أحمد سلامة يكتب .. ١٨١ يوماً: قلم الزعبي لا ينكسر
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
#سواليف
#181يوماً: #قلم_الزعبي لا ينكسر
#الصحفي_احمد_سلامة
١٨١ يوماً، وما زال الكاتب الصحفي أحمد حسن الزعبي مسجونا داخل جدران تحيط به، بل هي جدرانٌ لضمير حي يطالب بالحرية، وهو الذي كان في كل يومٍ يكتب بدمه على صفحات الوطن، يشحذ الأقلام لتدافع عن حقوق الناس وتكشف حقيقة الممارسات التي يُراد لها أن تبقى في الظلام، كانت كلماته، الممزوجة بالألم والأمل، تروي آلام الشعب بلسانٍ فصيح لا يعتريه خوف، ولا يُجبر على السكوت، كان يقف في وجه التواطؤ والفساد، ويفضح كل من أجرم بحق هذا الوطن، وكل من سكت عن الجريمة.
لقد كان الزعبي، بقلمه، الصوت الجريء الذي يفضح الفساد والتجاوزات، وهو يقف في وجه كل من عبث بمقدرات الوطن، كيف لأولئك الذين شيدوا قصورهم على أنقاض آلامنا أن يهنأوا بالراحة، بينما هو يُحرم من أبسط حقوقه؟ كيف لهؤلاء أن يمروا بلا حساب، بينما الزعبي، الذي حمل لواء الحق، يقبع وراء القضبان؟
١٨١ يوماً، وما زال الزعبي يعيش قصة شعبٍ بأسره، شعبٍ سُجنت آماله وظُلِمت حريته. كيف يُسجن قلم الزعبي، وهو الذي كشف جرائمهم، بينما يُطلق سراح أولئك الذين
دمروا البلاد ونهبوا خيراتها؟
نرفع صوتنا عالياً، مطالبين جلالة الملك عبد الله الثاني، حفظه الله ورعاه، بالتدخل العاجل، وإصدار أمره الكريم بالإفراج عن الصحفي أحمد الزعبي.. كما نطالب مجلس النواب بتقديم مذكرات نيابية عاجلة تطالب بالإفراج عنه، ليُستعاد الحق المسلوب..
ونحث حكومة دولة الدكتور جعفر حسان على أن تسجل هذا الإنجاز التاريخي لها، وسيحسب لها ليس فقط بالإفراج عن الزعبي، بل بالإفراج عن الحرية ذاتها.
١٨١ يوماً، وما زلتَ يا أحمد الزعبي شامخاً، كجبلٍ راسخ، لم تنكسر عزيمتك رغم القيد، بينما كان قلمك يكتب بدمك آلام عشرة ملايين مواطن أردني.. أنت لست مجرد كاتب، بل أنت صوت الحقيقة الذي لا تُسكتها السجون، وأنت الشامخ الذي يعانق السماء رغم كل المحن.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الصحفي احمد سلامة بالإفراج عن
إقرأ أيضاً:
أحمد سالم يكتب: آنَ لماسبيرو أن يعود .. آنَ لماسبيرو أن يقود
فترة من الخمول المقلق، كانت كفيلة بالترحُم على هذا المبنى العريق الذي طالما استنارت به العقول وتربّت عليه أجيال، وتكوّنت معه ذكريات عظيمة، وتخرجت في مدرسته شيوخ الإعلام وارباب الكلمة والفصاحة.
إنه «ماسبيرو» بكل ما تحمل الكلمة من ثُقلٍ ناعم، وقوة تأثيرية في الوجدان القومي العربي، المنارة التي تشعبت منها كل الأصوات في الأثير، والقبَس الذي استنارت منه أضواء الشاشات من المحيط إلى الخليج.
ماسبيرو، الذي علّم الجميع.. من نال شرف العمل به، ومن عاش سنوات عصره الذهبي أمام شاشاته المعدودة وإذاعاته العتيقة الأصيلة .. قد آن لماسبيرو اليوم أن يعود إلى مجده الأول، أن يسبق إلى نزع الخرافات وزرع القيم، أن ينطق فيستمع الجميع، أن يقرر فيلقى الإجابة والثناء.
أيام معدودات مرت علي تولي المجلس الجديد للهيئة الوطنية للإعلام، بكوادر عدة على رأسها الكاتب أحمد المسلماني، الذي يعرف بحق قيمة ما آلت إليه مسؤولياته وتكليفه، وقيمة ما يحمله هذا المبنى من عبقٍ من ماضٍ عريق، وما يجابهه من تحديات في حاضرٍ تبدلت فيه المعطيات والوسائل والقنوات التأثيرية واللغة التثقيفية حتى بات الأخذ بأسباب الحداثة فرضًا وجوبيًا لكنه في ذات الوقت لا يمنع من التمسك بالأصالة والقيم المجتمعية الثابتة التي لن تهدمها متغيرات العصر ولا تقلُب الأزمنة.
إنها حربٌ ليست سهلة، أن تتمسك بتلابيب القيم والعادات وتتشبث بما بقي من أُطر إعلامية سوية، وتجابه وسائل إعلامية حطمت كل المعقول واللامعقول من أجل زيف التريندات وتحصيل المشاهدات، بلا انتقاء ولا هدف .. هي بالتأكيد مهمة ليست سهلة.
قال لي أحدهم، إن الفرق بين الهادف والهايف ليس حرف وحيد فحسب، إنها مسافة بعيدة من العمل والتحدي والمثابرة للوصول إلى من يستحق الرسالة، وبناء وعي جمعي وذوق اجتماعي يتعاطى مع ما يُقدم بانتقاء سليم وفطرة سوية، أما الكثيرون كالذباب حول اللاشيء فهي ظواهر مثواها إلى زوال لا مناص.
ماسبيرو في خلال شهر، فرض نفسه كقائد حقيقي لمنظومة إعلامية وطنية، لم يحتاج لذلك أدوات مادية أو إمكانيات ضخمة، احتاج فقط رؤية متعقلة من زاوية ثالثة غير منظورة للكثيرين، احتاج فقط قرارًا صائبًا وعقلية توازن أخلاقيات المجتمع المصري وعاداته وتقاليده، احتاج فقط رؤية سياسية اختارت فأحسن، وكلّفت فأصابت.
البداية كانت من نبذ هذا التخلُف والرجعية باسم الفلك التنبؤات والتاروت، والذي يستند إلى خرافات دجلية ليس لها أسس او رؤى تبنى عليها، فما كان من ماسبيرو إلا أنه دق الناقوس، وقال لا في الوقت الذي كادت القصة أن تبدو اعتيادية من التعوُد، لكن التعوُد وإن طال لا ينفي الحقيقة ولا يزدان رغم مساوئه.
ولم تكن النهاية، لكنها الاستمرارية والنزول على رغبة عشرات الملايين من المستمعين والإعلان عن وقف بث الإعلانات على إذاعة القرآن الكريم، وهي رسالة واضحة المعنى وجلية المقصد، بأن الإعلام الوطني المُوجه إلى قلوب وعقول المصريين، أسمى من فكرة التربح والعوائد، وأن قدسية المحتوى الذي تبثه إذاعة القرآن الكريم تترفع عن ألوف أو ملايين الجنيهات.
سألت العاملين في إذاعة القرآن الكريم عن شعورهم بالقرار، هل مبسوطين بعد إلغاء بث الإعلانات ومعها الكثير من الفلوس ومعها ربما أيضًا الكثير من المكافآت الإضافية، فأجاب جُلهم بلا تريث " دة فضل من الله ونعمة .. الثانية بتاعت الإعلانات القرآن أولى بيها والمستمعين أولى بيها".. والمتأمل للرد سيكشف صدق ونقاء وقسط ووفاء من يحمل الرسالة دون أن يركن لأي مغريات أخرى، فهنيئًا لإذاعة القرآن الكريم بالعاملين بها، وهنيئًا للهيئة الوطنية للإعلام بمجلسها الجديد.
ويبقى الأمل ويحيا الطموح ويعيش التمني.. وقد آن لماسبيرو أن يعود .. آن لماسبيرو أن يقود.