عثمان جلال: مالك عقار هذه بعض بضاعتنا في مشروع النهضة السودانية
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
(١). تستمد بضاعة حركة الاسلام في السودان صلاحيتها من الالهام التاريخي لأدوارها في صناعة المواقف الوطنية الكبرى منذ المشاركة في التدافع ضد الاستعمار وهي زغب الحواصل في محاضن التعليم الحديث الثانوي وكلية غردون، وكذلك دور اتحاد طلاب جامعة الخرطوم بقيادة الاسلامي دفع الله الحاج يوسف في انجاز عملية السودنة ، ودورها في التصدي لانقلاب عبود عبر اتحاد ج الخرطوم بقيادة الاسلامي جعفر شيخ ادريس (ان اقيموا الدنيا وارجعوا الجيش الى الثكنات).
ثم دورها في صناعة ثورة اكتوبر التي اطاحت بنظام عبود عام ١٩٦٤ حيث كان في طليعة اتحاد طلاب ج الخرطوم حافظ الشيخ الزاكي وربيع حسن احمد ، وكان الدكتور الترابي ايقونة الثورة وهو يشخص بنيويا جذور ازمة الجنوب ويردها لغياب النظام الدستوري الديمقراطي .وايضا دورها في منازلة دكتاتورية النميري عندما كانت حمراء فاقع لونها تسيء الناظرين عبر اتحاد طلاب ج الخرطوم بقيادة الاستاذ علي عثمان محمد طه وانتفاضة شعبان ١٩٧٣ بقيادة احمد عثمان مكي وكان شعارها (ود المكي بطل منا )، ثم دورها في انتفاضة ١٩٨٥ التي اطاحت بالرئيس نميري ، ثم دورها خلال الديمقراطية الثالثة ١٩٨٦ الى ١٩٨٩م في دعم واسناد القوات المسلحة بالمال والرجال والتعبئة المعنوية للوقوف في وجه مشروع الحركة الشعبية العنصري التصفوي بقيادة الدكتور قرنق وذلك عندما خذلها اليسار وثبطت عزائمها الاحزاب التقليدية
(٢).
تستمد بضاعة حركة الاسلام صلاحيتها بدورها في التلاحم مع الجيش الوطني وهزيمة المشروع العسكري والقومي للحركة الشعبية والذي كان ينزع لاختطاف وابتلاع السودان وعلمنته وإلغاء الهوية العربية والاسلامية .حيث قدمت اكثر من عشرين ألف شهيد من اصفياء شبابها وطلابها وشيوخها وعلمائها الافذاذ ،وقيادات الدولة
وتستمد بضاعة حركة الاسلام صلاحيتها من ملاحم وانجازات ثورة التعليم العام والعالي التي حررت الانسان السوداني من ولاءات الخرافة والصنمية الطائفية الى ولاءات الافكار والقيم والبرامج ، والنظام الفيدرالي حيث المجتمع كله من الحي حتى اعلى جهاز تشريعي وتنفيذي في الدولة له سهم في صناعة مشروع النهضة، وثورة الاتصالات ، والطرق القارية ، والكباري والمطارات وثورة النفط والبترول ، ومدينة جياد الصناعية ، ومنظومة الصناعات الدفاعية التي تصنع من الطلقة الى الدبابة ، وصافات لتصنيع الطائرلت ،وسد مروي.
(٣).
هذه حركة بدأت صفوية طلابية في قلاع الحداثة والاستنارة، ثم جماعة ضغط سياسي ، ثم تكثف انتشارها في كل قطاعات المجتمع، وجغرافية السودان حتى بلغت القوى السياسية الثالثة في انتخابات ١٩٨٦، وقفزت بعد مرحلة الدولة لتملك الان اكبر قاعدة مجتمعية في السودان ،وأمهر الخبراء والمهنيين في كل الحقول فهي حركة راسخة الوجود في كل الحواضر والبوادي والبيوت والقطاطي السودانية.
حركة الاسلام تستمد قوتها في تماهيها مع قضايا الامة السودانية المصيرية والوجودية فحيثما تجد مواقف العزة والكرامة والشرف الوطني تجد حركة الاسلام فهي من المجتمع والى المجتمع تحيا لحياة السودان ، وتغضب لغضب السودان، وتثأر لجرح السودان وتتصدى لغاشيات الاستلاب الثقافي والهوياتي ، وتقف مع الجيش والشعب في خندق واحد ضد الاستهداف الاجنبي حتى يتكسر، وتموت وتفنى ويبقى السودان حرا وعزيزا. ثم تنهض من جديد جيلا بعد جيل.
(٤).
القائد مالك عقار ،اذا كان ثبات الاشجار يقاس بمدى عمق جذورها فان حركة الاسلام في السودان هي الاكثر رسوخا في التربة السودانية، فهي حركة سودانية البضاعة والفكرة والثقافة والتدين والمزاج والدين ومن هذه العناصر الخلاقة والالهام التاريخي تستمد مشروعيتها واستمرارها المطلق في دورات الزمان والمكان.
والقصة الطريفة والتليدة عندما قدم اليهودي من الشام ورأى هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم متلفحا بعمامته السوداء يسقي ويقري الحجيج الطعام ويعزم على ذلك بتصميم نبيل حتى انبهر اليهودي وسأل: أهذا نبيء اخر الزمان ؟ فقالوا له هذا هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، هاشم الذي هشم الثريد واطعم الحجيج واستدرك اليهودي قائلا: هذا هو الكرم وليس مثل كرم اهل الشام اهل الجفنة .
القائد مالك عقار هذه بعض انجازات وملاحم وبطولات وصنائع حركة الاسلام في السودان، ولنا ارث من الحكمة والحلم وحب الاخرين وولاء حينما يكذب اهليه الامين ولنا في خدمة الشعب عرق وهكذا نحن ففاخر بنا.
(٥).
القائد مالك عقار لن نجاريك في تمييز مدى ملائمة بضاعتكم السياسية مع المواصفات المعيارية للقضايا الوطنية حاليا لاننا في معركة وجودية تقتضي الاصطفاف والتراص الوطني والتحرر عن الانا الذاتية والحزبية والايديولوجية وبعد ازالة الخطر الوجودي والمتمثل في امبراطورية ال دقلو العسكرية والاقتصادية ، على كل الاحزاب السياسية تقديم بضاعتها
القديمة والجديدة للمجتمع السوداني فهو قوام المشروعية في القضايا التأسيسية والمرجعية في البازار الانتخابي والديمقراطي .
مالك عقار اعرض عن هذا وتحلى بعقل وسلوك القادة الكبار عند المنحنيات الوطنية الكبرى ولك في مواقف ملوك الشمس والظل عمارة دونقس، وبادي ابوشلوخ، وابولكيلك ومحمد ود عدلان نماذج إلهام وعزة وفخار ،فكن حيث كانوا ومعاندة التاريخ حماقة وقلة عقل.
عثمان جلال
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی السودان مالک عقار دورها فی
إقرأ أيضاً:
أحمد عثمان: قانون لجوء الأجانب هدف لتحقيق توازن بين حقوق الإنسان والأمن القومي
أكد المهندس أحمد عثمان، عضو مجلس النواب، على أهمية مشروع القانون المُقدم من الحكومة بإصدار قانون لجوء الأجانب والذي وافق عليه مجلس النواب نهائيا، ويتناول تنظم شئون اللاجئين من منطلق التزام الدولة بمسئوليتها الإنسانية تجاه اللاجئين وتحقيق توازن بين حماية اللاجئين والحفاظ على الأمن القومي الوطني بما يتوافق مع المعاهدات الدولية وبالتعاون مع المفوضية السامية بالأمم المتحدة لشئون اللاجئين.
وقال عثمان، إن مشروع القانون يهدف إلى وضع تنظيم قانوني لأوضاع اللاجئين وحقوقهم والتزاماتهم المختلفة في إطار الحقوق والالتزامات التي قررتها الاتفاقيات الدولية التي انضمت مصر إليها، وذلك لضمان تقديم جميع أوجه الدعم والرعاية للمستحقين، من خلال إنشاء اللجنة الدائمة لشئون اللاجئين، لتكون هى الجهة المختصة بكافة شؤون اللاجئين بما في ذلك المعلومات والبيانات الإحصائية الخاصة بهم، وذلك في إطار استمرار تقديم الدعم والمساندة الكاملة للاجئين.
وأشار عضو مجلس النواب إلى أن مشروع القانون جاء متوافقاً مع المبادئ الدستورية والاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية، كما أنه يعد خطوة هامة نحو تنظيم ملف اللاجئين لضمان تحقيق توازن بين حماية حقوق الإنسان والحفاظ على الأمن القومي المصري، مؤكدا أنه جاء لوضع إطار قانوني لتوفيق أوضاع اللاجئين بما يسهم فى تقديم مزيد من التسهيلات للمستحقين منهم سواء فى الدراسة أو العمل، والرعاية الصحية، وغيرها من الأمور التى تكفل لهم حياة كريمة.
وأكد عثمان أن إنشاء لجنة دائمة لشئون اللاجئين تسهل على الدولة المصرية التعامل مع الجهات والمنظمات الدولية، مشيراً إلى ضرورة إلزام المجتمع الدولى بالمشاركة، وتقاسم أعباء اللاجئين، لافتاً إلى مشروع القانون تضمن عدداً من الحقوق التى يتمتع بها اللاجئ فور اكتسابه هذا الوصف.
منها: حقه فى العمل والحصول على الأجر المناسب لقاء عمله، وحق الطفل اللاجئ فى التعليم الأساسى، والحق فى الاعتراف بالشهادات الدراسية الممنوحة فى الخارج للاجئين وفقاً للقواعد المقررة قانوناً للأجانب، وكذلك حقه فى الحصول على رعاية صحية مناسبة، مشدداً على أن مشروع القانون يعكس التزام مصر العميق بمسئولياتها الدولية تجاه اللاجئين مع الحرص على تحقيق التوازن بين الحماية الإنسانية للأفراد واستقرار الأمن القومى المصرى.