DW عربية:
2025-01-31@02:54:22 GMT

رغم استياء الغرب... لماذا تحافظ أفريقيا على تحالفها مع بوتين؟

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

‍‍‍‍‍‍

شهدت القمة الروسية-الأفريقية التي عقدت الشهر الماضي حضواً أقل من قبل الزعماء الأفارقة

تقول مجموعة بريكس إن قمتها الأسبوع المقبل في جوهانسبرغ ترمي إلى إنشاء نظام عالمي أكثر إنصافاً وتمثيلاً لدول العالم في مواجهة المؤسسات الاقتصادية الدولية التي تهيمن عليها الدول الغربية.

مختارات DW تتحقق: ما حجم النفوذ الروسي في القارة الأفريقية؟ "فاغنر وأخواتها".

. شركات أمن أجنبية تعبث بالأمن في أفريقيا "البروباغندا" والتضليل.. سلاح روسيا الناعم للتغلغل في إفريقيا جنوب أفريقيا وروسيا.. تعزيز التعاون العسكري رغم حرب أوكرانيا هل تصبح مجموعة بريكس بديلا لمنظومة الغرب؟ "تجنبا للاعتقال".. بوتين لن يشارك في قمة البريكس بجنوب أفريقيا

لكن بعض المراقبين يقولون إن غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن المحادثات قد يضعف نفوذ بلاده المتنامي في القارة السمراء.

وروسيا هي إحدى الدول الخمس الأعضاء في مجموعة بريكس إلى جانب الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا. وجاء الاسم اختصاراً للأحرف الأبجدية الأولى باللغة اللاتينية لكل من البرازيل وروسيا والهند والصين؛ إذ كانت هذه الدول في ذاك الوقت تحقق معدلات نمو اقتصادية عالية ما دفع لمزيد من التفاؤل حيال مستقبل المجموعة.

وأثار احتمالية حضور بوتين القمة الكثير من الجدل خاصة مع صدور مذكرة توقيف دولية بحقه من قبل المحكمة الجنائية الدولية على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في أواخر فبراير / شباط العام الماضي.

الجدير بالذكر أن بوتين استُهدف في بداية مارس /آذار الماضي بمذكّرة من  المحكمة الجنائية الدولية لاتهامه بارتكاب جريمة حرب تتمثّل في "ترحيل" أطفال أوكرانيين، وهي اتهامات ترفضها موسكو بالكامل.

وكان حضور بوتين القمة سيمثل معضلة دبلوماسية وقانونية لجنوب إفريقيا قبل أن تخرج روسيا لتؤكد أن وزير خارجيتها سيرغي لافروف سوف يراس وفدها المشارك في لقاء بريكس.

وفي مقابلة مع DW، قال جدعون شيتانغا، الباحث المساعد في جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرغ، إن حضور بوتين "كان سيشتت الانتباه نظراً للجدل الذي أحدثته مذكرة المحكم الجنائية الدولية. ومن هنا فإن عدم مشاركة بوتين سوف يعزز التباحث بين زعماء القمة حول القضايا الرئيسية الراهنة أو بعبارة أخرى، سيكون هناك ضجيجاً أقل حيال الرئيس الروسي واعتقاله وربما القضية برمتها المتعلقة بالعلاقات بين روسيا والدول الأفريقية".

لن يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة بريكس المقبلة في جنوب أفريقيا

الغائب الحاضر

وفيما يتعلق بقضية حضوره قمة بريكس أم لا، خرج بوتين بنفسه في يوليو / تموز الماضي ليقلل من أهمية رحلته المحتملة إلى جنوب أفريقيا، قائلاً: "أنا على اتصال بجميع زملائي"، في إشارة ضمنية إلى زعماء الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا. وأضاف "لذا، لا أعتقد أن وجودي في قمة بريكس سيكون أهم من وجودي هنا في روسيا في الوقت الراهن".

ومع ذلك، قال جوستافو دي كارفالو، الباحث البارز في معهد جنوب إفريقيا للشؤون الدولية والمتخصص في العلاقات الروسية-الأفريقية، إن وضع الاقتصاد الروسي بات الآن صعب للغاية، ما يعني أن حضور بوتين كان سيمهد الطريق أمام مفاوضات أكثر جدية لتعميق العلاقات مع بلدان المجموعة. وفي مقابلة مع DW، أضاف "الحرب تلقي بظلالها على بوتين. لذا ربما كان من الممكن إبرام اتفاقيات قوية ورفيعة المستوى، إذا حضر بوتين قمة بريكس، لكني لا أعتقد أن غيابه سيكون له التأثير الكبير في كلتا الحالتين".

وأثارت قضية حضور بوتين قمة بريكس الكثير من الجدل في جنوب أفريقيا حيث حث حزب "مقاتلو الحرية الاقتصادية" اليساري المتشدد، وهو ثالث أكبر حزب في جنوب أفريقيا وأحد أحزاب المعارضة الرئيسية في البلاد، زعماء الصين والهند والبرازيل على مقاطعة القمة لإعلان التضامن مع بوتين. ودعا زعيم الحزب، يوليوس ماليما، أنصاره للخروج في مظاهرات مؤيدة للرئيس الروسي: "ندعو زعماء جمهورية الصين الشعبية والهند والبرازيل إلى عدم حضور قمة بريكس تضامناً مع الرئيس بوتين. (رئيس جنوب أفريقيا سيريل) رامافوزا الجبان! لم يستطع تقديم ضمانات بأن جنوب أفريقيا لن تعتقل بوتين ... لن ندعم الإمبريالية ضد الرئيس بوتين".

عمليات مجموعة فاغنر في إفريقيا

انقلاب النيجر

ولم يقتصر الجدل الراهن على حضور بوتين القمة من عدمه بل امتد أيضاً إلى الانقلاب العسكري الذي عصف بدولة النيجر في منطقة الساحل الأفريقي حيث سلط الضوء على تنامي النفوذ الروسي في أفريقيا وتحديداً في منطقة غرب القارة السمراء التي شهدت موجة من الانقلابات خلال السنوات الثلاث الماضية.

فعقب الانقلابين العسكريين في مالي وبوركينا فاسو خلال العامين الماضي، أقدم حكام البلاد على طرد القوات الفرنسية من جهة وتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع موسكو من جهة أخرى، فضلاً عن تحذير حكومتي البلدين من مغبة أي تدخل عسكري من قبل مجموعة غرب أفريقيا "إيكواس" لاستعادة النظام الدستوري والديمقراطي في النيجر.

تزامن هذا مع دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى حلّ سلمي لأزمة الانقلاب في النيجر حيث نقل الكرملين عنه قوله خلال اتصال مع أسيمي غويتا، رئيس المجلس العسكري في مالي: "من المهم حلّ الوضع المتعلق بجمهورية النيجر بالوسائل السلمية والسياسية حصراً".

يشار إلى أن رئيس النيجر المخلوع محمد بازوم كان يُنظر إليه باعتباره حليفاً للدول الغربية.

لكن الباحث في شؤون دول منطقة البحيرات العظمى، فريدريك قولوبا موتيبي، قال إن روسيا تسعى إلى تحقيق مصالحها الخاصة في منطقة الساحل على غرار ما أقدمت عليه القوى الغربية الأخرى في الماضي. وفي مقابلة مع DW، أضاف: "روسيا مثل أي قوى غربية أخرى سوف تدعم الحكومات الأفريقية التي تحقق لها مصالحها".

المصالح قبل كل شيء

من جانبه، يعتقد جدعون شيتانغا، الباحث المساعد في جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرغ، أن الرأي القائل إن روسيا تساهم بشكل ضئيل في اقتصادات البلدان الأفريقية مقارنة بنفوذها ووجودها العسكري، سيظل السردية المهيمنة. وأضاف "لكن بعض الأفارقة يعتبرون بوتين حليفاً رئيسياً، فضلاً عن أن الشعوب الأفريقية تعير اهتماماً أكبر لكيفية استفادة دولها من قمة البريكس وما يتمخض عنها".

ويعتقد شيتانغا أن الدول الأفريقية لن تستسلم للضغوط الغربية الرامية إلى إبعادها عن روسيا، قائلاً: "هناك قلق كبير بين صانعي السياسة ومراكز الفكر والأكاديميين في أفريقيا الذين ينتقدون بشدة ما يرونه نفاقاً غربياً في ظل محاولات الدول الغربية التأثير أو إملاء سياستها على البلدان الأفريقية."

وفي هذا السياق، أشار موتيبي، الباحث في شؤون دول منطقة البحيرات العظمى، إلى أن الزعماء الأفارقة على دراية تامة بموقف الدول الأخرى وخاصة الغربية تجاه روسيا، مستشهداً في ذلك بمشاركة 17 رئيس دولة أفريقي فقط في القمة الروسية-الأفريقية التي عقدت الشهر الماضي في سان بطرسبورغ.

الجدير بالذكر أن القمة الروسية-الأفريقية الأولى التي عقدت عام 2019 شهدت حضوراً كبيراً من زعماء القارة بمشاركة 43 رئيس دولة.

وفي ذلك، قال موتيبي إنه من غير المنطقي القول "بأن الزعماء الأفارقة سافروا أو قاموا بتمثيل بلادهم في موسكو لأنهم يعشقون بوتين، لكن لأنهم لديهم مصالح مع روسيا يجب الحفاظ عليها".

إسحاق موغابي / م.ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: النيجر مالي بوركينا فاسو جنوب إفريقيا مجموعة بريكس روسيا قمة بريكس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهند الصين البرازيل الغزو الروسي لأوكرانيا الاستعمار الذهب ثروات أفريقيا العلاقات الروسية الأفريقية النيجر مالي بوركينا فاسو جنوب إفريقيا مجموعة بريكس روسيا قمة بريكس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهند الصين البرازيل الغزو الروسي لأوكرانيا الاستعمار الذهب ثروات أفريقيا العلاقات الروسية الأفريقية الروسیة الأفریقیة الرئیس الروسی جنوب أفریقیا حضور بوتین قمة بریکس

إقرأ أيضاً:

بوتين: روسيا ستسعى جاهدة لتحقيق ما يخدم مصالحها

قال فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، اليوم الثلاثاء، إن روسيا ستسعى جاهدة خلال المفاوضات المحتملة مع أوكرانيا إلى تحقيق ما يخدم مصالح البلاد.

روسيا تطالب إسرائيل بإلغاء قوانين حظر الأونروا روسيا: إدراج 205 منظمات أجنبية ودولية على القوائم "غير المرغوب فيها"


وبحسب"سبوتنيك"، أوضح بوتين، خلال تصريحات اليوم، "إنها قضية خطيرة للغاية، وينبغي أن تضمن أمن روسيا وأوكرانيا، لسنوات طويلة، وسوف نسعى بطبيعة الحال إلى ما يناسبنا، وما يتوافق مع مصالحنا المشتركة.


وأكد بوتين، أن اتفاقيات إسطنبول لعام 2022 كانت مبنية على مقترحات أوكرانية، مشيرا إلى أنه وخلال المفاوضات في إسطنبول، كان واضحا لروسيا أن الخداع يمكن أن يحصل، ومع ذلك، وافقت موسكو على سحب القوات.


وقال، "في وقت ما في نهاية شهر مارس (2022)، تلقينا ورقة من كييف، وبالمناسبة، تم توقيعها من قبل رئيس مجموعة التفاوض الأوكرانية، السيد أراخاميا. كانت هذه المقترحات أوكرانية، وأود أن أؤكد على هذا، وهو أمر مهم للغاية، هي التي شكلت أساس مشروع معاهدة السلام التي تم إعدادها في إسطنبول.


وتابع، أود أن أؤكد أن هذه المقترحات الأوكرانية هي التي شكلت الأساس لمشروع معاهدة السلام الذي تم تطويره في إسطنبول، وقد حدث هذا في 15 أبريل (نيسان) 2022، ولكن قبل ذلك، أخبرني بعض الزعماء الأوروبيين عبر الهاتف أن أوكرانيا من المستحيل أن توقع معاهدة سلام وبندقية موجهة إلى رأسها، قلت: "نعم، وماذا يجب أن نفعل؟"


وتابع: "أجابوا، نحن بحاجة إلى سحب القوات من كييف، كان الأمر واضحًا، لقد أوضحنا من حيث المبدأ أن الخداع ممكن تمامًا، ومع ذلك، واستنادًا إلى اعتبارات منع إراقة الدماء الخطيرة والحرب الخطيرة، فقد وافقنا مع ذلك على هذا".


المفاوضات مع أوكرانيا بدأت منذ بدء العملية العسكرية وموسكو عرضت على كييف مغادرة دونيتسك ولوغانسك مقابل وقف الأعمال القتالية


وأشار بوتين إلى أن أوكرانيا يمكنها إلغاء مرسوم حظر المفاوضات مع روسيا إن أرادت وبطريقة قانونية ويمكن القيام بذلك عن طريق رئيس "رادا" (البرلمان الأوكراني).


وأكد بوتين أن الغرب أقنع كييف بمواصلة الحرب.

وفي وقت سابق، توقفت إمدادات الغاز الروسية عبر أوكرانيا في الأول من يناير، بعد انتهاء أجل اتفاق لنقلها ورفض كييف مناقشة تجديده بسبب استمرار حرب موسكو عليها.
وتسعى سلوفاكيا والمجر منذ ذلك الحين إلى الضغط على الاتحاد الأوروبي للتدخل لاستئناف توريد الغاز إليهما من خلال خط أنابيب رئيس.
وجاء الإعلان الأوكراني في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي أحدثت خسائر كبيرة في صفوف البلدين المُتحاربين.

وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أصدرت، يوم الأحد الماضي ، بياناً أكدت فيه أن وحدات من مجموعة قوات "الوسط" قامت بالسيطرة على بلدة زيليونويه في دونيتسك بأوكرانيا.
ونقلت وسائل إعلام روسية تأكيد وزارة الدفاع على خسارة أوكرانيا 1470 عسكرياً خلال اليوم الماضي فقط.

وقال بيان وزارة الدفاع الروسية :"حسنت تشكيلات مجموعة قوات "الغرب" وضعها التكتيكي وألحقت بالقوات الأوكرانية في خاركوف ودونيتسك خسائر تجاوزت 390 عسكريا".

وأضاف :"سيطرت تشكيلات مجموعة قوات "الجنوب" على خطوط  أكثر ملاءمة في دونيتسك، حيث بلغت خسائر القوات الأوكرانية نحو 200 جندي".

وتابع البيان :"واصلت تشكيلات مجموعة قوات "الشرق" تقدمها في عمق دفاعات العدو، وألحقت خسائر بالقوات الأوكرانية في دونيتسك، حيث فاقت الخسائر الأوكرانية 150 جندياً".


وأضاف :"ألحقت مجموعة قوات "دنيبر" خسائر بالقوات والمعدات الأوكرانية فيزابوروجيه وخيرسون، وبلغت خسائر العدو هناك نحو 40 عسكرياً".

وأكمل البيان :"تعرضت مرافق للطاقة يستخدمها الجيش والمجمع الصناعي العسكري في أوكرانيا للتخريب، بنية تحتية للمطارات العسكرية، وورش إنتاج ومستودعات تخزين للطائرات والزوارق المسيرة، ومواقع للتدريب على استخدامها القتالي".

وأردف :" حدثت خسائرة في تجمعات للقوات والمعدات العسكرية للجيش الأوكراني في 153 منطقة، كما إسقاط 3 صواريخ من أنظمة HIMARS الأمريكية و68 طائرة بدون طيار.

اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022 عندما شنت روسيا غزوًا واسع النطاق على أوكرانيا، بعد سنوات من التوترات المتصاعدة بين البلدين. بدأت الأزمة منذ 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم ودعمت الانفصاليين في دونيتسك ولوهانسك بشرق أوكرانيا. تصاعدت حدة النزاع بسبب قضايا سياسية وجغرافية، أبرزها رغبة أوكرانيا في التقارب مع الغرب والانضمام إلى حلف الناتو، وهو ما اعتبرته روسيا تهديدًا لأمنها القومي. الحرب تسببت في دمار واسع، أزمة إنسانية كبرى، وملايين النازحين، كما أثرت على الاقتصاد العالمي وأثارت توترات دولية، مع فرض عقوبات غير مسبوقة على روسيا ودعم عسكري غربي لأوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • روسيا.. بوتين يعزي ترامب في ضحايا حادث تحطم الطائرة
  • اغتيال بوتين خط أحمر.. روسيا تتوعد برد نووي على أي محاولة استهداف
  • بوتين يؤكد نهاية الحرب الروسية الأوكرانية إذا توقف دعم الغرب
  • بوتين يؤكد نهاية الحرب الروسية الأوكرانية إذ توقف دعم الغرب
  • الدوما الروسي: محاولة اغتيال بوتين طريق مباشر لبدء حرب نووية
  • محاولة اغتيال بوتين .. تصريح خطير من رئيس مجلس الدوما الروسي
  • رئيس مجلس الدوما الروسي: مؤامرة اغتيال بوتين بداية للحرب النووية
  • بوتين: روسيا ستسعى جاهدة لتحقيق ما يخدم مصالحها
  • إصلاح النظام الدولي.. لماذا وكيف؟
  • روسيا: تسليح الغرب لأوكرانيا يعزز الفساد وينشر الفوضى خارج حدودها