سجل القطاع الصناعي أداء متميزاً في عام 2024، وذلك في ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعمل فورا على إزالة جميع التحديات التي تواجه قطاعات الصناعة المختلفة لتوطين وتشجيع الصناعة المحلية بالشراكة مع القطاع الخاص، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والعربية في إطار تحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي، حيث تبلورت تلك الطفرة في نمو الصناعة وزيادة معدلات التصدير رغم التحديات الخارجية.

ووفقا لبيانات وزارة الصناعة بشأن تعزيز دور الصناعة في نمو الاقتصاد المصري وزيادة فرص العمل، أولت الحكومة المصرية بدعم وتوجيهات من القيادة السياسية اهتماما غير مسبوق بتطوير القطاعات الصناعية وزيادة معدلات التصدير.

وكشفت البيانات أن القطاع الصناعي جاء في المرتبة الأولى من حيث المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي بحصة لا تقل عن 17% بخلاف زيادة فرص العمل، وتتعاظم مُساهمة القطاع في النشاط التصديري بنسبة تصل إلى 85% من إجمالي الصادرات السلعية غير البترولية، مما يؤهله ليحتل مرتبة متقدمة في قائمة مصادر النقد الأجنبي لمصر.

ويعد إطلاق المرحلة الأولى من المبادرة الجديدة لمساندة الشركات في القطاعات الصناعية ذات الأولوية بقيمة 30 مليار جنيه تسهيلات تمويلية للقطاع الخاص لشراء الآلات والمعدات وخطوط الإنتاج، تلتها إطلاق منصة مصر الصناعية الرقمية من أهم القرارات التي اتخذت في 2024 وتستهدف الارتقاء بالخدمات المقدمة للقطاع الصناعي والتي تتيح تقديم الخدمات إلكترونياً للمستثمرين وتستهدف تنمية الصناعة من خلال دعم المُصنعين وتلبية متطلباتهم في جميع المراحل التي يمر بها المصنع، والنهوض بالخدمات المقدمة للقطاع الصناعي من خلال إتاحة جميع الخدمات على منصة رقمية تفاعلية تدعم خطة التحول الرقمي التي تنتهجها الوزارة.

ومن أهم قرارات القطاع الصناعي: تشكيل المجموعة الوزارية للتنمية الصناعية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل وعضوية عدد من الوزراء والمسئولين، والتي تجتمع أسبوعياً لمتابعة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتنمية الصناعية.

وقد تم عقد العديد من الاجتماعات للمجموعة الوزارية خرجت بمجموعة من التوصيات من أهمها وضع الاستراتيجيات اللازمة للنهوض بالقطاع الصناعي، حيث تم إعداد الاستراتيجية الوطنية للصناعة، وفي إطار هذه الاستراتيجية تم إعداد خطة النهوض بالصناعة المصرية، وصدق رئيس الجمهورية عليها.

وتستهدف الاستراتيجية الوطنية للصناعة إلى زيادة مساهمة قطاع الصناعة في الناتج القومي لتصل إلى 20% سنوياً بحلول عام 2030، ورفع نسبة مساهمة الاقتصاد الأخضر في الناتج المحلي الإجمالي إلى 5% في الصناعات الخضراء، وتشغيل الأيدي العاملة وزيادة فرص العمل في قطاع الصناعة من 3.5 مليون عامل إلى 7 ملايين فرصة عمل وتنمية مهاراتهم والحد من البطالة.

وفي إطار تحقيق هذا التوجه.. تقوم وزارة الصناعة بإعداد الاستراتيجية الوطنية للصناعة (2024/ 2030) والتي تتضمن الرؤية المستقبلية فى ضوء المقومات التي تتمتع بها مصر من حيث المركز الإقليمي والموقع الاستراتيجي، وتنوع الموارد والبنية التحتية المتطورة وتطور السياسات المالية والنقدية، وحوافز وضمانات الاستثمار وازدياد حجم السوق مع وجود الممكنات الرئيسية لتنمية الصناعات الخضراء والقطاعات الصناعية المؤهلة لتعميق التصنيع المحلي.

وتضمنت هذه الاستراتيجية، الوضع الحالي للصناعة المصرية وأبرز التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه قطاع الصناعة والرؤية المستقبلية في ضوء المقومات التي تتمتع بها مصر، من حيث المركز الإقليمي والموقع الاستراتيجي، وتنوع الموارد والبنية التحتية المتطورة، وتغير السياسات المالية والنقدية، وتنوع حوافز وضمانات الاستثمار وحجم السوق.

كما شملت المُمَكِنات الرئيسية لتنمية الصناعة وتحديد القطاعات المؤهلة لتعميق التصنيع المحلي (الصناعات الهندسية- الصناعات الكيماوية- صناعة الأثاث- الصناعات الغذائية- الصناعات النسيجية- الصناعات الطبية- الصناعات الجلدية- الحاصلات الزراعية- الطباعة والتغليف) ويستغرق تنفيذ هذه الاستراتيجية 6 سنوات (2024- 2030)، ويتم التنفيذ على ثلاث مراحل وفقاً لعدد الأنشطة والبرامج التنفيذية داخل كل مرحلة.

وتتعدد جهود الصناعة في التنمية مثل تشجيع الأنشطة الصناعية للمشروعات المتوسطة والصغيرة ودمجها بالاقتصاد الرسمي، وتفعيل منح الحوافز والإعفاءات المقررة للمشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، ودراسة التوسع في إنشاء فروع صغيرة للبنوك بالمحافظات والمناطق النائية واتخاذ الإجراءات اللازمة للمساعدة في تشجيع الاستثمار الصناعي.

كما يعد تقديم الدعم الفني للمصانع الصغيرة ودمجها في الاقتصاد الرسمي، وحل مشاكل المصانع المتعثرة والمُتوقفة عن الإنتاج من أهم الإجراءات التي اتخذت في هذا العام والتي تأتي تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية بتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي وفقًا لأحدث المعايير البيئية والمستدامة.

ومن أهم المصانع التي تم إحياؤها وتطويرها وتحديث خطوط انتاجها شركة «النصر للسيارات»، التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، وعلامتها التجارية العريقة بالإضافة إلى إنتاج أول أتوبيس جديد بنسبة مكون محلي مرتفعة بجانب إعادة إحياء مصانع الغزل والنسيج بتكاليف تعدت الـ56 مليار جنيه.

ومن بين القرارات، إطلاق وزارة الصناعة مُمثلة في الهيئة العامة للتنمية الصناعية المرحلة الثامنة لطرح الأراضي الصناعية المرفقة من خلال منصة مصر الصناعية الرقمية عبر خريطة الاستثمار الصناعي من أهم الاطروحات وتضم 2612 قطعة جديدة على مساحة إجمالية 15 مليونا و207 ألاف متر مربع موزعة على 37 منطقة صناعية في 24 محافظة على مستوى الجمهورية بأنشطة صناعية متنوعة.

كما يعد الإعلان عن طرح المرحلة الثالثة من مدينة الجلود في الروبيكي من أهم الأطروحات والذي وفر 100 مصنع جاهز، وإعلان خطوات تسويق أول مجموعة من هذه المصانع التي أصبحت جاهزة للمستثمرين لتشغيلها مباشرةً وتنفيذ المنتجات النهائية بغرض التصدير.

ويعد تشغيل وإطلاق الرحلة الأولى لخط الرورو بين مصر وإيطاليا من أهم القرارات التي اتخذت في هذا العام، بهدف تحويل مصر إلى مركز إقليمي للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت، ويسهم هذا المشروع في تعزيز قدرة مصر على أن تكون منطقة لوجستية مركزية بين أوروبا وأفريقيا فضلًا عن زيادة وتعزيز الفرص التجارية ودعم الصادرات المصرية من المنتجات الصناعية والحاصلات الزراعية من خلال تسهيل نفاذية المنتج المصري للأسواق الأوروبية.

كما تتضمن القرارات، إطلاق سيارة إكسيد المنتجة في مصر من مقر مصنع الشركة المصرية الألمانية للسيارات "إجا" بالسادس من أكتوبر خاصة وأن خطوط الإنتاج بالمصنع والتي تشمل خط التجميع الكامل الخاص بالسيارة إكسيد وخط التجميع الكامل للسيارة المرسيدس وخطوط الدهان وخط الاختبارات النهائية قبل التسليم.

وتم إعداد قائمة بـ 100 إجراء تحفيزي للنهوض بالصناعة المصرية شملت 58 إجراء قصير الأجل و33 إجراء متوسط الأجل و9 إجراءات طويلة الأجل، وأسهمت تلك الإجراءات في تحقيق مؤشرات إيجابية للتجارة الخارجية المصرية من حيث زيادة الصادرات، وتراجع الواردات وتحسين وتحقيق أعلى معدل تاريخي للصادرات المصرية بإجمالي 35.6 مليار دولار.

وتستهدف الدولة خطة من 4 محاور منها "تحفيز الاستثمار الصناعي وتعميق المنتج المصري، "تحسين تنافسية القطاع الصناعي"، "تنمية الصادرات"، و"تنمية مهارات العاملين بالقطاع و"تشمل تحقيق نسبة 8% لمعدل النمو الصناعي، وزيادة نصيب الصناعة من الناتج المحلي الإجمالي إلى 20% مع الوصول إلى معدل نمو للصادرات الصناعية ما بين 18 إلى 25% سنوياً، والتوسع في التحول نحو الصناعات الخضراء والاقتصاد الدائري، وذلك من أجل تحقيق الهدف المنشود للدولة المصرية المتمثل في تحقيق صادرات بنحو 100 مليار دولار.

ومن أهم المؤشرات التي تؤكد على اهتمام الدولة لتحقيق التنمية الصناعية هي حصول نحو 3592 مصنعا على سجل صناعي باستثمارات تبلغ 48 مليارا و742 مليون جنيه، وتوفر حوالي 155 ألف فرصة عمل جديدة في 25 محافظة.

كما تم توقيع مبادرة الشراكة الصناعية بين مصر والإمارات والأردن والبحرين لتحقيق التكامل في مجالات الأمن الغذائي والدوائي بالإضافة إلى نحو 1736 خدمة قدمها مركز تحديث الصناعة و681 شركة في مجال الدعم الفني للشركات الصناعية بتكاليف 37.3 مليون جنيه.

وتم إصدار 1020 مواصفة مصرية ودراسة 3500 مشروع مواصفة قياسية أجنبية، وإتاحة خدمات المراكز التكنولوجية لـ 2300 شركة، وإنشاء منصة الكترونية لتبادل المخلفات الصناعية، واستمرار الاعتراف الدولي للمجلس الوطني للاعتماد من المنظمات الدولية والإقليمية، واعتماد 798 جهة تقييم مطابقة.

ويأتي دور الدولة في التنمية الصناعية من خلال التوسع في التحول نحو الصناعات الخضراء والاقتصاد الدائري، وذلك من أجل تحقيق الهدف المنشود للدولة المصرية المتمثل في تحقيق صادرات بنحو 100 مليار دولار.

كما تم تحديد 152 منتجاً يستهدف توفير البدائل المحلية منها، طبقاً لاحتياج السوق المحلية وقدرة الصناعة الوطنية على توفيرها، وذلك بهدف جذب استثمارات في تلك المنتجات وتعميق التصنيع المحلي وزيادة المكون المحلي والقيمة المضافة، بما يسهم في توفير المزيد من فرص العمل وتعظيم حجم الاستثمارات، كما تم تحديد الفرص الاستثمارية الواعدة في كل قطاع صناعي والعمل على إعداد وصف دقيق لطبيعة كل فرصة وصياغتها في شكل ترويجيّ ودعائي ّجذاب يتناول أهم الملامح ومزايا الاستثمار في تلك الفرصة.

ووفقا لبيانات رسمية، أطلقت الحكومة حزمة لتحفيز القطاعات الصناعية الرئيسية وتخفيف الاختناقات اللوجستية، وتقديم مبادرة تمويلية جديدة تسهم في سد العجز الذى يواجه القطاع في التمويل، وبدأت تلك المبادرات بتحديد الحكومة لتسعة قطاعات رئيسية تم تصنيفها على أنها قطاعات ذات أولوية ضمن برنامج إحلال الواردات.

وتحرص الدولة المصرية على دعم وتشجيع زيادة الطاقات الإنتاجية للمصانع بهدف توفير احتياجات السوق المحلى وخاصة في مجال صناعة السيارات ومن ثم التصدير للخارج بجودة عالية وبأسعار منافسة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية بتحويل مصر إلى مركز صناعي إقليمي وفقًا لأحدث المعايير البيئية والمستدامة.

*وعن خطة التنمية لعام 2024/ 2025 ترفع الوزارة شعار صنع في مصر.. دعم كبير للصناعة وتشجيع المنتج المحلى والمشروعات الصغيرة أولوية.. و23 مليار جنيه للاستمرار في سرعة رد الأعباء التصديرية و6 مليارات سنويا لخفض أسعار الكهرباء للقطاع.

اقرأ أيضاًبنك التنمية الصناعية يوقع اتفاقية تعاون مع المعهد المصرفي المصري

بنك التنمية الصناعية يفوز بجائزة «أفضل خطة استراتيجية لإعادة الهيكلة والتطوير لعام 2024» من الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب

وزير الصناعة: أقول لكل مستثمر عايز تعمل مصنع ماتقلقش.. اذهب لهيئة التنمية الصناعية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: وزارة الصناعة منصة مصر الرقمية قطاعات الصناعة تشجيع الصناعة المحلية الاستراتیجیة الوطنیة القطاعات الصناعیة للتنمیة الصناعیة الصناعات الخضراء التنمیة الصناعیة القطاع الصناعی مصر إلى مرکز فرص العمل من خلال من حیث من أهم

إقرأ أيضاً:

كيف كان 2024 عاما استثنائيا للصناعات الدفاعية التركية؟

إسطنبول- نجحت تركيا في تحويل صناعاتها الدفاعية إلى رافعة إستراتيجية تُعزز من مكانتها على الساحة الدولية، وسط مشهد عالمي يشهد تغيرات متسارعة وتحولات عميقة.

ويرى مراقبون أن أنقرة أصبحت مركزا عالميا لتصدير الأنظمة الدفاعية، بفضل رؤية طموحة واستثمارات ضخمة في الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة، مما عزز من ثقلها الاقتصادي ومكانتها كقوة إقليمية ودولية.

2024 yılında savunma ve havacılık sanayii ihracatımız, NATO ve hizmet ihracatları dahil olmak üzere %29’luk bir artışla 7,154 milyar dolara ulaşarak yeni bir rekora imza attı! Bu rakam, 2024 hedefimiz olan 6,5 milyar doların %11 üzerinde gerçekleşti. ????????

Cumhurbaşkanımız Sayın… pic.twitter.com/z1Oo6d6FNe

— Prof. Dr. Haluk Görgün (@halukgorgun) January 3, 2025

الصادرات الدفاعية

شهدت تركيا خلال عام 2024 تطورا غير مسبوق في قطاع الصناعات الدفاعية والطيران، حيث سجلت صادراتها في هذا المجال رقما قياسا جديدا بلغ 7 مليارات و154 مليون دولار، مما يمثل زيادة بنسبة 29% مقارنة بالعام السابق.

وأكد رئيس هيئة الصناعات الدفاعية بالرئاسة خلوق غورغون أن هذه الأرقام تجاوزت الأهداف المحددة لعام 2024 بنسبة 11% والتي كانت تبلغ 6.5 مليارات دولار، مما يعكس التقدم الكبير الذي تحقق بهذا القطاع الحيوي.

إعلان

وكشف غورغون -في تغريدة له على موقع "إكس" مطلع الشهر الجاري- أن بلاده أصبحت اليوم تصدر منتجات الصناعات الدفاعية إلى 180 دولة، معربا عن اعتزازه بسماع اسم تركيا في أنحاء العالم.

وبحسب تقرير لوكالة الأناضول التركية، شملت صادرات تركيا الدفاعية خلال 2024 مجموعة واسعة من المعدات والأنظمة، وهي:

4 آلاف و500 مركبة برية إلى 40 دولة. 3 طرادات حربية إلى 3 دول. 140 منصة بحرية إلى أكثر من 10 دول. ذخائر وصواريخ إلى 42 دولة. 770 مُسيرة (استطلاعية وهجومية) إلى أكثر من 50 دولة. 1200 نظام كهروبصري، ومنظومات أسلحة مثبتة إلى 24 دولة. مروحيات هجومية إلى 8 دول. رادارات إلى 10 دول، وأسلحة وبنادق ومسدسات بمختلف الأحجام إلى 111 دولة. 1500 مسيرة كاميكازي (انتحارية) إلى 11 دولة. طائرتان من طراز "حركوش" إلى دولتين.

 

أبرز الإنجازات

شهد قطاع الصناعات الدفاعية التركي خلال 2024 عاما استثنائيا حافلا بالإنجازات النوعية التي رسخت مكانة تركيا كواحدة من القوى الصاعدة بهذا المجال.

وتصدرت الطائرة القتالية الوطنية "قآن" المشهد، بعد أن حققت أول رحلة لها، لتضع تركيا ضمن نخبة الدول القادرة على تصميم وإنتاج مقاتلات الجيل الخامس.

وفي مجال الطائرات المسيرة، واصلت تركيا ريادتها بفضل التطورات اللافتة التي شهدها هذا القطاع، إذ أصبحت "بيرقدار تي بي 3" أول مسيرة في العالم تتمكن من الإقلاع والهبوط من سفينة ذات مدرج قصير، مسجلة إنجازا جديدا في تاريخ الطيران.

كما تجاوزت الطائرة "بيرقدار تي بي 2" -الحائزة على لقب أكثر الطائرات المسيرة انتشارا عالميا- حاجز المليون ساعة طيران خلال العام، مما يعكس نجاحها في العمليات العسكرية والتجارية على حد سواء.

وفي إطار جهود توطين التكنولوجيا الدفاعية، شهد العام الظهور الأول للطائرة المسيرة "أنكا 3" ذات التصميم المجنح والتي طورتها شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية "توساش" ولاقت اهتماما كبيرا خلال عرضها بمهرجان "تكنوفست" بمدينة أضنة، بينما حققت تركيا قفزة نوعية أخرى من خلال تشغيل أول محرك توربيني مروحي عسكري تركي الصنع من طراز "تي في 6000" الذي سيعزز مشاريع طائرات مسيرة مثل "أنكا 3″ و"قزل إلما".

إعلان

أما في مجال الطيران العسكري التقليدي، فقد برزت الطائرة "حرجيت" -المصممة لأغراض التدريب النفاث- كواحد من أبرز إنجازات العام، حيث أكملت رحلتها الاختبارية رقم 100 بنجاح في أغسطس/آب الماضي.

ولم تقتصر الإنجازات على الجو فقط، بل امتدت إلى تعزيز القدرات البحرية التركية، إذ تسلمت القوات المسلحة 4 سفن عسكرية جديدة، من بينها "تي سي جي دريا" و"تي سي جي إسطنبول" مما أسهم في رفع كفاءة الردع البحري للبلاد.

وفي قطاع الدفاع الجوي، شهد العام الماضي دخول نظام الدفاع الجوي بعيد المدى "سيبر منتج-1" التابع لمنظومة "القبة الفولاذية" الخدمة، ليضيف بُعدا جديدا إلى قوة الدفاع الجوي التركي.

كما شهد العام الفائت توقيع مذكرة تفاهم مع إسبانيا لتطوير طائرات التدريب النفاثة، إضافة إلى عقد أبرمته شركة "أسيلسان" بقيمة 50.8 مليون يورو لتصدير أنظمة أسلحة برية إلى عميل داخل الاتحاد الأوروبي، مما يؤكد الثقة الدولية المتزايدة في الصناعات الدفاعية التركية.

تقدم ملحوظ

أوضح الباحث في اقتصاديات الابتكار بمجال تكنولوجيا الدفاع مؤمن أحمد أوغلو أن الصناعات الدفاعية التركية حققت تقدما ملحوظا في مجالات محددة خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن هذه الإنجازات تمثل نجاحات جزئية لكنها مهمة.

ويرى أحمد أوغلو -في حديث للجزيرة نت- أن هذه النجاحات يمكن أن تكون بمثابة دعوة لاستثمار الخبرات المكتسبة في قطاعات أخرى ضمن الصناعات الدفاعية، مما يعزز فرص تحقيق نجاح شامل ومتوازن في المستقبل.

وتأتي هذه الإنجازات نتيجة إستراتيجية تهدف إلى تقليل الاعتماد على الخارج وتعزيز الإنتاج المحلي -وفق الباحث الذي قال- إن تركيا تعتمد حاليا بنسبة 80% على صناعاتها المحلية، وتطمح إلى رفع هذه النسبة إلى 95% بحلول عام 2028.

وأشار الباحث إلى أن الحكومة استثمرت بشكل مكثف في هذا القطاع، حيث تم إطلاق أكثر من 750 مشروعا جديدا في مجال الصناعات الدفاعية خلال السنوات الأخيرة، بتمويل مباشر من الدولة أو عبر مناقصات تفوز بها شركات محلية.

إعلان

وأضاف أن تركيا لم تكتف بتصدير منتجاتها الدفاعية إلى نحو 180 دولة، بل بدأت في تبني إستراتيجية جديدة قائمة على الشراكات الدولية. فبدلا من الاكتفاء بالتصدير، تعمل الآن على بناء شراكات صناعية مع دول مثل السعودية وبولندا وأذربيجان وعمان والكويت.

وحول التحديات، قال الباحث التركي إن بعض المجالات التقنية، مثل أنظمة الرادار، تحتاج إلى مزيد من التطوير المحلي، وهو ما تعمل عليه تركيا بزيادة استثماراتها بهذا القطاع. وأشار إلى القيود الجيوسياسية المرتبطة بالتزامات أنقرة مع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتي قد تُحد أحيانا من قدرتها على التصدير إلى بعض الأسواق مثل روسيا والصين.

مقالات مشابهة

  • “دبي التجارية” تعتمد منصة أذونات التسليم الرقمية إلى” TRADE+”
  • بوشكيان جال في اوّل مصنع للروبوتات في لبنان
  • في لقاء مع صابري.. صناع النسيج والألبسة ينخرطون في ورش المنصة الرقمية التي تعدها كتابة الدولة المكلفة بالشغل
  • وزارة الصناعة والثروة المعدنية تطلق خدمتي التقييم الذاتي والزيارات الافتراضية للمنشآت الصناعية
  • الصناعة تطلق خدمتي التقييم الذاتي والزيارات الافتراضية للمنشآت الصناعية
  • مدبولي: مشروعات مشتركة بين مصر والعراق في مجالات الصناعة المتخصصة
  • بعد تمويل مزرعة الرياح المصرية.. أبرز تمويلات الأوبك خلال 2024
  • تفاهم لاستخدام التوأمة الرقمية فضائياً واقتصادياً
  • «جمارك دبي» تحتفل باليوم العالمي للجمارك وتطلق منصة «شاحن» الرقمية
  • كيف كان 2024 عاما استثنائيا للصناعات الدفاعية التركية؟