لا بناءَ على النوايا بدون خطوات عملية
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
بحسب رئيسِ الوفد الوطني المفاوض، محمد عبد السلام، والذي وصل إلى صنعاء برفقة وفد الوساطة العمانية، فَــإنَّ الزيارة الجديدة تأتي “في سياقِ جهود الوساطة العمانية؛ لإحياء العملية التفاوضية وتقييم المرحلة” وفقًا لاستحقاقات المِلف الإنساني المتعلِّقة بفتح المطارات والموانئ وصرف المرتبات.
وَأَضَـافَ عبد السلام، أن “الوفدَ العماني سيجري خلال الزيارة “مشاوراتٍ مع القيادةِ؛ لإحياء العملية التفاوضية ضمن رؤية واضحة تعالجُ المِلفات الإنسانية الأكثر إلحاحًا، وتمس كُـلَّ مواطن يمني”.
ولفت عبد السلام إلى أن “مهمةَ إنعاش المفاوضات ستتطلَّبُ هذه المرة خطواتٍ عمليةً واضحة، حَيثُ أكّـد أن “إذا لم تبدأ العملية التفاوضية بتنفيذ البنود الإنسانية فلا يمكنُ البناءُ على نوايا إيجابية للطرف الآخر” مُضيفاً أنه “لا بد أن يتم البدء من تحسين وضع المطار والموانئ وإزالة الكثير من القيود؛ لأَنَّ الحصار ما يزال قائمًا على كُـلِّ الأصعدة”.
ويشير هذا التأكيدُ إلى أن صنعاء قد أغلقت بابَ المماطلة أمام العدوّ بشكل نهائي؛ وهو ما كان قد أكّـده قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه الأخير الذي جاء فيه أنه قد “تم إتاحةُ الفرصة للوسطاء بالقدر الكافي” وأنه لا يمكن القبول باستمرار الوضع الراهن، أَو السماح لدول العدوان بالانتقال إلى خطةٍ بديلة تتيح لها مواصلة استهداف الشعب اليمني وتجويعه بدون حساب.
هذا أَيْـضاً ما أكّـده عضوُ الوفد الوطني، عبد الملك العجري، الذي أوضح أن “زيارةَ الوسيط العماني والوفد الوطني لصنعاء تأتي في سياق التفاعل مع خطاب السيد القائد الأخير؛ إذ ليس من المقبول ولا المعقول أن يتحول التفاوض على المرتبات والملف الإنساني لنسخة أكثر تعقيدًا من مفاوضات القضية الفلسطينية، وماراثون تفاوضي مُضْنٍ على قضايا كقضية المرتبات ما كان ينبغي أن تكون محل مساومة ومفاوضة لولا تعنت العدوان”.
فرصةٌ أخيرة:
وفقًا لتوضيحات الوفد الوطني، ومن قبلها تحذيرات قائد الثورة، فَــإنَّ زيارة وفد الوساطة العمانية تأتي؛ بهَدفِ استغلال ما يبدو أنه فرصة أخيرة أتاحتها القيادةُ الوطنية؛ مِن أجل إتمام الحجّـة على دول العدوان ورعاتها ووضع نواياهم أمام اختبار نهائي يحدّد ما؛ إذ كان هناك إمْكَانية للتوصل إلى تفاهماتٍ معتبَرةٍ على طاولة المفاوضات، أم أن القوة هي الخيار الوحيد المتبقي لاستعادة حقوق الشعب اليمني.
هذا ما أكّـده أَيْـضاً أمين سر المجلس السياسي الأعلى، الدكتور ياسر الحوري، الذي رجَّح في حديث لقناة “الميادين” أن “زيارة الوفد العماني إلى صنعاء تأتي في سياق التعاطي مع ما جاء في الخطاب الأخير لقائد الثورة، بخصوص منح فرصة أخيرة لجهود الوسطاء”، مؤكّـداً أن “استغلال هذه الفرصة لن ينجحَ إلا بمعالجة الملف الإنساني الذي يعتبر المدخل الرئيسي للسلام والحل السلمي في البلد”.
وأوضح الدكتور الحوري أن “الخيارات المطروحة في هذه الفرصة الأخيرة هي: إما حلولٌ مُرضية تُنهي العدوان والحصار، أَو الانتصار لمظلومية اليمن عسكريًّا وبكل الوسائل المتاحة” مُضيفاً أنه “مع مرور الأيّام تضيقُ الفرصةُ المتاحة للحل السياسي؛ لأَنَّه لا يمكن أن تظلَّ القيادة مكتوفةَ الأيدي تجاه تفاقم معاناة أبناء الشعب اليمني؛ بسَببِ العدوان والحصار المُستمرَّين عليه” في إشارة واضحة إلى أن تفويتَ هذه الفرصة قد يؤدي إلى إنهاء مرحلة خفض التصعيد واستئناف المعركة.
وتعزز هذه التأكيداتُ ما أوضحه رئيسُ الوفد الوطني بخصوص تمسُّكِ صنعاء بضرورة البدء بخطوات عملية في الملف الإنساني؛ مِن أجل استئناف المفاوضات لسد الباب أمام أية محاولات جديدة من جانب دول العدوان لاستغلال إيجابية صنعاء؛ مِن أجل المماطلة، واستخدام جهود الوسطاء كـ”مخدِّر موضعي” بحسب توصيف ناطق حكومة الإنقاذ، ضيف الله الشامي، الذي أكّـد بدوره أن “محاولاتِ امتصاص السخط الشعبي لن تجديَ، وأن التحذيراتِ الأخيرةَ التي وجَّهها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حرَّكت المياه الراكدة؛ لمعرفة العدوّ أنها ليست تحذيرات للاستهلاك الإعلامي فقط”.
“القليلُ من التفاؤل”:
على الرغمِ من موثوقية الوساطة العُمانية لدى القيادة الوطنية والشعب اليمني، فَــإنَّ الزيارةَ الجديدةَ لم تمثل مؤشرًا إيجابيًّا كَبيراً بالنسبة للكثير من المراقبين؛ وذلكَ بسَببِ انعدام الثقة بجدية دول العدوان التي كان بوسعها تحقيقُ الكثير من التقدم في مختلف المِلفات منذ إعلان الهدنة في ابريل 2022، لكنها أصرت على المماطلة وتبنِّي الموقف الأمريكي المتعنت إزاء مطالِبِ اليمنيين.
ولهذا يرى عضو المكتب السياسي لأنصار الله، عبدُالوهَّـاب المحبشي، في حديث لقناة “الميادين” أن “وصول الوفد العماني إلى صنعاء يبعَثُ على القليل من التفاؤل”، ويشير إلى أن “واشنطن تريد أن تفرض في اليمن معادلة تشبه معادلة غزة”.
ولعلَّ من أهم أسباب انخفاض منسوب التفاؤل، إلى جانب نتائج المرحلة الماضية، التحَرّكاتِ والتصريحاتِ الأمريكيةَ التي صاحبت وسبقت زيارة الوفد العماني إلى العاصمة صنعاء، حَيثُ زار مبعوثُ البيت الأبيض إلى اليمنِ، تيم ليندركينغ، الخميس، سلطنة عمان، والتقى وكيلَ وزير الخارجية العماني؛ “لمناقشة الدفع نحو استئناف العملية التفاوضية”، وعلى الرغم من أنه نفس العنوان الذي حملته زيارة الوفد العماني، إلا أنه مضمونَه يختلفُ كَثيراً في موقف الولايات المتحدة الأمريكية التي ما انفكت طيلة الفترة الماضية تشترط أن تتفاوض صنعاء مع المرتزِقة بدلًا عن السعوديّة.
وكان ليندركينغ قد زَعَمَ، قبلَ أَيَّـام، أن تنفيذَ مطالب الشعب اليمني، وخُصُوصاً دفع المرتبات من إيرادات النفط والغاز، يمثل “مسألةً معقَّدةً تهدِّدُ مستقبلَ البلاد” وذلك بعد أن كان قد زعم أن التوصلَ لأَيِّ اتّفاق بين صنعاء والسعوديّة لن يقودَ للسلام، وأن الحل هو في التفاوُضِ مع المرتزِقة.
هذه المواقفُ -التي تؤكّـدُ بشكلٍ معلَنٍ تعنُّتَ الولايات المتحدة- تجعلُ احتمالاتِ نجاح جهود الوسطاء غير واضحة، خُصُوصاً بعد أن برهنت السعوديّة أنها لا تريدُ التحَرُّكَ خارجَ إطار الهامش المسموح به أمريكيًّا، برغم إدراكِها لكُلفة ذلك؛ وهو ما أشار إليه قائد الثورة بوضوح في خطابه الأخير.
وقد أشار رئيسُ الوفد الوطني محمد عبد السلام في تصريحاته الأخيرة إلى أن “موقفَ رُباعية العدوان الدولية: أمريكا وبريطانيا والسعوديّة والإمارات، موحَّدٌ في عرقلة المِلف الإنساني” مؤمِّلا “أن ينتهيَ هذا التجمع السيء”.
مع ذلك، فَــإنَّ التحذيراتِ التي وجَّهها قائدُ الثورة مؤخّراً، والتأكيداتِ التي رافقت زيارةَ الوسطاء بشأنِ ضرورة البدء بخطوات عملية لاستئناف العملية التفاوضية، هي بلا شك أمورٌ تبعَثُ على التفاؤل؛ لأَنَّها تعني أن الوضعَ الراهنَ ربما بات على وشكِ الانتهاء، سواء باتّفاق إنساني يُعيدُ للشعب اليمني حقوقَه، أَو بانتقالٍ تأريخيٍّ إلى مرحلةِ ردعٍ جديدة.
المسيرة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: العملیة التفاوضیة الوفد العمانی الوفد الوطنی الشعب الیمنی قائد الثورة عبد السلام ف ــإن إلى أن
إقرأ أيضاً:
شاهد بالفيديو والصور| طوفان هائل وسيل عرمرم يجتاح العاصمة صنعاء.. وهذا ما حدث قبل ساعات قليلة من الآن موثقاً بالصوت والصورة
يمانيون/ صنعاء شهدت العاصمة صنعاء اليوم، حشدا مليونيا في مسيرة “مع غزة ولبنان.. دماء الشهداء تصنع النصر”.
وأكدت الجماهير التي خرجت تحت الأمطار استجابة لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن دماء وتضحيات الشهداء هي مصدر قوة الشعب اليمني وهي من صنعت المجد والنصر لليمنيين وعززت صمودهم في مواجهة أعداء الأمة الإسلامية.
وأدانت استمرار أمريكا في استخدام حق النقض “الفيتو” لعرقلة قرار إيقاف الحرب على غزة والشعب الفلسطيني.. مؤكدة أن هذا الفيتو يكشف مجدداً أن أمريكا هي الشريك والداعم الأساسي لاستمرار حرب الإبادة الصهيونية في غزة.
ودعت الشعوب العربية والإسلامية إلى التحرك الفاعل واتخاذ موقف قوي لإيقاف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قبل الكيان الصهيوني المجرم، والتنديد بموقف وعرقلة الإدارة الأمريكية لأي قرار أو جهود دولية لإيقاف العدوان الصهيوني على غزة.
وجددت الحشود المليونية، التأكيد على استمرار موقف اليمن القوي والثابت المناصر لغزة والشعبين الفلسطيني واللبناني ومقاومتهم الباسلة، ومواصلة المضي على خطى الشهداء في العطاء والبذل والتضحية لردع كل طواغيت العصر.
ورددت الهتافات المؤكدة على أن دماء الشهداء الأبرار هزمت دول الاستكبار، وأن مشروع شهيد القرآن أفشل مشروع الشيطان.. مؤكدة أن أمريكا سبب الحروب ورأس العدوان على غزة ولبنان، وعدوة كل الشعوب.
وهتفت بالشعارات المناهضة لقوى العدوان والاستكبار العالمي، والمؤكدة على أن يمن العزة والإسلام أسقط هيبة إبراهام، مجددة التأكيد على جهوزية الشعب اليمني لخوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، نصرة لفلسطين ولبنان.
وأشار بيان صادر عن المسيرة ألقاه قائد كتائب الوهبي اللواء بكيل الوهبي، إلى أن العدو الصهيوني يواصل حرب الإبادة الجماعية بحق إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة للشهر الثاني من السنة الثانية، بمشاركة ودعم أمريكي كامل ومساندة من بعض الدول الأوروبية والغربية، ومازال يمارس إجرامه كذلك في الضفة الغربية ولبنان، في ظل تخاذل وصمت عربي وإسلامي وأممي مخزٍ ومهين.
وأكد استمرار الخروج الأسبوعي بمسيرة مليونية، استجابةً لله سبحانه وتعالى، وجهاداً في سبيله، وابتغاءً لمرضاته، ومساندين للشعبين الفلسطيني واللبناني بلا كلل ولا ملل، ولا تراجع ولا فتور، حتى النصر بإذن الله.
وأوضح البيان، أنه في ختام الذكرى السنوية للشهيد، وبكل إيمانٍ وثباتٍ على المبادئ التي ضحى من أجلها الشهداء، نؤكد استمرارانا في رفع رايةِ الجهاد في سبيل الله، والتمسك بكتابه العظيم، وإعلاء كلمته، تحت راية الأعلام الهداةِ إلى دينه، دون تردد أو تراجع.
وأضاف “وبكل ما أوتينا من قوة حتى لو اجتمع علينا كل أشرار العالم، متأسين بقول الله سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾”.
وتوجه بالحمد والشكر لله والثناء عليه سبحانه وتعالى على ما منّ به علينا من انتصارات متواصلة، والتي كان آخرها إجبار حاملة الطائرات الأمريكية (إبراهام لينكولن) على الفرار بعد أن ضربها الله على أيدي مجاهدي قواتنا المسلحة.
ودعا البيان، مجاهدي القوات المسلحة إلى مواصلة ضرباتهم للمجرمين بكل قوة، حتى النصر بإذن الله.. وأضاف “أمام الانكشاف والسقوط المتواصل الذي أظهر الوجه الأشنع والإجرامي لأمريكا باستخدامها (الفيتو) أمام مشروع قرار مجلس الأمن الذي يدعو للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وأمام فشل وعجز مجلس الأمن مجدداً في إيقاف الإبادة الجماعية في غزة لأكثر من عام وشهر نؤكد استمرار الجهاد في سبيل الله في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس حتى وقف العدوان على غزة ولبنان؛ كون ذلك هو الخيار الوحيد والسليم للدفاع عن أنفسنا وعن أمتنا.
كما دعا شعوب الأمة العربية والإسلامية إلى التحرك في هذا الخيار الذي أثبت الواقع أن لا خيار لنا سواه.
وأدان واستنكر الاساءات المتكررة والمستمرة لمقدساتنا من قبل النظام السعودي، والتي كان آخرها استخدام أشكال مشابهة للكعبة المشرفة خلال تنظيمه لحفلات المجون والتعري فيما يسمى بموسم الترفيه، في خطوة مستفزة لمشاعر كل المسلمين، بهدف ضرب قدسيتها في عيون أبناء الأمة، تمهيداً لاستهدافها من قبل اليهود الذين لا يخفون نواياهم ومخططاتهم للسيطرة عليها من خلال ما يسمونه بمشروع “إسرائيل الكبرى”.
وجدد البيان، الدعوة لأبناء شعبنا ولكل شعوب أمتنا وكل الشعوب الحرة والكريمة لمواصلة مقاطعة البضائع والسلع والمنتجات الصهيونية والأمريكية وتكثيف فعاليات المساندة للشعبين الفلسطيني واللبناني والاحتجاج على الإجرام الصهيوني والأمريكي بحقهما.
إلى ذلك تلى المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع بيانا أعلن فيه عن تنفيذ القوات المسلحة عملية عسكرية استهدفت قاعدة “نيفاتيم” الجوية التابعة للعدو الإسرائيلي في منطقة النقب جنوبي فلسطين المحتلة.
وأوضح أن القوة الصاروخية نفذت العملية بصاروخ باليستي فرط صوتي “فلسطين 2″، وأن العملية حققت هدفها بنجاح.. مؤكدا أنه ورداً على جرائم العدو الصهيوني في غزة ولبنان ستواصل القوات المسلحة اليمنية عملياتها العسكرية، وأن هذه العمليات لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة ووقف العدوان على لبنان.
https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2024/11/مسيرة-حاشدة-في-السبعين.mp4 https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2024/11/بيان-المسيرة.mp4 https://www.yamanyoon.com/wp-content/uploads/2024/11/بيان-القوات-المسلحة-23-1.mp4