روشتة دينية للعام الجديد بخطوات عملية.. غير حياتك
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
مع بداية كل عام جديد، تتجدد في قلوب الناس الآمال والطموحات، وتتعالى الأمنيات بأن يكون هذا العام أفضل من سابقه، ويشكل العام الجديد فرصة ثمينة للتوبة وتجديد العلاقة مع الله والعمل على تحسين النفس، هذه المرحلة تذكرنا بأن البدايات الجديدة هي منحة من الله لإعادة ترتيب الأولويات والعودة إلى الطريق المستقيم.
التوبة في الإسلام هي أول خطوة نحو الإصلاح والبداية الجديدة. يقول الله تعالى:
"وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (النور: 31).
ويقول النبي ﷺ: "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" (رواه الترمذي).
التوبة ليست مجرد كلمات تُقال، بل تشمل الندم على الذنب، الإقلاع عنه، والعزم على عدم العودة إليه، مع رد الحقوق إذا تعلقت بمظالم للناس.
خطوات عملية للتوبةمحاسبة النفس: اجلس مع نفسك وقم بحصر الأخطاء والمعاصي التي ارتكبتها في العام الماضي.الندم والإقلاع عن الذنوب: تذكر أن التوبة تبدأ من القلب، بأن تندم بصدق على ما فات، وتتوقف فورًا عن كل معصية.الاستغفار والدعاء: أكثر من الاستغفار، وادعُ الله أن يغفر لك ويعينك على الاستقامة. يقول النبي ﷺ: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا ومن كل هم فرجًا" (رواه أبو داود).إعادة الحقوق: إذا كانت هناك مظالم، قم بردها إلى أصحابها أو طلب المسامحة منهم.العمل الصالح: السبيل لتجديد العهد مع اللهبجانب التوبة، العمل الصالح هو تأكيد صدق النية في السير على طريق الهداية. يقول الله تعالى:
"فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ" (البقرة: 148)، مما يشير إلى ضرورة السعي الدؤوب لفعل الخير.
من المهم عند وضع أهداف للعام الجديد أن تكون النية خالصة لله، مثل تحسين الأخلاق، الاجتهاد في العبادة، والتعامل بحب وإحسان مع الناس. يقول النبي ﷺ: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى" (متفق عليه).
دعاء لبداية العامأدعية العام الجديد يمكن أن تكون وسيلة لتقوية العزم والطلب من الله التوفيق في تحقيق الأهداف. مثل:
"اللهم اجعل هذا العام عامًا مليئًا بالبركة، وقربنا فيه إليك، واغفر لنا ذنوبنا، وأعنا على طاعتك."
العام الجديد فرصة ذهبية للتغيير والتجديد، لا ينبغي أن تمر دون محاسبة وإصلاح. دع التوبة والعمل الصالح يكونان شعارك، متبعًا تعاليم القرآن والسنة، لتحقق رضا الله وتبدأ بداية مشرقة مليئة بالأمل والخير.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التوبة الل ه الصلاة عام جديد النبي البدايات الجديدة یقول النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: تعظيم النبي أمر إلهي وليس اختراعا بشريا
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، إن تعظيم النبي محمد ليس اختراعًا بشريًا، ولا بدعة أحدثها الناس، بل هو تعظيم أمر الله به، بل إن الله تعالى هو الذي عظّم نبيه قبل أن يأمرنا بتوقيره، قال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾، وكلمة "على" تفيد التمكن والتمكين، مما يؤكد أن مكانة النبي من الله تعالى مكانةٌ عظيمةٌ رفيعة.
وأضاف علي جمعة، في تصريح له، أن حقيقة تعظيم النبي تتمثل أولًا وأساسًا في تعظيم ما جاء به من أوامر ونواهٍ، مؤكدًا أن الإسلام ربط المحبة بالطاعة، حيث قال تعالى: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾، مشددًا على أن تعظيم النبي لا يكون بالكلمات فقط، بل بالاتباع الكامل والاقتداء الصادق.
وأشار إلى أن القرآن الكريم يفيض بآيات تعزز هذا المعنى، ومنها قول الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾، وأمره جل وعلا: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾، وأيضًا قوله: ﴿ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾.
وأوضح أن النبي كان قمةً في التواضع رغم علو مقامه، حتى إنه قال: "لا تفضلوني على يونس بن متى" [رواه البخاري]، مع أن الله هو الذي فضله وجعله خاتم النبيين، وأمرنا باتباعه واتباع سنته، مؤكدًا أن هذا التواضع من النبي لا ينفي أن الله رفعه واصطفاه، فقال له: ﴿ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ ﴾، وقال: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾، وأعطاه الكوثر، واختاره إمامًا للأنبياء يوم الإسراء والمعراج.
وتابع: "نحن لا نعظم النبي من أنفسنا بل الله هو الذي أمرنا بذلك، وهو الذي رفع مقامه، وجعله رحمةً للعالمين، وأسوةً حسنةً لكل من أراد سلوك طريق الحق والنجاة".
ولفت إلى أن العرب قديمًا كانت إذا أحبت شيئًا أو خافته أكثرت من ذكر أسمائه، فكان للأسد نحو سبعمئة اسم، وللخمر نحو تسعين اسمًا، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى أكثر من أسمائه الحسنى وصفاته العلى ليعرّف عباده بنفسه، وليبني في قلوبهم عقيدةً راسخةً قائمةً على الجلال والجمال والكمال.
وأكد أن تعظيم النبي تعظيمٌ للرسالة، وإحياءٌ للدين، ومظهرٌ من مظاهر الإيمان الحقيقي، وأن الأمة لا تصلح ولا تستقيم إلا بتعظيم رسولها الكريم واتباعه ظاهرًا وباطنًا.