يمانيون:
2025-01-01@19:07:21 GMT

أنصار الله.. القابضون على جمر المقاومة

تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT

أنصار الله.. القابضون على جمر المقاومة

يمانيون../
رغم التحدّيات التي تُحيق بمختلف ساحات محور المقاومة، فإنّ أحرار اليمن، مع كل اختبار، يؤكّدون أنهم الأكثر إخلاصاً لقضايا التحرير، والأشدّ إيماناً بإمكانية الانتصار على قوى الاستعمار.

ورغم الكلفة العالية التي يسددها اليمنيون من مواردهم المادية وصولاً إلى أرواحهم، فإنّهم ملتزمون بمبادئهم على نحوٍ استثنائي، ما سيدفع بتجربتهم إلى اللحاق بهذا النوع من التجارب الفريدة التي تعيش في ذاكرة البشر إلى الأبد.

يُروى في الأثر، أنه عندما سُئل محمد بن إدريس الشافعي، صاحب المذهب المعروف في الفقه الإسلامي، عن كيفية معرفة أهل الحق في أزمنة الفتن، فقال: “اتبع سهام العدو فهي تقودك إليهم”، وهي قاعدة ذهبية في علوم السياسة، وإسقاطها على الوضع الحالي في منطقة الشرق الأوسط، التي تشهد حالة عربدة “إسرائيلية” غير مسبوقة، يكفي للدلالة على معسكرات المقاومة، والتي تلاحقها سهام الاحتلال بغرض ردعها ومنعها من متابعة مشروعها.

في آخر تصريحاته، توعّد وزير الحرب “الإسرائيلي”، يسرائيل كاتس، بتدمير البنية التحتية لحركة أنصار الله في اليمن و”قطع رؤوس قادتها”، معتبراً أنها لا تزال “آخر منظمة تستهدف “إسرائيل”. ويبدو أن كاتس غارق في نشوة النصر، كما هي حال عموم وزراء حكومة نتنياهو، بالشكل الذي ساقه إلى الإقرار بضلوع “تل أبيب” في إسقاط نظام الأسد في سوريا، والاعتراف علناً للمرة الأولى باغتيال إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية، مع التذكير مجدداً بـ”نجاح” قواته في اغتيال السيد حسن في لبنان، والسنوار في قطاع غزة.

وجاء حديث كاتس بالتساوق مع التصعيد العسكري “الإسرائيلي” ضد اليمن خلال الأيام الفائتة، إذ استهدفت الطائرات “الإسرائيلية” مواقع استراتيجية في اليمن، شملت مطارَ صنعاء الدولي، فيما استهدفت غارتان محطة كهرباء حِزّيَز المركزية، جنوبي العاصمة، بالإضافة إلى قصف ميناء رأس عيسى في الحديدة بمشاركة البوارج الأميركية؛ وكان منسّق الأمم المتّحدة للمساعدات الإنسانية في اليمن، جوليان هارنيس، قد ندّد بهذا العدوان الذي حصل أثناء وجوده في مطار صنعاء، مشدّداً على أنّ المطار مرفق مدني، وليس عسكرياً، وتستخدمه الأمم المتحدة ولجان الصليب الأحمر لإيصال المساعدات.

اللافت أن ثبات صنعاء وعملياتها المتواصلة “انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه ورداً على المجازر بحق الإخوة في قطاع غزة”، كما يؤكد دوماً العميد يحيى سريع، أجبرت واشنطن على النزول إلى الساحة بصورة فاضحة، وعدم الاكتفاء بدورها كداعم عسكري للاحتلال من خلف الستار. ففي الحالة اليمنية، تشن الترسانة العسكرية الأميركية ذاتها غارات ضد مواقع عسكرية ومدنية يمنية، كما جرى مؤخراً في استهداف حديقة 21 سبتمبر ومقر الفرقة الأولى مدرع وورش لإنتاج الصواريخ، عبر غارة جوية مشتركة بين أميركا وبريطانيا، وقد أدّت تلك الغارات إلى استشهاد ستة يمنيين بالإضافة إلى عدد من الجرحى.

لم تتأخر صنعاء يوماً عن تقديم الدعم لأهالي قطاع غزة، الذين يتعرضون لأبشع أنواع المجازر لأكثر من 14 شهراً، وبحسب إذاعة “جيش” الاحتلال فإن القوات اليمنية قد أطلقت نحو 20 صاروخاً وطائرة مسيرة تجاه عموم الأراضي المحتلة منذ بداية شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، وقد تسببت في إصابة الملايين من المستوطنين بحالة من الهلع دفعتهم إلى الفرار بحثاً عن مأوى في منتصف الليل.

وكان الإسعاف “الإسرائيلي” قد كشف عن إصابة نحو 20 شخصاً بسبب التدافع، وهم في طريقهم إلى المنطقة المحمية إثر إطلاق صاروخ من اليمن، جاء كرد سريع على “ضربة الخميس” “الإسرائيلية”.

صمودٌ يمني مرتقب في إطار حرب استنزاف قد تطول!

يجهل كثيرون حجم القدرات السياسية والعسكرية والتكنولوجية التي طوّرها “أنصار الله” وحلفاؤهم داخل اليمن على مدار الفترة الماضية، ولولا استعدادهم للتفاعل بإيجابية مع المستجدات الميدانية لما استطاعت قيادة العاصمة صنعاء مواجهة أعاصير متعددة، فالعديد من الجولات العسكرية التي خاضها اليمنيون سواء ضد خصومهم المحليين أو الإقليميين، بالإضافة إلى الصدامات المتكررة مع القوات الأميركية التي احتشدت في مضيق باب المندب لإسقاطهم، جميعها أمور منحتهم الخبرات القتالية اللازمة كما حثّتهم على تطوير كفاءتهم في تصنيع ما يحتاجونه من صواريخ وأسلحة متوسطة.

يحذّر اليوم الخبراء الإسرائيليون من الاستهانة بقدرات حكومة صنعاء والقوات المسلحة اليمنية، ويؤكدون فشل أنظمة الدفاع الجوي “الإسرائيلية”في التصدي أكثر من مرة للمسيّرات والصواريخ اليمنية، مشيرين في الآن ذاته إلى قدرة ساحة المقاومة اليمنية على الصمود لفترات طويلة وممتدة، ذلك بسبب توافر مخزون هائل من الأسلحة التي يمكن إنتاجها من دون تكلفة مرتفعة ما يجعلها متوافرة بسهولة.

في المقابل، فإن الغارات التي يشنها طيران الاحتلال تكلّف “إسرائيل” مبالغ ضخمة، خاصة في ظل الأوضاع الحالية، حيث يعاني الاقتصاد “الإسرائيلي” من إغلاق المصانع وهروب رؤوس الأموال وخفض التصنيف من جانب وكالات الائتمان الدولية، حتى في ما يتعلق بتصدي الدفاعات الجوية للصواريخ اليمينة، فإن تكلفة كل عملية اعتراض تصل إلى عشرات الآلاف من الدولارات، وهو إرهاق كبير لميزانية “جيش” الاحتلال، خاصة مع صمود اليمنيين وإصرارهم على مواصلة عملياتهم.

من المؤكد أن “تل أبيب” لديها مخطط يضمن توجيه ضربة قاضية للساحة اليمنية، على أن يتم ذلك بالتعاون مع سلاح البحرية الأميركي. في المقابل، يسعى اليمنيون بحكمتهم المتوارثة إلى تأمين جبهتهم الداخلية من جهة، وتجنّب اللكمة “الإسرائيلية” العنيفة من جهة أخرى، وذلك عبر إجبار العدو على خوض حرب استنزاف طويلة ومرهقة، يكون فيها “جيش” الاحتلال مضطراً إلى “السفر” نحو ألف ميل لخوض معارك ضد ساكني الجبال، الذين يصعُب الوصول إليهم وإعاقتهم.

في العموم، تواجه “إسرائيل” ثلاثة تحديات في ما يتعلق باليمن

الأول، ما يمثله بقاء الساحة اليمنية مشتعلة من مصدر إلهام لجمهور المقاومة، الذي يشعر أنه يعيش أيامه الأصعب منذ اغتيال نصر الله ثم ما تلاه من أحداث وصولاً إلى سقوط النظام السوري، ويجد في استمرار إطلاق الصواريخ من اليمن تجاه “إسرائيل” ما يجعله متفائلاً بخصوص المستقبل وإمكانية استعادة زمام المبادرة، ومن ثمّ تحقيق النصر.

الثاني، عدم قدرة أجهزة الاستخبارات “الإسرائيلية” على اختراق بيئة المقاومة في اليمن، لظروف متعددة تتعلّق، من ناحية، بمتانة البناء الأيديولوجيّ، ومن ناحية أخرى، بطبيعة البلاد الجغرافية والديمغرافية كذلك.

الثالث، حاجة الكيان “الإسرائيلي” إلى مشاركة أوروبية وأميركية أوسع، لعدم قدرة “جيش” الاحتلال على تحمّل كلفة هذا النوع من العمليات البعيدة نوعياً من دون مساندة مباشرة من حلفائه، وهو أمر محل شك حالياً بالنظر إلى الظروف الدولية.

لا شك أن صنعاء تعي اليوم أنها تمثل الكثير بالنسبة إلى العرب والمسلمين، وعليها أن تحافظ على وجودها كساحة مقاومة داعمة للقضية الفلسطينية، لكن بكياسة وفطنة في الآن ذاته.

لقد ضرب أحرار اليمن نموذجاً لصمود طويل في وجه التحديات العسكرية والسياسية والاقتصادية، وفي مواجهة الظروف الصعبة التي تعيشها عموم المنطقة، ولا مفر من الاعتراف بأن إصرارهم على القتال، رغم الحصار والحرب المستمرة، ما يعكس عقيدة صلبة وإيماناً من مستوى آخر، لم يعد له مثيل في العالم، وجميع ما سبق يجعلهم بالفعل بارقة أمل للعديد من الأطراف التي تتشبث بخيارات المقاومة والصمود.

الميادين – السيد شبل

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی الیمن

إقرأ أيضاً:

مستشار رئاسة الجمهورية اليمنية لـبغداد اليوم: سنواصل قصف الكيان الصهيوني في العمق

بغداد اليوم -  طهران

اكد مستشار رئاسة الجمهورية اليمنية عبد العزيز الترب، اليوم الاثنين (30 كانون الأول 2024)، ان قوات بلاده ستواصل قصف الكيان الصهيوني في العمق ولن تتوقف حتى إيقاف الحرب على غزة وانهاء الجرائم المرتكبة من ذلك الكيان على المواطنين.

وقال الترب في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "المقاومة اليمنية تعهدت في مضيها في محاربة الاستكبار الامريكي البريطاني وقوة الشر اضافة لمحاربة الكيان الصهيوني التي يرتكب الجرائم في عدد من الدول دون رادع دولي"، مبينا ان "هذا الكيان تقدم بشكوى لدى الامم المتحدة على اليمن لكوننا قصفنا عمق الكيان".

واضاف ان "استبدادهم لن يمنعنا عن قصفهم كونهم يعتقدون عدم قدرة المقاومة على ضربهم وهم اليوم شاهدوا قوة اليمن وشجاعة قيادتها وابنائها في مواجهتهم"، مبينا ان "رئيس منظمة الصحة العالمية الذي اصيب بالقصف الاسرائيلي لم يكن لياتي الى بلدنا بالحلول فهم يجمعون التبرعات باسم الشعب اليمني ولم نحصل الا على عشرة بالمائة مما يجمعون وعليه فنحن لسنا بحاجة لهم واليمن لها القدرة على بناء دولة اقوى بجميع النواحي والباب مفتوح للمعارضة للحوار والجلوس على طاولة واحدة".

وتابع التراب ان "محور المقاومة اليوم اكثر قوة من السابق وواهم من يعتقد اننا ضعفنا بشهادة السيد حسن نصر الله والسيد اسماعيل هنية فمحور المقاومة يزداد قوة ودعم ايران لذلك المحور لايمكن نكرانه فتلك الدولة قدمت الكثير للمقاومة معبرا اننا "قوة لانخشى احد وعلى دول الجوار التي تحاول الاضرار بنا فان بنوكها ومصارفها ومطاراتها تحت مرمى نيراننا".

وعدّ الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط، محمد بارسا نجفي، الاحد (29 كانون الأول 2024)، أن استمرار قيام حركة أنصار الله في اليمن بمهاجمة الكيان الصهيوني اسناداً للشعب الفلسطيني، سيدفع إيران إلى التدخل واحتمال اندلاع حرب واسعة.

وقال بارسا نجفي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "اليمن مستقل ولم يكن ولن يكون قوة وكيلة عن إيران، واليمنيون لا يهتمون بالآخرين، والحكومة اليمنية أثبتت أنها تنفذ كل قناعاتها في إسناد قطاع غزة".

واكد ان "اليمنيين أثبتوا أنهم قادرون على إغلاق مضيق باب المندب، وأن إغلاق هذا المضيق سيبعث بالخوف لدى الأوروبيين وغيرهم من حلفاء الكيان الصهيوني ويعني وقف سلسلة الصادرات التجارية".

وأضاف أنه "لهذا السبب تشن الولايات المتحدة هجمات قصيرة في اليمن كل بضعة أشهر، فيما يرد اليمنيون بمزيد من القوة، والنظام الصهيوني لا يتحمل سوى مسؤولية الهجمات على اليمن".

مقالات مشابهة

  • روسيا تدين الهجمات الإسرائيلية على اليمن وتصفها بـ"المرفوضة"
  • غارات عنيفة على اليمن وإسرائيل تنفي صلتها.. الدولة صاحبة الضربات تكشف نفسها
  • 10 غارات أمريكية على موقعين في صنعاء
  • 59 منظمة تعرب عن قلقها من تداعيات الغارات الإسرائيلية على المدنيين في اليمن
  • أمريكا تعلن استهداف منشآت ومخازن أسلحة في اليمن.. ومحمد عبد السلام يعلق
  • هكذا سيواجه محور المقاومة الاستراتيجية الإسرائيلية
  • وزير إسرائيلي يهدد علنًا باغتيال زعيم جماعة أنصار الله في اليمن
  • صنعاء تستعد لتصعيد وشيك وإسرائيل تحشد مع واشنطن ولندن لشن هجمات مكثفة
  • مستشار رئاسة الجمهورية اليمنية لـبغداد اليوم: سنواصل قصف الكيان الصهيوني في العمق