سواليف:
2025-02-01@01:52:22 GMT

الخرف المناعي

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

#الخرف_المناعي

د. #هاشم_غرايبه

يتعرض جسد الإنسان لكثير من الأمراض والعلل، بعضها ناتج عن غزوه من كائنات دقيقة نسميها الجراثيم، والبعض الآخر ناجم عن خلل في أداء وظائفه الحيوية.
الجراثيم الغازية تتصدى لها المناعة الذاتية المزود بها الجسم، فعاجلا أو آجلا تتمكن من القضاء عليها، الخطورة هي عندما لا يمكن لخلايا الدفاع (التائية) التمييز بين العدو الغازي وخلايا الجسم الطبيعية، فتقوم بمهاجمتها اعتقادا منها أنها عدوة، عندها تصبح العلة الأصعب والتي قد تهلك الجسم، وتسمى هذه الحالة بالأمراض المناعية، وهي كثيرة لكن أشهرها الروماتيزم، ويطلق على العمى الذي أصاب الخلايا المناعية فهاجمت بنات جلدها وأهملت تلك الغازية مسمى “الخرف المناعي”.


تعتبر لبنان من أكثر الأقطار العربية تقدما، بسبب طبيعة شعبها المجتهد، وبسبب موقعها الاستراتيجي كنقطة ارتباط بين الشرق والغرب، وليس كما يظن البعض الى أنها منطقة مسيحية، فلا علاقة للمعتقد بالمهارات المعروفة عن اللبناني، خاصة وأن الطائفة المسيحية لا تشكل اكثر من 35 % من مجموع السكان، ويتركز تواجدها في منطقة الجبل، لكن سلبيات هذا التباين في الانتماء الطائفي هو ما الحق الضرر بهذا القطر، فأصاب النظام السياسي بالشلل. وأسباب ذلك هو التدخل الاستعماري الأوروبي، حيث تولدت لدى فرنسا خطة موازية لخطة بريطانيا في أنشائها للكيان اللقيط في فلسطين، فأرادت فرنسا (بحكم التنافس التاريخي بينها وبين بريطانيا) أن تستغل وجود التجمع السكاني الأكبر للطائفة المارونية في المنطقة العربية فتنشئ كيانا مرتبطا بها في لبنان.
بالطبع لم تسنح الظروف لذلك رغم نجاحها بشق المنطقة سياسيا عن سوريا في اتفاق سايكس – بيكو، فلم يتحمس لتوطيد العلاقة مع فرنسا غير الموارنة من بين الطوائف المسيحية الأخرى التي فضلت البقاء على انتمائها العربي، وسبب ذلك يعود الى كثرة الزعامات الاقطاعية الطامحة للسلطة بين الموارنة.
تخطر ببالي حالة الخرف المناعي هذه دائما كلما طالعت كتابات من يسمون أنفسهم باليساريين اللبنانيين وهم ينتفضون كلما ذكرت تركيا في عهد حزب التنمية والعدالة، مع أنهم لم يكونوا بتلك الحساسية تجاهها عندما كانت تحت حكم الأتاتوركيين الكارهين للعرب، كما تتحرك حميتهم القومية عند الحديث عن (الأطماع!) التركية، لكنها تخمد عن التدخلات الفرنسية في لبنان.
مشكلة الأمة بهؤلاء في إصابتهم بالخرف المناعي، فباتوا لا يفرقون بين العدو الغازي وبين ابناء الأمة الحقيقيين واعتقدوا أن عدو الأمة هو عقيدتها الإسلامية، فركزوا هجومهم عليها وعلى من يتحمسون لها.
استرجعت ذلك عندما تذكرت الإستقبال الحار الذي استقبل به الرئيس الفرنسي في بيروت بعد تفجير مينائها، كان ما أشغل بالهم خبر في الجزيرة قال ان صوامع الحبوب التي تدمرت في ميناء بيروت بناها العثمانيون المسلمون، فانتفضوا غضبا وكذبوا ذلك فقالوا أنها بنيت بمنحة كويتية.
من بناها قضية ليست لها قيمة، فقد دمرت وانتهى أمرها، لكنهم لم يهتموا بمن دمرها، إنما اهتموا بنفي أن يكون للأتراك أي فضل، بل يرون فيهم كلهم شر، وأنهم كانوا مستعمرين، وبالتالي فالفضل والتقدير لمن طردهم من بلادنا واحتلنا.
هذا التعامي هو أخطر أنواع الخرف، فهم تناسوا ما فعله الإستعمار الفرنسي في الأمة في بلاد الشام وشمال أفريقيا، ولم يفطنوا إلا لكون الأتراك قد تولوا الحكم في الدولة الإسلامية في آخر أربعة قرون، فأساء قادتهم في آخر خمسين سنة الإدارة، فما ذكروا من أفعالهم إلا فترة الإنحطاط، وتناسوا أفعالهم الجليلة مثل خط الحديد الحجازي، وتجاهلوا حمايتهم ديار الأمة من الغزاة الأوروبيين، وجعلهم المتوسط بحيرة إسلامية، مما حقق العزة والكرامة للأمة طوال قرون.
أليس الفرنسيون هم من فصلوا لبنان عن سوريا الأم، ثم هم فرضوا النظام السياسي المشلول في عام 1958، ثم نظام المحاصصة الطائفي في اتفاق الطائف عام 1989؟.
بالطبع فمن يعانون من الخرف المناعي هم أصلا مصابون بلوثة الرهاب من الإسلام، فلا يرون في الغطرسة الفرنسية مشكلة، فيتقبلونها، ويسكتون عنها… ولا يسمون ذلك خنوعا، بل تنورا وانفتاحا!.
أما آن لهؤلاء المراهنين على قدرتهم على تجريد الأمة من الإسلام وإعادتها الى الجاهلية أن ييأسوا.
وان يفهوا أننا نحن الذين نمثل 95 % من الأمة لن نعود لما يدعوننا إليه.. فمن ذاق طعم العزة بالهدى لا يقبل العودة للعبودية والجهل.

مقالات ذات صلة لماذا محددات سفر الأردنيين إلى سورية؟ 2024/12/29

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: هاشم غرايبه

إقرأ أيضاً:

هل يصعب فقدان الوزن بسبب التقدم بالعمر؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

دائما يتداول الناس أنه مع التقدم في العمر، يصبح فقدان الوزن تحديًا أكبر مقارنة بسن الشباب، ويعود ذلك إلى تغييرات في الجسم والهرمونات والعادات الصحية ومع ذلك من الممكن تحقيق نتائج جيدة إذا تم اتباع الاستراتيجيات المناسبة، وتبرز “البوابة نيوز” أسباب صعوبة فقدان الوزن مع التقدم بالعمر، ونصائح لحلها وفقا لـhealthline:

لماذا يصعب فقدان الوزن مع التقدم بالعمر:
فقدان الوزن يصبح أكثر صعوبة مع التقدم في العمر بسبب مجموعة من التغيرات الفسيولوجية والهرمونية التي تحدث في الجسم. 
تباطؤ معدل الأيض الأساسي:
مع التقدم في العمر، يقل معدل الأيض الأساسي ، وهو المعدل الذي يحرق فيه الجسم السعرات الحرارية أثناء الراحة.
السبب الرئيسي لذلك هو انخفاض كتلة العضلات وزيادة نسبة الدهون، حيث تحرق العضلات سعرات حرارية أكثر من الدهون.
فقدان الكتلة العضلية:
تقل كتلة العضلات بشكل طبيعي مع التقدم في العمر، خاصة إذا لم يكن هناك نشاط بدني منتظم.
هذا التدهور العضلي يجعل الجسم أقل كفاءة في حرق السعرات الحرارية، مما يؤدي إلى زيادة الوزن أو صعوبة فقدانه.
التغيرات الهرمونية:
عند النساء، يبدأ تأثير انقطاع الطمث والذي يؤدي إلى انخفاض هرموني الإستروجين والبروجسترون، مما يزيد من تراكم الدهون خاصة في منطقة البطن.

عند الرجال، ينخفض مستوى هرمون التستوستيرون، مما يؤدي إلى فقدان العضلات وزيادة الدهون.
التغيرات في نمط الحياة:
مع التقدم في العمر، يميل الناس إلى أن يصبحوا أقل نشاطًا بدنيًا بسبب ضغوط الحياة أو الحالة الصحية.
عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أو المعاناة من الإجهاد المزمن يمكن أن يؤثر أيضًا على الوزن.
التغيرات في حساسية الأنسولين:
مع التقدم في العمر، تقل حساسية الجسم للأنسولين، مما يعني أن الجسم يصبح أقل كفاءة في استخدام الجلوكوز، ويزيد من تخزين الدهون.
العادات الغذائية والعوامل النفسية:
قد تزداد الشهية بسبب التوتر أو العادات السيئة المكتسبة مع الوقت.
تناول كميات أكبر من الطعام أو الاعتماد على أطعمة عالية السعرات الحرارية قد يصبح نمطًا معتادًا.
 

الحل لصعوبة فقدان الوزن مع التقدم بالعمر:

زيادة النشاط البدني:
ركز على التمارين التي تحافظ على الكتلة العضلية مثل تمارين القوة بجانب التمارين الهوائية .
حاول ممارسة رياضة يومية مثل المشي، السباحة، أو ركوب الدراجة.
اتباع نظام غذائي متوازن:
ركز على تناول البروتينات الخالية من الدهون لدعم نمو العضلات.

قلل من تناول الكربوهيدرات البسيطة والدهون المشبعة.
اختر أطعمة غنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات لتحسين الشعور بالشبع.
تحسين جودة النوم:
احرص على النوم لمدة 7-8 ساعات يوميًا لأن قلة النوم تؤثر على الهرمونات المرتبطة بالشهية.
إدارة الإجهاد:
قم بممارسة التأمل أو اليوغا للتخفيف من التوتر والإجهاد.

قلل من الكورتيزول (هرمون التوتر) لأنه يزيد من تخزين الدهون.
شرب الماء بكثرة:
شرب كميات كافية من الماء يساعد على تحسين عملية التمثيل الغذائي وتقليل الشهية.
استشارة أخصائي تغذية:
وضع خطة غذائية مخصصة لاحتياجاتك وعاداتك.

المتابعة مع مختص يضمن لك تحسين نمط حياتك بطريقة صحية ومستدامة.
الفحوصات الطبية:
تأكد من عدم وجود مشاكل صحية تؤثر على الوزن مثل قصور الغدة الدرقية أو مقاومة الأنسولين.
تحدث مع طبيبك حول المكملات الغذائية أو العلاج الهرموني إذا لزم الأمر.

مع التقدم في العمر، تصبح إدارة الوزن أكثر تعقيدًا، ولكن مع التخطيط الجيد والالتزام بتغييرات بسيطة ومستدامة في نمط الحياة، يمكنك تحقيق وزن صحي والحفاظ عليه. المفتاح هو الصبر، الاستمرارية، والاهتمام بصحتك كأولوية قصوى.

مقالات مشابهة

  • إضافة الحليب أو الكريمة تقلل من فوائد القهوة
  • هل شرب الماء الساخن مع الليمون له تأثير سحري حقا؟
  • دراسة تؤكد: النشاط البدني يساعد في الوقاية من الخرف
  • طريقة عمل دجاج مشوي مع الخضراوات للدايت
  • لشتاء دافيء| حضري شوربة الطماطم بالريحان
  • وصفة سلطة الفاصوليا الحمراء مع الذرة والخضروات
  • طريقة تحضير كعكة الجزر الصحية
  • دراسة: تقلب مستوى الكوليسترول مؤشر خطر على الخرف
  • حرائق كاليفورنيا تهدد الدماغ والقلب.. دراسة حديثة: تلوث الهواء يزيد من خطر الخرف
  • هل يصعب فقدان الوزن بسبب التقدم بالعمر؟