محمد حسن زيد
في حديث مع الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية NPR قال ماهر مروان والذي عينه قائد الإدارة السورية الجديدة أبو محمد الجولاني محافظا لدمشق: “مشكلتنا ليست مع إسرائيل ولا نريد أن نعبث بما يهدد أمنها وندعو الولايات المتحدة إلى تسهيل علاقات أفضل معها”
وأضاف: “في الفترات الأخيرة إسرائيل قد تكون شعرت بالخوف” بسبب “فصائل” معينة، “فتقدمت قليلا (في المنطقة العازلة) وقصفت قليلا”، مشيرا إلى أن هذه المخاوف كانت “طبيعية”.
وأكد أنه ليس لدى الحكومة السورية الجديدة “أي خوف تجاه إسرائيل وأن “مشكلتنا ليست مع إسرائيل”.
وقال: “لا نريد أن نعبث بما يهدد أمن إسرائيل، لا نستطيع أن نكون ندا لإسرائيل“
«هناك شعب يريد التعايش، يريدون السلام، لا يريدون النزاعات، نريد السلام، ولا نستطيع أن نكون أعداء لإسرائيل»
هذه التصريحات الواضحة الجلية تتلاءم مع تصريحات سابقة أطلقها قائد الإدارة السورية الجديدة أبو محمد الجولاني يُداهن فيها العدو الصهيوني كما تتواءم مع الفرحة بقتل إسرائيل للسيد حسن نصر الله وتتواءم مع الفرحة بالضربات الإسرائيلية التي كان يتعرض لها الجيش السوري منذ 2013 بل وتتواءم أكثر مع تصريحات نتنياهو بنفسه والتي أكد فيها بعد 8 ديسمبر الفائت أثناء اجتياح قواته لمحافظة القنيطرة جنوب دمشق ان سقوط النظام السابق في سوريا الحلقة الهامة في محور الشر الإيراني – حسب وصفه – يُمثّل فرصةً لإسرائيل!
كما سربت وسائل إعلام إسرائيلية حسب ما جاء في صحيفة الشرق الأوسط السعودية نصائح أمريكية لإسرائيل بالثقة في الإدارة السورية الجديدة باعتبارها “معتدلة” بعد أن كانت تصنفها باعتبارها “تنظيم قاعدة” رغم أنها ما بدأت تحركها الأخير لإسقاط النظام السوري إلا بسيارتين مفخختين على مداخل حلب نهاية نوفمبر الماضي!
سبحان من قال: “أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين” الإدارة السورية الجديدة أو “هيئة تحرير الشام” لم يكن أحد يدري ستحرر الشام ممن؟ فإذا لم تسعَ لتحرير فلسطين التي هي جزء أساسي من الشام غصبه الكفار وهجّروا سكانه وارتكبوا بحقهم أسوأ الجرائم على مدار سبعة عقود كاملة فممن ستحرر الشام؟
الوصف القرءآني العجيب “أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين” يُلفتنا للصمت الذي دشنت به الإدارة السورية الجديدة عهدها في مواجهة اجتياح إسرائيلي لمحافظة القنيطرة لمساحة تُناهز مساحة قطاع غزة مرتين وقصف إسرائيلي واسع طال الأراضي السورية والبنية العسكرية والعلمية في هذا البلد العربي الأبي الذي يعز علينا تعرض شعبه لهذا الإذلال الممنهج.. كما لا ننسى أن أبرز ملامح هذه الإدارة السورية هو نزع سلاح التنظيمات الفلسطينية داخل سوريا وإعلان قطع خطوط الإمداد للمقاومة الفلسطينية واللبنانية والتي كانت سوريا قبل سقوط النظام حلقة أساسية فيه! والحقيقة أن موقف هذه التنظيمات المدعومة من تركيا وقطر لا يختلف عن داعميها، فالقطري الأداة الواضحة بيد الأمريكي رغم اغترار كثير من العرب بها.. أما تركيا التي يعتبرها كثير من العرب والمسلمين قيادة سياسية ويتعاطف معها شريحة واسعة من أهل السنة مذهبياً فهي بلد المتناقضات بامتياز، بلد المظهر الإسلامي والجوهر العلماني، بلد الاحتجاج الإعلامي ضد إسرائيل لكن التحالف الرسمي مع إسرائيل عسكريا واقتصاديا وسياسيا، تركيا التي ظلت شُرياناً اقتصادياً حيوياً لإسرائيل خلال إبادتها لغزة ظل الكثير يُشيدون بموقفها بينما ظلوا يُشككون في مصداقية حزب الله الذي خسر الصف الأول من قيادته وتعرضت قاعدته الشعبية لتدمير وتهجير تام مع تهديد مستمر بالطعن في الظهر من التكفيريين والمتصهينين!
ولمن ما زال غارقا في بحار الحيرة الظلماء أحب أن أذكره بأن نتنياهو باتفاق العالم هو مجرم حرب مُدان بالإبادة الجماعية لأهلنا في غزة علما أن من يستضعفهم في فلسطين هم نساء وأطفال ينتمون لأهل السنة وليسوا شيعة ولا إيرانيين، ونحن إذ نراهم إخواناً لنا تجب نُصرتهم نعتبر قضيتهم هي القضية المركزية للعرب والمسلمين ويجب أن تبقى كذلك لكن يبدو ألا قيمة لهم عند المنافقين بقدر ما يُهمهم تصفية حسابات طائفية وتأجيج فتن مذهبية سيما ضد من يُمانِعُ المشروع الصهيوني..
وفي خضم هذه الخيانة الواضحة بوسوسة ممنهجة من الأعراب عبر منابرهم الإعلامية والمذهبية استمرت لعقدين من الزمن ونجحت في مسخ شريحة واسعة في الأمة وفصلتها عن الواقع وجعلتها خنجرا مسموماً في ظهر الصامدين والمناضلين نقرأ كتاب الله فنجد الطمأنينة والعزاء والطاقة للصبر والاستمرار أمام هذه الخيانات ونُباح النفوس الساقطة التي تتوثب لنهش لحومنا بمعاونة إسرائيل، فعندما تقرأ سياق الآيات التي ورد فيها قوله تعالى *”أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين”* تستغرب دقة الوصف الإلهي فتسبح بحمده وتركن إليه:
*”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ، فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ، وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ۚ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ، إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ، وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ”* صدق الله العلي العظيم هو حسبنا ونعم الوكيل
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الإدارة السوریة الجدیدة
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي يطالب بضمانات أمنية أمريكية مشابهة لإسرائيل
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الجمعة، إنه يريد "ضمانات أمنية قوية من الولايات المتحدة" تشبه تلك التي تمنحها واشنطن لإسرائيل.
وأضاف زيلينسكي أن بلاده تحتاج إلى مثل هذه الضمانات في ظل الأوضاع الحالية، موضحًا أن هناك محادثات جارية بهذا الشأن في العاصمة البريطانية لندن. وأشار إلى أن الأولوية لأوكرانيا هي ضمان أمن مستدام يتماشى مع مصالحها الوطنية.
من جانب آخر، لفتت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في تقرير لها يوم الأربعاء الماضي إلى أن المسؤولين الأمريكيين أعربوا عن استيائهم من موقف أوكرانيا الرافض لمقترحات تتعلق بالتنازل عن بعض الأراضي.
وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة كانت تأمل أن توافق كييف على حلول وسط فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، لكن نظام زيلينسكي يصر على أولوية تحقيق وقف كامل لإطلاق النار قبل مناقشة أي قضايا أخرى. هذا الموقف دفع واشنطن لإعادة النظر في استراتيجيتها الدبلوماسية تجاه الأزمة الأوكرانية.
وذكرت تقارير إعلامية أن الولايات المتحدة كانت تنوي اقتراح الاعتراف بالقرم كأرض روسية خلال اجتماع عقد في لندن الأسبوع الماضي.
وأوضحت المصادر أن هذا المقترح كان جزءًا من خطة أوسع تهدف إلى توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا. ومع ذلك، أكد زيلينسكي رفضه القاطع لهذا المقترح، وهو ما أدى إلى انسحاب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو والممثل الخاص للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف من الاجتماع. ونتيجة لذلك، أجبر القائمون على المفاوضات على تأجيل المناقشات الوزارية إلى وقت لاحق.