سوريا.. الياسمينةُ التي ذَبُلَت
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
زينب إبراهيم الديلمي
مع استمرار التوحش الصّهيوني في إبادة أهلنا في غزة منذ عام ونيّف، ومنذ دخول لبنان مرحلة التهدئة التي تُلاقي خرقًا صهيونيًّا متواصلًا تثبت معادلة البُهتان غير المُبرم بالوفاء، والمعروف بعدم خضوعه لأدبيّات الوعود؛ نابذًا لها وراء ظهره كأجداده السَّلف، بدأ يستشري سرطانه في كبد سوريا، بإيعازٍ من ربيبته أمريكا، التي غذّت الأدَاة الداعشيّة المُجلببة بـ “هيئة تحرير” موكلةً لها برفع شعار الحريّة على الطّريقة الصّهيو أمريكيّة.
توغُّلٌ، واجتياح، واحتلال فاضح.. واستهداف للقدرات العسكريّة السوريّة، وتنقلٌ في أراضيها وأجوائها بأنوفٍ متكبّرة متبخترة، في ليلةٍ واحدة كرّس الصّهيوني مشروعه الشّيطاني المزعوم في استباحة الأراضي العربيّة ومصادرتها وكأنّها ملك أبيه، ليلة واحدة اتخذ من خرافاته التلموديّة مِنظارًا يرى تصاعد ضبابيّة أحلامه بالاستيلاء على مزيدٍ من أمصار أمّتنا وفق مخطّطه الرجيم.
وفق المؤشرات التي تعطي لنا ضوء أخضر في معرفة الغاية الصّهيونيّة بتجنيد بما يُسمّى “هيئة تحرير الشام” لتولّي زمام الحكم بسوريا، فَــإنَّ الحقيقة التي لا يشقُّها غبار أن هذه الهيئة الإرهابيّة تخدم المشروع الصّهيوني بالدرجة الأولى، ولا رغبة لها في مواجهته، كما جاء على لسان الجولاني، ذو الصّيت السّوداوي المليء بالدعشنة والإجرام، المعفيّ عنه في لائحة التصفيّة الأمريكيّة مؤخّرًا.
سيّئةٌ هي الحالة التي وصلت إليها سوريا اليوم، وما ستؤول إليها من إيلامٍ أشد نكالًا في ظل استمرار الاجتياح الصّهيوني المعنون بـ “الحريّة” وأية حريّة وهو يلتهم شبرًا شبرًا من ثرى الشّام، أية حريّة وملامح “الشرخ أوسخ صهيوني” يسري مفعوله حرفيًّا ولم تحَرّك هيئة الإجرام ساكنًا!!
جملة الكلام لمن انخدعوا بحريّةٍ حيكت خيوطها بالمؤمركات العدائيّة، ولمن ألقى سمع النّصيحة وهو شهيد: هذه ليست حريّة عندما يجتاح العدوّ أرضكم ويسرح ويمرح فيها، ليست حريّة عندما ينال الكيان المؤقت من قراركم واستقلالكم الحقيقي، وهو التحرّر من شره ومكره.. وللأسف هناك من الأصوات النَّشِزَة التي ترى أنّ لا مشكلة في ولوج الإسرائيلي وتوطئة قدميه النّجستين أرضه، المهمّ أنّهم نجوا بما يفترونه من القول “من إيران وميليشياتها”!!
وهناك من يقول: دعونا وشأننا، لا نريد من أحد أن يتدخل في شؤوننا وحريتنا، ونقول: عندما يكون شأنكم هو التحرّر من براثن العدوّ الحقيقي للأُمَّـة “الكيان الصّهيوني المؤقت” نحن فعلًا لن نتدخل في حريّتكم، أما إذَا وصل الأمر إلى أن يتحكّم الصّهيوني حتى في شربكم للماء، فَــإنَّها مسؤوليّتنا نحن كأمّة إسلاميّة، عروبتها الأصلية تأبى لها أن تستسلم للطّواغيت المجرمين، إسلامها الأصيل هو استعادة مقدّساتها وأراضيها التي اغتصبها من لا تاريخ له ولا هُويّة ولا دين ولا ناموس.
ها هي ياسمينة العروبة تذبل وتتلطّخ بأيدي التّصهين والتّطبيع، وتتعطّر بنتانة الأدوات المُتخفيّة بالسّلام والحريّة، وبذات الوقت لها صيت طويل في ذبح الأبرياء وإحلال دماء الأُمَّــة المناهضة للمشروع الصّهيوأمريكي.
ها هي ياسمينة المُقاومة تفتقد إلى ساقيها وحاميها من عجاف الوحدة والتخاذل -وهو سماحة شهيدنا الأقدس “رضوان الله عليه”- ولقاسمها الذي قطع دابر التكفير والإرهاب، ولأميرها الذي دوَّن الحقائق المكنونة في سطور “صبح الشّام” بوصيّةٍ من الحاج قاسم، في ظلّ النّكران العجيب لبطولاتهم من فاقدي الوعي والمخدوعين بالحريّة الجولا -صهيونيّة.
يعزّ علينا -أيتها الياسمينة الذابلة- أن تُقطفي من عبق العروبة، وتُسقين من صديد الصّهينة والأمركة.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الص هیونی ة التی
إقرأ أيضاً:
مصرع 60 شخصا في حادث سير بإثيوبيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت السلطات في منطقة سيداما بجنوب إثيوبيا إن 60 شخصا على الأقل لقوا حتفهم عندما سقطت شاحنة محملة بالركاب في نهر.
وذكر مكتب الاتصالات الإقليمي، في بيان صدر في وقت متأخر أمس الأحد، أن الحادث وقع في منطقة بونا، وفقاً لوكالة «رويترز».
وأضاف، من دون الخوض في التفاصيل: «يتلقى الناجون العلاج الآن في مستشفى بونا العام».
وأفادت هيئة الإذاعة الإثيوبية، التي تديرها الدولة، بأن الركاب كانوا في طريقهم لحضور حفل زفاف عندما وقع الحادث.
ولقي نحو 38 شخصاً، معظمهم طلاب، حتفهم في عام 2018 عندما سقطت حافلة في وادٍ بشمال إثيوبيا الجبلي.