البطولة: نهضة بركان يطيح بالرجاء البيضاوي ويوسع الفارق مع ملاحقيه
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
أطاح نهضة بركان بالرجاء الرياضي، عقب التغلب عليه بهدفين نظيفين، في المباراة التي جرت أطوارها اليوم الأحد، على أرضية الملعب البلدي لبركان، في اختتام لقاءات الجولة 16، « أولى جولات الإياب »، من البطولة الاحترافية في قسمها الأول.
وبدأ الفريق البرتقالي المباراة في جولتها الأولى بدون مقدمات، بعدما تمكن من افتتاح التهديف منذ الدقيقة التاسعة بفضل اللاعب أيوب خيري، واضعا فريقه في المقدمة، ومبعثرا أوراق حفيظ عبد الصادق ولاعبيه، الذين كانوا يمنون النفس في التقدم أولا، ومن تم محاولة الحفاظ عليه، أو إضافة أهدافا أخرى من أجل حسم النقاط الثلاث، في لقاء يعرف حضور غاموندي، المدرب المقبل للفريق في المدرجات.
وكثف الرجاء الرياضي من هجماته مع مرور الدقائق بحثا عن التعادل للعودة في أجواء المباراة، إلا أن الإخفاق كان العنوان الأبرز لكل الفرص، في ظل غياب النجاعة الهجومية، ناهيك عن التصديات الجيدة للحارس منير المحمدي، في الوقت الذي استمر نهضة بركان في مناوراته، على أمل إضافة الهدف الثاني، دون تمكنه من تحقيق مبتغاه، لتنتهي بذلك الجولة الأولى بتقدم الفريق البرتقالي بهدف نظيف.
وواصل رفاق يونس النجاري هجماتهم خلال أطوار الجولة الثانية، على أمل إدراك التعادل، دون تمكنهم من تحقيق مبتغاهم، في ظل تواصل الإخفاق، وغياب النجاعة الهجومية، في الوقت الذي استمر نهضة بركان هو الآخر في البحث عن الهدف الثاني، لحسم النتيجة والنقاط الثلاث لصالحه، تجنبا لأية مفاجآت من الخصم مع مرور الدقائق، ليستمر بذلك الشد والجذب بين الطرفين، على أمل الوصول للشباك.
واستمرت الأمور على ماهي عليه فيما تبقى من دقائق، هجمات متكررة من الجانبين، بحثا عن التعادل من قبل الرجاء الرياضي، ولإضافة الهدف الثاني من طرف نهضة بركان، دون أن يتمكن أيا منهما من تحقيق مبتغاه، في ظل غياب النجاعة الهجومية، والتصديات الجيدة للحارسين منير المحمدي، والمهدي الحرار، لتتواصل الندية بينهما، إلى حين تمكن الفريق البرتقالي من زيارة الشباك للمرة الثانية في الدقيقة 79 بفضل ايسوفو دايو من ضربة جزاء، منهيا بذلك المباراة بانتصار فريقه بهدفين نظيفين.
ورفع نهضة بركان رصيده إلى 39 نقطة في صدارة البطولة الاحترافية في قسمها الأول، مبتعدا عن أقرب ملاحقيه الجيش الملكي بتسع نقاط كاملة، وب11 نقطة عن نهضة الزمامرة الثالث، فيما تجمد رصيد الرجاء الرياضي عند 23 نقطة في الصف الثامن، متساويا في عدد النقاط مع الدفاع الحسني الجديدي التاسع.
كلمات دلالية البطولة الاحترافية الرجاء الرياضي نهضة بركانالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: البطولة الاحترافية الرجاء الرياضي نهضة بركان الرجاء الریاضی نهضة برکان
إقرأ أيضاً:
ما حدث في المكتب البيضاوي رسالة أخرى للحكام العرب
كشفت المناوشة التي حصلت داخل المكتب البيضاوي بين ترامب وزيلنسكي والتي غادر هذا الأخير أمريكا مطرودا، عن أن العالم دخل مرحلة مختلفة عما سبقها. فكل من يفكر في الذهاب إلى واشنطن عليه أن يهيئ نفسه لكل الاحتمالات، لأنه سيلتقي هناك بشخصية استثنائية لا تعترف بالعديد من القيم وتقاليد العمل الدبلوماسي التي استقرت بعد هزيمة أدولف هتلر.
فالرئيس الأوكراني كان الأضعف بكل المقاييس، ولم تكن بين يديه أوراق مهمة يمكن أن يغري بها مضيفه وتجعله يتعامل معه بندية. حتى الثروات المعدنية المدفونة في تراب بلاده فرض عليه أن يتنازل عن نصفها مقابل الحرب المجنونة التي لا يزال يخوضها ضد روسيا، ولم يبق له في رصيده سوى تعاطف أوروبا مع بلاده، وهو تعاطف لن يمكنه من الصمود طويلا أمام القوة الروسية الزاحفة، فلولا الدعم الأمريكي الواسع لانهار الجيش الأوكراني في وقت سريع. والجميع يدركون الحاجة الأكيدة لاستمرار هذا الدعم، خاصة مع قرب انطلاق المفاوضات لإنهاء هذا النزاع غير المسبوق منذ الحرب العالمية الثانية.
أصبح مطلوبا من العالم العربي تدقيق النظر في المسار الذي يجب اختياره مستقبلا. ليس من المصلحة أن يعادي أمريكا، إلى جانب أنه غير قادر على ذلك نظرا لتشابك اقتصاديات معظم الدول العربية مع الاقتصاد الأمريكي، لكن يمكن للعرب أن يستفيدوا من الأزمة القائمة حاليا بين المحاور الكبرى للرأسمالية العالمية المتنافسة بشدة فيما بينها دون القطع مع أي طرف من أطرافها
لقد انهارت بلاده، وتضاعفت ديونها، وتقلص جيشها، وضعفت حيلتها، مما جعلها تحت رحمة الدائنين، وفي مقدمتهم أمريكا. وإذا توقفت واشنطن عن دعمها، أصبحت أوروبا مطالبة بوضع 300 ألف جندي لمواجهة روسيا حتى لا تبتلع أوكرانيا. وهو السيناريو الذي يتجنبه القادة الأوربيون نظرا لكون النتيجة المتوقعة من وراء الحرب غير المضمونة، وقد تؤدي إلى انهيار القارة العجوز.
في ظل هذا التحول الكبير في السياسة الأمريكية التي تمضي بشكل متسارع نحو الدوران في فلك بعيد عن بقية الأفلاك، وبالأخص الفلك الأوروبي، حيث يعتقد ترامب بأن الاتحاد الأوروبي تأسس للنيل من أمريكا، وهو ما جعل إيلون ماسك يدعو صراحة إلى انسحاب الولايات المتحدة ليس فقط من حلف الناتو، بل أيضا من منظمة الأمم المتحدة.. أصبح مطلوبا من العالم العربي تدقيق النظر في المسار الذي يجب اختياره مستقبلا. ليس من المصلحة أن يعادي أمريكا، إلى جانب أنه غير قادر على ذلك نظرا لتشابك اقتصاديات معظم الدول العربية مع الاقتصاد الأمريكي، لكن يمكن للعرب أن يستفيدوا من الأزمة القائمة حاليا بين المحاور الكبرى للرأسمالية العالمية المتنافسة بشدة فيما بينها دون القطع مع أي طرف من أطرافها.
ما حدث مع الرئيس الأوكراني يمكن أن يتكرر مع أي رئيس أو ملك عربي ينوي القيام بزيارة إلى واشنطن، وكلما كانت بلاده في حاجة للمساعدات الأمريكية عليه أن يتوقع كل أشكال الضغط والابتزاز والإهانة. ترامب لا يرحم أحدا، ولا يحترم إلا الأقوياء، وهو مستعد أن يلعب بمصائر الضعفاء سواء أكانوا أفرادا أم شعوبا، فيعمل على استغلال نقاط الضعف فيهم من أجل إشعارهم بكونه الأقوى والأقدر والأحق بأن يحقق أعلى المكاسب في لعبة القمار الدولية.
أمريكا وإسرائيل تقذفان بكرات النار واحدة تلو الأخرى داخل المجال العربي، وعلى الحكام العرب تلقف هذه الحمم المتساقطة هنا وهناك، والبحث عن التصدي لها، وما سيصدر عن القمة العربية سيحدد مؤشرات المستقبل ويكشف ضيق الهامش الذي بقي للعرب
أصبح تكتيكه مكشوفا لدى الجميع، وتتمثل استراتيجيته في رفع السقف عاليا، وانتظار ما يعرضه الطرف المقابل، فإن رآه مناسبا قبله، أو زاد في التصعيد حتى يحصل على ما يرضيه، إنها إستراتيجية كبار المحتكرين في السوق السوداء.
يمكن للحكام العرب التصرف فيما هو خاضع لصلاحياتهم، لكن عليهم الابتعاد كل البعد عما هو ليس تابعا لهم. هذا ما يراد لهم أن يفعلوه، فالتلويح بمصادرة غزة هو بمثابة رفع السقف إلى الأعلى، والمطلوب من الحكام العرب أن يقدموا البديل حتى لا يتم تهديدهم والإطاحة بعروشهم. وحتى لا يتيهوا في الصحراء، قُدمت لهم بعض البدائل، من بينها تجريد حماس من سلاحها وإخراجها من غزة مقابل الإبقاء على المدنيين لكي يتم وضعهم في أتعس الظروف والأوضاع. كما طرح عليهم أيضا أن تتولى مصر من جديد الإشراف على غزة لبضع سنوات حتى يستتب الأمر لإسرائيل. وهو لغم آخر من بين ألغام عديدة ستكون مهيأة للانفجار في كل لحظة.
فأمريكا وإسرائيل تقذفان بكرات النار واحدة تلو الأخرى داخل المجال العربي، وعلى الحكام العرب تلقف هذه الحمم المتساقطة هنا وهناك، والبحث عن التصدي لها، وما سيصدر عن القمة العربية سيحدد مؤشرات المستقبل ويكشف ضيق الهامش الذي بقي للعرب. ليست حماس هي المستهدفة فقط، وإنما ما تبقى من فلسطين، إلى جانب الدول المجاورة لها. فما يجري حاليا هو الخطوة الأخيرة قبل الإعلان عن قيام إسرائيل الكبرى، فلا تساهموا في بنائها.