أعاد السقوط المروع لنظام بشار الأسد في سوريا، ووصول "الداعشي الكيوت" أحمد الشرع (الجولاني سابقًا) إلى قصر الحكم في دمشق، إلى الأذهان الخطة الأمريكية القذرة الهادفة لهدم وتفتيت الدول والأنظمة العربية إثر أحداث (11 سبتمبر 2001م) بتفجير برجيْ التجارة العالمية في نيويورك إبان عهد الرئيس الأسبق "جورج بوش الابن"، الذي غزا أفغانستان بدعوى البحث عن أعضاء تنظيم القاعدة كـ "بن لادن، والظواهرى، وغيرهما".
وقد كشف خطة "بوش الابن" الجنرال الأمريكي "ويسلي كلارك" القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا بين عاميْ (1997- 2000م)، والذي أعادت بعض منصات الـ "سوشيال ميديا" مؤخرًا تصريحاته في أحد اللقاءات التليفزيونية منذ عدة سنوات وما شهد به عن تلك الخطة، التي أكدها في كتابه الصادر أواخر عام 2003م بعنوان "العراق، الإرهاب والإمبراطورية الأميركية: كيف نربح الحروب الحديثة؟".
وقد أشار "ويسلي" في كتابه إلى أنه علم من ضابط كبير في الجيش الأمريكي بعد نحو عشرة أيام من وقوع (11 سبتمبر 2001م) أثناء زيارته لمقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن إدارة "بوش الابن" تخطط لشن حرب على العراق ودول أخرى بدعوى مواجهة الإرهاب، فبعد العراق أشارت الخطة إلى استهداف كل من: سوريا، ولبنان، وليبيا، والصومال، والسودان، إضافة إلى إيران.
وإذا علمنا أن خططًا تآمرية من هذه النوعية لا ترتبط بـ "نوع الإدارة" - جمهورية كانت أم ديمقراطية - بل ترتبط بـ "توجه استراتيجي عام" من جانب "الدولة العميقة"، لأدركنا - مع سقوط النظام السوري مؤخرًا- أن الخطة تسير وفق ما هو مخطط له.
وبنظرة تاريخية راصدة، نجد أنه مع سقوط نظام الرئيس صدام حسين في العراق عام 2003م، وجدنا انفراط عقد الدول المشار إليها، كالصومال المقسمة فعليًا رغم محاولات التماسك باتجاه الفيدرالية، وأوضاع لبنان التي لا تسر أحدًا، فضلًا عن ما سُمي بـ "ثورات الربيع العربي" عام 2011م وانتهاء نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا، وما حدث من حرب طاحنة في السودان منذ نحو عامين ومحاولة ميليشيات الدعم السريع الإجهاز على الدولة والجيش الوطني، وصولًا إلى سقوط الأسد في سوريا، وربما نشهد ضربًة (أمريكية - إسرائيلية) مركزة على إيران مع وصول "دونالد ترامب" للبيت الأبيض.
وأخيرًا.. لا بد من التأكيد أن أحداث سوريا الأخيرة كاشفة لحقيقة تم التغاضي عنها كثيرًا مفادها: أن العرب باتوا "كعكة" يحاول أصحاب ثلاثة مشاريع الفوز بها: المشروع الإيراني، والمشروع التركي، والمشروع الغربي المتمثل في رأس حربته الدولة الوظيفية (إسرائيل)، ويبدو أن الصراع بين المشاريع الثلاثة - رغم ما بها من تقاطعات وتجاذبات - سيظل مشتعلًا إلى أن يقرر العرب الاستفاقة والعودة من "هامش" التاريخ إلى "متنه".
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
كاتس: يهدد بحملات عسكرية "قوية" ضد غزة في حال استمرار إطلاق الصواريخ واحتجاز الرهائن
توعد وزير الدفاع الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم ، بتنفيذ ضربات عسكرية "قوية" ضد قطاع غزة في حال استمرار إطلاق الصواريخ من قبل حركة حماس وعدم الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين هناك.
وفي بيان صحفي، أكد كاتس أن "الرسالة التي أود توجيهها إلى قادة الإرهابيين في غزة واضحة جداً"، وأضاف: "إذا لم تُفرج حماس قريباً عن جميع الرهائن الإسرائيليين وإذا واصلت إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، فإنها ستكون عرضة لضربات قوية لم تشهد غزة مثيلا لها منذ فترة طويلة".
وشدد الوزير الإسرائيلي على أن الجيش سيواصل تكثيف الأنشطة العسكرية ضد "أوكار الإرهاب" في غزة حتى يتم إطلاق سراح الرهائن والقضاء على حركة حماس.
وتأتي تصريحات كاتس بعد زيارته لبلدة نتيفوت الإسرائيلية التي تعرضت مؤخراً لقصف صاروخي من قطاع غزة، حيث تلقى لمحة عن التحديات التي يواجهها السكان في المنطقة عقب الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر.
وفي الأثناء، واصل الجيش الإسرائيلي الضغط العسكري على شمال قطاع غزة، حيث قصف أحد أحياء مدينة غزة، وأصدر أوامر بإخلاء مناطق في وسط القطاع قبل توجيه ضربات ضد مواقع إطلاق الصواريخ.
وأسفر القصف الإسرائيلي على حي الشجاعية بمدينة غزة عن مقتل ثمانية فلسطينيين على الأقل، وفقاً لما أفاد به الدفاع المدني الفلسطيني، في حين أكدت إسرائيل استهداف مسلحين في مخيم البريج وسط غزة الذين أطلقوا صواريخ على أراضيها في وقت سابق.
زعيم الطائفة الدرزية: تسليم سلاح السويداء مرهون بتشكيل دولة مدنية ودستور يضمن الحقوق
أكد الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا، الشيخ حكمت الهجري، في تصريحات تلفزيونية اليوم، أن الحديث عن تسليم السلاح في محافظة السويداء لا يزال مبكرًا للغاية، مشيرًا إلى وجود مخاوف جدية من الوضع القائم في البلاد.
وقال الشيخ الهجري: "تسليم السلاح أمر مرفوض نهائيًا إلى حين تشكيل الدولة السورية وكتابة دستور يضمن حقوق الجميع"، وأكد على ضرورة أن تكون الدولة مدنية لتجنب أي انتكاسات محتملة، لافتًا إلى أهمية ضمان الحقوق لكل المكونات السورية ضمن إطار موحد.
وأشار الزعيم الروحي إلى وجود هواجس متزايدة بشأن الوضع الراهن، موضحًا أن الطائفة الدرزية ملتزمة بالمشاركة مع جميع الأطراف لصياغة مستقبل سوريا، وشدد على ضرورة بناء دولة تضمن خصوصيات المواطنين وتؤسس لاستقرار دائم، قائلًا: "الهدف ليس بناء دولة مؤقتة أو آنية، بل دولة تعتمد على أسس استقرار طويلة الأمد".
ودعا الشيخ حكمت الهجري إلى وجود مراقبة دولية خلال عملية تشكيل الدولة السورية لضمان تجنب أي ثغرات قد تعيد البلاد إلى الوراء، مشددًا على أهمية الشفافية والتوافق بين مختلف الأطراف لضمان تحقيق هذا الهدف.
تأتي تصريحات الشيخ الهجري في وقت حساس تمر به سوريا، حيث تتزايد الدعوات لتسوية سياسية شاملة، وتؤكد الطائفة الدرزية على موقفها الداعم لأي جهود تسهم في بناء دولة مدنية تضمن حقوق كافة مكوناتها وتعزز الاستقرار في البلاد.