أكد المشاركون في "صالون تواصل الأجيال" الذي عقدته لجنة المعاشات برئاسة أيمن عبدالمجيد عضو مجلس النقابة بنقابة الصحفيين أن الاهتمام باللغة العربية بشكل عام يمثل قضية أمن قومي، وأن الارتقاء بها في الوسط الصحفي والإعلامي بالغ الأهمية لكونها هي الوسيط لنقل المعارف إلى الجمهور.

وأكد إبراهيم الأزهري رئيس رابطة "المراجعين اللغويين" بنقابة الصحفيين أهمية اللغة العربية في حماية المكون الثقافي المصري مشيرا إلى أن اللغة كائن حي ينمو ويكبر ويشيخ بضعف الاهتمام بها، وأن اللغة العربية هي إحدى أركان التنوع الثقافي للبشرية وإحدى اللغات الأكثر انتشارا واستخداما في العالم.

ومن جهته؛ شدد الدكتور صبري زمزم المدقق اللغوي ونائب مدير تحرير الأهرام على أهمية تدريب الصحفيين منذ الالتحاق بالمؤسسات مقترحا تنويعه ليشمل الصحفيين في مراحل تحت التمرين والمشتغلين وأن يستمر مرورا بدرجات تطورهم المهني المختلفة.  

وطالب صبري زمزم بدعم الصحفيين العاملين بأقسام التدقيق ماديا عن طريق بدل الشهرة، مقابل عدم نشر أسمائهم، مع توفير أجهزة ومعدات تمكنهم من الارتقاء بمستوى عملهم.  

ومن ناحيته؛ أكد أيمن عبدالمجيد مدير صالون تواصل الاجيال أن اللغة العربية تمثل الركيزة الأساسية لممارسة مهنة الصحافة داعيا إلى وضع استراتيجية لتطوير قدرات الصحفيين بالتعاون مع رابطة المراجعين اللغويين، لافتا إلى أن امتلاك الصحفيين لقدرات لغوية يحول دون نشر التطرف والالحاد بفعل التفسيرات المتطرفة للنصوص الدينية.     

وذكر ان الندوة تأتي في مناسبتي الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية وتأسيس رابطة التصحيح اللغوي في نقابة الصحفيين، مشيرا إلى أن لجنة المعاشات تعمل وفق استراتيجية لضمان الحقوق المعنوية والمادية والاستفادة من خبرات وقدرات الرواد ونقلها للأجيال المتعاقبة.

وقال  محمد الدسوقي مدير تحرير الأهرام ورئيس الديسك المركزي الأسبق إن هناك أخطاء عديدة تقع فيها الصحافة بسبب إغفال الاهتمام بتحسين مستوى اللغة العربية، لافتا إلى ضرورة عدم قصر الاهتمام على النحو فقط ولكن توجيهه إلى ١٣ فرعا من فروع اللغة العربية مثل البلاغة والإيجاز ومدلول اللغة ليتمكن الصحفي من إيصال المعلومة بأقل عدد من الكلمات.

وتضمن الصالون نقاشات ومداخلات بين المتحدثين حول المسئولية عن الأخطاء اللغوية في الصحافة والتي تتفرق بين "الديسك" المنوط به ضبط الصياغة الصحفية، ومدققي اللغة المنوط بهم ضبط الصياغة وفقا لقواعد اللغة العربية الصحيحة.

واقترح أيمن عبدالمجيد عقد دورات تدريبية لمحرري الديسك بهدف دعمهم بمهارات التدقيق اللغوي لدرجة الامتياز، وتنظيم دورات لتعزيز مهارات المدققين اللغويين في مهارات الديسك والصياغة الصحفية.  
كما اقترح وضع شروط مشددة لاجتياز اختبارات اللغة العربية قبل انضمام الصحفيين للجنة القيد بجدول تحت التمرين، ووضع برامج تدريبية لجموع الصحفيين لمن يرغب في تحسين مهاراته اللغوية، وأيضا تنظيم دورات لأبناء الصحفيين برسوم رمزية في مركز تدريب النقابة يدرسها أعضاء رابطة المدققين اللغويين. 
واقترح عبدالمجيد إعداد كتيب في شكل إليكتروني يشمل تبسيطا لقواعد اللغة العربية والأخطاء الشائعة في الكتابة الصحفية ليسهل توزيعه. 

كما دعا الصالون إلى أن تضع الجهات المعنية بالدولة استراتيجية للنهوض باللغة العربية والاهتمام باللغة في الدراما التلفزيونية وفي مراحل التعليم الأساسية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نقابة الصحفيين ايمن عبدالمجيد لجنة المعاشات المزيد اللغة العربیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

توصيات طموحة لتعزيز القيم والارتقاء بأدوار وسائل الإعلام لترسيخ الهوية الوطنية

 

 

مسقط- الرؤية

رعى معالي الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي وزير العدل والشؤون القانونية أمس، أعمال ندوة "الإعلام والهوية الوطنية.. إستراتيجيات تعزيز القيم"، والتي نظمتها جمعية الصحفيين العُمانية، بحضور عدد من المسؤولين والمعنيين والمهتمين بالشأن الإعلامي والثقافي الإرث التاريخي.

وفي مستهل الندوة، رحب الدكتور محمد العريمي رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية بمعالي راعي الحفل والحضور، وقال: "نحن في سلطنة عُمان، نعتز بهويتنا التي تمزج بين الإرث التاريخي العريق والانفتاح الواعي على العالم، تلك الهوية التي جعلت بلادنا الحبيبة نموذجًا للتسامح، والتعايش، والانفتاح على مختلف الثقافات، دون أن نفقد أصالتنا أونذوب في تيارات التغيير المتسارعة". وأضاف العريمي: "لا شك أن العولمة، رغم ما تحمله من فرص ممتازة للتواصل والانفتاح، قد أصبحت أيضًا أحد أكبر التحديات التي تواجه الهوية الوطنية، خاصة مع ما تصدره بعض الثقافات الغربية من مفاهيم وقيم قد تتعارض مع موروثاتنا الأصيلة. من حيث محاولتها تغريب المجتمعات، وفرض أنماط حياة غريبة عن بيئتنا وتقاليدنا، باتت واضحة من خلال الإعلام الغربي الحديث، والمنصات الرقمية التي تعمل على تطبيع أفكار دخيلة على مجتمعاتنا لا تنسجم مع قيمنا الأخلاقية والاجتماعية".

وركَّز رئيس الجمعية على الحفاظ على الهوية الوطنية باعتبارها وعياً جماعياً، وإدراكاً لتلك المحاولات التي تستهدف التأثير على ثقافتنا ومعتقداتنا، مما يفرض علينا تعزيز الانتماء الوطني وغرسه في نفوس الأجيال القادمة، حتى يكونوا قادرين على التفاعل مع العالم دون أن يفقدوا أصالتهم. وأشار إلى أن من أخطر هذه التحديات التي تواجهنا اليوم تلك الحملات الفكرية التي تبث عبر وسائل الإعلام الغربية، والتي تهدف إلى تقويض الروابط الأسرية، وإضعاف القيم الإسلامية والأخلاقية، وتشويه تاريخنا وتراثنا بحجة الحداثة والتطور. وشدد على ضرورة بناء إعلام وطني قوي، قادر على مواجهة هذه التحديات، وتقديم محتوى هادف يعزز الهوية الوطنية، ويحفظ قيم المجتمع، ويجعل الأجيال القادمة أكثر وعياً وإدراكاً لمخاطر الاستلاب الثقافي.

وقد قدم عدد من المشاركين أوراق العمل التي قدمت في الندوة استعرض بعدها الدكتور خالد العدوي عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانية في ختام الندوة أهم 9 توصيات التي خرجت بها الندوة وأهمها: تعزيز الهوية العُمانية بجميع عناصرها من خلال وضع استراتيجيةٍ وطنيةٍ شاملةٍ، والاهتمام بالأسرة العُمانية وتأهيلها لترسيخ السمت العُماني في النشء، وإقامة برامج في المساجد والمجالس العامة لغرس قيم السمت العُماني، واهتمام الإعلام العُماني، خاصةً الدراما، بإبراز السمت العُماني، وإبراز القدوات العُمانية قديمًا وحديثًا عبر وسائل الإعلام، وتعزيز دور المدارس والكليات والجامعات في ترسيخ السمت العُماني، وتنظيم مسابقاتٍ ثقافيةٍ ترتبط بتعزيز السمت العُماني لكافة الفئات العمرية.

وتضمنت التوصيات ضرورة تكثيف التركيز على الجوانب القيمية بالمناهج الدراسية، وتعزيز التطبيق العملي للقيم لضمان تأثيرها المستدام، وتصدير القدوات الإيجابية عبر وسائل الإعلام لتكون نماذج للطلبة.

وحثت التوصيات على أهمية ربط الهوية العُمانية بالأنظمة الاقتصادية وتعزيز تسويقها محليا ودوليا، والتركيز على تعزيز الصورة الإيجابية للهوية الوطنية بإبراز الفنون والتاريخ والتراث والموسيقى والمناسبات الوطنية عبر وسائل الإعلام لتعزيز الفخر الوطني، ومعالجة الصورة السلبية في الإعلام عبر مبادراتٍ وطنيةٍ وإعلاميةٍ مدروسةٍ، وبناء العلامة الوطنية على أسسٍ ثقافيةٍ وتاريخيةٍ.

ومن بين التوصيات كذلك، تعزيز الوعي المعرفي من خلال تبسيط المفاهيم الفلسفية والفكرية وتفكيكها، مع شرح الملابسات التي تحيط بها، لبيان مدى قربها أو بعدها عن الثقافة الإسلامية، بما يسهم في بناء قدرة المجتمع العُماني والمسلم عامةً على مواجهة التحديات الفكرية. وتحقيق اوازن في الخطاب الثقافي عبر الدعوة إلى استثمار العولمة في جوانبها الإيجابية، خصوصًا المثاقفة البناءة، مع التحذير من الجوانب السلبية التي قد تؤثر سلبًا على الثقافة العُمانية وتؤدي تدريجيا إلى التخلي الطوعي عنها.

ونادت التوصيات باعتماد وسائل الإعلام العُمانية خطةً واضحةً لتطوير صناعة المحتوى الذي يعتني ببناء الهوية وصناعة الشخصية المتوازنة، القائمة على المثل العليا، شريطةً أن يتسم هذا المحتوى بـ المهنية العالية، والذكاء الاجتماعي، وأن يجمع بين الفكرة والمتعة مما يمكنه من جذب الناشئة والشباب، على أن تكون الخطة قابلةً لتقييم نتائجها من حيث الإنتاج والتأثير.

وأوصى المشاركون في الندوة بسنِّ التشريعات التي توازن بين المحافظة والانفتاح الثقافي، مع دراسة الآثار الاقتصادية والرقمية على الهوية والثقافة الوطنية.

مقالات مشابهة

  • قومي المرأة يهنئ محمد الإتربي لإعادة انتخابه رئيسًا لاتحاد المصارف العربية
  • رابطة النقاد الرياضيين تنفي اشتراك الصحفيين في الاعتداء على كولر
  • رابط تحميل النماذج الاسترشادية للثانوية العامة 2025 لمادة اللغة العربية
  • توصيات طموحة لتعزيز القيم والارتقاء بأدوار وسائل الإعلام لترسيخ الهوية الوطنية
  • التوفيق: متطرفون يتكلمون في الدين بغير استحقاق والمجلس الأعلى المشرف الوحيد على الخطاب الديني
  • 7مايو توزيع جوائز الإبداع في خدمة العربية بالبرلمان العربي
  • رئيس رابطة المصارف الخاصة العراقية: 63 مليار دولار حجم الاستثمارات العربية والأجنبية في العراق خلال عاميين
  • اجتماع أول للشؤون العربية باتحاد الصحفيين الخليجيين
  • مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يُطلق المرحلة التاسعة من “دورات تنمية المهارات اللغوية”
  • إطلاق أول خريطة لمترو موسكو باللغة العربية