بوابة الوفد:
2025-03-03@19:07:48 GMT

لقاء مع جورج أورويل فى القاهرة

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

جورج أورويل (1903-1950) روائى إنجليزى، اشتهر بروايتيه مزرعة الحيوان و1984 وهذه الاخيرة من أبرز أعماله، وتتناول أنظمة قمعية تعتمد على الدعاية، والمراقبة، والتضليل الإعلامى، والتلاعب بالماضى وتقدم مفاهيم غريبة تعتبر الانسان المُستَقِل محكومًا عليه بالفشل، بينما يُعتبر الخاضع للجماعة فى مأمن من الخطر. منذ يومين تخيلت أننى لقيته فى القاهرة وأن هذا الحديث دار بيننا عن أوضاع عالمنا والسنة الجديدة.

د. كمال: أهلا بك فى بلادنا، سيد أورويل، يشرفنى التحاور معك. فى ظل الحروب التى نعيشها فى الشرق الأوسط، وفى روسيا وأوكرانيا، وظهور الأنظمة الفاشية الجديدة، كيف ترى عالمنا اليوم؟ ألا ترانا عالقين فى دوامة من العنف والصراع الدموي؟

أورويل: بلى، صديقى كمال، العالم يسير نحو واقع مرعب. ما نراه اليوم هذه الحروب، وتآكل الديمقراطية، والتضليل الإعلامي هو نتيجة لمرض قديم: قمع التفكير النقدى وتشويه الحقائق.

د. كمال: الحروب فى الشرق الأوسط وفى روسيا وأوكرانيا مستمرة بسبب الفاشية الجديدة ونزع الإنسانية عن الآخر. كما أن التضليل الإعلامى يهيمن على الخطاب العام، حيث يبدو أن الناس يصدقون الأكاذيب بسرعة.

أورويل: التضليل الإعلامى ليس حدثًا عرضيًا، بل أداة تُستخدم عمدًا من قبل أصحاب السلطة. كما تعرف فى روايتى 1984، حذرت مما سميته doublespeak «الكلام المزدوج»، الذى يحوى الأفكار المتناقضة— الحرب هى السلام، الحرية هى العبودية، والجهل هو القوة. يعتاد الجمهور المغيب عن الوعى على هذه الشعارات ولا يرى أى تناقض فيها.

د. كمال: كيف يمكن للناس التوفيق بين تجربتهم الواقعية والقصص التى ينسجها القادة؟ لماذا يستمر التضليل الإعلامى رغم وضوح الحقائق؟

أورويل: الذين فى السلطة يتقنون تغيير الواقع. عندما تتحكم فى تدفق المعلومات، تتحكم فى إدراك الناس وطريقة فهمهم للواقع. وسائل التواصل الاجتماعى تعزز هذه الترهات بسرعة، مما يجعل الناس يصدقون القصص الكاذبة.

د. كمال: لكن لماذا يتبع الناس هؤلاء القادة؟

أورويل: لأن هؤلاء القادة يعتمدون على الخوف والانقسام؛ يزرعون الخوف ويعدون بالأمان، حتى على حساب الحرية. هكذا تنمو الفاشية: ببطء، من خلال الدعاية وفشل التفكير النقدى.

د. كمال: كيف نعيد التفكير العقلانى وسط هذا الاضطراب؟

أورويل: أولاً، يجب أن نستعيد القدرة على التفكير الحر. نرفض الروايات الجاهزة ونتعلم طرق التفكير النقدى. ثانيًا، يجب أن نكافح السلطة المستبدة وندافع عن الديمقراطية. الأهم هو أن نعيد للناس إحساسهم بالإنسانية المشتركة.

د. كمال: كيف نكسر هذا الصمت ونستعيد الوعي؟

أورويل: رغم صعوبة المعركة، فهى ليست مستحيلة. التاريخ يظهر أن الحقيقة لا يمكن قمعها إلى الأبد. يجب أن نتكلم، ونقاوم، ولا نسمح للطغاة بتدمير مستقبلنا.

د. كمال: إذاً، سنبدأ بالكلام، وسنقاتل من أجل الحقيقة.

أورويل: نعم، المعركة تبدأ فى قلوب وعقول الأفراد. لتكن 2025 سنة التغيير والتجديد فى مصر والعالم.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جورج أورويل أبرز أعماله

إقرأ أيضاً:

استهدافُ القادة تخبُّط للعدو وخيبة أمل

يمانيون ـ بقلم ـ عبدالله علي الحاشدي

مشهد تشييع جثمان سماحة الشهيد المقدس الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله -رضوان الله عليه- يمثل عودة لمشهد الحضور المهيب الذي حضرت فيه القلوب في تشييع الشهيد القائد الحسين بن بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه-عندما ظن العدوّ الأحمق بأن استشهاد القادة سيجعله ينتصر ويتغلب على الشعوب.

وأثبتت الأحداث أن دماء الشهداء تثمر عزة وحرية للأجيال اللاحقة وأن المسيرة التي ساروا عليها والنهج والطريق الذي سلكوه هو عنوان للأجيال من بعدهم جيلاً بعد جيل.

لقد خيب الله ظن الأعداء والظالمين باستهداف شهيد القرآن السيد حسين بن بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- حينما وسوس لهم الشيطان بأن استهدافه سيجعل الأُمَّــة تتفكك وتنخرط تحت وصايته وهيمنته، وانتصر المشروع القرآني الذي نهضوا به وسالت دماؤهم الطاهرة الزكية في طريق الحق، لم يفهم الأعداء الظالمون بأن الله من ورائهم محيط، وأن الله وعد الصادقين المتحَرّكين في سبيل الله أنَّ دماءهم لن تضيع هدراً، وإنما اصطفاهم ليكونوا من خَاصَّة أوليائه وجعلهم ضيوفاً عنده ويا لها من ضيافة ربانية؛ لأَنَّ الله لا يضيع أجر المحسنين.

واصطفى الله سماحة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- وأتم الله نور الحق رغم أنوف الكافرين والطغاة، وأيد الله المسيرة من قوة إلى قوة ومن انتصار إلى انتصار حتى علم بها العالم أجمع بعد أن كانت محصورة في مران.

والمشهد اليوم يعيد نفسه باستشهاد شهيد الإسلام والإنسانية سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وذاك حسين السبط، وهذا حسن سبط من الأسباط؛ فلن تضيع دمائهم الزكية هدراً.

وجاء النصر حليفاً لحزب الله وأنصار الله، وهي سنة إلهية، لا بُـدَّ للأعداء أن يفهموا أن استهداف القادة هي وقود ليزداد الطريق نوراً.

فشهيدنا المقدس شهيد الإسلام هو عنوان للجهاد في سبيل الله ومشروع تحَرّك ونهضة وتحرّر من استعباد الصهيونية، وكما هو الواقع يشهد بأن شهيد الإسلام لم يرحل عنا وإنما ازداد حضوراً في قلوب الناس، وكما هو الحال يعبر عن نفسه بحضور مليوني في تشييعه مع رفيق الدرب الهاشمي صفي الدين -رضوان الله عليه- رغم الصعوبات التي حصلت لعدم حضور الكثير والكثير من محبيه وعشاقه لتشييع جثمانه الشريف، وهذا يدل على أن شهيد الإسلام قد زرع في قلب هذه الأُمَّــة روح الجهاد والعطاء والاستشهاد والصبر والتضحية في سبيل الله سبحانه وتعالى.

لقد مثل الحضور وتقديم واجب العزاء لمن لم يستطع الحضور من جميع أنحاء العالم استفتاء شعبيًّا وعالميًّا أن مسيرة الحق والنضال والتضحية مدرسة نتعلم منها شخصية وروحية شهيد الإسلام للسير على خطاه ونهجه والتضحية بكل غال وأن النفس ليس لها ثمن إلا الجنة.

إن استشهاد شهيد الإسلام وصفيه ورفاقهم خسارة على هذه الأُمَّــة وفي نفس الوقت نصر مؤزر على الأعداء، وسيجعل الأمة من بعدك الأقوى والأفتك بالعدوّ، وسيكون النصر حليف من نهجو نهجك “عندما ننتصر ننتصر وعندما نستشهد ننتصر”.

على كُـلّ الأحوال انتصار الدم على السيف قد حقّقه الله سبحانه وتعالى لك، كيف لا وقد قال فيك شهيد القرآن الشهيد القائد الحسين بن بدرالدين الحوثي قبل أكثر من عشرين عامًا: “أنك حفظت للأُمَّـة ماء وجهها وأنكم سادة المجاهدين وأن حزب الله هم الغالبون”.

فليستعد العدوّ الأرعن والأغبى والأحمق للهزيمة المدوية كما حصل في حرب تموز 2006 وبأضعاف مضاعفة، وبعون الله تعالى الواقع سيثبت ذلك، سيكون الزوال الحتمي للكيان المؤقت وأحذيته رغماً عنهم.

(إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا).

مقالات مشابهة

  • بعد سنوات من التفكير .. الرابر الأمريكي ليل ريس يشهر إسلامه في شهر رمضان
  • الشهداء فى الذاكرة.. والدة الشهيد وائل كمال: وصى أخوه يدفنه مع منسى
  • مصر تنتهي من خطة إعادة إعمار غزة
  • طلب عاجل للأهلي قبل مواجهة الهلال السوداني
  • استهدافُ القادة تخبُّط للعدو وخيبة أمل
  • مصر تعلن الانتهاء من خطة إعمار غزة لعرضها على القمة العربية
  • كمال ريان: الحزمة الجديدة الأكبر في دعم محدودي ومتوسطي الدخل
  • السويح: لقاء القاهرة لم يبحث فصل الانتخابات التشريعية عن الرئاسية
  • سامي الجابر: بهذا الدفاع الهلال لا يستطيع الإكمال في الدوري
  • قيادات «دبي للثقافة» تتبنى التفكير التصميمي