لاقت تصريحات رئيسة مكتب شؤون المرأة بحكومة تصريف الأعمال في سوريا، عائشة الدبس، حول وضع المرأة في الإدارة الجديدة للبلاد، جدلا كبيرا وغضبا واسعا وانتقادات شديدة، بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما في أوساط الشارع السوري.

وقال أحد النشطاء: “بعد مشاهدة لقاء الدكتورة عائشة الدبس مع قناة TRT عربي كاملا، الشرع، بحاجة ماسة لعقد المؤتمر الوطني يتمخض عنه حكومة إنتقالية للخروج من مأزق التعيينات، لأنه وبكل صراحة الدكتورة عائشة، لا تصلح للمهمة الموكلة إليها ولا تتمتع بالخبرة الكافية للتعامل مع مجتمع متعدد مثل المجتمع السوري”.

وعلقت ناشطة: “لا تعجبني التنظيمات النسائية مدنية كانت أم دينية، ولا استسيغ سماع الخطابات الجندرية، ولم أشعر يوما أنها تخاطبني… وهذا بالضبط الانطباع الذي وصلني بعد حضور لقاء السيدة عائشة الدبس على شاشة تلفزيون TRT، السيدة تتحدث عن المرأة السورية كأنها اكتشاف شخصي لها، وتريد أن تبدأ معها من الصفر وكأنها ولدت للتو! متناسية عن عمد أو جهل حضورها المهم بتاريخ سوريا”.

وقال أحد الناشطين:”بالنهاية، أنا لن أفتح المجال لمن يختلف معي بالفكر”.. عائشة الدبس، ممثلة المرأة في سوريا، قالت هي الجملة أعلاه علنا في مقابلتها مع الـ TRT، بالإضافة لمجموعة أخرى من الجمل المشابهة.. للتذكير، الثورة قامت تحديدا لمنع هيمنة الفكر الواحد والدكتاتورية”.

فيما علق آخر: “مقابلة عائشة الدبس التلفزيونية على TRT كارثية ولاتصلح أبدا لمنصبها، عدا عن الشبهات التي انتشرت عنها سابقا مع شهادات ضدها، سوريا مليئة بالخبرات التي أفضل منها بمراحل كثيرة”.

وقال ناشط: “تابعت مقابلة السيدة عائشة الدبس، مسؤولة مكتب شؤون المرأة في الحكومة المؤقتة، على شاشة TRT، ولا أخفي قلقي من بعض التصريحات التي وردت خلالها.. أبرزها قولها: “لن أفتح المجال لمن يختلف معي بالفكر، وهو تصريح يحمل طابعا إقصائيا ولا يبعث على التفاؤل، وأتمنى أن لا يكون هذا هو توجه الإدارة الجديدة أو الحكومة المؤقتة”.

وكتبت بتراء أبو الجدايل على فيسبوك: “تكلمي بفكرك المقصي هذا في بيتك، ولا تلزمينا بفكرك الذي يريدنا أن نبقى في بيوتنا”، وأضافت: “لا لمكتب شؤون المرأة نحن لسنا غنما بحاجة إلى رعاية”.

وقالت الممثلة علياء سعيد في فيديو نشرته على منصة “إكس”: “من أعطاكِ الحق لكي تقولي ما يسمح لنا وما لا يسمح لنا؟ اعتقلنا كي نقول رأي، وتهجّرنا وتكسّرت منازلنا، ليس من أجل أن تقولي في النهاية ما تسمحي وما لا تسمحي لنا”.

وكانت الدبس، قالت خلال مقابلة لها مع شبكة “TRT” التركية: “الإدارة الجديدة في سوريا ستعمل على صنع نموذج يناسب وضع وظروف المرأة السورية”.

وذكرت أنه “لا يوجد لدينا الآن نموذج جاهز للمرأة السورية إنما ننتظر الجلوس مع الجميع و الحوار، والشريعة الإسلامية هي المرتكز الأساسي لأي نموذج”.

وأضافت: “سنصنع نموذجا متفردا يناسب واقعنا، نحن سنصنع نموذجا خاصا بنا، نموذج يليق بسوريا الطبييعية، نحن لن نتبنى أي نموذج، لماذا لا نصنع نحن النموذج الخاص بنا، الذي يناسب بلدنا وتقاليدنا وحضارتنا؟، وتساءلت: “لماذا نتبنى النموذج العلماني أو المدني؟”.

وعن نظرتها للمنظمات الحقوقية العاملة في مجال حقوق المرأة، صرحت الدبس بأنها “لا تعارض مع النظام الدولي، إلا إذا كان هناك تسييس لهذا الملف، وأرجو ألا يحصل ذلك”.

وفي ردها على حرية عمل المنظمات النسائية المدافعة عن حقوق المرأة، قالت: “إذا اتفقنا أن هذا الدعم يدعم النموذج الذي نحن بصدد بنائه فأهلا وسهلا ومرحبا، أنا لن أفتح المجال لمن يختلف معي بالفكر، عانينا بالفترة الماضية من المنظمات التي كانت لها أجندات على أطفالنا ونسائنا، كانوا يمارسون كثيرا من البرامج والتدريبات التي أتت بثمار كارثية”.

وأكدت الدبس أن “أي جهة تريد العمل في مجال المرأة عليها أن تكون “متوافقة مع النموذج”، الذي تعتزم الإدارة الجديدة وضع رؤيته. في وقت اعتبرت أن المرأة “معنية بنفسها وزوجها وأسرتها وسلم أولوياتها”.

يذكر أنه “وفي 20 ديسمبر الجاري، أعلنت إدارة الشؤون السياسية التابعة لحكومة تصريف الأعمال السورية، بقيادة أحمد الشرع، عن تعيين عائشة الدبس في منصب رئيسة “مكتب شؤون المرأة، وبهذا التعيين، أصبحت الدبس أول امرأة تشغل منصبا رسميا في الإدارة السورية الجديدة”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أحمد الشرع الجولاني المرأة في سوريا سوريا حرة قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع الإدارة الجدیدة شؤون المرأة عائشة الدبس فی سوریا

إقرأ أيضاً:

سوريا تعيّن ميساء صابرين كأول امرأة بمنصب حاكم المصرف المركزي.. فمن تكون؟

أعلنت الإدارة السورية الجديدة، اليوم الاثنين، تعيين ميساء صابرين حاكماً لمصرف سوريا المركزي، لتصبح بذلك أول امرأة تتولى قيادة المؤسسة المالية الأهم في البلاد منذ تأسيسها قبل أكثر من 70 عاماً. يأتي هذا التعيين في وقت تسعى فيه سوريا، التي مزقتها الحرب، إلى إعادة بناء اقتصادها بعد الإطاحة ببشار الأسد.

اعلان

حلّت صابرين محل محمد عصام هزيمة، الذي كان قد عُيّن في المنصب عام 2021 من قبل الرئيس السابق. ويُنظر إلى تعيينها كخطوة تاريخية تُبرز دور المرأة السورية في القطاع المصرفي وتعكس جهوداً لإشراكها في مناصب قيادية ضمن مرحلة إعادة البناء الوطني، بعد مخاوف متزايدة مؤخراً بشأن مستقبل تمثيل المرأة بمواقع القيادة في سوريا.

من هي ميساء صابرين؟شغلت منصب النائب الأول لحاكم مصرف سوريا المركزي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2018كانت عضواً في مجلس إدارة سوق دمشق للأوراق المالية، ممثلة عن المصرف المركزيتمتلك خبرة مهنية تزيد على 15 عاماً في المجال المالي والمصرفيتحمل إجازة وماجستير في المحاسبة من جامعة دمشق، بالإضافة إلى شهادة محاسب قانونيتولت سابقاً منصب مدير مديرية مفوضية الحكومة لدى المصارفRelatedسوريا: بعد اشتباكات حمص.. دعوات للسلام والوحدة وعدم الانجرار إلى الفتنةأمل ينبعث من ركام الحرب في سوريا.. زوجان مسنان يعودان إلى منزلهما المدمر بعد سنوات من النزوح ماذا قال وزير خارجية سوريا الجديد عن العلاقة مع مصر؟إدماج المرأة في السلطة الجديدة

تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع دعوات متزايدة لتعزيز دور المرأة السورية في مواقع السلطة، لا سيما خلال مرحلة إعادة الإعمار. ولاقى هذا التعيين تفاعلاً إيجابياً، فاعتبره البعض خطوة نحو تعزيز الدور النسائي واستجابة لدعوات تمكين المرأة في مواقع القيادة.

ويُذكر أن صابرين هي ثاني امرأة تُعين في منصب قيادي منذ تولي أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام، إدارة البلاد. ففي وقت سابق من الشهر الجاري، تم تعيين عائشة الدبس مسؤولة لمكتب شؤون المرأة، وهي خطوة وُصفت بأنها مهمة رغم التساؤلات والمخاوف بشأن مستقبل المرأة في سوريا تحت حكم هيئة تحرير الشام.

تزايدت هذه المخاوف في الفترة الأخيرة، لا سيما بعد تصريحات الشرع التي أشار فيها إلى أن "الطبيعة البيولوجية والنفسية للمرأة تجعلها غير مناسبة لبعض المناصب"، مما أثار تساؤلات حول مدى جدية التوجه نحو تعزيز مشاركة المرأة في مواقع صنع القرار بسوريا.

تحديات اقتصادية في انتظار صابرين

يعاني الاقتصاد السوري من أزمة مالية حادة بعد سنوات من الحرب الأهلية وسوء الإدارة والعقوبات الغربية، مما تسبب في انهيار الليرة السورية التي فقدت أكثر من 97% من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي.

ورقة نقدية بقيمة 5000 ليرة سورية، دمشق سوريا، 24 يناير 2021.SANA via AP, File

وتعد هذه الأزمة من أبرز التحديات التي تواجه صابرين في منصبها الجديد، حيث ستكون مهمتها الأساسية استقرار سعر الصرف وإدارة السياسات النقدية في ظل نقص حاد في العملة الأجنبية. 

ومع تولي ميساء صابرين هذا المنصب التاريخي، تترقب الأوساط المحلية والدولية أداءها وقدرتها على مواجهة التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تعصف بسوريا، ودورها في رسم ملامح جديدة لاقتصاد البلاد.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية وفد حكومي تركي في دمشق وأنقرة تُبدي استعدادها لتزويد سوريا ولبنان بالكهرباء وفد أوكراني يلتقي أحمد الشرع في دمشق وأطنان من الحبوب تصل سوريا وزيلينسكي يقول للسوريين: نحن معكم يهود سوريا يسعون لإعادة بناء الكنيس الأقدم في العالم بحي جوبر الدمشقي.. فهل يعودون بعد سقوط الأسد؟ سوريابنوك- قطاع مصرفيأبو محمد الجولاني نساءاقتصادهيئة تحرير الشام اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next سوريا وتداعيات التغيير.. عبد الله أوجلان يعلن استعداده لإنهاء النزاع مع أنقرة في تطور غير مسبوق يعرض الآن Next نتنياهو: سنعود للحرب على غزة لنقضي على حماس حتى لو اتفقنا على صفقة تبادل جزئية يعرض الآن Next اغتصاب وضرب وتعذيب بالماء الساخن.. ألمانيا تحاكم زوجين عراقيين بتهمة استعباد فتاتين أيزيديتين يعرض الآن Next سوريا: إدارة العمليات تضم لقواتها "جهاديين أجانب" وتمنحهم رتبا عسكرية رفيعة يعرض الآن Next حماس تعلن القضاء على 5 جنود إسرائيليين من مسافة صفر وإسرائيل تعترف بمقتل جندي واحد وإصابة آخرين اعلانالاكثر قراءة اغتصاب جماعي ووفيات غريبة.. تقرير يكشف عن الوجه الآخر لمشروع نيوم الطموح للأمير محمد بن سلمان في خطوة غير مسبوقة.. بلجيكا تقرر حظر بيع السجائر الإلكترونية اعتباراً من العام الجديد كوريا الجنوبية تودع العام بكارثة جوية: مقتل 179 راكبا في اشتعال طائرة بعد انزلاقها عن المدرج مصدر حكومي أذربيجاني ليورونيوز: قررنا إرسال مسجلات رحلة الخطوط الجوية التي تحطمت بصاروخ إلى البرازيل 15 مصاباً في فلوريدا إثر اصطدام قطار بشاحنة إطفاء عبرت حاجز السكك الحديدية اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلسورياغزةحروبحركة حماسوفاةضحاياالصحةروسياشرطةتحقيقأوروباالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • سوريا تعيّن ميساء صابرين كأول امرأة بمنصب حاكم المصرف المركزي.. فمن تكون؟
  • قانون الأسرة في المغرب.. نموذج يوازن بين الشريعة والحداثة لحماية المرأة والطفل
  • سوريا.. 31 قتيلا في معارك قسد وفصائل مدعومة من تركيا في منبج السورية
  • كاتب صحفي: تصريحات الشرع عن دستور وانتخابات سوريا «صادمة»
  • مكانة المرأة في سوريا الجديدة.. ترقب يشوبه الخوف
  • وزير الثقافة ينعى أحمد عدوية: نموذجًا للفنان الأصيل الذي أبدع في تقديم فن يحمل هوية خاصة
  • تساؤلات حول مستقبل المرأة السورية وحقوقها في عهد الإدارة الجديدة
  • سوريا.. الياسمينةُ التي ذَبُلَت
  • لماذا أثارت قضية الزنا جدلا واسعا تحت قبة النواب.. التفاصيل الكاملة