الجزيرة:
2025-01-01@18:24:05 GMT

تفاصيل الأزمة السياسية في جورجيا بعد تنصيب رئيس جديد

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

تفاصيل الأزمة السياسية في جورجيا بعد تنصيب رئيس جديد

موسكو- تدخل جورجيا العام الجديد برئيسين، أحدهما الرئيسة المنتهية ولايتها سالومي زورابيشفيلي التي ترفض التنازل عن منصبها وتهدد حزب "الحلم الجورجي" بالإطاحة بـ"نظامه" والآخر رئيس الدولة الجديد ميخائيل كافيلاشفيلي الذي تم انتخابه من قبل الهيئة الانتخابية التي يسيطر عليها حزب "الحلم" الفائز بانتخابات 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ووجهت زورابيشفيلي -التي برزت باعتبارها المعارضة الرئيسية للحكومة الحالية- إنذارًا إلى الحزب الحاكم، وطالبته بأن يدعو إلى انتخابات برلمانية جديدة "وخلافًا لذلك" فإنه ستعمل على الإطاحة به -حسب تعبيرها- مؤكدة أنه "لم تكن هناك انتخابات" وأنها لا تنوي ترك منصبها بعد انتهاء فترة ولايتها والتي انتهت رسميا اليوم الأحد.

وتقول المعارضة أن سيرة كافيلاشفيلي وخبرته المهنية لا تتوافق مع منصب رئيس الدولة، حيث أدى انتخابه إلى تفاقم المواجهة مع الحكومة، بعد أن أصبح الرئيس السادس لجورجيا، وهو مرشح حزب "الحلم" الحاكم ورئيسه الفخري الملياردير بيدزينا إيفانيشفيلي.

وخلال فترة حكمه كحزب حاكم في البرلمان، حافظ حزب "الحلم" على تصدره الخطاب المؤيد لأوروبا وعلاقات أوثق مع حلف شمال الأطلسي "ناتو" في حين قاوم في الوقت نفسه الإصلاحات المطلوبة من بروكسل لتحقيق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

إعلان

وتبنى هذا الحزب بشكل تدريجي في السنوات الأخيرة مواقف مشككة بالمنظومة الغربية، واتضح ذلك من خلال اعتماده تشريعات وصفت من قبل المعارضة بأنها مناهضة للغرب ومؤيدة لروسيا، بينما يؤكد الحزب أنها تسعى للحفاظ على القيم الثقافية لجورجيا.

وعلى ضوء ذلك، ومع اتساع نطاق الاحتجاجات، بات التوجه الجيوسياسي المستقبلي لجورجيا معلقا الآن، وستحدد نتيجة الصراع القائم حاليًا ما إذا كانت البلاد ستتحالف مع الغرب أم ستقع تحت نفوذ موسكو.

ميخائيل كافيلاشفيلي أصبح الرئيس السادس لجورجيا بعد انتخابه من قبل البرلمان (رويترز) ما الذي حفز الاحتجاجات؟

بحسب المتخصص في الشؤون الجورجية غيفي أباشيدزه، فإن الإعلان الأخير للحكومة -عن أنها ستعلق مساعي الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي حتى عام 2028 على الأقل- شكل فتيل المرحلة الجديدة من الأزمة داخل البلاد، متوقعًا أن تدخل الحكومة والمعارضة في "معركة طاحنة" لحسم مستقبل هذا الملف.

ووفق ما يقوله للجزيرة نت، فقد شكل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ فترة طويلة طموحًا موحدًا للجورجيين، بغض النظر عن الانتماء السياسي، وفقًا لما أظهرته الكثير من استطلاعات الرأي، مضيفًا أن تعليق عملية الانضمام للاتحاد ترى فيها شرائح واسعة من المجتمع أنها "خيانة".

ويضيف إلى ذلك تواصل حالة الغضب والإحباط بشأن الانتخابات البرلمانية في البلاد، والتي وصفها العديد من زعماء المعارضة ومنظمات المجتمع المدني والمراقبين الدوليين بأنها مزورة، والتي -حسب رأيه- صبت المزيد من الزيت على النار، خصوصًا بعد أن سنت الحكومة ما يسمى "القانون الروسي" المثير للجدل، الذي يسمح للحكومة بشن حملات على المجتمع المدني.

ما السيناريوهات المتوقعة لتطور الأزمة؟

يرجح أباشيدزه أن تدخل جورجيا مرحلة الصراع على الشرعية، من خلال "ثنائية الرؤساء" بعد تولى كافيلاشفيلي منصبه، وإصرار زورابيشفيلي على الاحتفاظ بمنصبها الحالي حتى انتخاب برلمان جديد.

إعلان

ويضيف بأن ذلك سيتم بموازاة حرب "هجينة" غير معلنة بين روسيا والغرب، يقوم من خلالها كل طرف بدعم حلفائه داخل البلاد، ولكن دون أن يكون هذا الدعم علنيًا.

ويوضح بأن هذا الدعم سيزداد وفقًا لتوسع رقعة الاحتجاجات واستمرار "تآكل" المعايير الديمقراطية في البلاد، فضلًا عن احتمال قيام عدد من الدبلوماسيين والموظفين الحكوميين بتقديم استقالاتهم احتجاجًا على تعليق الحكومة عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وإعلان دعمهم للمتظاهرين.

وبرأيه فإن الحل يكمن في التراجع عن قرار تعليق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، أو إلغاء "القانون الروسي" والاتفاق على إجراء انتخابات برلمانية جديدة.

ولكنه يشير إلى أنه مع مرور كل يوم وظهور نوبات جديدة من العنف بين السلطات والمتظاهرين، تصبح إمكانية التوصل إلى تسوية تلبي مطالب المحتجين بعيدة المنال.

رئيسة جورجيا المنتهية ولايتها سالومي زورابيشفيلي ترفض التنازل عن منصبها (الفرنسية) هل يمكن أن تؤدي الاحتجاجات الجديدة إلى أزمة سياسية أكثر خطورة في جورجيا؟

يعتبر الكاتب في شؤون جنوب القوقاز ألكسندر يودين أن احتجاجات المعارضة تهدف إلى جذب الدعم المالي والإعلامي لها من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، حيث أظهرت المعارضة عدم امتلاكها للموارد السياسية الكافية لمنع السلطة الحالية من السيطرة على البرلمان والرئاسة للسنوات الأربع والخمس القادمة على التوالي.

ويوضح يودين -للجزيرة نت- بأن المعارضة والغرب -على حد سواء- لا يمكنهما تقبل فكرة تجميد خطط انضمام تبليسي إلى الاتحاد الأوروبي، لأن ذلك يعني مزيدا من التقارب مع روسيا مقابل الابتعاد عن الغرب.

ويضيف بأن ذلك يمكن أن يؤثر كذلك على نوايًا أرمينيا المجاورة بهذا الخصوص، ويشجع معارضي الحكومة الحالية على رفع وتيرة الاحتجاجات ضد ما يعتبرونه انضماما على حساب السيادة الوطنية، والذي حسب رأيهم يعني المزيد من الضعف أمام الضغوط من أذربيجان وروسيا وتركيا.

إعلان كيف تبدو العلاقات الحالية بين جورجيا والاتحاد الأوروبي؟

يوضح يودين أن حجم التجارة بين جورجيا والاتحاد الأوروبي عام 2023 بلغ نحو 4.5 مليارات دولار، وبلغت حصة الاستثمار الأجنبي المباشر في البلاد 60% من دول الاتحاد الأوروبي وبلدان أوروبية أخرى مثل المملكة المتحدة وسويسرا وليختنشتاين والنرويج وأيسلندا وجبل طارق، بينما وصلت النسبة إلى 76% عام 2021.

لكن -في وقت لاحق- بدأت العلاقة بالتدهور بسبب خطاب تبليسي المعتدل نسبيا تجاه موسكو، واعتقال الرئيس السابق ميخائيل ساكاشفيلي عام 2021، وعدم الانضمام إلى العقوبات المناهضة لروسيا بعد فبراير/شباط 2022.

ويضيف الكاتب إلى ذلك اعتماد قانون يحظر الدعاية المثلية، واعتماد قانون العملاء الأجانب الذي تعتبر المعارضة أنه يستهدف "المنظمات التي تعمل لصالح دولة أجنبية" وسيكون أكثر استهدافًا للمؤسسات غير الربحية ووسائل الإعلام الأجنبية، حيث يأتي أكثر من 20% من مصادر تمويلها من الخارج.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

كوريا تايمز: هل كان للسحر والشعوذة دور في الأزمة السياسية بكوريا الجنوبية؟

قالت صحيفة "كوريا تايمز" إن المعلومات التي تكشفت بشأن المحاولة الفاشلة لإعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية أظهرت أن شخصيات في الدائرة المقربة من الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول لها ارتباطات وممارسات بعالم السحر والشعوذة والشامانية، وهي تراث وثني سحري قديم.

وأضافت أنه مع ظهور المزيد من التفاصيل من وراء الكواليس بشأن الجهود السرية التي يبذلها يون والمقربون منه للدفع باتجاه إعلان الأحكام العرفية كُشف النقاب عن شخصيات رئيسية عديدة شاركت في التخطيط لتلك المحاولة، بما لها من صلات بممارسات متجذرة في قراءة الطالع والخرافات والتصوف، مما أحدث صدمة للكثير من الكوريين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز تنشر تقريرا عن "بوينغ 737" الأكثر انتشارا في العالمlist 2 of 2واشنطن بوست: ما الذي يخطط له ترامب بشأن كندا وغرينلاند وبنما؟end of list

وكان برلمان كوريا الجنوبية قد أقر قبل 3 أسابيع عزل الرئيس يون بسبب محاولته الفاشلة لتطبيق الأحكام العرفية في 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وتولى رئيس الوزراء هان دوك سو صلاحيات الرئاسة.

ورغم ذلك فإن الرئيس تعهد بالقتال من أجل مستقبله السياسي، قائلا إنه "لن يستسلم أبدا"، في انتظار قرار المحكمة الدستورية بشأن إقالته المحتملة خلال الأشهر الستة المقبلة.

مثيرة للقلق الشديد

وأفادت الصحيفة في تقرير بأن المعلومات التي طفت على السطح مقلقة وباعثة للقلق الشديد، وأن من بين المقربين من الرئيس قائد استخبارات الدفاع السابق نوه سانغ وون الذي يعد إحدى الشخصيات الرئيسية في مؤامرة إعلان الأحكام العرفية.

إعلان

وبعد تسريحه من الخدمة في عام 2018 -والذي تصفه الصحيفة بالمشين- بتهمة التحرش الجنسي بضابطة انخرط نوه في أنشطة تتعلق بالعرافة والشامانية، وأسس مع شخص آخر شركة لقراءة الطالع.

ولم يتضح بعد ما إذا كان نوه قد خضع لطقس شاماني يسمى "شينيريم" أو دعوة روحية، ليصبح هو نفسه شامانا تقليديا (بمعنى ساحر أو كاهن).

الكشف عن الخطة

وفي منتصف ديسمبر/كانون الأول الجاري اكتشفت الشرطة أثناء تفتيشها مكتب قراءة الطالع الذي يديره نوه في مقاطعة غيونغي المحيطة بالعاصمة سول دفترا مكتوبا بخط اليد من نحو 60 صفحة يتضمن خططا متعلقة بالأحكام العرفية الفاشلة، وفق الصحيفة.

وأكدت "كوريا تايمز" في تقريرها أن الدفتر اشتمل على عبارات مثل "حصار الجمعية الوطنية (البرلمان)"، وأسماء العديد من السياسيين والصحفيين، وزعماء طوائف دينية، وأعضاء في نقابات العمال، وحتى قضاة.

ورغم أن نوه كان يدير بالفعل عمله الخاص في قراءة الطالع فإنه كان يسافر كثيرا قاطعا مسافة 170 كيلومترا لزيارة كاهنة ليلتمس منها المشورة والتوجيه بشأن مصيره وما إذا كانت "الخطة" التي كان يعدها مع الآخرين ستنجح.

وقالت الكاهنة (الشامان) في مقابلة أجرتها معها إحدى وسائل الإعلام مؤخرا إن "نوه سانغ وون بارع جدا في قراءة الطالع بنفسه، لكنه غالبا ما كان يأتي لزيارتي لأنني شامان تلقيت دعوة روحية".

الاعتماد على الخرافات

ووفقا للتقرير، فقد عرض نوه ذات مرة على الكاهنة صورة وزير الدفاع الوطني السابق كيم يونغ هيون، وهو شخصية رئيسية أخرى في قضية الأحكام العرفية، وسألها "هل تظنين أن هذا الشخص لن يخونني إذا بقيت معه حتى النهاية؟".

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الإفصاحات تسلط على الشكوك التي برزت إلى السطح حتى قبل أن يصبح يون سوك يول رئيسا للجمهورية، وتكشف أنه هو وزوجته كيون هيي كانا يعتمدان بشدة على العرافين والطقوس الشامانية.

إعلان

ونقلت عن معلق سياسي (اشترط عدم الكشف عن هويته) القول إن انخراط كبار السياسيين -خاصة المرشحين للرئاسة- في الخرافات أمر شائع في كوريا الجنوبية، قائلا إن انغماس الرئيس وزوجته في مثل هذه الممارسات بلغ مدى بعيدا بشكل غير عادي.

وعزا المعلق ذلك إلى افتقارهما للخبرة السياسية السابقة وصعودهما المفاجئ إلى منصب الرئاسة، مما دفعهما للتركيز بشكل مفرط على "التنبؤات وقراءة الفأل، وزاد ذلك من اعتمادهما على الخرافات".

مقالات مشابهة

  • رئيس المعارضة الصهيونية: بن غفير جعل من نتنياهو أضحوكة وسقوط الحكومة مسألة وقت
  • رئيس الوزراء: البنك المركزي تسلم مليار يورو من الاتحاد الأوروبي
  • رئيس الوزراء: استقبلنا مليار يورو دعما من الاتحاد الأوروبي
  • رداً على تجميد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي..ألمانيا توقف تمويل مشاريع في جورجيا
  • رئيس وزراء جورجيا يعلن استعداد حكومته"لإعادة ضبط العلاقات" مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
  • كوريا تايمز: هل كان للسحر والشعوذة دور في الأزمة السياسية بكوريا الجنوبية؟
  • مراكز مالية: الأزمة السياسية في كوريا على الاقتصاد الكوري 
  • جورجيا: رئيسة البلاد تقبل إخلاء مقر إقامتها الرسمي وترفض تسليم مكتبها للرئيس الجديد
  • بعد تنحي زورابيشفيلي.. رئيس جورجيا الجديد يؤدي اليمين الدستورية بالبرلمان