بقلم_ الخبير عباس الزيدي ..

اولا_ شيئ من التاريخ
■ حروب العرب مع تركيا
1_ مصر
●اندلعت الحرب المصرية_ التركية الأولى (1831-1833)  اثناء حرب الاستقلال اليونانية التي تكبدت فيها الدولة تركيا ومصر خسائر هائلة.
●االحرب المصرية – التركية الثانية استمرت من 1839_ 1841
كانت معركة يومٍ واحد! انتصر الجيش المصري انتصارًا ساحقًا في المعركة يفوق انتصاراته السابقة كلها_ و كاد الجيش التركي يفنى في أرض القتال، وأُسِر خمسة عشر ألف جنديٍّ ولولا تدخل بريطانيا  انذاك لسقطت الاستانة 
2_ السعودية 
●اندلعت الحرب التركيةالسعودية الاولى  1811م __1818 وقد انتهت بعد ست سنوات وأحد عشر شهراً بسقوط الدولة السعودية الأولى وتدمير عاصمتها الدرعيةونشر الفوضى والقتل  والدمار وحصار المدينةالمنورة ونهب تراث الرسول الاكرم صل الله عليه وعلى اله وسلم ● الحرب السعودية التركية الثانية  1916_ 1920.

انتصر فيها السعوديون  وطردوا  الاحتلال  التركي
3_ حروب الشام
بقيت الشام لاكثر من ثلاثة قرون تحت الاحتلال  التركي نشر خلالها  الفوضى والقهر والجهل وتم طرده وتقسيم الشام الى دول كما هو عليه الان
ثانيا_ واقع  العلاقات التركية و العربية أبان الحرب العالمية  الاولى
اندلعت الحرب العالمية الاولى وانحازت تركيا الى جانب المانيا بالضد من الحلفاء وكانت تركيا تحتل معظم الدول العربية وتعيش  الواقع التالي 
1_ مصر
بعد سقوط مصر عام  1517في يد السلطان سليم  الاول التركي ورغم توالي الحملات  الفرنسية والبريطانية  عليها بقيت تحت ولاية تركيا  بعنوان الخلافة وقد حاولت تركيا الالتفاف على مصر تحت هذا العنوان رغم رفض المصريين وتاسيسهم لحركات وطنية تحاول التحرر من سلطان الاستانة الذي يحاول بث دولة الخلافة بسمات دينية •
ان حفر قناة السويس كان الحدث  الابرز الذي جعل بريطانيا  توليها اهتماما  منقطع  النظير حيث تعتبرالقناة شريان الحياة البريطانية للسيطرة على مستعمراتها وتجارتها
وقد حاولت تركيا السيطرة  على القناة وارسلت حملة بقيادة جمال باشا وفشلت 
2_ العراق
احتل سليم الاول العراق واغرقت البلاد في الفوضى والجهل  والفساد و اسست تركيا انذاك للتفرقة القومية والطائفية وقسمت العراق الى سناجق و ولايات وعينت الولاة ونهبت الثروات  واثقلت كاهل الجميع بالضرائب والاتاوات وعندما اندلعت الحرب العالمية  الاولى شاركت تركيا فيها الى جانب المانيا ضد الحلفاء عندهاقامت بريطانيا بفصل قائمقامية الكويت عن العراق لغرض حماية منابع النفط هناك
وفي 31 تشرين  الاول 1914 تحركت  القوات البريطانية  وأسقطت  الفاو ثم البصرة وبعدها نحو شمال القرنة ثم العمارة ثم  الناصرية وكانت هزيمة تركية مخزية ومذلة  واستسلام الاتراك دون قتال وكان سقوط البصرة يعتبر نكبة كبيرة لتركيا لانهم خسروا مدينة كانت مفتاح الخليج•
3_اليمن
رغم محاولات الاتراك المتكررة لاخضاع اليمن سيطرتهم  منذ سنة 1850_ 1911 الا انها بائت بالقشل بسبب صمود السلالة الزيدية بأمامة الامام يحيى الزيدي
4_ نجد
كانت موزعة  بين امارة شمر وعاصمتها حايل وبين الوهابين وعاصمتهم الرياض وبعثت روح الوهابية القديمة من جديد من طريق تاسيس جماعة الاخوان  1910حيث استطاع  عبد العزيز ال سعود من خلالها السيطرة على الرياض  بدعم من حكومة الهند البريطانية وانهاء امارة  إل رشيد  من شمر المدعومين من قبل تركيا  ثم سيطر آل سعود على الاحساء
5_ عسير
وهي منطقة جبلية تقع جنوب الحجاز وكانت مستقلة استقلالا تاما رغم وقوعها تحت السلطة  العثمانية  بزعامة احمد الإدريسي 1909 الذي ابى الخضوع للاتراك
6_ الشام
بعد خيانة  جمال باشا وحقده الدفين على العرب بعد ان خسر حملته الاولى على قناة السويس  وبعد سيطرة  الانكليز على سيناء والعريش حاول قيادة حملة اخرى وايضا فشل فيها مما دعى الانكليز الى اعادة  النظر في خطوط قواتهم حيث ذهبت قوات لهزيمة الاتراك في غزة وبئر السبع واحتلالهما ومن ثم السيطرة  على العقبة في تلك الفترة واصل اللنبي القائد الانكليزي  الانطلاق  من غزة  واستخدام  الطريق  الساحلي  واحتلال يافا ثم القدس في حين توجهت قوات نحو احتلال بيروت و صيدا وطرابلس  وإكمال التقدم من الطريق  الساحلي نحو حيفا وعكا بعد احتلال حلب وحمص وحماة ودمشق  والانتقال الى احتلال الموصل وبغداد
7_المشايخ والسلاطين• حرص الانكليز على ان تكون منابع النفط بمأمن لذلك  دخلوا في معاهدات مع بعض  مشايخ المنطقة  لتكون فيما بعد دويلات  وامارات مبعثرة تنهب ثرواتهاوتخدم الاستكبار والصهيونية العالمية لقاء حمايتها وبقاء الأمراء على راس السلطة •
ثالثا_ اسباب الثورة العربية  الكبرى  على الاستعمار التركي •
بالاضافة الى الاحتلال وعمليات الاذلال والفقر والقهر ونشر الجهل  والامراض كانت هناك اسباب اخرى للثورة ضد الاحتلال التركي منها مايلي
1_ محاولة تركيا السيطرة  على المسلمين باعتبار السلطان خليفة للمسلمين ولايعصى له امر
2_ النزعة القومية المتطرفة  للاتراك (القريبة للنازية ) والميل للطورانية على حساب  العرب ومحاولات التتريك المستمرة  للعرب
3_ الاحكام التي كانت تصدر احكام الاعدام  والمحاكم  التركية  الشبيهة بمحاكم التفتيش في اوربا
4_ القرارات والقتاوى التكفيرية التي كانت تصدرهابحق المعارضين للسياسة الاحتلالية التركية واشهرها _ مسيحي كافر_ عربي خائن
5_سفربلك _ سياسة التهجير  القسري التي مارستها  ترميا ولازال البعض يدفع ثمنها حتى هذه اللحظة
6_نشر الفتنة الطائفية والقومية لغرض اضعاف الغرب وتمزيق وحدتهم 7_الفساد ونهب الاموال والخيرات العربية
8_ الخيانة للقضايا العربية والاسلامية والسياسة القاصرة لمعظم سلاطين  تركيا التي من خلالها فتحت الابواب للعديد من القوى الاجنبية   لاحتلال البلاد العربية 
9_ علميات القتل والتصفية والاغتيال التي قام بها  الاحتلال التركي لمعظم الشباب  العربي الثائر 
10_تغذية الحركات  والتنظيمات الاسلامية  المنحرفة وتعتبر تركيا الباب  الاوسع  في العصر الحديث الذي من خلاله  تم اختراق العرب والمسلمين
11_ بسبب سياسة البطش والتنكيل  والقهر والاذلال والفقر  التركية  دفع بعض الشخصيات  نحو التعامل  والعمل مع  القوى الاجنبية  وهذا ما لم تقبل به كثير من القوى الوطنية  والقومية التي فضلت الثورة  على الاستعمار التركي باعتباره السبب الرئيسي في ذلك 
رابعا_ ما اشبه اليوم بالامس فهل يعيد  التاريخ نفسه  … ؟؟؟ولو أسقطنا  ماحدث سابقا على واقعنا اليوم ودور تركيا الخبيث سوف نلاحظ الشبه الكبير  في ظل ازمات واصطفافات تنذر بحرب عالمية ثالثة
فهل نرى ثورة عربية كبرى جديدة امام الاحتلال التركي الجديد  في ليبيا وسوريا والعراق  وقطر  وتهديد السعودية  والاردن ومصر…..!!؟؟
فانتظروا اني معكم من المنتظرين

عباس الزيدي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

مستقبل القبائل العربية بعد هزيمة الدعم السريع في السودان

بعد الانتصارات الساحقة للجيش السوداني على قوات الدعم السريع في ولايات السودان المختلفة وفي مناطق العمليات خلال الأيام الماضية، وبعدما تراءى للأعين انهيار التمرد وفشل مشروعه السياسي والعسكري، ووقوف الحرب على الحافة، تتمدد الآن حالة من القلق والخوف والهواجس، من تداعيات وآثار الحرب ونكالها على القبائل العربية التي تتواجد في الامتداد الجغرافي العريض من غرب السودان ما بين حدود نهر النيل شرقًا، حتى ساحل المحيط الأطلسي في غرب أفريقيا.

عُرف هذا الفضاء الجغرافي خلال القرون الماضية، التي شهدت الكشوف الجغرافية الأوروبية، ومن قبلها الرحالة العرب، بما اصطلح عليه الجغرافيون والمؤرخون حتى بداية العصر الحديث، وهو مسمى السودان الغربي والسودان الأوسط، الذي يشمل حاليًا دول أفريقيا جنوب الصحراء، وخاصة دول حوضي نهري النيجر والسنغال وبحيرة تشاد وما حولها، ما بات يعرف حديثًا بدول الساحل.

ولا يتجادل اثنان في أن حرب السودان زاد من تعقيدها إضرام الجهات الخارجية، النار في البيئة الاجتماعية شديدة التداخل والترابط، التي تتقاسمها تسع دول في المنطقة، ولم تكن هذه الجهات الخارجية تدرك خطورة الاختلال السياسي والاجتماعي الذي سيحدث، وأي عاصفة من الخبال تجتاح مع هذه الحرب مجتمعات ودول أفريقيا جنوب الصحراء.

إعلان

ظلت القبائل العربية في هذا الجزء العريض الطويل من القارة الأفريقية، تحمل همها التاريخي، وهي تعيش على هامش الحياة السياسية وبعيدة عن مركز السلطة كغيرها من القبائل الصحراوية، يراودها حلمها بسبب تفاعلات السياسة الجارية منذ ستينيات القرن الماضي.

تعاظم ذلك مع بروز قوات الدعم السريع في السودان، وظن بعض أبناء القبائل العربية في هذه المنطقة الشاسعة أنهم وجدوا ضالتهم فيها للسيطرة على الدولة السودانية ثم الانطلاق غربًا، وأدرك بعض العاقلين منهم أن الدعم السريع، مشروع سياسي عسكري طائش، خائب المسعى، مهيض الجناح، لا يمتلك مقومات البقاء.

لكن مع ذلك ساندته بعض الأصوات من النخب والقيادات القبلية، ونهضت هذه المجموعات يحركها التاريخ، وتدفعها بقوة عوامل الجغرافيا، مناصرة للتمرد في السودان، على مظنة أن مسار التاريخ سيتغير، دون أن يخضع ذلك لمعادلات حركة التاريخ الطبيعية.

بعض العاقلين من متعلمي القبائل العربية في غرب السودان؛ والسودانين: الغربي والأوسط، يعلمون أن مشروع الدعم السريع وحربها الحالية، لا يمت بصلة عضوية متطابقة بالكامل مع تطلعات القبائل عقب حصول بلدان المنطقة على الاستقلال، لكنه ربما أثار ثائرة العاطفة وأوقد نارًا في النفوس وفق المعطيات الظرفية لكل دولة في الإقليم.

وظلت هذه الأطياف المتنوعة من المثقفين والسياسيين والقيادات ذوي الأصول العربية يخطون خطوات جادة وحثيثة للتعبير عن دور يتناغم مع تفاعلاتهم السياسية في السياقات المتطورة في بلدانهم، من أجل المشاركة السياسية التي تليق بهم، وتحويل مجتمعاتهم الرعوية إلى مجتمعات مستقرة وآمنة، والمساهمة بجهد فاعل في بناء أوطانهم، وهم بلا شك كانوا جزءًا من الحركات التحررية وروّاد الاستقلال، وفي قلب حركة النضال المدني والعسكري خلال ستة عقود منصرمة في أقطارهم.

إعلان

وعلى ضوء التطورات الاجتماعية والسياسية، ومنتج التنمية الاجتماعية ومعدلاتها، نما حلم القبائل العربية في هذا الفضاء الواسع، لكنها لم تخطط لمشروع سياسي أو تسعى لصراع سلطوي مسلح، وهي موحدة أو متعاونة أو وهي منفردة، وذلك عدا تجارب الحركات المسلحة في تشاد منذ العام 1965، عندما ثار الشعب ضد حكم الرئيس فرانسوا تمبلباي وتم تكوين حركة فرولينا، وكان عرب تشاد في الواجهة ومن الآباء المؤسسين، ويومها سارعت القبائل العربية إلى الاندماج مع غيرها من القبائل، وعملت على تأسيس حركات وتنظيمات سياسية مسلحة، يسري عليها ما يصيب الجميع دون الاستفراد بمشروع أحادي العرق.

عندما صعد نجم الدعم السريع عقب مشاركتها في حرب اليمن وعاصفة الحزم، بالتحديد في 2017، وبدعم من دولة إقليمية، حدث أول لقاء سري لقيادتها مع الموساد الإسرائيلي، تم فيه رسم مخطط كانت فيه المصالح الإسرائيلية واضحة وتمت مخاطبة أطماع ومصالح وتطلعات قيادة الدعم السريع.

في ذات الوقت، كانت مجموعات من عرب تشاد وقليل منهم من جنوب ليبيا وبعض أبناء القبائل العربية في شمال غرب أفريقيا الوسطى، قد تم تجنيدهم لصالح الدعم السريع، وتم نقلهم للمشاركة في حرب اليمن، وقدر عددهم في ذلك الوقت حتى العام 2019، ما يقارب أحد عشر ألفًا من المجندين، وزاد العدد بنسبة تجاوزت 400% بعد ذهاب نظام الرئيس عمر البشير، ووجدت قيادة الدعم السريع الطريق ممهدًا والأموال متدفقة لتتم أكبر عملية تجنيد في القارة الأفريقية من أجل صناعة جيش موازٍ للجيش السوداني، وتكوين النسخة الأفرو-عربية من شركة فاغنر الروسية.

غداة انطلاقة الحرب كانت لدى الدعم السريع ما يزيد عن (120.000) جندي شاركوا في محاولة الانقلاب والسيطرة على الدولة وبدأت بهم الحرب، يمثل الأجانب منهم (45%)، وهم مرتزقة من تشاد، والنيجر، ومالي، وجنوب ليبيا، وأطراف من أفريقيا الوسطى، وشرق نيجيريا، والكاميرون، وبوركينا فاسو، وجنوب الجزائر، بالإضافة إلى مرتزقة من جنسيات أخرى، ويمثل العرب 70% من هذا الوجود الأجنبي داخل قوات الدعم السريع.

إعلان

ونظرًا لوجود القبائل المشتركة بين السودان، وتشاد، والنيجر، ونيجيريا، ومالي، وليبيا، وجنوب الجزائر، والسنغال، وموريتانيا، التحقت مجموعات منها مع أبناء عمومتهم بالسودان في قبائلهم المشتركة، وهي: (الرزيقات، والمسيرية، والحوازمة، والتعايشة، والحيماد، والبني هلبة، والهبانية، والسلامات، وأولاد راشد، وخزام، والبراريش، وأولاد سليمان، والمحاميد، والحسانية، والجعفريين)، بجانب قبائل أخرى غير عربية تعيش نفس الأوضاع السياسية والاجتماعية: (الطوارق، الفولاني، التبو، القرعان، الزغاوة، والبديات).

تجنيد أبناء القبائل العربية في غرب السودان وجواره الأفريقي لصالح الدعم السريع، تم لفئات الشباب من الأعمار بين (14 سنة – 45 سنة) كمقاتلين، وشاركت الفئات الأكبر سنًا في مهام دعائية وفي عمليات التجنيد والاستقطاب، ونشط في ذلك زعماء القبائل ورموزها وقادتها، وتم توظيف عدد هائل من الناشطين والمتعلمين لصالح الدعاية السوداء التي اعتمدتها الدعم السريع في حربها.

مع توريط الدعم السريع لقبائل عرب غرب السودان ودول الساحل في الحرب، واستخدام أساليب الترغيب والترهيب في إغراء القيادات والزعامات القبلية وتوظيفها في عمليات الاستنفار والتجنيد وجرجرة شباب القبائل للانضمام لمشروع الدعم السريع، انساق البعض وراء ذلك، وعبر كثير منهم عن مخاوفهم من الارتدادات العكسية لهذا المشروع، وكانت لديهم تحفظات واضحة على هذا المشروع، ومنهم الرئيس النيجري السابق محمد بازوم، والسيد محمد صالح النظيف وزير خارجية تشاد السابق، وعدد من القيادات في دول الإقليم الملتهب.

وليس من باب التهويل، أن تيارًا في منطقة الساحل ودوائر رسمية واستخبارية غربية، لم تزل تنظر إلى النتائج والمحصلة الإستراتيجية لحرب السودان، وأهمها التوازنات السياسية والسكانية في هذه البلدان، لا سيما تشاد، والنيجر المرتبطتين بالسودان، وليبيا وهي منطقة هادرة الثقافة العربية والإسلامية ومصدرة لهما إلى أفريقيا جنوب الصحراء.

إعلان

فإن كانت هناك مصلحة في استنزاف المورد البشري لعرب المنطقة وتقليل فاعليتهم بسبب الحرب المجنونة التي شنتها الدعم السريع في السودان واستقطبت لها جل العناصر المقاتلة في هذه الدول، فإن هذا المشروع الاستنزافي قد نجح.

في السودان وحده بلغت خسائر قبيلة الرزيقات التي ينتمي لها قادة الدعم السريع عشرات الألوف من الشباب قد تصل إلى 45 ألفًا في ولايات دارفور الخمس، بينما خسرت قبيلتا المسيرية والحوازمة وهما من أكبر قبائل كردفان ودارفور العربية ما يقارب العشرين ألفًا من شبابها، بينما خسرت قبائل البني هلبة والتعايشة والهبانية والفلاتة والسلامات والزيادية وقبائل أخرى بضعة آلاف في معارك الخرطوم وولاية الجزيرة ومعارك كردفان ودارفور وخاصة مدينة الفاشر.

وتقول حركات معارضة تشادية ينتمي جلها للعنصر العربي إن عددًا من قياداتها ورموزها وشبابها قد قتلوا في حرب السودان، عندما تدافعوا بالآلاف للالتحاق بقوات الدعم السريع، كذلك الحال لقبائل عربية في النيجر وجنوب ليبيا وأفريقيا الوسطى.

الصحيح دائمًا أن القبائل لا تتحمل جريرة ما قامت به مليشيا الدعم السريع، لكن مع ذلك تواجه هذه القبائل في السودان، أو دول السودانَين الغربي والأوسط، تهمًا قاسية بولوغ أبنائها في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع، فضلًا عن عمليات النهب والسرقة لممتلكات السودانيين من سيارات وأموال ومصوغات ذهبية ومعدات وأثاث وأجهزة وأدوات مختلفة، وكل هذه المنهوبات تتواجد في أسواق غرب السودان ودول المنطقة المختلفة.

لكن الأثر الأبرز هو حالة العداء والضغائن والإحن التي تعتصر القلوب في داخل السودان، وعودة النعرات القبلية والرغبة في التشفي لدى شرائح مختلفة في المجتمع السوداني، وربما تكون هناك مخاوف وحذر بالغ لدى دول الساحل التي ترى في القبائل العربية خطرًا ماحقًا لا بد من لجمه، خاصة إذا امتلكت هذه القبائل السلاح والمال والدربة على القتال، وسرت فيها عدوى الدعم السريع، ورغبت في الاستيلاء على السلطة في بلدانها.

إعلان

في حالة السودان تحتاج القبائل العربية بغرب السودان بعد نهاية هذه الحرب أو قبلها، إلى الشروع في حوارات تصالحية عميقة مع قبائل السودان المختلفة، لكبح جماح ما يعتمل في النفوس من غل وغضب، وهي اليوم أحوج ما تكون لبناء الثقة من جديد، وأن تنفي عن نفسها ما جرى باسمها، وتتبرأ من جرائم الدعم السريع، وتنبذ الشعارات وخطاب الكراهية المتشح بالهمجية والغلو والتطرف، وتحركه سموم النظرة العرقية الضيقة والغبن الاجتماعي، ويستهدف قبائل بعينها في مناطق السودان المختلفة، ويدعو لتدمير وتخريب السودان وأعمدة بنائه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، وتمزيق نسيجه القائم وتجربته التاريخية وتدمير البنية التحتية للدولة.

وواضح وفقًا لمجريات الحرب أنها ستنتهي بهزيمة قوات الدعم السريع، وخروج قيادتها من المشهد العام، ومطاردة قادتها ورموزها والمتعاونين معها. ينبغي مع نشوء حالة من التوجس والحساسية البالغة تجاه حواضنها الاجتماعية، أن تُطرح أفكار وخطوات تقود لمصالحة وطنية شاملة، وذلك إن توفر الرشد السياسي والاجتماعي لدى الجميع، لأن الأثمان المنتظرة لا بد باهظة وواجبة السداد، بحجم ما ارتُكب من جرم في حق السودانيين جميعًا.

لذلك كله، فإن مستقبل هذه القبائل على المحك، إذا انتهت الحرب دون رؤية متكاملة للدولة والمجتمع، فالفرص التي كانت متاحة للاندماج الاجتماعي وتذويب القبليات والعرقيات تلاشت نوعًا ما، وباتت بعيدة المنال، وتحصد الدعم السريع الهشيم لأنها لطخت سمعة هذه القبائل، ودمرت مستقبلها عندما حصدت حربها عشرات الآلاف من شبابها، وجعلتها في قفص الاتهام.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • صحة الخرطوم تتجه لإنشاء إدارة معامل مصغرة بالمحليات الكبرى وتعلن تدريب (٦٠) كادراً للفحص السريع للكوليرا
  • أهالي حماة يحيون الذكرى السنوية الـ 43 لمجزرة حماة الكبرى التي ارتكبها النظام البائد عام 1982.
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع يتلقى رسالة تهنئة من رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان أكد فيها الرئيس التركي على وقوف بلاده إلى جانب الشعب السوري والارتقاء بالعلاقات الثنائية واللقاء في أقرب وقت
  • ما علاقة الاستخبارات التركية بالإفراج عن الأسرى التايلانديين في غزة؟
  • الدفاع التركية تؤكد وقوفها مع سوريا ضد التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمنها ووحدتها
  • أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون معضلة اللغة
  • “هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق‎
  • “هآرتس”: صور الحشود التي تعبر نِتساريم تُحطّم وهم النصر المطلق‎
  • مستقبل القبائل العربية بعد هزيمة الدعم السريع في السودان