قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن هناك تحركات سريعة وكبيرة تحتاج إلى الكثير من الجهود والتنسيق على أرض الواقع في سوريا، موضحًا أن هذه الخطوات يجب أن تنتقل من دائرة الكلمات إلى واقع الفعل، وذلك من خلال تطبيق خارطة الطريق التي تحدث عنها اليوم أحمد الشرع، قائد العمليات العسكرية في سوريا.

وأشار الدكتور فارس، خلال مداخلة على قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن المرحلة الانتقالية تحتاج إلى ضغط زمني، مؤكدًا أن إطالة أمد هذه المرحلة، التي قد تمتد لأكثر من أربع سنوات، لن تكون في صالح الاستقرار، موضحًا أن هذه المدة تشمل العمل على تشكيل لجنة دستورية، ثم وضع دستور جديد للبلاد، وهي خطوات تتطلب توافقًا كبيرًا، مما يستلزم تقليل الفترة الزمنية المخصصة لهذه العملية.

الشرع: سوريا لن تكون مصدر إزعاج لأحد وسنعلن عن حل جميع الفصائلروسيا: لم نتلق أي طلبات من سوريا لمراجعة الاتفاقات بشأن القواعد العسكريةأحمد موسى: مصر لا تتدخل بشئون سوريا أو أي دولة في العالم.. الأرصاد تحذر: منخفض جوي قادم من البحر المتوسط يضرب مصر| أخبار التوك شوعدم الاستقرار السياسي

وأضاف أن الفترات الانتقالية الطويلة تؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي، مما يفتح المجال أمام ما يُعرف بـ"الفوضى الخلاقة"، لذلك، شدد على ضرورة اختصار هذه المرحلة الانتقالية، والعمل على تكوين لجنة دستورية شاملة تضم جميع الطوائف السورية، بحيث لا يكون التركيز على حماية الأقليات فقط، بل على تحقيق مفهوم دولة المواطنة.

وأكد الدكتور فارس أن الهدف يجب أن يكون تعظيم قيمة الدولة الوطنية السورية، مع ضمان مشاركة جميع الأطراف في بناء مؤسسات الدولة لتحقيق الاستقرار والازدهار.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوريا اخبار التوك شو اخبار سوريا صدى البلد المزيد

إقرأ أيضاً:

خارطة طريق نحو استقرار السودان بعد تحرير الخرطوم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد أن نجح الجيش السوداني في استعادة الخرطوم، بدا وكأن صفحة جديدة تُفتح في تاريخ البلاد، لكنها ليست صفحة بيضاء تمامًا، إذ ما زالت السطور مليئة بالتحديات والمخاوف من اضطرابات قد تعرقل مسيرة الاستقرار. فالنصر العسكري، مهما كان عظيمًا، لا يضمن وحدة تحقيق السلام، بل يظل نجاح المرحلة القادمة مرهونًا برؤية واضحة وإرادة سياسية قادرة على بناء دولة متماسكة. وهنا يبرز السؤال الأهم: كيف يرى الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان مستقبل السودان؟ وهل تكون هذه المرحلة بداية لشراكة حقيقية بين المكون العسكري والمدني، أم أن الصراعات ستواصل فرض الفوضى؟.

البرهان، الذي قاد الجيش خلال واحدة من أعقد الفترات في تاريخ السودان، يدرك أن المعركة لم تنتهِ بعد. ففي تصريحات سابقة له شدد على أن إعادة إعمار السودان تتطلب تضافر الجهود الوطنية والإقليمية والدولية، مؤكدًا أن الاستقرار لن يتحقق إلا بإقامة دولة مدنية قوية قادرة على استيعاب الجميع. لكن تحقيق هذه الرؤية يظل مرتبطًا بمدى قدرة الجيش والقوى المدنية على تجاوز صراعات الماضي والبحث عن أرضية مشتركة تمهد لبناء سودان جديد.

وليس خافيًا أن تجربة السودان مع الشراكة بين المكونين العسكري والمدني لم تكن سلسة في السابق، فقد شهدت البلاد انتكاسات سياسية عدة بسبب غياب الثقة والصراع على السلطة. ومع ذلك، فإن الظروف الحالية قد تدفع الجميع إلى إعادة التفكير في شكل العلاقة بين الطرفين، فالحكم العسكري وحده لن يجلب الاستقرار، كما أن القوى المدنية لا تستطيع قيادة البلاد في ظل غياب مؤسسة أمنية قوية. هذه المعادلة تجعل من التوافق بين الطرفين ضرورة وليس خيارًا، إذ أن أي محاولة لإقصاء طرف على حساب الآخر لن تؤدي إلا إلى إعادة إنتاج الأزمة من جديد.

ورغم استعادة الجيش السيطرة على الخرطوم، فإن مناطق أخرى لا تزال تشكل بؤرًا قابلة للاشتعال، مما يجعل الاستقرار الشامل تحديًا معقدًا. فإقليم دارفور، الذي شهد لعقود نزاعات دامية، لا يزال مسرحًا للتوترات العرقية والصراعات المسلحة، خاصة في مدن مثل الجنينة ونيالا. أما جنوب كردفان والنيل الأزرق، فتعانيان من توترات بين الحكومة والحركات المسلحة، مدفوعةً بالتهميش السياسي والاقتصادي. وحتى شرق السودان، رغم هدوئه النسبي، يظل عرضة لاضطرابات قبلية وتنافس على الموارد قد يهدد استقراره في أي لحظة.

إن مواجهة هذه التحديات تتطلب حلولًا تتجاوز المقاربة الأمنية التقليدية، فالسودان بحاجة إلى رؤية تنموية شاملة تضمن توزيعًا عادلًا للثروة، وإصلاحات جذرية في القطاع الأمني تضمن إعادة هيكلة القوات المسلحة ودمج الفصائل العسكرية في جيش وطني موحد. كما أن إطلاق حوار وطني يجمع كل المكونات السياسية والقبلية بات ضرورة لا غنى عنها لصياغة رؤية وطنية متكاملة. وبينما تبدو المصالحة الوطنية خيارًا صعبًا في ظل تراكمات الماضي، فإن تجاهلها قد يؤدي إلى إعادة إنتاج النزاعات بشكل أكثر تعقيدًا.

ورغم كل التعقيدات، فإن السودان اليوم أمام فرصة قد لا تتكرر، فإما أن يكون تحرير الخرطوم خطوة أولى نحو بناء دولة مستقرة تتجاوز أزمات الماضي، أو تظل البلاد عالقة في دوامة الصراعات التي عطّلت تقدمها لعقود. 

وبينما لا تزال التحديات قائمة، يبقى الأمل معلقًا على قدرة السودانيين، مدنيين وعسكريين، على تجاوز خلافاتهم والعمل معًا من أجل مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا.

رغم أن تحرير الخرطوم كان خطوة كبيرة نحو استعادة الدولة، إلا أن أول اختبار حقيقي سيواجه البرهان هو التعامل مع الوضع في إقليم دارفور، الذي لا يزال يعاني من توترات عرقية وصراعات مسلحة معقدة. فالإقليم، الذي كان ساحةً رئيسية لمعارك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، يشهد اليوم تناميًا في المطالبات بالانفصال، مدفوعةً بالشعور بالتهميش والدمار الواسع الذي خلفته الحرب، وإذا لم تتحرك الحكومة سريعًا لمعالجة هذه الأزمة عبر حلول تنموية وسياسية حقيقية، فقد تجد نفسها أمام سيناريو شبيه بما حدث في جنوب السودان، حيث قاد التهميش والإقصاء في النهاية إلى الانفصال. على البرهان أن يدرك أن الحسم العسكري وحده لن يكون كافيًا، بل يجب أن يكون هناك مسار سياسي واضح يدمج دارفور في مستقبل السودان بطريقة عادلة ومستدامة.

وفي ظل هذه التحديات، يبقى السؤال المطروح هل انتهت ميليشيات الدعم السريع تمامًا، أم أنها لا تزال قادرة على تهديد مستقبل السودان؟ رغم الضربات القوية التي تلقتها هذه القوات خلال الحرب، وتفكك بنيتها القيادية، إلا أن خطرها لم يختفِ تمامًا، إذ لا تزال بعض وحداتها منتشرة في جيوب داخل دارفور والمناطق الحدودية، حيث قد تعيد ترتيب صفوفها أو تلجأ إلى حرب العصابات لإطالة أمد الصراع. كما أن أي دعم خارجي محتمل أو تحالفات جديدة قد يمنحها فرصة للعودة إلى المشهد، مما يعني أن الجيش السوداني لا يزال بحاجة إلى استراتيجية طويلة الأمد للقضاء على أي تهديد محتمل، سواء عبر الحلول العسكرية أو تفكيك البيئة الحاضنة لها سياسيًا واقتصاديًا.

مقالات مشابهة

  • الناتو: الحلف لا يملك حالياً خططاً لإقامة علاقات مع سوريا الجديدة
  • قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ودينية متصاعدة
  • حزب المؤتمر: الاقتصاد المصرى يشهد حالة استقرار بشهادة دولية وننتظر المزيد من الاستثمارات
  • أخبار التوك شو| انقطاع الكهرباء عن جميع أنحاء سوريا.. قصف إسرائيلي جديد على الضاحية الجنوبية لبيروت
  • انقطاع الكهرباء عن جميع أنحاء سوريا جراء عدة أعطال
  • الإصلاح والنهضة: علاقات مصر وأمريكا تمثل أحد محاور التوازن في الشرق الأوسط
  • خلصنا بقى... الرامي: آن الأوان لأن نحظى جميعًا بفترة من الاستقرار
  • خارطة طريق نحو استقرار السودان بعد تحرير الخرطوم
  • قطع الطريق على إسرائيل..الرئاسة الفلسطينية: على حماس إنهاء المواطنين في غزة
  • حماس تطالب بضمانات دولية وعائلات الأسرى الإسرائيليين تشكو النسيان