كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" في تحقيق حصري، استنادًا إلى تحديثات قدمتها إسرائيل للولايات المتحدة، عن تفاصيل جديدة حول عملية "البيجر" وصولا إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. وتعكس العملية عمق التغلغل الإسرائيلي على مدار نحو عقدين من العمل الاستخباراتي المعقد.

اعلان

بحسب الصحيفة الأمريكية، كان نصر الله في اللحظات الأخيرة من حياته لا يزال يعتقد أن إسرائيل لن تتمكن من القضاء عليه.

ففي نهاية سبتمبر 2023، انتقل نصر الله للإقامة في مخبأ محصن تحت الأرض على عمق 12 مترًا، حيث شدد مساعدوه على ضرورة اتخاذ مزيد من الاحتياطات.

ومع ذلك، أشارت المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها إسرائيل وشاركتها مع حلفائها الغربيين، إيران حذرت نصر الله لكنه تجاهلها، ولم يكن يعلم أن وكالة الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" كانت تتابع تحركاته عن كثب نتيجة لجهود استخباراتية امتدت على مدى عقدين.

امرأة تضيء شموعًا في الموقع الذي قُتل فيه الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان، 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024AP PhotoRelatedتفاصيل جديدة: خامنئي حذر نصر الله قبل أيام من الاغتيال والأمين العام لحزب الله آثر البقاء في لبنانصوت نصر الله وصوره في الضاحية الجنوبية لبيروت.. الآلاف يحيون ذكرى اغتيال أمين حزب الله في حارة حريككيف أظهر اغتيال نصر الله مدى الاختراق الإسرائيلي العميق لحزب الله؟ نعيم قاسم.. كيف أصبح أستاذ الكيمياء نائبًا لحسن نصر الله وأمينا عاما لحزب الله؟بناء شبكة من المصادر الاستخباراتية

في العام 2006، انتهت حرب لبنان الثانية دون حسم واضح لكت الحزب أكد انتصاره في حرب تموز، وعادت إسرائيل تجر ذيل انتكاستها بحسب مؤرخين عسكريين إسرائيليين، وقد شكلت نقطة انطلاق لعمليات استخباراتية مستمرة. وفقًا للصحيفة، زرعت إسرائيل أجهزة تتبع على صواريخ "فجر" التابعة لحزب الله، وهو ما مكنها من الحصول على معلومات حيوية حول مواقع الأسلحة السرية والمخابئ التابعة للحزب.

كما توسعت شبكة المصادر البشرية داخل حزب الله بعد الحرب، حيث جند الموساد العديد من الأفراد في لبنان، ما عزز قدراته الاستخباراتية بشأن مواقع القواعد العسكرية لحزب الله.

مقاتلون من حزب الله اللبناني يتدربون في جنوب لبنان، 21 مايو 2023AP

وفي عام 2012، نجحت وحدة (8200) الإسرائيلية في جمع معلومات دقيقة حول مواقع قادة حزب الله ومخابئهم. هذه المعلومات ساعدت في تعزيز الثقة بين وكالات الاستخبارات الإسرائيلية، ما هيأ الأرضية لعمليات عسكرية مكثفة لاحقاً.

بعد ذلك، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحدة (8200) في تل أبيب حيث تلقى تقريرًا مفصلًا عن حزب الله، وفي تلك الزيارة قال قائد الوحدة لنتنياهو: "الآن يمكنك مهاجمة إيران".

رئيس هيئة الأركان العامة هرتسي هاليفي ومدير جهاز الأمن العام رونين بار ورئيس الموساد الإسرائيلي دافيد بارنيا في مقبرة جبل هرتزل العسكرية في القدس يوم الأحد 27 أكتوبر 2024APتحويل أجهزة الاتصال إلى قنابل قاتلة

في السنوات التالية، واصل الموساد تطوير شبكة المعلومات الاستخباراتية، مع التركيز على اختراق أجهزة الاتصال التي كان حزب الله يستخدمها. في عام 2014، قررت إسرائيل استغلال توقف شركة يابانية عن تصنيع أجهزة راديو معينة طلبها حزب الله.

فبدأ الموساد بتصنيع نسخ مقلدة لهذه الأجهزة وإدخالها إلى لبنان عبر شبكة من الشركات الوهمية. وفي 2018، تم تطوير خطة لإخفاء متفجرات داخل بطاريات هذه الأجهزة، مما حولها إلى قنابل قابلة للتفعيل عن بعد.

وفي شهر آذار/مارس 2023، عرض جهاز الاتصال المعدل على نتنياهو، الذي كان متشككًا في قوته. لإثبات فعاليته، قام نتنياهو بإلقاء الجهاز على الجدار، مما أدى إلى تدمير الجدار بينما ظل الجهاز سليمًا. وفي خريف 2023، تم إرسال هذه الأجهزة إلى حزب الله، وهي تحتوي على متفجرات جاهزة للتفعيل عن بعد.

فأما في تشرين الأول/ أكتوبر من العام ذاته، أي بعد هجوم طوفان الأقصى واندلاع الحرب على غزة، استمرت إسرائيل في تطوير خططها لمواجهة حزب الله، مع التركيز على اختراق أجهزة الاتصال التي كان يستخدمها الحزب.

في أيلول/سبتمبر 2024، اكتشف محللو المخابرات الإسرائيلية أن أحد الفنيين في حزب الله كان قد بدأ يشك في وجود متفجرات داخل أجهزة الاتصال وأرد إرسالها إلى إيران لفحصها، وبسرعة، تم استهدافه في غارة جوية أدت إلى مقتله.

سيارة إسعاف تحمل جرحى بعد انفجار أجهزة الاستدعاء المحمولة باليد، في الضاحية الجنوبية لبيروت، لبنان، الأربعاء 18 سبتمبر/أيلول 2024Bilal Hussein/AP

في 16 سبتمبر 2024، اجتمع نتنياهو مع مسؤولي الأمن، حيث اتفقوا على تنفيذ عملية تفجير أجهزة الاتصال. وفي اليوم التالي، تم تفعيل العملية التي أسفرت عن انفجار الأجهزة في وقت قياسي، مما أسفر عن مقتل على عدد من القيادات العسكرية لحزب الله.

جهاز اتصال لاسلكي انفجر داخل منزل، في بعلبك، شرق لبنان، الأربعاء، 18 سبتمبر/أيلول 2024AP

وعلى مدار عام كامل، عملت إسرائيل على تطوير خططها الحربية ضد حزب الله، بما في ذلك استهداف كبار قادة الحزب. وبعد سلسلة من العمليات الاستخباراتية الدقيقة والمركزة، تم اتخاذ القرار النهائي في 2024 باغتيال حسن نصر الله، ليُسدل الستار على مرحلة طويلة من التخطيط الاستخباراتي العميق والتسلل داخل صفوف حزب الله الذي كان شوكة مؤلمة في حلق إسرائيل لسنين طويلة.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الموساد وتفجيرات البيجر.. عميلان سابقان يكشفان تفاصيل جديدة عن العملية التي هزت حزب الله الجيش الإسرائيلي يعرض أمام نتنياهو أسلحة استولى عليها من حزب الله وتأكيد على مواصلة ضرب الحوثيين بعد مزاعم عن تقديمه معلومات عسكرية لحزب الله.. الشرطة الإسرائيلية والشاباك يعتقلان شابا يبلغ 19 عاما إسرائيلالأمن السيبرانيجنوب لبنانحسن نصر اللهحزب اللهتجسساعلاناخترنا لك يعرض الآن Next الجيش الإسرائيلي يقصف مستشفى المعمداني وحماس تطالب بمراقبين أمميين ووفاة طفل خامس جراء البرد القارس يعرض الآن Next عاجل. كوريا الجنوبية تودع العام بكارثة جوية: مقتل 179 راكبا في اشتعال طائرة بعد انزلاقها عن المدرج يعرض الآن Next برصاصة قناص..عائلة الصحفية شذى الصباغ تتهم السلطة الفلسطينية بمقتلها والسلطة ترد: سنلاحق الجناة يعرض الآن Next فرنسا: غرق ثلاثة مهاجرين وإنقاذ العشرات خلال محاولتهم الوصول إلى بريطانيا عبر القنال الإنجليزي يعرض الآن Next بسبب البرد القارس..ارتفاع عدد الوفيات في غزة إلى 6 حالات بينهم 5 أطفال اعلانالاكثر قراءة في أول ظهور عسكري منذ الإطاحة بالأسد.. إدارة العمليات تستعرض قوتها في دمشق هآرتس: حماس تستعيد قوتها بسرعة وعمليات الجيش الإسرائيلي في غزة تتعثّر من السكري والعقم إلى السرطان.. تعرف على أبرز الاكتشافات الطبية لسنة 2024 محافظ دمشق الجديد يحاول التنصل من تصريحاته بشأن السلام والتعايش مع إسرائيل ويقول الله هو الرقيب مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومسوريابشار الأسدقتلقطاع غزةضحاياالصحةإسرائيلأبو محمد الجولاني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مستشفياتالشتاءسانتا كلاوسالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: سوريا بشار الأسد قطاع غزة ضحايا قتل الصحة سوريا بشار الأسد قطاع غزة ضحايا قتل الصحة إسرائيل الأمن السيبراني جنوب لبنان حسن نصر الله حزب الله تجسس سوريا بشار الأسد قتل قطاع غزة ضحايا الصحة إسرائيل أبو محمد الجولاني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مستشفيات الشتاء أجهزة الاتصال یعرض الآن Next لحزب الله حزب الله نصر الله

إقرأ أيضاً:

تفاصيل كثيرة عن اغتيال نصرالله والعملاء... كيف اخترقت إسرائيل حزب الله لسنوات؟

ذكر موقع "سكاي نيوز"، أنّ تقريراً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية كشف أن الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله، لم يكن يعتقد أن إسرائيل ستتمكن من الوصول إليه وقتله حتى اللحظة التي تم فيها الوصول إليه.

وأوضح التقرير أن ما لم يدركه نصرالله في تلك الفترة هو أن وكالات التجسس الإسرائيلية كانت تتابع تحركاته عن كثب وعلى مدى سنوات طويلة.

وأشارت الصحيفة إلى أن عملية اغتيال نصرالله كانت نتاج عقود من العمل الاستخباراتي، ما يبرز عمق الاختراق الذي حققته أجهزة التجسس الإسرائيلية داخل صفوف حزب الله.

وكانت حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله حربا دامية انتهت بانسحاب إسرائيل من لبنان بعد 34 يوما من القتال.

وكانت الحرب، التي لم تحقق أهداف إسرائيل بمثابة "إهانة"، مما أدى إلى تشكيل لجنة تحقيق واستقالات كبار الجنرالات وتقييم داخلي في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حول عمل الاستخبارات.

لكن العمليات التي تم تنفيذها خلال الحرب، شكلت أساس النهج الذي اتبعته إسرائيل لاحقا، حيث تم زرع أجهزة تتبع على صواريخ فجر التابعة لحزب الله، مما منح إسرائيل معلومات عن الذخائر المخفية داخل القواعد العسكرية السرية والمرافق المدنية والمنازل الخاصة، وفقا لـ3 مسؤولين إسرائيليين سابقين. 

وبينما كان حزب الله يعيد بناء نفسه، قام الموساد، بزرع عدد من العملاء داخل الحزب، وفقا لمسؤولين أميركيين وإسرائيليين حاليين وسابقين.

وجند الموساد أشخاصا في لبنان للمساعدة في بناء منشآت سرية لحزب الله بعد الحرب.

وكانت المصادر تزود إسرائيل بمعلومات عن مواقع المخابئ وتساعد في مراقبتها، كما ذكر مسؤولان.

ووفقا لمصادر "نيويورك تايمز" فقد كان هناك لحظة مهمة في 2012، عندما حصلت وحدة 8200 الإستخباراتية الإسرائيلية على معلومات حول أماكن تواجد قادة حزب الله، مخابئهم، وترسانة الحزب من الصواريخ والراجمات، وفقا لـ5 مسؤولين دفاعيين إسرائيليين وأوروبيين حاليين وسابقين.

وإلى جانب العملاء، فقد طورت إسرائيل خططا لمزيد من الاختراق داخل الحزب، ووضعت وحدة 8200 والموساد خطة لتزويد حزب الله بأجهزة مفخخة يمكن تفجيرها في أي وقت، وفقا لـ6 من المسؤولين الإسرائيليين الحاليين والسابقين.

وكانت الأجهزة تعرف داخل المجتمع الاستخباراتي الإسرائيلي باسم "الأزرار" التي يمكن تفعيلها في الوقت الذي تختاره إسرائيل.

وكان تصميم وإنتاج "الأزرار" أمرا بسيطا نسبيا، حيث قام المهندسون الإسرائيليون بوضع متفجرات داخل بطاريات الأجهزة الإلكترونية، مما حولها إلى قنابل صغيرة.

وكانت العملية الأكثر صعوبة هي إقناع الموساد لحزب الله بشراء المعدات العسكرية والأجهزة الاتصالات من شركات واجهتها إسرائيل.

ومنذ 2018 أدى تحسن قدرة إسرائيل على اختراق الهواتف المحمولة إلى جعل حزب الله وإيران وحلفائهما أكثر حذرا من استخدام الهواتف الذكية، حيث قررت قيادة الحزب الله توسيع استخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي. 

وبالموازة مع ذلك عمل ضباط الاستخبارات الإسرائيلية على بناء شبكة من الشركات الوهمية لإخفاء منشأها وبيع المنتجات للحزب.

وقد أشرف الموساد على إنتاج أجهزة النداء في إسرائيل، وفقا لمسؤولين إسرائيليين، ومن خلال الوسطاء، بدأ عملاء الموساد في تسويق أجهزة النداء لمشتري حزب الله وعرضوا سعرا مخفضا للبيع بالجملة.

وفي أيلول الماضي، علمت إسرائيل أن حزب الله كان في حالة قلق كبيرة بشأن الأجهزة اللاسلكية، وكانوا يبحثون إرسال بعضها إلى إيران للتفتيش.

ومع تصاعد القلق من احتمال كشف العملية، تمكن كبار المسؤولين الاستخباراتيين من إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعطاء الأمر بتفجير الأجهزة، ليتم إطلاق العملية التي انتهت بالقضاء على عشرات العناصر من حزب الله وقتل حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت. (سكاي نيوز)

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع الإسرائيلي يتخذ قرارا جديدا بشأن حملة تبرعات لضحايا انفجارات “البيجر” في لبنان
  • نيويورك تايمز: إسرائيل تواجه تحديًا في ردع الحوثيين يتمثل بالافتقار للمعلومات الاستخباراتية (ترجمة خاصة)
  • تفاصيل كثيرة عن اغتيال نصرالله والعملاء... كيف اخترقت إسرائيل حزب الله لسنوات؟
  • بالتفاصيل.. كيف اخترقت إسرائيل حزب الله لسنوات؟
  • “نيويورك تايمز”: أصبح “الحوثيون” مصدر قلق مستمر لـ “إسرائيل”
  • تقرير نيويورك تايمز يكشف تغلغل الموساد في حزب الله لسنوات
  • نيويورك تايمز: إسرائيل تكافح لوقف هجمات لا يرصدها الرادار
  • تحقيق يكشف طريقة اختراق إسرائيل لحزب الله وزرع العملاء وبيع الأجهزة المتفجرة
  • اعترافات ومقابلات تكشف للحقيقة.. «نيويورك تايمز»: إسرائيل تمنح الضباط سلطة قتل آلاف المدنيين فى قطاع غزة