دراسة تكشف سر انخفاض خطر الإصابة بالسرطان بعد الـ 80
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
تظهر دراسة حديثة توجهين متناقضين في خطر الإصابة بـ السرطان مع تقدم العمر، فأولًا: يرتفع هذا الخطر في سنوات الستينيات والسبعينيات بسبب تراكم الطفرات الجينية على مدار عقود.
وثانيًا: ومع بلوغ الفرد سن الثمانين، ينخفض الخطر مجددًا، وقد تقدم دراسة جديدة تفسيرًا لهذا التغير، كما ورد في موقع ScienceAlert.
وتتبع فريق من العلماء، المعنيين بدراسة سرطان الرئة في الفئران، سلوك خلايا جذعية نوع الألوِّيّات 2 (AT2)، هذه الخلايا ضرورية لتجديد الرئتين، وهي أيضًا الموطن الذي يبدأ فيه العديد من حالات سرطان الرئة.
وأظهرت النتائج أن الفئران الأكبر سنًا كانت تحتوي على مستويات أعلى من بروتين NUPR1، مما جعل الخلايا تظهر وكأنها تعاني من نقص في الحديد، وأدي هذا النقص المصطنع في الحديد إلى تقليل معدلات تجديد الخلايا، مما حد من النمو الصحي وكذلك تطور الأورام السرطانية.
وقال شيوكيان زوانج، عالم السرطان في مركز ميموريال سلون كيترينغ للسرطان (MSK) في نيويورك: "الخلايا المتقدمة في العمر تحتوي على كمية أكبر من الحديد، لكن لسبب غير واضح حتى الآن، تعمل كما لو أنها تفتقر إليه. هذا التغيير في سلوك الخلايا يؤدي إلى فقدان قدرتها على التجدد والنمو، وهو أمر أساسي في نمو الأورام السرطانية."
وتبين أن نفس العمليات تحدث في الخلايا البشرية أيضًا، حيث أن زيادة بروتين NUPR1 تؤدي إلى تقليل كمية الحديد المتاحة للخلايا. وعندما تم تقليل مستويات NUPR1 بشكل مصطنع أو تم زيادة الحديد بشكل اصطناعي، استعادت الخلايا قدرتها على النمو.
تُتيح هذه النتائج للباحثين فرصة لاستكشاف علاجات تستهدف أيض الحديد، وهو ما قد يكون مفيدًا خاصةً لدى كبار السن. على سبيل المثال، قد يساعد ذلك في استعادة القدرة على تجديد الرئة للأشخاص الذين يعانون من آثار إصابة فيروس كورونا على المدى الطويل.
كما تفتح هذه الاكتشافات بابًا جديدًا في علاج السرطان، خاصةً في العلاجات التي تعتمد على نوع من موت الخلايا يسمى الفيروبتوسيس (ferroptosis)، والذي يتم تحفيزه بواسطة الحديد.
كما وجد الباحثون أن هذا النوع من موت الخلايا يكون أقل شيوعًا في الخلايا المتقدمة في العمر بسبب نقص الحديد الفعّال. يمكن أن يؤدي ذلك إلى مقاومة أكبر للخلايا المتقدمة في العمر تجاه العلاجات التي تعتمد على الفيروبتوسيس، ما يجعل العلاج المبكر أكثر فاعلية.
وأوضح توماس تاميلا، عالم السرطان في مركز MSK، أن "بياناتنا تشير إلى أن الأحداث التي تحدث في الشباب قد تكون أكثر خطورة من تلك التي تحدث في مراحل لاحقة من الحياة. لذا فإن منع التدخين، أو التعرض المفرط لأشعة الشمس، أو غيرها من العوامل المسببة للسرطان في فترة الشباب قد يكون أكثر أهمية مما كنا نعتقد".
على الرغم من أن هناك الكثير من الأمور التي لا تزال غير مفهومة حول تأثير بروتين NUPR1 على وظائف الخلايا الجذعية سواء في تجديد الأنسجة أو نمو السرطان، إلا أن هذه الاكتشافات تمثل تقدمًا مهمًا في مكافحة السرطان على مر مراحل الحياة.
وبالنهاية، تؤكد هذه الدراسة على ضرورة تخصيص العلاجات بحسب نوع السرطان ومرحلته وحالة الفرد الصحية وعمره، حيث ستكون العلاجات الأكثر تخصيصًا أكثر فعالية.
وأضاف زوانج قائلًا: "لا يزال هناك الكثير من الغموض حول كيفية تأثير الشيخوخة على بيولوجيا السرطان."
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السرطان لإصابة بالسرطان كورونا علاج السرطان سرطان الرئة
إقرأ أيضاً:
نظام غذائي قد يقلل من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان
أظهرت نتائج دراسة حديثة شارك فيها 976 ألف شخص، أن الأطعمة النباتية تقلل من خطر الإصابة بالسرطان، وهو ما أثار حالة من الجدل حول فوائد اتباع الأنظمة الغذائية النباتية.
يشير البروفيسور فاديم بوكروفسكي رئيس مختبر الأسس الكيميائية الحيوية لعلم الأدوية ونماذج الأورام في مركز بلوخين الوطني لعلم الأورام، رئيس قسم الكيمياء الحيوية في جامعة الصداقة بين الشعوب، في رده على هذا السؤال، إلى أنه لا توجد دراسات كثيرة واسعة النطاق حول تأثير النظام الغذائي على احتمال الإصابة بالسرطان. ولكن الخبر السار هو أن أيا منها لم يثبت أن الأنظمة الغذائية النباتية تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. ومع ذلك، يستحيل الادعاء بأن النظام النباتي هو الدواء الشافي أو العلاج لمرض السرطان لأن انخفاض المخاطر الذي تظهره الدراسات يعادل أجزاء من النسبة المئوية.
ووفقا له، الاستثناء الوحيد هو ثلاثة أنواع من السرطان، حيث يقلل النظام الغذائي النباتي من خطر الإصابة بالمرض بشكل كبير. وهذه الأنواع هي: سرطان البروستاتا وسرطان الثدي وسرطان القولون. ويكون الارتباط بين النظام الغذائي وخطر الإصابة بالمرض أكثر وضوحا في سرطان القولون والمستقيم، حيث اتضح أن الأشخاص الذين تناولوا ما يكفي من الألياف الغذائية كانوا أقل عرضة للإصابة بسرطان القولون، كما تباطأ تطوره لدى المصابين به بعد تحولهم إلى النظام الغذائي النباتي.
ويشير البروفيسور، إلى أن الدراسات أظهرت أن اتباع نظام غذائي غني بالدهون المشبعة يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا العدواني، وأن إزالة الدهون الحيوانية من النظام الغذائي لدى المرضى المصابين بسرطان البروستاتا المتطور يقلل فعلا من مستوى PSA، وهو بروتين خاص في غدة البروستاتا، ويعمل كعلامة سرطانية للمرض.
أما بالنسبة لسرطان الثدي الأكثر انتشارا لدى النساء، فإن انخفاض خطر الإصابة به يعود على الأرجح إلى أنه مرض يعتمد على الهرمونات. وبما أن الأطعمة النباتية قادرة على تغيير مستوى هرمون الاستروجين، فإن النظام الغذائي يمكن أن يقلل جزئيا من خطر تطوره.