DW عربية:
2024-09-20@00:50:04 GMT

رغم استياء الغرب... لماذا تحافظ أفريقيا على تحالفها مع بوتين؟

تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT

‍‍‍‍‍‍

شهدت القمة الروسية-الأفريقية التي عقدت الشهر الماضي حضواً أقل من قبل الزعماء الأفارقة

تقول مجموعة بريكس إن قمتها الأسبوع المقبل في جوهانسبرغ ترمي إلى إنشاء نظام عالمي أكثر إنصافاً وتمثيلاً لدول العالم في مواجهة المؤسسات الاقتصادية الدولية التي تهيمن عليها الدول الغربية.

مختارات DW تتحقق: ما حجم النفوذ الروسي في القارة الأفريقية؟ "فاغنر وأخواتها".

. شركات أمن أجنبية تعبث بالأمن في أفريقيا "البروباغندا" والتضليل.. سلاح روسيا الناعم للتغلغل في إفريقيا جنوب أفريقيا وروسيا.. تعزيز التعاون العسكري رغم حرب أوكرانيا هل تصبح مجموعة بريكس بديلا لمنظومة الغرب؟ "تجنبا للاعتقال".. بوتين لن يشارك في قمة البريكس بجنوب أفريقيا

لكن بعض المراقبين يقولون إن غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن المحادثات قد يضعف نفوذ بلاده المتنامي في القارة السمراء.

وروسيا هي إحدى الدول الخمس الأعضاء في مجموعة بريكس إلى جانب الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا. وجاء الاسم اختصاراً للأحرف الأبجدية الأولى باللغة اللاتينية لكل من البرازيل وروسيا والهند والصين؛ إذ كانت هذه الدول في ذاك الوقت تحقق معدلات نمو اقتصادية عالية ما دفع لمزيد من التفاؤل حيال مستقبل المجموعة.

وأثار احتمالية حضور بوتين القمة الكثير من الجدل خاصة مع صدور مذكرة توقيف دولية بحقه من قبل المحكمة الجنائية الدولية على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في أواخر فبراير / شباط العام الماضي.

الجدير بالذكر أن بوتين استُهدف في بداية مارس /آذار الماضي بمذكّرة من  المحكمة الجنائية الدولية لاتهامه بارتكاب جريمة حرب تتمثّل في "ترحيل" أطفال أوكرانيين، وهي اتهامات ترفضها موسكو بالكامل.

وكان حضور بوتين القمة سيمثل معضلة دبلوماسية وقانونية لجنوب إفريقيا قبل أن تخرج روسيا لتؤكد أن وزير خارجيتها سيرغي لافروف سوف يراس وفدها المشارك في لقاء بريكس.

وفي مقابلة مع DW، قال جدعون شيتانغا، الباحث المساعد في جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرغ، إن حضور بوتين "كان سيشتت الانتباه نظراً للجدل الذي أحدثته مذكرة المحكم الجنائية الدولية. ومن هنا فإن عدم مشاركة بوتين سوف يعزز التباحث بين زعماء القمة حول القضايا الرئيسية الراهنة أو بعبارة أخرى، سيكون هناك ضجيجاً أقل حيال الرئيس الروسي واعتقاله وربما القضية برمتها المتعلقة بالعلاقات بين روسيا والدول الأفريقية".

لن يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة بريكس المقبلة في جنوب أفريقيا

الغائب الحاضر

وفيما يتعلق بقضية حضوره قمة بريكس أم لا، خرج بوتين بنفسه في يوليو / تموز الماضي ليقلل من أهمية رحلته المحتملة إلى جنوب أفريقيا، قائلاً: "أنا على اتصال بجميع زملائي"، في إشارة ضمنية إلى زعماء الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا. وأضاف "لذا، لا أعتقد أن وجودي في قمة بريكس سيكون أهم من وجودي هنا في روسيا في الوقت الراهن".

ومع ذلك، قال جوستافو دي كارفالو، الباحث البارز في معهد جنوب إفريقيا للشؤون الدولية والمتخصص في العلاقات الروسية-الأفريقية، إن وضع الاقتصاد الروسي بات الآن صعب للغاية، ما يعني أن حضور بوتين كان سيمهد الطريق أمام مفاوضات أكثر جدية لتعميق العلاقات مع بلدان المجموعة. وفي مقابلة مع DW، أضاف "الحرب تلقي بظلالها على بوتين. لذا ربما كان من الممكن إبرام اتفاقيات قوية ورفيعة المستوى، إذا حضر بوتين قمة بريكس، لكني لا أعتقد أن غيابه سيكون له التأثير الكبير في كلتا الحالتين".

وأثارت قضية حضور بوتين قمة بريكس الكثير من الجدل في جنوب أفريقيا حيث حث حزب "مقاتلو الحرية الاقتصادية" اليساري المتشدد، وهو ثالث أكبر حزب في جنوب أفريقيا وأحد أحزاب المعارضة الرئيسية في البلاد، زعماء الصين والهند والبرازيل على مقاطعة القمة لإعلان التضامن مع بوتين. ودعا زعيم الحزب، يوليوس ماليما، أنصاره للخروج في مظاهرات مؤيدة للرئيس الروسي: "ندعو زعماء جمهورية الصين الشعبية والهند والبرازيل إلى عدم حضور قمة بريكس تضامناً مع الرئيس بوتين. (رئيس جنوب أفريقيا سيريل) رامافوزا الجبان! لم يستطع تقديم ضمانات بأن جنوب أفريقيا لن تعتقل بوتين ... لن ندعم الإمبريالية ضد الرئيس بوتين".

عمليات مجموعة فاغنر في إفريقيا

انقلاب النيجر

ولم يقتصر الجدل الراهن على حضور بوتين القمة من عدمه بل امتد أيضاً إلى الانقلاب العسكري الذي عصف بدولة النيجر في منطقة الساحل الأفريقي حيث سلط الضوء على تنامي النفوذ الروسي في أفريقيا وتحديداً في منطقة غرب القارة السمراء التي شهدت موجة من الانقلابات خلال السنوات الثلاث الماضية.

فعقب الانقلابين العسكريين في مالي وبوركينا فاسو خلال العامين الماضي، أقدم حكام البلاد على طرد القوات الفرنسية من جهة وتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع موسكو من جهة أخرى، فضلاً عن تحذير حكومتي البلدين من مغبة أي تدخل عسكري من قبل مجموعة غرب أفريقيا "إيكواس" لاستعادة النظام الدستوري والديمقراطي في النيجر.

تزامن هذا مع دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى حلّ سلمي لأزمة الانقلاب في النيجر حيث نقل الكرملين عنه قوله خلال اتصال مع أسيمي غويتا، رئيس المجلس العسكري في مالي: "من المهم حلّ الوضع المتعلق بجمهورية النيجر بالوسائل السلمية والسياسية حصراً".

يشار إلى أن رئيس النيجر المخلوع محمد بازوم كان يُنظر إليه باعتباره حليفاً للدول الغربية.

لكن الباحث في شؤون دول منطقة البحيرات العظمى، فريدريك قولوبا موتيبي، قال إن روسيا تسعى إلى تحقيق مصالحها الخاصة في منطقة الساحل على غرار ما أقدمت عليه القوى الغربية الأخرى في الماضي. وفي مقابلة مع DW، أضاف: "روسيا مثل أي قوى غربية أخرى سوف تدعم الحكومات الأفريقية التي تحقق لها مصالحها".

المصالح قبل كل شيء

من جانبه، يعتقد جدعون شيتانغا، الباحث المساعد في جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرغ، أن الرأي القائل إن روسيا تساهم بشكل ضئيل في اقتصادات البلدان الأفريقية مقارنة بنفوذها ووجودها العسكري، سيظل السردية المهيمنة. وأضاف "لكن بعض الأفارقة يعتبرون بوتين حليفاً رئيسياً، فضلاً عن أن الشعوب الأفريقية تعير اهتماماً أكبر لكيفية استفادة دولها من قمة البريكس وما يتمخض عنها".

ويعتقد شيتانغا أن الدول الأفريقية لن تستسلم للضغوط الغربية الرامية إلى إبعادها عن روسيا، قائلاً: "هناك قلق كبير بين صانعي السياسة ومراكز الفكر والأكاديميين في أفريقيا الذين ينتقدون بشدة ما يرونه نفاقاً غربياً في ظل محاولات الدول الغربية التأثير أو إملاء سياستها على البلدان الأفريقية."

وفي هذا السياق، أشار موتيبي، الباحث في شؤون دول منطقة البحيرات العظمى، إلى أن الزعماء الأفارقة على دراية تامة بموقف الدول الأخرى وخاصة الغربية تجاه روسيا، مستشهداً في ذلك بمشاركة 17 رئيس دولة أفريقي فقط في القمة الروسية-الأفريقية التي عقدت الشهر الماضي في سان بطرسبورغ.

الجدير بالذكر أن القمة الروسية-الأفريقية الأولى التي عقدت عام 2019 شهدت حضوراً كبيراً من زعماء القارة بمشاركة 43 رئيس دولة.

وفي ذلك، قال موتيبي إنه من غير المنطقي القول "بأن الزعماء الأفارقة سافروا أو قاموا بتمثيل بلادهم في موسكو لأنهم يعشقون بوتين، لكن لأنهم لديهم مصالح مع روسيا يجب الحفاظ عليها".

إسحاق موغابي / م.ع

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: النيجر مالي بوركينا فاسو جنوب إفريقيا مجموعة بريكس روسيا قمة بريكس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهند الصين البرازيل الغزو الروسي لأوكرانيا الاستعمار الذهب ثروات أفريقيا العلاقات الروسية الأفريقية النيجر مالي بوركينا فاسو جنوب إفريقيا مجموعة بريكس روسيا قمة بريكس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهند الصين البرازيل الغزو الروسي لأوكرانيا الاستعمار الذهب ثروات أفريقيا العلاقات الروسية الأفريقية الروسیة الأفریقیة الرئیس الروسی جنوب أفریقیا حضور بوتین قمة بریکس

إقرأ أيضاً:

أوروبا تخصص 179 مليون دولار من عوائد أصول روسيا لأوكرانيا

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الخميس، إنه سيتم تخصيص مبلغ 160 مليون يورو (نحو 179 مليون دولار) من عوائد الأصول الروسية المجمدة لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة لأوكرانيا هذا الشتاء.

وأضافت أنه يجري تفكيك محطة طاقة تعمل بالوقود في ليتوانيا ليعاد بناؤها في أوكرانيا، حيث تعرض 80 بالمئة من محطات توليد الطاقة الحرارية للدمار.

وأضافت فون دير لاين: "نهدف إلى استعادة 2.6 غيغاواط من القدرة الإنتاجية، وهو ما يمثل 15 بالمئة من احتياجات أوكرانيا".

وفي نهاية يوليو الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي تأمين 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) لدعم أوكرانيا، وهي أول دفعة من الأموال المكتسبة من الأرباح على الأصول الروسية المجمدة.

 وكانت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد وافقت في مايو 2024 على استخدام الأرباح من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة للمساعدة في تسليح أوكرانيا وتمويل إعادة إعمارها بعد الحرب.

وجمد الاتحاد الأوروبي نحو 200 مليار يورو من أصول البنك المركزي الروسي المحتفظ بها في الكتلة كجزء من العقوبات المفروضة على موسكو بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا في عام 2022.

كما جمدت الدول الغربية ما يقرب من 300 مليار دولار من الأصول السيادية الروسية.

وفي شهر يونيو الماضي، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب من الاستيلاء على الأصول الروسية المجمدة أو أرباحها، وشدد على أن أية محاولة لاستخدام هذه الأصول ستكون بمثابة سرقة ولن تمر دون عقاب.

وقال بوتين آنذاك إن الغرب بعد تجميد أصول واحتياطيات من النقد الأجنبي لروسيا يبحث عن طريقة لإيجاد غطاء قانوني من أجل الاستيلاء عليها "لكن السرقة ستبقى سرقة رغم الخداع، ولن تمر من دون عقاب".

وأضاف الرئيس الروسي أن الغرب من خلال سرقة الأصول الروسية سيتخذ خطوة أخرى نحو تدمير النظام الذي أنشأوه بأنفسهم.

وأشار إلى ازدياد انعدام الثقة في العملات الغربية بسبب قيودها، وقال إن "العالم يدرك أن أي شخص يمكن أن يكون التالي عندما يستولي الغرب على أصول دولته".

مقالات مشابهة

  • المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض: جدري القردة خارج نطاق السيطرة في أفريقيا
  • رئيس الوزراء الروسي في منتدى الـ”بريكس”: الغرب يقوض قواعد القانون الدولي
  • بوتين: روسيا ضاعفت إنتاج الأسلحة وطورت خصائصها استناداً إلى التجارب العسكرية
  • «بوتين»: الجيش الروسي يتسلم نحو 1.4 مليون مسيرة في 2024
  • أوروبا تخصص 179 مليون دولار من عوائد أصول روسيا لأوكرانيا
  • الغرب يسعى لمعاقبة روسيا من خلال دول في آسيا الوسطى
  • "الميني فوتبول" يطير لجنوب أفريقيا للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية
  • بوتين يأمر بجعل الجيش الروسي ثاني أكبر جيش في العالم بـ1.5 مليون جندي
  • بوتين يرفع تعداد الجيش الروسي إلى 2.4 مليون فرد
  • بنسبة 50%.. بوتين يرفع تعداد الجيش الروسي إلى 2.4 مليون فرد