سواليف:
2025-01-01@12:22:00 GMT

الخرف المناعي

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

#الخرف_المناعي

د. #هاشم_غرايبه

يتعرض جسد الإنسان لكثير من الأمراض والعلل، بعضها ناتج عن غزوه من كائنات دقيقة نسميها الجراثيم، والبعض الآخر ناجم عن خلل في أداء وظائفه الحيوية.
الجراثيم الغازية تتصدى لها المناعة الذاتية المزود بها الجسم، فعاجلا أو آجلا تتمكن من القضاء عليها، الخطورة هي عندما لا يمكن لخلايا الدفاع (التائية) التمييز بين العدو الغازي وخلايا الجسم الطبيعية، فتقوم بمهاجمتها اعتقادا منها أنها عدوة، عندها تصبح العلة الأصعب والتي قد تهلك الجسم، وتسمى هذه الحالة بالأمراض المناعية، وهي كثيرة لكن أشهرها الروماتيزم، ويطلق على العمى الذي أصاب الخلايا المناعية فهاجمت بنات جلدها وأهملت تلك الغازية مسمى “الخرف المناعي”.


تعتبر لبنان من أكثر الأقطار العربية تقدما، بسبب طبيعة شعبها المجتهد، وبسبب موقعها الاستراتيجي كنقطة ارتباط بين الشرق والغرب، وليس كما يظن البعض الى أنها منطقة مسيحية، فلا علاقة للمعتقد بالمهارات المعروفة عن اللبناني، خاصة وأن الطائفة المسيحية لا تشكل اكثر من 35 % من مجموع السكان، ويتركز تواجدها في منطقة الجبل، لكن سلبيات هذا التباين في الانتماء الطائفي هو ما الحق الضرر بهذا القطر، فأصاب النظام السياسي بالشلل. وأسباب ذلك هو التدخل الاستعماري الأوروبي، حيث تولدت لدى فرنسا خطة موازية لخطة بريطانيا في أنشائها للكيان اللقيط في فلسطين، فأرادت فرنسا (بحكم التنافس التاريخي بينها وبين بريطانيا) أن تستغل وجود التجمع السكاني الأكبر للطائفة المارونية في المنطقة العربية فتنشئ كيانا مرتبطا بها في لبنان.
بالطبع لم تسنح الظروف لذلك رغم نجاحها بشق المنطقة سياسيا عن سوريا في اتفاق سايكس – بيكو، فلم يتحمس لتوطيد العلاقة مع فرنسا غير الموارنة من بين الطوائف المسيحية الأخرى التي فضلت البقاء على انتمائها العربي، وسبب ذلك يعود الى كثرة الزعامات الاقطاعية الطامحة للسلطة بين الموارنة.
تخطر ببالي حالة الخرف المناعي هذه دائما كلما طالعت كتابات من يسمون أنفسهم باليساريين اللبنانيين وهم ينتفضون كلما ذكرت تركيا في عهد حزب التنمية والعدالة، مع أنهم لم يكونوا بتلك الحساسية تجاهها عندما كانت تحت حكم الأتاتوركيين الكارهين للعرب، كما تتحرك حميتهم القومية عند الحديث عن (الأطماع!) التركية، لكنها تخمد عن التدخلات الفرنسية في لبنان.
مشكلة الأمة بهؤلاء في إصابتهم بالخرف المناعي، فباتوا لا يفرقون بين العدو الغازي وبين ابناء الأمة الحقيقيين واعتقدوا أن عدو الأمة هو عقيدتها الإسلامية، فركزوا هجومهم عليها وعلى من يتحمسون لها.
استرجعت ذلك عندما تذكرت الإستقبال الحار الذي استقبل به الرئيس الفرنسي في بيروت بعد تفجير مينائها، كان ما أشغل بالهم خبر في الجزيرة قال ان صوامع الحبوب التي تدمرت في ميناء بيروت بناها العثمانيون المسلمون، فانتفضوا غضبا وكذبوا ذلك فقالوا أنها بنيت بمنحة كويتية.
من بناها قضية ليست لها قيمة، فقد دمرت وانتهى أمرها، لكنهم لم يهتموا بمن دمرها، إنما اهتموا بنفي أن يكون للأتراك أي فضل، بل يرون فيهم كلهم شر، وأنهم كانوا مستعمرين، وبالتالي فالفضل والتقدير لمن طردهم من بلادنا واحتلنا.
هذا التعامي هو أخطر أنواع الخرف، فهم تناسوا ما فعله الإستعمار الفرنسي في الأمة في بلاد الشام وشمال أفريقيا، ولم يفطنوا إلا لكون الأتراك قد تولوا الحكم في الدولة الإسلامية في آخر أربعة قرون، فأساء قادتهم في آخر خمسين سنة الإدارة، فما ذكروا من أفعالهم إلا فترة الإنحطاط، وتناسوا أفعالهم الجليلة مثل خط الحديد الحجازي، وتجاهلوا حمايتهم ديار الأمة من الغزاة الأوروبيين، وجعلهم المتوسط بحيرة إسلامية، مما حقق العزة والكرامة للأمة طوال قرون.
أليس الفرنسيون هم من فصلوا لبنان عن سوريا الأم، ثم هم فرضوا النظام السياسي المشلول في عام 1958، ثم نظام المحاصصة الطائفي في اتفاق الطائف عام 1989؟.
بالطبع فمن يعانون من الخرف المناعي هم أصلا مصابون بلوثة الرهاب من الإسلام، فلا يرون في الغطرسة الفرنسية مشكلة، فيتقبلونها، ويسكتون عنها… ولا يسمون ذلك خنوعا، بل تنورا وانفتاحا!.
أما آن لهؤلاء المراهنين على قدرتهم على تجريد الأمة من الإسلام وإعادتها الى الجاهلية أن ييأسوا.
وان يفهوا أننا نحن الذين نمثل 95 % من الأمة لن نعود لما يدعوننا إليه.. فمن ذاق طعم العزة بالهدى لا يقبل العودة للعبودية والجهل.

مقالات ذات صلة لماذا محددات سفر الأردنيين إلى سورية؟ 2024/12/29

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

خلي بالك.. طقطقة الرقبة تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة

أصبحت عادة عند الكثير من الأشخاص طقطقة الرقبة، غير مدركين بذلك مدى الضرر الذي يعود على الجسم جراء أداء هذه الحركات إذ تؤثر على الأعصاب والفقرات.

آثار طقطقة الرقبة

وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص آثار طقطقة الرقبة، وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.

أخطار طقطقة الرقبة

حذر دكتور إيبيك ميدي، أستاذ ورئيس قسم طب الأعصاب في مستشفى بنديك للتدريب والأبحاث بجامعة مرمرة، من أن طقطقة الرقبة يمكن أن تسبب مشاكل صحية خطيرة، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن طقطقة الرقبة قد تبدو طريقة بريئة للاسترخاء، إلا أنها تحمل العديد من المخاطر الصحية، فيمكن أن تؤدي طقطقة الرقبة، خاصة عند القيام بها بسرعة وبشكل غير صحيح، إلى تمزق الشريان السباتي أو الأوعية الدموية الأخرى في منطقة الرقبة.

ويقول إيبيك ميدي: «هذه الحركة يمكن أن تسبب أضرارًا جسيمة لبنية الأوردة، فعندما يتم تنفيذ حركات طقطقة الرقبة في وضع غير صحيح وبسرعة، قد يتضرر الشريان السباتي أو الأوردة الموجودة في الجزء الخلفي من الرقبة، وهذا يمكن أن يسبب تمزق الأوعية».

طقطقة الرقبة نتائج طقطقة الرقبة

ونتيجة لهذه التمزقات، قد يكون هناك خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الانسدادية أو النزفية. بالإضافة إلى ذلك، قد يتطور الضعف أو فقدان الشعور على جانب واحد من الجسم، تختلف الحالة الصحية للشخص حسب الوعاء الذي يقع فيه الضرر، فيمكن للأوردة الممزقة أن تظهر هذه الأعراض:

- الدوخة والغثيان والقيء

- فقدان التوازن

- صعوبة الكلام

- صعوبة في البلع

- فقدان الرؤية

- متلازمة هورنر «تدلي الجفن في جفن واحد»

- فقدان التعرق في أحد جانبي الجسم

- انقباض حدقة العين

- الشعور بالألم، خاصة في الجزء الأمامي أو الخلفي من الرقبة، بعد حدوث صدع في الرقبة قد يكون من أعراض تمزق الأوعية الدموية.

اقرأ أيضاًقطع بالرقبة والصدر.. أمن الجيزة يكشف ملابسات «خناقة» مدرسة الطالبية

بالشوفان والصبار.. طريقة إزالة اسمرار الرقبة

آثار خنق حول الرقبة.. التصريح بدفن جثة طفل في أطفيح

مقالات مشابهة

  • تعرف على فوائد وأضرار تناول أجنحة الدجاج
  • فرنسا تنفذ ضربات على مواقع لـ«داعش» في سوريا
  • بعد سقوط الأسد..فرنسا: نريد انتقالاً سياسياً يضم الجميع في سوريا
  • ما علاقة تصفح الإنترنت بالصحة العقلية لمن بلغ منتصف العمر؟
  • مفاجأة.. تصفح الإنترنت يحمي مستخدميه من الإصابة بالخرف
  • أبرزها ممارسة الرياضة.. نصائح مهمة لتعزيز وتقوية جهازك المناعي
  • ترطب الجسم وتحسن الهضم.. أفضل مشروبات الشتاء
  • ماء جوز الهند.. 7 فوائد غذائية وتجميلية لمشروب الشتاء
  • خلي بالك.. طقطقة الرقبة تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة