يمانيون:
2025-01-30@18:13:37 GMT

كن واعيًا قبل الضياع

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

كن واعيًا قبل الضياع

خديجة المرّي

قبل أن تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي:-
هل تتساءل عن أهميّة وعيك الكافي عند استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي؟!
من المُهم أن نتأمل كيف يُمكن أن نُسخر مواهبنا وإبداعنا لخدمة ديننا؟!
وإلاّ ما قيمة تلك المواهب والإبداعات إذَا لم تُستخدم في تحقيق الخير للناس والعمل والجهاد في سبيل الله، وإعلاء كلمته.


دعونا نُفكر قليلًا: ما فائدة الكلمات التي نكتبها وننشُرها إن لم تُساهم في نصرة قضايا أُمتنا، كـ “القضية الفلسطينية”؟
ما فائدة أن نكتب ونحنُ لا نُطبق؟!
ما فائدة أن نتكلم ونحنُ في الحقيقة لا نعمل؟!
ما فائدة أن نُعبر بأقلامنا فقط عما يجول بِخواطرنا، وننسى ما تمر بِه أُمتنا؟!
لماذا نغمر أنفسنا في عوالم لا تعود علينا بالصلاح والزكاء لأنفسنا؟!!
هل نحنُ نرى فائدة في ضياع وقتٍ وجهدٍ كبير في مُتابعة قنوات لا تزيدنا رشادًا وفلاحًا واستقامة في حياتنا؟!!
وما أهميّة مُتابعة تلك المواقع التي تحمل فسادًا لقلوبنا؟!!
ما فائدة أصلًا أن تبذل جهدك في قراءة روايات ليست هادفة، وبدون معنى أو فائدة، وأن تقرأ قِصصًا خيالية لا تشدّك إلى دينك وربك؟!
كيف تتوقع أن تنشر كتابات للآخرين ليعلموا بِها في الوقت الذي لم تعمل بها أنت وتطبقها في واقعك؟!
فكر قليلًا:-
ما أهميّة متابعة محتوى يجلب الفساد إلى قلوبنا؟
ويجلب الخراب إلى بيوتنا؟!
ويزرع المشاكل بين أُسرنا وأبنائنا؟!
وكيف سيكون تأثير ذلك على أفكارنا وأفعالنا؟!
نحن بحاجة إلى إعادة توجيه طاقاتنا واهتمامنا نحو ما يُثري عقولنا ويُعزز إيماننا، نحنُ بحاجة إلى أن نُثقف أنفسنا بثقافة القرآن الكريم، أن نتحصن بالوعي والبصيرة في زمنٍ سادت فيه المخاطر والفتن وكثر فيه الأعداء والمُضلين، إننا بحاجة إلى الوعي أكثر من أي وقتٍ مضى، الوعي في هذه المرحلة الحساسة والاستثنائية بالذات، بحاجة إلى الوعي المُستمرّ، الوعي الذي يُعزز من تفكيرنا، ويجعلنا قادرين على مواجهة عدونا، ويُساعد على بناء مُستقبلنا، وتحقيق العزة والكرامة لأمتنا، فالمعركة المُستمرّة التي لا تتوقف هي معركة “الوعي”.
إن العودة الصادقة إلى القرآن الكريم وتطبيق آياته في الواقع العملي، وقراءة ملازم الشهيد القائد-رضوان الله عليه- بتأمل وتدبر، وكذلك قراءة كتب ومقالات راقية، ومنشورات عظيمة؛ تُعزز من قيمنا وتُنمي من وعينا وتدعمنا باستمرار على المسار الصحيح وهي ما يجلب النفع لنا وللآخرين من حولنا.
لنتذكر دائمًا أن تأثيرنا الإيماني، وخطابنا القرآني، وتعليقنا الراقي، يمكن أن يبني أمم، وينهض بِشعوب، ويقوي قلوب، يُمكن أن يُحرك ضمائر، ويُهزُ مشاعر، لا بُـدَّ أن نستخدم أدواتنا وأجهزتنا الإلكترونية بما يُفيد ويُعزز القيم في مجتمعاتنا.
لابد أن تكون واعيًا في مواقع التواصل الاجتماعي قبل الضياع، وقبل أن تكون مُحايدًا وتكون مُتنصلًا وتكون مُنافقًا، لا بُـدَّ أن تحمل في قلبك روحية الإيمان، ومنهجية القرآن، حتى تتنصر على حزب الشيطان.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: بحاجة إلى ما فائدة

إقرأ أيضاً:

افتتاحية: معارض الكتب وبناء الوعي

في البدء، كانت الكلمة، والكلمة لم تكن يومًا مجرد صوت عابر في فراغ الزمن، بل كانت بذرة الحضارة، ومشعل الفكر، ونواة الوعي الإنساني المتجدد. ومنذ أن خط الإنسان أولى علاماته على الطين، بدأ مساره الطويل نحو تشييد عوالمه المعرفية، فتشكلت المكتبات، وارتفعت منارات العلوم، وازدهرت أسواق الفكر، حتى بلغنا في عصرنا الذي نعتبره حديثا ذروة التقدم الثقافي وبشكل خاص في معارض الكتب، حيث يلتقي الماضي بالحاضر، والعقل بالخيال، والمعلومة بالحكمة.

ولم تكن معارض الكتب في يوم من الأيام مجرد أسواق تُباع فيها الكتب وتُشترى لكنها منصات تلتقي فيها الأرواح الباحثة عن نور المعرفة، وهي أشبه ما تكون بفضاء مفتوح تتحاور فيه العقول دون قيود، وتتشكل فيه رؤى المستقبل على صفحات الماضي والحاضر. إن من يدرك قيمة معرض الكتاب لا يراه رفاهًا ثقافيًا، بل ضرورة وجودية لكل مجتمع يطمح إلى التحضر، فالأمم لا تُبنى إلا بوعي أفرادها، والوعي لا يُصقل إلا بالقراءة، والقراءة لا تزدهر إلا حين يصير الكتاب متاحًا لكل يد تمتد إليه.

لكن الخطر الحقيقي يكمن في أن تظل القراءة حبيسة نخب ثقافية محدودة، أو حتى حبيسة على الشعوب التي تملك قدرة مالية على اقتناء الكتب بينما تظل الأجيال الناشئة والفقراء بعيدة عن هذا النهر المتدفق من المعرفة. إن مسؤولية ترسيخ القراءة والقدرة على اقتناء الكتاب مسؤولية جماعية يجب أن تتشارك فيه الأسرة والمدرسة والمجتمع بأسره وتدعمه الدولة باعتباره أحد أهم مشاريعها لبناء الوعي وتقدم المجتمعات. إن جعل الكتاب في متناول الجميع يمكن النظر إليه بوصفه فعل مقاومة في وجه التجهيل والاستلاب، وهو الضمانة الوحيدة لبناء أجيال تمتلك أدوات التفكير النقدي، وتتحرر من أسر الجهل والتبعية.

إن الكتاب نافذة تُفتح على اتساعها نحو آفاق لا تنتهي.. وحين ندرك ذلك، ندرك أن بناء الحضارة يبدأ من حيث تُقرأ الكلمة الأولى، ومن حيث يُغرس في العقول شغف البحث عن الحقيقة.

مقالات مشابهة

  • علي فايز سكرتيرا عاما مساعدا لقطاع الصعيد بـ «حزب الوعي»
  • تثبيت أسعار فائدة البنوك في الأردن
  • وزير المالية الصهيوني يهدد: سنحل الكنيست.. ولا تنازل عن قانون التجنيد
  • أبو العينين: نريد مبادرات جديدة تشع فائدة لدول الشمال والجنوب
  • بيرس مورغان: النصر بحاجة إلى تعزيزات جديدة لدعم رونالدو وحصد الألقاب.. فيديو
  • ناقد رياضي: نادي الزمالك بحاجة إلى صفقات قوية
  • قرقاش: منطقتنا بحاجة إلى تفكير عقلاني معتدل يركز على الحلول السياسية
  • تقرير دولي يكشف عن 5.5 مليون امرأة يمنية بحاجة ماسة إلى خدمات الصحة الإنجابية
  • افتتاحية: معارض الكتب وبناء الوعي
  • سامي الجابر يوجه رسالة لإدارة الهلال: الدفاع بحاجة لتدعيم