جاء ذلك في حلقة من برنامج المقابلة أشار خلالها إلى أن نشأته في لبنان خلال السبعينيات ومعايشته للثورة الفلسطينية ومخيمات اللاجئين، جعلته يدرك حجم الظلم الذي تعرض له الفلسطينيون بعد نكبة عام 1948.

وتحدث روغان عن تجربته الشخصية وأعماله الأكاديمية التي تسلط الضوء على القضية الفلسطينية، بما في ذلك كتابه "الحرب من أجل فلسطين"، الذي يعتبر مراجعة تاريخية لحرب 1948 من منظور عربي.

وأوضح روغان أنه خلال إقامته في لبنان، عايش من قرب واقع اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في ظروف قاسية منذ تهجيرهم عام 1948، وأكد أن هذه التجربة الإنسانية العميقة دفعته إلى التركيز على القضية الفلسطينية في أبحاثه، خصوصًا أن الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يزال دون حل ويستمر في استقطاب الاهتمام العالمي، كما أبرزته الأحداث الأخيرة في غزة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كيف هيأت بريطانيا فلسطين لليهود وأصدرت وعد بلفور؟list 2 of 4تاريخ العرب ليوجين روغانlist 3 of 495 عاما على إلغاء الخلافة العثمانية.. كتابات غربية تروي السقوطlist 4 of 4كتاب حرب فلسطينend of list

وعن كتابه "الحرب من أجل فلسطين"، قال روغان إن العمل جاء كأمر مقابل لتقليد أكاديمي جديد ظهر بين المؤرخين الإسرائيليين الجدد، الذين أعادوا كتابة تاريخ 1948 بالاعتماد على المحفوظات الإسرائيلية.

مراجعة تاريخية

وأشار إلى أن الفكرة الأساسية وراء الكتاب كانت تقديم مراجعة تاريخية من منظور عربي، استنادًا إلى المصادر العربية والمذكرات والصحف، لتعويض النقص في الوصول إلى الأرشيفات الرسمية في الدول العربية.

إعلان

وأكد روغان أن الكتاب أظهر أن الحرب لم تكن صراعًا عربيًا إسرائيليًا بالدرجة الأولى، بل تخللتها خلافات وصراعات بين الدول العربية نفسها، نتيجة ضعف الثقة والتنسيق بينها.

وأشار روغان إلى أن الكتاب كشف كيف أثرت الانقسامات بين الدول العربية حديثة الاستقلال على مسار الحرب، حيث كانت هذه الدول مشغولة بصراعاتها الداخلية أكثر من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وأوضح أن الدول العربية لم تكن مستعدة لحرب شاملة، مما أدى إلى ضعف أدائها أمام القوات الإسرائيلية التي كانت أكثر تنظيمًا وتسليحًا.

كما تناول روغان تأثير الخطاب الغربي والإعلام على تقديم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن العديد من الباحثين الغربيين بدؤوا يعيدون النظر في الروايات التقليدية حول الصراع بعد الاطلاع على وجهات النظر العربية، واعتبر أن كتاب "الاستشراق" لإدوارد سعيد كان له دور محوري في تعزيز الوعي النقدي بالخطاب الاستعماري تجاه الشرق الأوسط.

وأشار روغان إلى أن القضية الفلسطينية، التي كانت تعاني تراجعا في الاهتمام الدولي، عادت بقوة إلى الواجهة بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لافتا إلى أنها لم تعد كصراع بين دولتين متساويتين، ولكن كقضية مقاومة شعب تحت الاحتلال.

الجسر العثماني

وضمن الحلقة، أوضح روغان، أنه اختار الفتح العثماني للأراضي العربية كمنطلق لدراسة التاريخ الحديث للمنطقة، مضيفا بأن الدولة العثمانية مثلت جسرًا أساسيا بين العالم العربي والحداثة، كما اعتبر أن تلك الفترة شكلت نقطة تحول مفصلية في تاريخ المنطقة.

وفي معرض حديثه عن منهجه في كتابة التاريخ، أكد روغان أن اختياره لتلك المرحلة لا يعني تجاهله للتاريخ الإسلامي الأول أو الفتوحات الإسلامية، بل إنه يرى أن تلك الأحداث تنتمي إلى العصور الكلاسيكية أو الوسطى، في حين يركز هو على كتابة تاريخ حديث للمنطقة.

إعلان

وعن استقبال العرب لأعماله، أوضح روغان أنه يولي اهتماما خاصا بالنقد العربي لكتبه، معتبرا أن ردود الفعل العربية هي الأهم بالنسبة له، وأشار إلى أن مؤلفاته، مثل "العرب: من منظور تاريخي" و"سقوط العثمانيين"، حظيت بترحيب نقدي واسع في العالم العربي، وإن كان هناك -دائمًا- من ينتقد عمله بشكل عادل ومشروع.

وتطرق الحوار إلى مسألة كتابة التاريخ العربي بأيد غير عربية، حيث أكد روغان أهمية إسهامات المؤرخين العرب، مثل عبد الكريم رافق وعبد العزيز الدوري، الذين شكلت أعمالهم المكتوبة باللغة العربية مرجعيات أساسية للباحثين الغربيين.

29/12/2024-|آخر تحديث: 29/12/202410:14 م (بتوقيت مكة المكرمة)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات القضیة الفلسطینیة الدول العربیة من منظور إلى أن

إقرأ أيضاً:

كاتب أميركي: يبدو أن الدولة الفلسطينية أصبحت حلما بعيد المنال

يجادل كاتب العمود بصحيفة بلومبيرغ الأميركية ماكس هاستينغز بأن حلم الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة آخذ في التلاشي، مع استمرار إسرائيل في تدمير غزة وتوسيع مستوطناتها في الضفة الغربية.

يبدأ المقال بحادثة انتشرت على الإنترنت تُظهر اعتقال طالبة تركية في الولايات المتحدة بسبب تعبيرها عن دعمها للفلسطينيين، وهو ما اعتبرته إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعما لـ"الإرهاب".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتبة بريطانية: لا تدعوا ترامب يحولنا إلى كارهين للأجانبlist 2 of 2كاتب إسرائيلي: خفض التمويل يهدف لتفكيك المجتمع العربي بإسرائيلend of list

يرى هاستينغز أن المناخ السياسي في أميركا بات معاديا لأي تعاطف مع القضية الفلسطينية، وحكي عن حضوره فعالية خيرية في لندن لجمع التبرعات لغزة، ويصف شعور الحاضرين بأنهم جزء من قضايا نبيلة لكنها مهمشة.

الدعم للفلسطينيين لا يُترجم سياسيا

ويقول إنه ورغم تزايد التعاطف مع الفلسطينيين داخل أميركا، حيث تُظهر استطلاعات "غالوب" انخفاض الدعم لإسرائيل إلى 40% وارتفاع التأييد للفلسطينيين إلى 33%، إلا أن هذا لا يُترجم إلى دعم فعلي مؤثر على الساحة الدولية.

ويضيف هاستينغز أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو  يبرر ممارسات حكومته الفظيعة في غزة كرد على "إرهاب" حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ويقول إن هذا الرد ليس متناسبا أبدا، إذ تشير الأرقام إلى مقتل أكثر من 40 فلسطينيا مقابل كل إسرائيلي قُتل في هجوم أكتوبر/تشرين الأول 2023.

إعلان

ويشير هاستينغز أيضا إلى جذور الدولة الإسرائيلية في الحركات الصهيونية المسلحة، مثل "الإرغون" و"عصابة شتيرن"، التي نفذت تفجيرات وقتلت بريطانيين خلال فترة الانتداب. ويذكّر بأن رئيسين سابقين لإسرائيل –مناحيم بيغن وإسحق شامير– كانا من أعضاء هذه الجماعات التي كانت تُصنف حينها كـ"إرهابية".

جرأة المستوطنين

وينتقد ازدواجية الخطاب الإسرائيلي الذي يدين "الإرهاب" بينما لا يمنح الفلسطينيين أي أفق سياسي. ومع صعود ترامب، ازدادت جرأة المستوطنين في الضفة الغربية، مذكرا بحادثة اعتداء مستوطنين على منزل المخرج الفلسطيني حمدان بلال، الفائز بجائزة أوسكار لعام 2025، والذي انتهى الأمر باعتقاله هو وليس المعتدين.

ويستحضر الكاتب تجربته في زيارة غزة والضفة قبل 20 عاما، حيث لمس حجم المعاناة رغم الخطاب المتطرف الذي سمعه هناك. لكنه يقر بأن الوضع مأساوي، ورغم التعاطف الدولي، فلا أحد يتدخل بجدية، حتى الدول العربية.

وفي خاتمة مقاله، يقارن هاستينغز الفلسطينيين بالسكّان الأصليين لأمريكا في القرن 19، أناس متمسكون بتراث ضائع. ويعتقد أن مشروع الدولة الفلسطينية بات مستحيلا، وأن إسرائيل تتجه نحو ضم كامل للضفة وغزة، دون منح الفلسطينيين أي حقوق سياسية حقيقية. ويرى أن مصير الفلسطينيين في العقود القادمة سيكون الشتات، تماما كما حدث لليهود عبر قرون، في مفارقة حزينة.

مقالات مشابهة

  • وكيل خارجية النواب: مصر تعاملت من منظور أخوي مع القضية الفلسطينية
  • إضراب عالمي شامل تضامناً مع غزة ورفضاً لحرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع
  • كاتب أميركي: يبدو أن الدولة الفلسطينية أصبحت حلما بعيد المنال
  • البحرين تؤكد ضرورة التنسيق البرلماني الآسيوي والإسلامي والأفريقي لدعم القضية الفلسطينية
  • مقتل المسعفين في غزة.. مشاهد تناقض الرواية الإسرائيلية
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • موقف عربي بالقياس إزاء قرارات ترمب ونتياهو
  • مقتل عمال الإغاثة.. فيديو يكشف تناقضا في الرواية الإسرائيلية
  • الجامعة العربية: الحروب الإسرائيلية دخلت مرحلة جديدة من العربدة الكاملة
  • الأمين العام لجامعة الدول العربية يحذر من عواقب العربدة الإسرائيلية في المنطقة