موقع النيلين:
2025-03-04@01:28:34 GMT

نصيحتي لله بعد 70 عاماً من استقلال السودان

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

بسم الله نبتدئ، وبنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نقتدي. النصيحة أمر عظيم لا يتقبلها إلا رجل عظيم. كان سلفنا الصالح يقتدون بالنبي صلى الله عليه وسلم، لأنه النور الذي يستهدون به، والمرآة الحقيقية التي يرون فيها أرواحهم وأشكالهم وصورهم. لذلك، لم يضلوا لأن المرآة غير الحقيقية قد تعكس صورتك مقلوبة، بمعنى أن تشاهد يمينك هو شمالك والعكس صحيح.

وهذه حال نصيحة معظم الناس أحياناً؛ غير حقيقية كالمرآة.
أما مرآة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي المحجة البيضاء ليلها كنهارها. أي أن مرآة رسول الله في النصيحة حقيقية. وكذلك مرآة المؤمن لأخيه حقيقية لأنها اقتبست من نور النبي صلى الله عليه وسلم. لذلك جاءوا صادقين في تناصحهم، يتقبلون النصح بينهم دون تعالٍ أو تكبر.
*السودان بعد 70 عاماً من الاستقلال*
تمر علينا الآن سبعون عاماً على استقلال السودان، استقلالٌ نلناه من المستعمر، ولكنه في الحقيقة استغلالٌ للسودان الطاهر من قِبل أبنائه الذين ورثوه من المستعمر.
كنا نأمل أن الذكرى السبعين لاستقلال السودان ستكون محطة لنرى بلادنا عالية، قوية، وشامخة في مصاف الدول التي حققت استقلالها. لكننا نجد، بعد مرور جيلين منذ الاستقلال، أن إرثنا ليس إلا دماراً وخراباً وصراعات. لم تُحسم قضايا أساسية تتعلق بنظام الحكم، بل بقيت البلاد تئنّ تحت صراعات حول كراسي الحكم، وأحزابٍ لا تسمن ولا تغني من جوع.
الشعب السوداني يدّعي أنه “معلم الشعوب الثورات”، ولكنه لم يدرك حقيقته تماماً. لم يعرف ماهية الثورات بمعناها الحقيقي. أما الغرب، الذي يُظهر دعمه في العلن، فهو في الواقع يضحك على عقول شعوبنا لأنه يعلم أن البلدان التي نالت استقلالها من العالم الثالث لم تصل بعد إلى مقاس الديمقراطية والحرية المطلقة التي تتيح لها حكم نفسها. هذه البلدان، بما فيها السودان، تسير مندفعَة خلف سراب لا يتناسب مع عاداتها وأعراف شعوبها وثقافتها.
*فاقد الشيء لا يعطيه.*
ذكر لي أحد الزوار المستشرقين، وهو مسلم من أصول أمريكية يُدعى عبدالكريم بول نيرون، أنه قابل السيد الصادق المهدي في التسعينيات في منزله بعد الإطاحة بنظامه. كان الحديث يدور حول الديمقراطية في السودان. ومن الطرائف التي ذكرها لي، أن الصادق المهدي قال له: “هذا الشعب لا يُحكم إلا بالعصا، وهو يريد العسكر كما كان الرئيس جعفر نميري.”
*عليهم رحمة الله جميعاً.*
إدراك الحقيقة هو السبيل الوحيد للوصول إلى غاية تسعدنا وتريح بالنا. الغرب يدرك تماماً أن بعض الدول التي نالت استقلالها تناسبها أنظمة حكم عسكرية قوية وصارمة لتحقيق الاستقرار. لكن الغرب لا يريد لنا الاستقرار. بدلاً من ذلك، يبحث عن نماذج حكم ديمقراطية ليست أصلاً مناسبة لشعوبنا وأحزابنا، فيتركنا ندور في حلقاتٍ من الفوضى والثورات التي يضحك بها علينا.
*النظام الملكي والاستقرار السياسي*
ومن الملاحظ، والمؤيد لنظرية حكم العسكر الصارم لحسم الفوضى السياسية، هو النظام الملكي في الدول العربية. فهو نظام يشبه في طبيعته النظام العسكري الصارم. هذه الأنظمة لا تسمح بالفوضى السياسية، ولذلك نجدها أكثر استقراراً وتطوراً ونمواً مقارنة بالدول التي تطالب شعوبها بالديمقراطية والمدنية.
الغرب يريد أن يحشرنا في هذا الوهم السياسي، بينما بعض الدول العربية والأفريقية أدركت هذه الحقيقة، ولذلك لم تُحكم إلا بالقبضة العسكرية القوية كضمان للاستقرار السياسي أولاً، ثم الاستقرار الاقتصادي.
الشعب السوداني الذي يُقال عنه إنه “معلم الثورات”، يبدو أنه لم يُدرك أن هذه الثورات التي يتفاخر بها ليست سوى الفوضى التي يريدها الغرب له.
خرج الشعب السوداني بعد عبود يهتف: “ضيعناك وضعنا معاك.”
هذا هو “معلم الثورات” الذي يدور في دائرة مفرغة.
*الحل: تصالح بين المدنيين والعسكر*
لماذا لا يتصالح المدنيون مع العسكر على إقامة حكومة عسكرية قوية وصارمة، مع تكوين مجلس شعب من المستنيرين من ابناء الشعب السوداني لوضع التشريعات ومراقبة ومراجعة مجلس الوزراء،،،ايضا يتمثل الحل في مجلس وزراء من الكفاءات والتكنوقراط، يتم تشكيله بتصالح وطني، ويعمل تحت حكومة عسكرية برئيس جمهورية. هذا النظام هو الأنسب لشعوب العالم الثالث.
حتى بعض الدول لجأت إلى توريث الحكم لضمان الاستمرار والاستقرار، مثل الأنظمة الملكية. أما البحث عن حكومة مدنية منتخبة وأحزاب سياسية فسوف يُعيدنا إلى نفس الدوامة التي نعاني منها الآن.
إدراك هذه الحقيقة والعمل بموجبها هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي.
*فهل نستوعب الدرس؟*
والله المستعان.
والسلام على من اتبع الهدى.

أبوبكر الشريف التجاني
نقلا عن الأحداث نيوز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم الشعب السودانی الذی ی

إقرأ أيضاً:

كم عدد الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل؟

استعرضت قناة المحور قصة الطيور التي أمر الله تعالى نبيَّه إبراهيم -عليه السلام- بتوزيعها على الجبال  وتعد من القصص القرآنيّة التي تحمل معاني عميقة ودروسًا عظيمة عن قدرة الله عز وجل على إحياء الموتى، وفي هذا المقال سنتحدث عن عدد الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل، وكذلك سنعرض التفاصيل المرتبطة بهذه القصة كما وردت في القرآن الكريم.

عدد الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها

بناءً على ما ورد في القرآن الكريم في سورة البقرة، فإن عدد الطيور التي أمر الله تعالى نبيَّه إبراهيم أن يوزعها على الجبال هو أربعة طيور. فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:
{إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [سورة البقرة: 260]
وهكذا، أمر الله تعالى إبراهيم أن يأخذ أربعة طيور ويقوم بذبحها وتوزيع أجزائها على جبال مختلفة، ثم دعا الطيور لتعود إليه بعد إحيائها بإذن الله.

 قصة الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل

جاء في القرآن الكريم أن نبي الله إبراهيم -عليه السلام- طلب من الله تعالى أن يُريه كيف يحيي الموتى، فقال: "رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ". فكان السؤال من إبراهيم عليه السلام بناءً على رغبته في زيادة إيمانه وطمأنينة قلبه، ولم يكن من شك في إيمانه بالله وقدرته على الإحياء والإماتة. فأجابه الله تعالى قائلاً: "أَوَلَمْ تُؤْمِن؟"، فأجاب إبراهيم عليه السلام: "بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي".

ثم أمر الله تعالى نبيه إبراهيم أن يأخذ أربعة طيور، ويذبحها، ويقطعها إلى أجزاء، ويوزع كل جزء منها على جبل مختلف. بعد أن فعل إبراهيم عليه السلام ما أمره الله به، دعاهن ليأتين إليه سعيًا، فبعث الله تعالى الروح في هذه الطيور، فأتت إليه سعيًا بعد أن كانت قد ماتت، وذلك لكي يظهر له قدرة الله تعالى على إحياء الموتى ويطمئن قلبه.

هذه الحادثة تعتبر دليلاً عظيماً على قدرة الله تعالى على إحياء الموتى وعلى البعث الذي يحدث في يوم القيامة، وهو أمر يفوق إدراك الإنسان ولكنه يشهد لعظمة الله عز وجل.

دلالة القصة وأهميتها

قصة الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل تأتي لتظهر لنا قدرة الله عز وجل على إحياء الموتى، كما تبرز أهمية اليقين بالله والتأكد من قدرته على كل شيء. ولقد أكد القرآن الكريم في هذه الآية على أن الإيمان بالله يتطلب تسليمًا كاملًا بعظمته، فحتى إبراهيم -عليه السلام- وهو نبي مرسل، طلب من الله أن يُريه كيفية إحياء الموتى لكي يطمئن قلبه.

مقالات مشابهة

  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • عبد الرحمن الصادق المهدي يدعو إلى تناسي الخلافات والوقوف مع الوطن
  • كم عدد الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل؟
  • يا برهان ارجوك مشاهدة الحلقة الأولى من مسلسل دلالة المواسير لهذا العام
  • الأردن يرفض المحاولات التي قد تهدد وحدة السودان عبر الدعوة لتشكيل حكومة موازية
  • رئيس الدولي للخماسي الحديث: مصر من أفضل الدول التي تنظم البطولات واللعبة أصبحت أكثر متعة وإثارة بالنظام الجديد
  • هل اقترب التطبيع بين لبنان وإسرائيل؟
  • قطر والسعودية ومصر رفضوا الاعتراف بها.. (حكومة الشفشافة).. شهادات وفاة
  • رسالة من حماس إلى القمة العربية وقادة الدول العربية
  • إشعال حمى الحروبات لتعقبها حمى الإنفصالات