العقرب والعنكبوت.. علماء: الحيوانات أيضاً تهادي بعضها في المناسبات
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
تتسم الحيوانات بتنوع كبير في سلوكيات تقديم الهدايا، والتي تتراوح بين المغازلة وتعزيز الروابط الاجتماعية، مما يعكس تعقيد هذا السلوك في عالم الكائنات الحية.
من العقارب والعناكب إلى القردة والدلافين، يلجأ الذكور إلى تقديم الهدايا كوسيلة لجذب الإناث أو لتعزيز العلاقات مع أفراد آخرين. وقد أظهرت الأبحاث أن تقديم الهدايا لا يقتصر على التزاوج، بل يُستخدم أيضاً لبناء شبكات اجتماعية قوية.
على سبيل المثال، بين العناكب، يقدم الذكور هدايا مغلفة بخيوط الحرير مملوءة بمواد كيميائية لجذب الإناث. إذا قوبلت الهدية بالرفض، يعيد الذكر تغليفها بشكل أكثر إتقاناً لمحاولة أخرى. في بعض الحالات، يلجأ الذكور إلى الحيلة، حيث يقدمون هدايا ذات جودة منخفضة، مثل أجزاء من فريسة سبق تناولها جزئياً. دراسة كشفت أن 70% من الهدايا المقدمة من ذكور العناكب كانت مزيفة، تُستخدم كوسيلة لخداع الأنثى والسيطرة عليها.
أما في بعض الأنواع الأخرى، فإن تقديم الهدايا يتطلب تضحيات كبيرة. فذكر الجراد الصحراوي يسمح للأنثى بقضم أجنحته الخلفية خلال التزاوج، ما يحرمه من فرصة البحث عن شريكة جديدة. في المقابل، يقدم ذكر العنكبوت الأحمر حياته كهدية، حيث يسمح للأنثى بالتهام طرف بطنه أثناء التزاوج، ما يؤدي إلى وفاته لاحقاً.
هذه السلوكيات تكشف عن تنوع مذهل في الاستراتيجيات التي تستخدمها الحيوانات للتواصل والتفاعل، مما يبرز مدى تعقيد علاقاتها الاجتماعية.
هدية كهرمانية من العصر الحجري
في اكتشاف مذهل، توصلت عالمة الحشرات تشوفاي تانج من أكاديمية جيانجسو للعلوم الزراعية في الصين إلى مثال على تقديم الهدايا محفوظ في قطرة كهرمانية تعود إلى 99 مليون سنة. فقد اكتشف العلماء ذكر ذبابة من نوع ألافيشيا ممسكاً ببالون فارغ من المخاط، ما يثبت أن هذا السلوك قديم جداً.
تبادل الهدايا بين الحيوانات
لكن الهدايا لا تقتصر فقط على المغازلة والتزاوج. فقد كشفت دراسة أجريت عام 2013 أن البونوبو، وهو نوع من القردة العليا التي تشترك في 99% من جيناتها مع البشر، يتبادل الهدايا مع غرباء من نوع آخر من الحيوانات. على غرار البشر، يقدم البونوبو الطعام، مثل التفاح والموز، لأقرانه من غير المجموعة الخاصة به، في لفتة من الكرم الاجتماعي، حتى يتاح لهم التفاعل والتواصل وبناء علاقات جديدة.الهدايا بين الإنسان والحيوان
الهدية بين الحيوانات قد لا تكون مرتبطة دائماً بالرغبة في المغازلة أو التزاوج، بل قد تكون أداة لبناء العلاقات والتواصل الاجتماعي بين أفراد الأنواع المختلفة. في بعض الحالات، مثل ما تفعله الدلافين مع البشر، قد تكون الهدية مجرد وسيلة لإرضاء المتلقي ونقل مشاعر الإعجاب.
إذاً، من العقارب والعناكب إلى القرود والدلافين، لا يبدو أن تقديم الهدايا أمراً مقتصراً على البشر فقط، بل هو سلوك طبيعي بين العديد من الكائنات الحية، يعزز العلاقات الاجتماعية والتواصل بين أفراد الأنواع المختلفة.
صحيفة الخليج
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: تقدیم الهدایا
إقرأ أيضاً:
كيف تُدار العروض بأمان دون التأثير على صحة الحيوانات المفترسة؟
أكد محمد رجائي، رئيس الإدارة المركزية لحديقة حيوان الجيزة، في مداخلة هاتفية ببرنامج "صباح البلد" المذاع على قناة “صدى البلد”، أن ما يُقال حول استخدام التخدير الكامل للحيوانات المفترسة قبل العروض غير دقيق.
وأوضح أن ما يُستخدم هو مهدئ خفيف يساعد على تقليل التوتر والانفعال لدى الحيوانات دون التأثير على قدرتها على الحركة أو وعيها.
المهدئات تُستخدم في حالات معينة فقط
وأشار رجائي إلى أن استخدام المهدئات يكون مقتصرًا على بعض الحالات الخاصة، حيث يتم اتباع إجراءات آمنة تمامًا لا تضر بصحة الحيوانات، بل تساعد على جعلها أكثر هدوءًا وتعاونًا مع المدربين.
وأكد أن هذه الإجراءات لا تؤثر على شهية الحيوانات أو نشاطها.
توجه عالمي للحد من استخدام الحيوانات المفترسة في السيرك
ولفت رجائي إلى أن هناك توجّهًا عالميًا في العديد من الدول نحو الحد من استخدام الحيوانات المفترسة داخل عروض السيرك لأسباب تتعلق بالسلامة ورفق الحيوان.
كما أضاف أن هذا الملف يخضع حاليًا للدراسة القانونية والتنظيمية في مصر.
إجراءات آمنة تحت إشراف بيطري متخصص
وأوضح رئيس حديقة حيوان الجيزة، أن جميع التعاملات مع الحيوانات تتم تحت إشراف بيطري متخصص، بما يضمن الحفاظ على صحة الحيوانات وسلامة العاملين الذين يتعاملون معها.