أبحاث تدرس آلاف البلاغات عن مشاهدة أجسام طائرة لا علاقة لها بالفضاء
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
برلين "د.ب.أ": كرس هانزيورجن كولر نفسه طوال عقود، للبحث في حقيقة الأجسام الطائرة المجهولة.
وأول شيء يصر كولر على توضيحه في بداية حوارنا، هو أنه في مكان عمله وهو "شبكة الأبحاث المركزية للظواهر السماوية غير العادية" والتي تعرف باسمها المختصر (سيناب)، لا يوجد من يعتقد بوجود كائنات فضائية كامنة في مكان ما على كوكب الأرض.
ويقول كولر وهو مؤسس ومدير مكتب تسجيل الأجسام الطائرة المجهولة في ألمانيا (سيناب)، "إننا نختلف عن الدارسين لهذا المجال الذين يزعمون أن هناك وجودا للكائنات الفضائية على الأرض"، ويوضح أن بعضهم يزعم أنه يوجد 113 من الكائنات الفضائية بعضها فارق الحياة والآخر لا يزال حيا في أماكن خفية بالولايات المتحدة، بعد أن سقط على الأرض 30 من الأطباق الطائرة التي كانت تحملهم.
ويؤكد كولر قائلا "هذه المقولة لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، وتتعارض مع الخبرات التي اكتسبناها طوال 50 عاما من الأبحاث العملية النشطة".
ويوضح أن شبكة "سيناب" درست حتى الآن أكثر من 11 ألف تقرير، خاص بالمشاهدات السماوية غير العادية، وحللت مئات من الصور ومقاطع الفيديو التي التقطت، ويمكن أن تعزى إلى أسباب طبيعية وأرضية وليست سماوية.
ويشير كولر إلى أنه بينما يوجد حاليا 119 حالة لم يتم فك غموضها، فإنه ليس هناك سبب يدعو إلى الدخول في تكهنات، ويقول إن المشكلة المتعلقة بهذه الحالات تتمثل في أنها تفتقر إلى البيانات الأساسية مثل تاريخ ووقت ومكان مشاهدتها.
وبالنسبة لأولئك الذين تطرأ على أذهانهم على الفور فكرة الكائنات الفضائية، يذكرنا كولر بأن الاختصار (يو.إف.أو)، يعني: جسم طائر مجهول الهوية.
وأسس كولر شبكة "سيناب" لتكون "نقطة اتصال لجميع الذين يريدون تفسيرا لظاهرة لاحظوها ولم يفهموها".
وتتلقى الشبكة التي تم تأسيسها عام 1976 دعما من وكالة الفضاء الأوروبية، وشركة مراقبة الحركة الجوية الألمانية.
ويقول كولر إن نوعية الحالات التي تم الإبلاغ عنها لشبكة "سيناب"، تغيرت إلى حد كبير على مر العقود.
ففي الثمانينيات من القرن العشرين أثارت مشاهدة المناطيد الصغيرة التي تعمل بالهواء الساخنِ ضجة، وتلا ذلك في التسعينيات مشاهدات الأشعة التي تطلق في السماء لتعقب الأهداف، وكذلك الأضواء المنبعثة من قاعات الديسكو.
وفي مطلع الألفية شهدت الشبكة زيادة، في عدد حالات الإبلاغ عن مشاهدات الأجسام المجهولة، ويرجع السبب في ذلك إلى الفوانيس الصينية التي تطلق في الهواء احتفالا بالعام الصيني الجديد، وخلال العقد الثاني من القرن الحالي دخلت الطائرات المسيرة سواء التي تطلق لأغراض خاصة أو صناعية في قائمة المشاهدات.
ومنذ نحو خمسة أعوام انعكس نجاح شركة "سبيس إكس"، التي يمتلكها ملياردير التكنولوجيا إيلون ماسك، على التقارير التي تم إبلاغها إلى (سيناب)، حيث أن الأقمار الاصطناعية ستارلينك التابعة للشركة، أسهمت في زيادة أعداد مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة.
ويوضح كولر قائلا إنه "في السنوات العادية، نتلقى عادة ما يتراوح بين 300 إلى 400 حالة مشاهدة، غير أنه خلال الأعوام الخمسة الماضية ارتفع الرقم إلى ما بين 700 إلى 900 مشاهدة".
وسجلت الشبكة خلال عام 2024 حتى 20 أكتوبر، أكثر من 850 حالة مشاهدة، ومن المتوقع أن يتجاوز هذا الرقم 1000 مشاهدة بحلول نهاية العام الحالي.
ولكن لا يمكن أن نرجع كل الحالات، إلى شبكة الأقمار الاصطناعية التي يمتلكها ماسك، والتي تهدف إلى تغطية جميع أنحاء العالم بشبكة الإنترنت.
كما يوضح كولر أن ما يعرف بالحرق أي نقطة الاشتعال في الصواريخ الفضائية في المدار، يدفع الناس أحيانا إلى الإبلاغ عن مشاهدة جسم مجهول، "لأن هذا الاشتعال يسبب تكوينات رائعة في كبد الليل بالسماء عندما تلقي الشمس ببدايات ضيائها".
ويقوم الباحثون بمقارنة الصور ومقاطع الفيديو عن المشاهدات التي يتم الإبلاغ عنها، بالبيانات المكثفة الموجودة في الأرشيف ويرجع تاريخ جمعها إلى عام 1973، ويضيف كولر "يؤدي هذا الإجراء عادة إلى تحديد نوعية المشاهدة المعنية".
ويتابع كولر قائلا إنه على الرغم من الاعتقاد بأن الأشخاص الذين يؤمنون بوجود الكائنات الفضائية، هم وحدهم من يبلغون عن المشاهدات المجهولة الهوية، "فإننا نتلقى تقارير عن هذه المشاهدات من أشخاص من كل الأعمار والمهن".
ويشير إلى أن "ما نسبته 99% من هذه الفئات المختلفة المشارب، يريدون منا أن نشرح لهم طبيعة المناظر التي شاهدوها، وهم لا يلجأون إلينا وهم يظنون أنهم شاهدوا سفينة فضاء تحمل كائنات فضائية".
ويقول كولر "بالطبع يوجد ما نسبته 1% منهم مقتنعون بأنهم شاهدوا سفينة تحمل كائنات فضائية، ويشعرون بالإحباط عندما نحدد أن السبب في الصورة التي شاهدوا يتعلق بواقعة أرضية وليست فضائية".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الإبلاغ عن
إقرأ أيضاً:
موقع عسكري: ما أنواع أهداف الضربات الأمريكية في اليمن التي تستخدم فيها صواريخ مضادة للإشعاع الثمينة؟
أُطلقت طائرة هجومية إلكترونية من طراز Growler مزودة بأربعة صواريخ AGM-88 مضادة للإشعاعات في مهمة، في الوقت الذي لا تزال فيه الدفاعات الجوية الحوثية تُشكل مشكلة.
ظهرت صورٌ نادرةٌ لطائرة هجوم إلكتروني من طراز EA-18G Growler، تتضمن أربعة نماذج من صاروخ AGM-88E الموجه المتطور المضاد للإشعاع (AARGM)، أو ربما صاروخ AGM-88 عالي السرعة المضاد للإشعاع (HARM) الأقدم، وذلك خلال عملياتٍ جارية ضد أهدافٍ حوثية في اليمن، وفق لموقع الحرب الأمريكي ووفق موقع "War zone".
وبينما لا تزال تفاصيلُ الدفاعات الجوية الحوثية والرادارات وأجهزة الاستشعار المرتبطة بها غامضةً، تُؤكد الصورُ استمرارَ التهديد الذي تُمثله. سنُقدم قريبًا تحليلًا مُعمّقًا للدفاعات الجوية الحوثية. مع ذلك، تجدر الإشارة أيضًا إلى إمكانية استخدام صاروخ AARGM ضد أهدافٍ أخرى مُحددة، بما في ذلك أهدافٌ أرضيةٌ غير مُرتبطةٍ بالدفاعات الجوية.
نُشرت الصور الاثنين الماضي على شكل فيديو نشرته القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) على موقع X. يُظهر هذا الفيديو طائرة EA-18G Growler التابعة لسرب الهجوم الإلكتروني 144 (VAQ-144)، "البطارية الرئيسية"، وهي تُطلق من على سطح حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان (CVN 75). بالإضافة إلى الصواريخ الأربعة المضادة للإشعاع، تحمل الطائرة أيضًا صاروخين من طراز AIM-120 المتقدم متوسط المدى جو-جو (AMRAAMs) وثلاثة خزانات وقود خارجية سعة 480 جالونًا.
صورة مقربة لصاروخين مضادين للإشعاع أسفل الجناح الأيمن لطائرة VAQ-144 EA-18G. لقطة من شاشة القيادة المركزية الأمريكية.
تُرى طائرات EA-18G بانتظام وهي تحمل صاروخين مضادين للإشعاع تحت أجنحتها، بما في ذلك في العمليات ضد الحوثيين، على الرغم من أن مجموعة من أربعة صواريخ أقل شيوعًا بكثير. عادةً ما تُخصص المحطات الأخرى لوحدات التشويش المختلفة التي تحملها طائرة غرولر، والتي يُمكنك الاطلاع عليها بمزيد من التفصيل هنا. ومع ذلك، لا يزال هذا حمولة ثابتة، وإن كانت نادرة، لطائرتي EA-18G وF/A-18E/F سوبر هورنت. حتى طائرة F/A-18C/D القديمة يُمكنها حمل صواريخ مضادة للإشعاع على محطاتها الخارجية تحت الأجنحة أيضًا.
تُطلق نفس الطائرة VAQ-144 EA-18G من حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس. ترومان (CVN 75). لقطة شاشة من القيادة المركزية الأمريكية.
ظهرت طائرات EA-18G في عمليات ضد الحوثيين بحمولات أخرى مثيرة للاهتمام، حيث حصلت طائرات غرولر على قدرات صواريخ جو-جو موسعة من خلال خيارات إضافية لحمل صواريخ AIM-120 AMRAAM. هذه الأسلحة مُصممة أساسًا لمواجهة طائرات الحوثي المُسيّرة فوق البحر الأحمر وحوله.
في غضون ذلك، شوهدت طائرات F/A-18E/F المتمركزة على حاملات الطائرات وهي تحمل مجموعة واسعة من الذخائر جو-أرض خلال هذه العمليات. وتشمل هذه الذخائر سلاح المواجهة المشترك AGM-154 (JSOW) وصاروخ الهجوم الأرضي المواجهة AGM-84H - الاستجابة الموسعة، والمعروف باسم SLAM-ER. أما ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAMs) الأكثر شيوعًا، والتي شوهدت أيضًا وهي تُجهّز طائرات سوبر هورنت التي تضرب أهدافًا في اليمن، والمجهزة تحديدًا بأجسام قنابل "خارقة للتحصينات".
السؤال المهم الذي تثيره هذه الصور الأخيرة هو أنواع الأهداف التي تُلاحق باستخدام هذه الصواريخ المضادة للإشعاع الثمينة.
يدير الحوثيون دفاعات جوية أرضية، وعلى الرغم من أن أنواع الرادارات وأجهزة الاستشعار التي يستخدمونها لكشف الأهداف وتوجيهها غير معروفة على نطاق واسع، إلا أنها تُشكّل تهديدًا كبيرًا بلا شك. وعلى وجه الخصوص، فقد ألحقوا خسائر فادحة بطائرات MQ-9 بدون طيار - ففي الشهر الماضي، ذكرت صحيفة ستارز آند سترايبس أن المسلحين اليمنيين أسقطوا 12 طائرة من طراز Reaper منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، نقلاً عن مسؤول دفاعي أمريكي لم يكشف عن هويته.
دأب الجيش الأمريكي على استهداف الرادارات التي تمتلكها المجموعة، بما في ذلك رادارات مراقبة السواحل البحرية المستخدمة لاستهداف السفن. في الوقت نفسه، يبرز مستوى التهديد الذي لا تزال تُشكله هذه الدفاعات الجوية مع وصول قاذفات الشبح B-2 في العمليات الجارية، بالإضافة إلى الاستخدام المستمر للذخائر البعيدة باهظة الثمن.
على الأرجح، هذه الصواريخ هي صواريخ موجهة مضادة للطائرات (AARGM)، وهي تطوير مباشر لصاروخ HARM الأقدم، المصمم أساسًا لقمع وتدمير الدفاعات الجوية للعدو. يمكن استخدام هذا بشكل دفاعي لحماية الأصول الجوية الأخرى أو تحديدًا لمهاجمة الدفاعات الجوية بشكل استباقي. يمكن لصاروخ AARGM الوصول إلى أهداف على بُعد أكثر من 80 ميلًا والوصول إلى سرعات تزيد عن ضعف سرعة الصوت.
التكوين الأساسي لصاروخ AARGM AGM-88E. Orbital ATK
يختلف صاروخ AARGM عن صاروخ HARM من نواحٍ عديدة، حيث يتميز بقدرته على إصابة رادار التهديد بدقة عالية حتى مع توقفه عن إصدار الإشعاع. قد يُغلق مُشغِّل الدفاع الجوي للعدو راداره أثناء الهجوم، لكن الصاروخ AARGM سيظل قادرًا على ضربه بدقة متناهية. حتى لو كان المُرسِل مُتحركًا وبدأ بالتحرك بعد إغلاقه، يظل الصاروخ AARGM قادرًا على ضربه، مُوجَّهًا بباحث راداري نشط يعمل بموجات المليمتر.
بفضل قدرته على توجيه ضربات دقيقة من مسافة بعيدة، يلعب صاروخ AARGM دورًا ثانويًا كسلاح هجومي سريع الاستجابة ضد أهداف غير مرتبطة بالدفاع الجوي. في هذا السيناريو، يُبرمج الصاروخ لضرب إحداثيات محددة بدلًا من التركيز على الانبعاثات. تجعله سرعته العالية ومداه أداةً فعالةً جدًا لاستهداف الأهداف بدقة وحساسية زمنية في هذا النوع من المواجهات.
في العام الماضي، أثناء نشر حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي. أيزنهاور (CVN-69) في منطقة الأسطول الخامس الأمريكي، أكدت البحرية لـ TWZ أن أول استخدام قتالي لصاروخ AARGM كان من صاروخ E/A-18G نُشر على متن تلك السفينة الحربية.
وفي الوقت نفسه، أكدت لنا البحرية أن صاروخ EA-18G مُخصص لطائرات VAQ-130 "Zappers"، من حاملة الطائرات دوايت دي. أيزنهاور، قد استخدم صاروخ AARGM لتدمير طائرة هليكوبتر هجومية من طراز Mi-24/35 Hind في اليمن.
بالنسبة لهدف غير باعث للإشعاعات مثل "هيند"، من المرجح أن يكون أحد عناصر "سلسلة التدمير" البحرية أو المعلومات الاستخباراتية السابقة للمهمة قد رصد الهدف، واستُخدم صاروخ AARGM لتدميره أثناء وجوده على الأرض، مستخدمًا نظام تحديد المواقع العالمي (GPS/INS) للوصول إلى الهدف، ثم توجيهه نحوه باستخدام رادار الموجات المليمترية.
وبناءً على طلب بموجب قانون حرية المعلومات (FOIA)، تلقت TWZ تأكيدًا لبعض أنواع الأهداف الموضحة في "علامات التدمير" على طائرات EA-18G محددة شوهدت على متن حاملة الطائرات دوايت دي أيزنهاور العام الماضي. ومن بين هذه الأهداف، أشار أحدها إلى تدمير مروحية (هيند المذكورة آنفًا)، واثنتان إلى طائرات مسيرة حوثية أُسقطت فوق البحر الأحمر، أما الستة المتبقية فكانت رادارات حوثية غير محددة.
يُعدّ التكوين الصاروخي المضاد للإشعاعات الثقيل وغير المعتاد لطائرة EA-18G المذكورة أحدث مؤشر على أن الدفاعات الجوية للحوثيين أكثر تطورًا مما يعتقده الكثيرون، وأنهم بعد كل هذه الأشهر ما زالوا يشكلون تهديدًا تُركّز البحرية الأمريكية بوضوح على القضاء عليه.
ترجمة خاصة بالموقع بوست