واشنطن بوست: ما الذي يخطط له ترامب بشأن كندا وغرينلاند وبنما؟
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
قال تقرير لصحيفة واشنطن بوست إن تصريحات الرئيس المنتخب دونالد ترامب الأخيرة حول الاستحواذ على غرينلاند واستعادة السيطرة على قناة بنما، واعتبار كندا الولاية الأميركية رقم 51، تشير إلى أن نظرته للقوة الأميركية مبنية على التوسع الإقليمي، وهو ما يمثل تحولا صارخا عن الأعراف الدبلوماسية السائدة.
وبرأي كاتبتي التقرير (جاكلين أليماني مراسلة تحقيقات شؤون الكونغرس، وكات زاكريفسكي مراسلة متخصصة في سياسة التكنولوجيا) قد تعيد منهجية ترامب غير التقليدية في الدبلوماسية -التي تتسم بالخطاب التوسعي والتكتيكات غير المتوقعة- تشكيل العلاقات الخارجية الأميركية.
وقال مسؤول انتقالي في إدارة ترامب إن ما يربط بين تعليقات الرئيس المنتخب حول كندا والمكسيك وغرينلاند وبنما هو رغبته بمواجهة النفوذ الروسي والصيني، حسب التقرير.
ووفق التقرير، دافعت كيلي ماكناني المتحدثة باسم فريق ترامب الانتقالي عن تصريحاته، واصفة إياها بأنها إستراتيجية ومحسوبة لاستعادة قوة الولايات المتحدة، وأكدت أن "قادة العالم مقبلون على التفاوض بسبب وفاء الرئيس ترامب بوعده بجعل أميركا قوية مرة أخرى".
وذكر التقرير أن تعليقات ترامب واجهت مقاومة على الصعيدين المحلي والدولي، ورفضها القادة الكنديون، كما أكد رئيس وزراء غرينلاند على سيادة الجزيرة، وبدوره نفى رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو بشكل قاطع مزاعم ترامب بوجود جنود صينيين في القناة وضرورة التدخل العسكري، وصرح مولينو بأنه "لا يوجد جنود صينيون في القناة".
إعلان آراء النقادوحذر النائب السابق كارلوس كوربيلو (جمهوري عن ولاية فلوريدا) من أن مثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى توتر العلاقات الدولية، وظهر على شاشة قناة "إم إس إن بي سي" وهو يقول "هذا النوع من الإهانات يمكن أن يؤدي إلى مواجهة مع الولايات المتحدة" ولكنه استبعد احتمال نشوب صراع عسكري.
وأشار ريان بيرغ، من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، إلى أن تركيز ترامب على شؤون نصف الكرة الغربي -مثل قناة بنما- يعكس اعتقاده بأن نفوذ الولايات المتحدة أقوى فيها مقارنة بمناطق أخرى متنازع عليها مع روسيا والصين، حيث النفوذ الأميركي أضعف.
ويرى النقاد -وفق التقرير- أن خطاب ترامب يخاطر بتصعيد التوترات دون داع، ووصف مستشار محافظ في السياسة الخارجية ميل الجمهوريين للحلول العسكرية، خصوصا فيما يتعلق بمشكلة المخدرات القادمة من المكسيك بأنه "خطير".
التداعيات الإستراتيجيةووفق التقرير، تعد غرينلاند محورية بالنسبة لصانعي السياسة الأميركية، نظرا لموقعها الإستراتيجي في القطب الشمالي ومواردها، ويعود اهتمام ترامب بالاستحواذ على غرينلاند إلى عام 2019.
وفي حين رفضت الدانمارك تصريحات ترامب، قال دبلوماسي دانماركي سابق للصحيفة إن اهتمام الولايات المتحدة بغرينلاند يتماشى مع مصالحها الإستراتيجية.
وتنبأ هذا الدبلوماسي بأن "شيئا ما سيحدث على الأرجح مع غرينلاند خلال 10 أو 15 سنة المقبلة، وربما تستقل، وهذه الاحتمالات تدفع الولايات المتحدة لأن تتحرك الآن تحسبا لأي تغيرات مستقبلية".
وأكمل التقرير أن الأهمية الإستراتيجية لقناة بنما تكمن في دورها المحوري كمعبر بحري حيوي يربط المحيط الأطلسي والمحيط الهادي، مما يجعلها ممرا رئيسيا للبضائع والحركة العسكرية الأميركية.
كما أن هناك مخاوف أميركية متزايدة من النفوذ الصيني على الموانئ العالمية، خصوصا القريبة من القناة، مما يعزز قلق الولايات المتحدة من التأثير على عملياتها العسكرية في حالة حدوث أزمة وطنية أو نزاعات تتعلق بأمنها القومي، مثل الصراع على تايوان.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
فيدان: لدينا خلافات مع الولايات المتحدة وعلى رأسها الملف السوري
أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن وجود خلافات بين تركيا والولايات المتحدة بشأن بعض القضايا الإقليمية، وعلى رأسها ملف سوريا.
وقال فيدان في حديث للتلفزيون التركي، يوم الاثنين: "في المرحلة الجديدة سنواصل بالطبع التعاون الوثيق مع إدارة (الرئيس الأمريكي) ترامب على أعلى المستويات".
وتابع: "وكما تعلمون لدينا علاقات قديمة مع الإدارة الأمريكية، ولكن مواقفنا ليست متطابقة بشأن جميع القضايا. وهناك قضايا نختلف في الرأي بشأنها، وخصوصا القضايا الإقليمية. لكن هناك نهجا للعمل يجب أن تتمسك به الدول الناضجة. أي أن القضايا المثيرة للمشاكل يجب تهميشها، والقضايا الجيدة يجب المضي قدما بها".
وأكد: "لدينا أيضا قضايا مثيرة للمشاكل مع الولايات المتحدة. والسياسة الأمريكية على رأسها سوريا ".
وأعرب فيدان عن أمله "بأننا نتوصل في هذه المرحلة الجديدة إلى أعلى مستوى للتفاهم بشأن سوريا ومحاربة الإرهاب وأمن دول المنطقة. ونحن سنعمل من أجل ذلك".
يذكر أن تركيا بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، شددت أكثر من مرة على عزمها "محاربة الإرهاب" في سوريا في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا، والتي في الوقت ذاته تكون "قوات سوريا الديمقراطية"، أكبر حليف للولايات المتحدة على الأرض في سوريا وتقدم لها واشنطن مساعدة عديدة