حكومة الإمارات تُصدر مرسوماً بقانون اتحادي بشأن المنتجات الطبية ومهنة الصيدلة والمنشآت الصيدلانية
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
أصدرت حكومة دولة الإمارات مرسوماً بقانون اتحادي، بشأن المنتجات الطبية ومهنة الصيدلة والمنشآت الصيدلانية، والذي يُشكل إطاراً تشريعياً متكاملاً ينظم قطاع المنتجات الطبية والدوائية والمنشآت الصيدلانية والبنوك الحيوية والعاملين في مهنة الصيدلة، ويضمن تحقيق أهداف الدولة في جعلها مركزاً عالمياً موثوقاً للصناعات الدوائية والطبية، وتعزيز الأمن الدوائي وتحقيق الإدارة الوطنية الفعالة لإجراءات تطوير واعتماد وتصنيع وتسويق وتداول المنتجات الطبية بأوقات وتكاليف قياسية وفقاً لأفضل المعايير العالمية.
وتسري أحكام المرسوم بقانون، على المنتجات الطبية، شاملاً المنتجات الدوائية والوسائل الطبية والمنتجات الصيدلانية ومنتجات الرعاية الصحية والمنتجات الحيوية والمكملات الغذائية والمستحضرات التجميلية ومنتجات الكائنات المحورة وراثياً المعدة للاستخدام الطبي، كما تشمل السلائف الكيميائية والمنتجات والمواد المراقبة وشبه المراقبة والخطرة والسامة سواءً كانت للاستخدام البشري أو البيطري.
كما تخضع لأحكام المرسوم بقانون كافة البنوك الحيوية والمنشآت الصيدلانية في الدولة ، بما في ذلك العاملة في المناطق الحرة شاملاً الصيدليات العامة وسلسلة الصيدليات، والصيدليات التركيبية، والمستودعات الطبية والمخازن الطبية، والمصانع والشركات التعاقدية لتصنيع المنتجات الطبية، والمكاتب التسويقية، ومكاتب الاستشارات الصيدلانية، والمختبرات الصيدلانية، والشركات التعاقدية للبحث والتطوير، وجهات الأبحاث غير السريرية والسريرية، ومراكز التكافؤ الحيوي، وأي منشآت صيدلانية أخرى يصدر بها قرار من مجلس الوزراء.
كما تشمل الأحكام مزاولي مهنة الصيدلة العاملين في الدولة شاملاً المناطق الحرة.
ويُنظم المرسوم بقانون كافة الأحكام المتعلقة بالترخيص والإشراف والرقابة على المنشآت الصيدلانية والبنوك الحيوية في الدولة، شاملاً أحكام نقلها أو التنازل عن ملكيتها للغير والحالات الموجبة لإيقاف ترخيصها مؤقتاً أو إغلاقها احتياطياً أو إلغاء ترخيصها، ويُنظم صلاحيات مؤسسة الإمارات للدواء ووزارة الصحة ووقاية المجتمع والجهات الصحية
ويُنظم المرسوم بقانون ولأول مرة أحكام إنشاء وإدارة قواعد البيانات الوطنية للمنتجات الطبية والمنشآت الصيدلانية والبنوك الحيوية في الدولة.
ويُحدد المرسوم بقانون المخالفات والجزاءات التأديبية وينظم آلية عمل اللجان التأديبية في مؤسسة الإمارات للدواء ووزارة الصحة ووقاية المجتمع والجهات الصحية المحلية المختصة، والمعنية بالنظر في المخالفات التي ترتكبها المنشآت .
وتشمل الجزاءات التأديبية بالنسبة للمخالفات التي ترتكبها المنشآت الصيدلانية والبنوك الحيوية، التنبيه الخطي، والإنذار الخطي، والغرامة التي لا تقل عن (1.000) درهم ولا تزيد على مليون درهم، ووقف الترخيص مؤقتاً لمدة لا تزيد على (6) أشهر، وإلغاء الترخيص.
وبالنسبة للمخالفات التي يرتكبها مزاولو مهنة الصيدلة، فتشمل التنبيه الخطي، والإنذار الخطي، والغرامة التي لا تقل عن (1.000) درهم ولا تزيد على (500.000) درهم، ووقف ترخيص مزاولة المهنة مؤقتاً لمدة لا تزيد على سنة، وإلغاء الترخيص.
ويمنح المرسوم بقانون الأشخاص والمنشآت المشمولين بأحكامه مهلة لتوفيق أوضاعهم لا تزيد على سنة واحدة من تاريخ العمل به، قابلة للتمديد بقرار من مجلس الوزراء.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
بوليتيكو: هل سقط زيلينسكي في استفزازات فانس مما أخرجه عن النص المرسوم له؟
نشرت مجلة "بوليتيكو" تقريرا أعده جيمي ديتمر، محرر طبعة "بوليتيكو" الأوروبية، قال فيه إن المشادة التي حدثت يوم الجمعة الماضي في البيت الأبيض، أفرحت اليمين الأمريكي وبخاصة دعاة "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" (ماغا) وبخاصة المستشار الإستراتيجي السابق لترامب، ستيفن بانون الذي أخبر المجلة "لقد كانت نتيجة مثالية ويمكننا الآن أن نغسل أيدينا منه".
ومع ذلك، أصيب الأوكرانيون بالذهول من المشهد، ولا يزالون منزعجين بشدة مما يرون أنه فشل من الرئيس دونالد ترامب ونائبه جيه دي فانس في فهم أنهم الطرف المظلوم الذي عانى بشدة على أيدي روسيا المنتقمة، حتى أنهم تحملوا جرائم حرب موثقة.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حريصا، حسب نصيحة أصدقائه ومستشاريه الأمريكيين وكذلك رئيس أركانه القوي أندريه يرماك لتجنب استعداء الرئيس الأمريكي الشائك دونالد ترامب منذ إعادة انتخابه. وكانت النصيحة التي قدمها ترامب لزيلينسكي هي "اللعب معا"، ونظرا للعلاقات السيئة بين ترامب وزيلينسكي التي تعود إلى عام 2019، عندما رفض الزعيم الأوكراني الاستجابة لمطلب ترامب بإجراء تحقيق مع نجل الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن فإن اتباع هذه النصيحة كان أمرا بالغ الأهمية.
وحتى الجمعة الماضي كانت الإستراتيجية واضحة: كان على الزعيم الأوكراني أن يظهر باعتباره عنصرا بناء، مما يترك الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عرضة لغضب ترامب حالة تمرد وقال "لا" لترامب. ولكن الالتزام بهذه الإستراتيجية كان دائما أمرا صعبا، على الرغم من أنه لم يكن أحد أن يتنبأ بمدى سقوطه المذهل.
والسؤال هو، هل يمكن التراجع عن الضرر؟
ويقول الكاتب إنه في كييف، يتم تحميل جيه دي فانس مسؤولية المشادة السريالية والعاصفة، فهو منتقد قديم لتورط الولايات المتحدة في أوكرانيا. ويتهم بأنه تعمد استفزاز زيلينسكي، ربما لإغراق صفقة من شأنها أن تسمح للولايات المتحدة بقدر أكبر من الوصول إلى معادن أوكرانيا.
وعلق خبير جمهوري في الشؤون الخارجية، للمجلة بشرط عدم الكشف عن هويته قائلا٬ إن فانس كان يريد قتل صفقة المعادن لاعتقاده أنها "ستقوي اللوبي المؤيد لأوكرانيا في الإدارة، وقد ابتلع زيلينسكي الطعم". لكن الخبير الجمهوري اعتبر الزعيم الأوكراني مخطئا لعدم تركيزه على الصفقة فقط، "حيث فشل زيلينسكي قبل يوم الجمعة في إدراك أهمية صفقة المعادن، إنها مهمة ليس بسبب المعادن، بل تتعلق بمنح ترامب فوزا سياسيا".
وأصر مسؤولو البيت الأبيض منذ ذلك الحين وصراحة بعدم وجود مخطط لشن هجوم على زيلينسكي أو تعطيل صفقة المعادن. بل وزعموا وخلافا لهذا، بأن ترامب وفانس شعرا بالإحباط من تشكيك زيلينسكي في جدوى التفاوض مع بوتين، وشعرا أنه كان يحاول تدمير المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا، وهي النقطة التي أكد عليها وزير الخارجية ماركو روبيو في مقابلة أمس الأحد.
وفي أعقاب الحادث، تبذل جهود شاقة لمحاولة إصلاح بعض الأضرار وترتيب مكالمة هاتفية بين زيلينسكي وترامب لمحاولة إنقاذ العلاقة. ويعمل القادة الأوروبيون ويسعون إلى هندسة مكالمة بين الرجلين، حيث يعرب الرئيس الأوكراني عن أسفه لكيفية خروج اللقاء عن السيطرة بدون أن يقدم اعتذارا.
وكتب جوناثان إيال من معهد تشاتام هاوس في لندن: "كانت الرحلة إلى واشنطن، وهي الأولى لزيلينسكي منذ أن تولى الرئيس ترامب منصبه، مهمة صعبة دائما". ومع ذلك، لا تزال هناك آمال في أن كل شيء قد ينتهي على ما يرام، مع التباشير التي ظهرت من رحلات سابقة قام بها إيمانويل ماكرون من فرنسا وكير ستارمر من بريطانيا، من المؤكد أنهما تمكنا من تمهيد الطريق.
وكانت تصريحات ترامب للصحفيين إنه لا يتذكر وصف زيلينسكي بأنه "ديكتاتور" علامة أخرى تبعث على الأمل. ومع ذلك، كانت هناك مخاوف قبل أن يسقط زيلينسكي في واشنطن: فمن ناحية، بدا أن التداعيات المستمرة من لقاء في أوائل شباط/ فبراير الماضي٬ بين زيلينسكي ووزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت قد أزعج ترامب، الذي اشتكى علنا من أن زيلينسكي لم يحترم بيسنت من خلال محاضرته حول عبثية التفاوض مع بوتين.
وعلاوة على ذلك، كان المؤثرون السياسيون من الخارج وأتباع "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" (ماغا) يثيرون الشغب حول استمرار تورط الولايات المتحدة في أوكرانيا ويريدون وقف جميع المساعدات كليا.
وتحدث زيلينسكي قبل لقائه مع ترامب وفانس، مع عدد من المشرعين في واشنطن وأخبرهم بأنه سيضغط على ترامب بمنح أوكرانيا ضمانات أمنية لمرحلة ما بعد الحرب. إلا أن السناتور الجمهوري عن ساوث كارولينا، ليندزي غراهام حذره وطلب منه أن يسير على مهل في أي خلافات، وبعبارة أخرى منح ترامب انتصارا.
وحث وزير الدفاع الأوكراني، يرماك زيلينسكي التركيز على صفقة المعادن، حيث سيتم طرح الضمانات الأمنية فيما بعد. لكن زيلينسكي الذي استفزه فانس، حاد عن الطريق، مما قاد إلى "كارثة" حسب وصف المشرع الأوكراني أوليسكي كونتشارينكو.
وكان زعيم المعارضة الروسية، ميخائيل كودروسفكي منزعجا أيضا من الأحداث التي شاهدها عن بعد قائلا: "أنا أفهم ألم الرئيس زيلينسكي، إحباطه من عجزه في مواجهة معتد متفوق. لكن العمل يعلم درسا قاسيا: مشاكلك هي مشاكلك وإذا كنت تريد من الطرف الآخر أن يتفاعل، فانس مشاكلك وركز على مشاكلهم، وليس كما تراها أنت، بل كما يرونها هم. أظهر لهم أنك الحل لمشاكلهم"، حسب قوله لمجلة "بوليتيكو".
وأضاف: " فشل الرئيس زيلينسكي في هذا، وتحدث عن العدالة وأوروبا، متجاهلا الطريقة التي ينظر فيها ناخبو ترامب للوضع. وأمل أن يكون لدى الرئيس الأمريكي الحكمة ليرد على الأحداث بوضوح وبراغماتية". ورغم ما تركته المشادة من حالة عدم اليقين على العلاقات الأوكرانية- الأمريكية إلا أن زيلينسكي يحظى بدعم داخلي لموقفه الثابت. وحتى النواب الأوكرانيين الذين انتقدوا قيادته، احتشدوا حوله، مع أنهم يقولون فيما بينهم أن الرئيس فشل في تكييف لغته مع لغة الإدارة الجديدة.
لكن الجميع يرون أنه عكس بأمانة الرأي العام الأوكراني ودافع بحماس عن أمتهم التي تعرضت لاعتداء وحشي وعبر عن القلق الذي يشعر به سكان البلاد بشأن احتمال وقف إطلاق النار الذي يجعلهم عرضة للعدوان الروسي المتكرر.
وقالت النائبة المعارضة ليسيا فاسيلنكو: "لقد كان الأمر في الحقيقة بمثابة ضرب رجل واحد من قبل زعيم دولة أكبر بكثير، دولة يفترض أنها صديقة. لقد كان ذلك تنمرا وخرج زيلينسكي قويا جدا". وتأسف النائب ميكولا كنياجيستكي للحادث، وقال للمجلة: "كان ينبغي ألا يفشل الاجتماع بين زيلينسكي وترامب. نحن ملتزمون بالتعاون مع أمريكا ونأمل أن تهدأ المشاعر، مما يسمح للحوار بالعودة إلى مسار بناء. يريد الأوكرانيون، أكثر من أي شخص آخر السلام. نحن مستعدون للمفاوضات، ولكن يجب أن تأتي من موقف القوة، وليس الاستسلام"."
والسؤال الكبير هو ما إذا كان الضرر لا يمكن إصلاحه؟ يعلق البعض على الجانب الأوكراني آمالهم على رد فعل ترامب اللاحق وهو يتجه إلى منتجعه في فلوريدا.