدالمجيد عقد دورات تدريبية لمحرري الديسك بهدف دعمهم بمهارات التدقيق اللغوي لدرجة الامتياز، وتنظيم دورات لتعزيز مهارات المدققين اللغويين في مهارات الديسك والصياغة الصحفية.
كما اقترح وضع شروط مشددة لاجتياز اختبارات اللغة العربية قبل انضمام الصحفيين للجنة القيد بجدول تحت التمرين، ووضع برامج تدريبية لجموع الصحفيين لمن يرغب في تحسين مهاراته اللغوية، وأيضا تنظيم دورات لأبناء الصحفيين برسوم رمزية في مركز تدريب النقابة يدرسها أعضاء رابطة المدققين اللغويين.
واقترح عبدالمجيد إعداد كتيب في شكل إليكتروني يشمل تبسيطا لقواعد اللغة العربية والأخطاء الشائعة في الكتابة الصحفية ليسهل توزيعه.
كما دعا الصالون إلى أن تضع الجهات المعنية بالدولة استراتيجية للنهوض باللغة العربية والاهتمام باللغة في الدراما التلفزيونية وفي مراحل التعليم الأساسية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نقابة الصحفيين ايمن عبدالمجيد لجنة المعاشات المزيد اللغة العربیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
حديقة شهداء الجوية بصنعاء.. متنفسٌ بلا خدمات أساسية!
الثورة / عبدالواحد البحري
في قلب العاصمة صنعاء، وتحديدًا بجوار مطارها الدولي، تتنفس المدينة عبر حديقة شهداء الجوية، حيث تجتمع العائلات ويلهو الأطفال تحت سماء مترعة بالذكريات. إنها مساحة خضراء نادرة في مدينة أنهكتها الأزمات، إلا أن هذه الواحة الموعودة تنقصها أبسط مقومات الراحة: دورات المياه!
يدخل الزائرون الحديقة بحثًا عن لحظات من السعادة والراحة، لكن سرعان ما يتحول البحث عن السعادة إلى معاناة، خاصةً للعائلات التي تصطحب أطفالها، فلا أثر لدورات مياه تخفف عنهم العناء، رغم أن الحديقة تكتظ يوميًا مئات الزوار، خاصة خلال هذه الأيام من عيد الفطر المبارك، حيث أصبحت جهة رئيسية في المناسبات والأعياد..
رسوم تُجمع.. وخدمات مفقودة!
عند التجول في الحديقة، تبرز الأكشاك الصغيرة التي تبيع الشاي والشيشة والمجالس (مداكي ومجالس القات) والشيشة بينما يعلو صوت ضحكات الأطفال المنبعثة من دراجاتهم وعرباتهم الصغيرة، كل شيء يشير إلى حياة يومية تنبض بالحركة، لكن خلف هذا المشهد، تقف إدارة المجلس المحلي بمديرية بني الحارث أمام تساؤلات ملحّة: لماذا تُفرض الرسوم على أصحاب الأكشاك والدراجات وعربات السكريم، بينما تغيب الخدمات الأساسية عن المكان؟
من الطبيعي أن تُخصص هذه الرسوم لتطوير الحديقة، لكن الواقع يعكس غير ذلك.. كان بالإمكان -بمنتهى البساطة- إلزام أصحاب الأكشاك بالمساهمة في إنشاء دورات مياه نظيفة، تخدم الجميع، أو على الأقل تخصيص جزء من تلك الرسوم لإنجاز المشروع، فالمسألة ليست مجرد رفاهية، بل ضرورة إنسانية وصحية، تُحفظ بها كرامة الزوار وتُصان بها سمعة المكان.
مسؤولية أخلاقية ووطنية
حين يكون هناك تقصير، لا بد أن يكون هناك وعي، فالحدائق ليست مجرد مساحات خضراء ومقاعد حديدية وزحالق ومداره للأطفال، بل هي وجه حضاري يعكس مدى اهتمام المجتمع وقيادته براحة أفراده، إن إنشاء دورات مياه ليس مشروعًا عملاقًا يتطلب ميزانية ضخمة، بل هو جهد بسيط يمكن تحقيقه بقليل من الإرادة وحس المسؤولية.
فهل سيستجيب المجلس المحلي لدعوات الأهالي والزوار؟ أم سيبقى الوضع على ما هو عليه، حيث يدفع الأطفال وعائلاتهم ثمن الإهمال؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف لنا الإجابة.
وفي الأخير بإمكان المجلس المحلي أن يوجه دعوة إلى رجال المال والأعمال في المديرية من أصحاب المراكز التجارية ومزارع الأبقار للمساهمة في تشييد خمسة إلى عشر دورات مياه ومصلى للحديقة وفي نفس الوقت يحمل شعار الممول كنوع من الدعاية له ولمنتجاته كمقترح حال عجز المجلس المحلي عن تشييد دورات المياه، لتكون الحديقة نظيفة وأشجارها نضرة ورائعة بدلاً من الروائح النتنة نتيجة تبول وتبرز الأطفال بجوار الأشجار المزهرة والجميلة..