شمسان بوست / عدن

اختتمت اليوم الأحد، في العاصمة عدن، دورتين تدريبيتين حول الإسعافات الأولية، ودبلوم سكرتارية آلية واللتان نظمتهما شركة النفط اليمنية فرع عدن .

وتلقى المشاركون في الدورتين، محاضرات نظرية وتطبيقية، ومعارف، ومعلومات صحية في كيفية التعامل مع الحوادث والاصابات العرضية، اضافة الى مهارات حول أساسيات الكمبيوتر ووفق أحدث الإصدارات والبرامج الإلكترونية واستخدام الأجهزة بما يوفر الجهد والوقت والمال على فرع الشركة .



واوضح نائب مدير عام الشؤون الفنية والتجارية بالشركة المهندس فضل المداري، ان هذه الدورات تأتي في إطار حرص واهتمام قيادة الشركة بالعملية التدريبية لتطوير آلية العمل وفق أحدث الوسائل التعليمية واكساب كوادر وموظفي الشركة ومنتسبيها مهارات وأساليب وطرق حديثة في كيفية التعامل مع الحوادث واصابات العمل واستخدام الكمبيوتر والمحافظة عليه بطريقة احترافية وعلمية صحيحة بعيدة عن الأخطاء..مشيراً الى ان الهدف منهما المساهمة في النهوض بالعمل والارتقاء بمستوى الأداء العام للشركة.    

المصدر: شمسان بوست

إقرأ أيضاً:

«المجهول المعروف» في مهارات الابتكار

في بداية كل عام، تزخر مواقع المدونات الإلكترونية، ومنصات التواصل الاجتماعي بالمنشورات الموجهة لبناء الذات، وتطوير المهارات، وإدارة المخاطر، وهي جميعها تحمل رسائل إيجابية، وإن كانت في الواقع ليست سوى أحد الأساليب التقليدية التي تكافئ قصص النجاح، وتمتدح الإنجازات القائمة على انعدام هامش الخطأ، ولكن عالم الابتكار والإبداع يتطلب الكثير من المحاولات، ويحتمل الكثير من الإخفاقات، فهل حان الوقت لتبنّي نهج مختلف يتعامل مع مهارات الابتكار من منظور معاكس؟

إذا تأملنا الاقتباسات التي تتم مشاركتها عن النجاح في الابتكار وريادة الأعمال، سنجد معظمها إما مقولات قصيرة، أو أجزاء من تصريحات المبتكرين والمخترعين البارزين، وأصحاب الإنجازات اللامعة، وقادة الأعمال الذين يتصدرون المراتب المتقدمة من التصنيفات العالمية، وهذا يعكس بجلاء ما يطلق عليه اصطلاحًا «العداء الثقافي» للفشل، وفي المقابل، تثبت الأبحاث العلمية بأن هناك إمكانات إبداعية خفية في كل محاولة غير ناجحة للابتكار، مما أدى إلى تنامي التوجهات والأصوات التي تنادي بتسليط الضوء على «الأخطاء الإبداعية» كمصدر للتعلم والنجاح في المستقبل، وباعتبارها الأساس في التطور، وهذه الأخطاء هي ليست سوى فجوات في الجهود الابتكارية وتسببت في التعثر في مرحلةٍ ما من العمل، وجاء الاهتمام بهذا المحور من أجل إنصاف المساعي والموارد التي تم استثمارها في المحاولة من مبدأ الإدراك بأهمية إيجاد بيئة متوازنة في التعامل مع الفشل والإخفاق، وتعزيز أهم مهارات الابتكار وريادة الأعمال؛ وهي التعلم من الأخطاء، وتجاوز الخوف من إعادة المحاولة، وتسخير جميع المعطيات لتكون قوة دافعة للالتزام في الابتكار والإبداع، وهي ليست مهارات جديدة فرضتها متطلبات الوقت الراهن، فهي راسخة ومعروفة حتى لدى المبتكرين الناشئين، ولكنها أسهل قولًا من الفعل.

وهنا وجبت الإشارة إلى أن استشراف الخبراء بشأن أبرز التقنيات التي تشكل ملامح الجهود الابتكارية المستقبلية تتمحور حول مجالات الذكاء الاصطناعي، وتطوير البرمجيات، وتعزيز الأمن السيبراني، ومن جهة أخرى يتزايد الاهتمام على حلول التكنولوجيا المالية، وتقنيات الاستدامة البيئية، والنقل، والطاقة، وهي جميعها مجالات معقدة وتتطلب مدخلات عديدة بجانب الجهود الابتكارية مثل تكامل البيانات، وتوفر الكفاءات المنافسة، ووجود القيادة، والثقافة التنظيمية الداعمة للتطوير من جهة، والقادرة على إدارة التغيير، وإيجاد الفرص الريادية لمخرجات الجهود الابتكارية من جهة أخرى، مما يعني أن حزمة المهارات المطلوبة لتمكين الالتزام بالابتكار والإبداع ممتدة على طول سلسلة القيمة الابتكارية، وتستوجب في المقام الأول تعريف فجوات المهارات، وتصنيفها، ثم وضع آليات لتوجيه بعضها لدعم سلسلة القيمة، والاستفادة منها، فليست كل فجوة مهارية هي معضلة يجب حلها، ومع تنوع متطلبات عالم الابتكار فإنه من الأهمية بمكان تغيير الطريقة التي نفكر بها في التحديات والفجوات، والتعامل معها باعتباره أمرًا طبيعيًّا وضروريًّا للنجاح في الابتكار والتغيير، وليس عبئًا يعيق عملية الابتكار.

وعلى سبيل المثال، هناك حالات كثيرة من فجوات المهارات المتعلقة بسلوكيات المبتكرين الناجحين الذين يواجهون حالات «الشك الذاتي»، وهي غالبًا ما ترافق الإنجازات الكبيرة المفاجئة والتي تنجم عنها حالة من عدم التصديق، ووضع افتراضات من أن سبب النجاح قد يعود إلى الحظ، أو جهود خارجية، وليس العمل الحقيقي الذي قام به الفريق، وهي وإن كانت فجوة في السمات الأساسية وهي الثقة الذاتية؛ إلا أنه يمكن معالجة هذه الفجوة مع توظيف جوانبها المفيدة مثل الاستثمار في مهارات التوقع والتخيل، والحس العالي في إدارة المخاطر الحقيقية منها أو المتصورة، والقدرة على طرح الأسئلة الحرجة، وتحليل السيناريوهات المتعددة لأي نتيجة، وبذلك فإن المفتاح هو التعامل مع جميع مكونات البيئة الابتكارية من فرص أو تحديات بمنظور عكسي وغير تقليدي، لاكتشاف جميع الإمكانات، وإعادة صياغتها لصالح الأهداف المنشودة.

لهذا السبب، ينظر المفكرون إلى «الأخطاء الإبداعية» باعتبارها فرصة للنمو، وهي بمثابة البداية الحقيقية في دورة الابتكار والإبداع وليست النهاية، وهذا التفهم الواعي لا يعني التساهل مع الأخطاء الجسيمة، أو تبرير التقصير في تنفيذ الأفكار كما يجب، ولكنه يرتبط بالأخطاء التي تحدث في ظروف استثنائية عندما يبذل فريق العمل كل ما في وسعه، ولكن الجهود لا تُثمر بالشكل المطلوب، مما يعني وجود فرصة التعلم من الجهود السابقة، والوصول إلى مكامن الانحراف عن تحقيق الهدف المخطط له، وهي مهارة ذات أهمية قصوى في عالمنا سريع التغييرات، فالتحولات السريعة في التكنولوجيا تتطلب مهارات المثابرة، وإعادة المحاولة، ومواجهة الفشل، وبناء القدرات الذهنية والفكرية اللازمة لعقلية التعلم المستمر، وتقبل الإخفاق كمرحلة ضمن مسيرة التطوير والابتكار، ومحطة يجب تجاوزها، وليست وصمة مأساوية تستدعي التهرب، وعدم إعادة المحاولة، وعلى الرغم من أن معظم الثقافات العالمية تزخر بالحكم والأمثال التي تقدم رؤى متوازنة عن النجاح والفشل فإن مجتمع الممارسات بحاجة إلى إعادة تذكير بأن القليل من التحديات هو أمر مطلوب لاستكشاف فرص جديدة، والانتقال بالجهود الابتكارية إلى مراحل أكثر إنتاجًا.

ومع مطلع عام 2025م، فإن قراءة المشهد الابتكاري يجب ألا تقتصر على استشراف التقنيات القادرة على إعادة تشكيل الصناعات الحيوية في الاقتصاد، وتغيير حياة الإنسان لسنوات طويلة قادمة، ولكن عليها أن تعيد فهم التقدم العلمي الاستثنائي الذي دخلته البشرية بعد الجائحة، وترسم تطلعات على قدر كبير من «الأنسنة»، فالقفزات الهائلة في العلوم والتكنولوجية بحاجة إلى خطوط متوازية من دعم الثقافة الإيجابية، والتركيز على بناء المهارات المطلوبة لتعزيز دورات الابتكار، والبحث عن المنظور المعاكس في القناعات الراسخة حاليًّا، وتوجيهها إلى إحداث تغيير ثقافي داعم للقيم الأساسية مثل الثقة الذاتية، والتعلم المستمر، والمثابرة في محاولات التطوير، وذلك بحيث يتم التعامل مع الالتزام الإبداعي بشكل واعٍ ومنصف، حتى لو لم تنجح المحاولات لتصل إلى منتجات أو خدمات ابتكارية، وتقع على الجهات الحاضنة للابتكار والإبداع مسؤولية إعادة تشكيل ثقافة وممارسات وسلوكيات التعامل مع مخرجات الجهود التطويرية، وتبنّي أساليب غير تقليدية لتحفيز التثمين العالي للفكر الكامن وراء محاولات الابتكار، والعمل على إذكاء المهارات الحاسمة في رفع الكفاءة الإبداعية، وضمان الاستغلال الأمثل لجميع إمكانات المبتكرين.

مقالات مشابهة

  • «المجهول المعروف» في مهارات الابتكار
  • آلية الاستعلام عن وجود استئناف بالقضايا إلكترونيا
  • اختتام دورة في الإسعافات الأولية بمستشفى السبعين
  • إنقاذ أم وطفليها من موت وشيك في عين الدفلى
  • دورات تدريبية لإعداد مدربي الطوارئ والكوارث والإخلاء والإسعاف
  • ابتداءً من الأربعاء.. آلية جديدة لتنظيم نقل الدواجن والبيض
  • صنعاء: دورات لإعداد مدربي الطوارئ والكوارث والإخلاء والإسعاف
  • المشاط: السياسات الإصلاحية انعكست علي المؤشرات الأولية لنمو الربع الأول من العام المالي
  • المشاط: السياسات الإصلاحية انعكست على تعافي المؤشرات الأولية للنمو