صدى البلد:
2025-01-31@19:09:12 GMT

احذر هذا الفعل فى آخر يوم من سنة 2024

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وأرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيا والآخرة، ونهانا عن كل ما يعرضنا لغضب الله سبحانه وتعالى، وحذرنا النبي صل الله عليه وسلم من فعل فى الصلاة يفعله الكثير منا يسببب العمى.

وهناك من يأتي أخر كل عام وخاصةً فى شهر ديسمبر ولم يحقق فيها أي شيء ويربط الاحداث بالأيام والسنين ويصفها بأنها زفت، ولكن لا علاقة للأرقام بالأمور التي تحدث، فكلها أعوام وأيام وأقدار الله، وما من صغيرةٍ ولا كبيرةٍ حدثت فيهم إلا بأمر الله، وما من أمرٍ وقعنا فيه أو نجونا منه إلا بتدبير الله.

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ "يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ بِيَدِي الْأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ" "رواه البخارى كتاب التفسير سورة الجاثية"، فينهى الله تعالى في هذا الحديث القدسى العظيم، عباده عن سب الدهر لأنه سبحانه هو خالق الدهر وهذا السبب يعرض العبد للطرد من رحمة الله والبعد عن حضرة الله تعالى.

فقوله (يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ) أى يخاطبنى الخطاب الذى يؤذى سامعه المخاطب به وبذلك يتعرض من يقول ذلك للأذى من الخاطب السامع له والله تعالى منزه عن أن يصل إليه من الغير أذى، والمعنى أن من يقول هذا القول – وهو سب الدهر- يثعرض نفسه للأذى من الله تعالى، وقوله (يَسُبُّ الدَّهْرَ) أى يشتم الدهر إذا أصابه مكروه، وقوله (وَأَنَا الدَّهْرُ) أى أنا خالق الدهر وخالق الحوادث التى تحدث فى الدهر وأنا مُصرﱢف الدهر، وقوله (بِيَدِي الْأَمْرُ) أى هذا الشىء وهذا الأمر الذى ينسبونه إلى الدهر ويسبونه من أجله أنا الذى أوجدته بقدرتى وبحكمتى، وقوله (أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) أى أنا الذى أصرف الحوادث التى تكون فى الليل والنهار فكل الأمور بيدى وبأمرى.

فهذا الحديث القدسى العظيم يُصحح لنا العقيدة ويُرشدنا إلى حسن التأدب والأدب فى اللفظ ويُصحح فهماً خاطئاً للناس أنهم يعتقدون أن مرور الأيام والليالى هو المؤثر فى هلاك الأنفس وينسبون كل حادث إلى الدهر، لكن الله أراد أن ينبهنا إلى أنه سبحانه وتعالى هو وحده الفاعل لجميع الحوادث.

وللأسف ما أكثر من يسبون الدهر فى زمننا هذا ولو يعلم الناس ما ينتظرهم من عقاب بسبب هذا القول – سب الدهر- لما تجرأت ألسنتهم على النطق بمثل هذا القول وأدعو الله تعالى أن يُهذب ألسنتنا وأن يُجنبنا السوء من القول.

حكم سب الإنسان الزمن

لا يجوز سب الإنسان لليوم أو الشهر أو الدهر أو سائر الزمان، منوها إلى أن الله تعالى قال فى حديثه القدسى “لاتسبوا الدهر فإنى أنا الدهر، فيجب عليه أن يتوب من هذا الذنب وأن يندم على مافعل، وألا يعود لمثل هذا الفعل مرة أخرى وعليه أن يلتزم الوقار مع الله تعالى كما قال فى كتابه “مالكم لا ترجون لله وقارا”.

هل قول أيام زفت تعد من سب الزمان والدهر؟

أجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن السؤال قائلا إن الأمر يتوقف على حسب قصده إذا قصد الوقت يعنى أهل الزمن.

واستشهد أمين الفتوى بأنه كان هناك رجل اسمه تومة الحكيم كان يجاوب على أي سؤال بجهل فقال شاعر على لسان حماره: “لو أنصف الدهر لكنت أركب.. لأنى جاهل بسيط وصاحبي جاهل مركب”.

والمعنى “إن جيت للحق فالذي يستحق فينا أن يركب هو صاحبي هذا الذى يدعي العلم وهو جاهل، على الأقل أنا أعلم أني حمار إنما هو حمار ولا يدري ذلك ويعتقد أنه أعلم العالمين”.

وتابع أمين الفتوى خلال فيديو عبر قناة دار الإفتاء على “يوتيوب”، أنه بقول الشاعر “فلو أنصف الدهر” فهو لم يقصد أن الزمن جائر؛ فالزمن مخلوق لله عز وجل.

وأشار أمين الفتوى إلى أنه ينبغي على الإنسان أن يعود لسانه على الكلمة الطيبة فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من كان يومن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت”، وقال أيضا “ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء”.

حكم سب الزمان والأيام

أكد الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، أنه يحرم على المسلم سب الدهر، مستشهداً بالحديث القدسى الذي يقول "الناس تسب الدهر وأنا الدهر بيدى تقلب الليل والنهار".

وأوضح جمعة، خلال برنامج "والله أعلم" مع الإعلامى عمرو خليل المذاع على فضائية "سى بى سى"، أن الناس تلوم الوقت دائًما فيجب عليهم أن يلوموا أنفسهم على ما يفعلونه فى حق أنفسهم، مؤكدًا أنه ليس للوقت ذنب في هذا، لأن ما يحدث لهم ما هو إلا نتيجة أفعالهم، مشيراً إلى أنه يجب على الناس أن يغيروا من أنفسهم بدلاً من أن يقضون وقتهم فى لوم الزمان.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المزيد أمین الفتوى الله تعالى إلى أن

إقرأ أيضاً:

خطيب المسجد النبوي يحذر من هذه الواسطة بينك وبين الله في الدعاء

قال الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم ، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن الآلهةُ من دونِ اللَّه لا تملكُ تفريجَ كروبِ النَّاسِ وقضاءَ حوائجِهم، و اللجوءُ إليها كمَنْ يلجأُ إلى أضعفِ بيتٍ وهو بيتِ العنكبوتِ.

الواسطة في الدعاء

وأوضح " القاسم" خلال خطبة الجمعة الأولى من شعبان اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن مَنْ جعلَ الأمواتَ أو الأولياءَ والصَّالحينَ واسطةً بينه وبين اللَّه في الدُّعاء؛ فقد أضاعَ معنى العبوديَّةِ ومقتضيات الرُّبوبيَّةِ، فعبادةُ غيرِ اللَّه مبنيَّةٌ على الجهلِ.

واستشهد بما قال تعالى: ﴿ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ﴾، ولا برهانَ على عبادتهم مع اللَّهِ غيرَه، قال سبحانه: ﴿وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ﴾، وإنَّما هو التَّقليد، ﴿قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ﴾.

 وأضاف أن الله تعالى له المُلْكُ الكاملُ والتَّصرُّفُ المُطلَقُ في السَّمواتِ والأرضِ، بغيرِ شَريكٍ ولا نَديدٍ، يَفعَلُ فيها ما يشاءُ، ولتمامِ قدرتِه سَجَدَ له مَنْ في السَّمواتِ ومَنْ في الأرضِ طَوْعًا وكَرْهًا، وهو الغنيُّ بذاتِه عمَّنْ سواه، العرشُ فما دونَه مُفتَقِرٌ إليه.

وتابع: ومُلْكُه لا يزيدُ بطاعةِ الطائعين، ولا يَنقُصُ بمعصيةِ العاصين، فاللَّهُ تعالى خَلَقَ الخَلْقَ لعبادتِه وحده لا شريكَ له، وأمرهم بتوحيدِه، ونهاهم عن الإشراكِ به، وقَرَّرَ هذا الأمرَ وبرهنَ عليه.

وأشار إلى أنه ضربَ له الأمثالَ لتقريبِ المعاني للأفهام، وعامَّةُ القرآنِ في تقريرِ هذا الأصلِ العظيمِ، الذي هو أصلُ الأصولِ، وأوَّلُ الدِّين وآخرُه، وباطنُه وظاهرُه، منوهًا بأنه قد بَيَّن سبحانَه في كتابِه كمالَ صفاتِه؛ لتُصْرَف العبادةُ له وحدَه.

وأردف :  إذ العبادةُ لا يَستحِقُّها إلَّا مَنْ كان مُتَّصِفًا بصفاتِ الكمال، وأوَّلُ الرُّسلِ نوحٌ عليه السلام نَفَى هذه الثَّلاثةَ عن نفسِه، فقال الله تعالى : ﴿ وَلا أَقُولُ ‌لَكُمْ ‌عِنْدِي ‌خَزائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ﴾.

وأفاد بأنه أمر اللَّهُ نبيَّنا مُحمَّدًا صلى الله عليه وسلم أن يَبْرَأ من دعوى هذه الثَّلاثةِ بقوله: (قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ )، وأمَّا اللَّهُ فعِلْمُه سبحانَه مُحِيطٌ بكلِّ شيءٍ، ويَعلَمُ ما في الصُّدورِ.

المخلوقُ لا يَعلَمُ 

ولفت إلى أن المخلوقُ لا يَعلَمُ ما سيكون في الغدِ، ولا يَعلَمُ ما غاب عن بصرِه، ولا يَعلَمُ عدد شَعَرَاتِ رأسِه، فقدرة الله عزوجل عظيمة فخلقَ كلَّ شيءٍ وحده دونَ كُلِّ آلهةٍ ومَعبودٍ، والخَلْقُ مُتَّفِقون على ذلك.

ودلل بما قال عز وجل : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) ومن كمالِ قدرتِه: تدبيرُ الأمورِ، فبيدِه سبحانه وحده النفعَ والضرَّ، وهو الذي يَهدِي مَن يشاءُ من عبادِه ويُطعِمُهم ويَسقِيهم، ويَشفيهم ويُمِيتُهم ويُحيِيهم ، وبيدِه سبحانه أرزاقَ العبادِ.

وأشار إلى أنه بَيَّنَ سبحانه كمالَ صفاتِه بَيَّنَ أنَّ الآلهةَ من دونِه لا تَستَحِقُّ العبادةَ؛ إذ ليس فيها من أوصافِ الرُّبوبيَّةِ شيءٌ؛ فهي لا تَخلُقُ ولا تُغَيِّرُ شيئًا ممَّا أرادَه اللَّه، فقال إبراهيم للنُّمرود الذي ادَّعى الرُّبوبيَّةَ: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ المَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ﴾.

مقالات مشابهة

  • خطيب المسجد النبوي يحذر من هذه الواسطة بينك وبين الله في الدعاء
  • خطيب المسجد الحرام: أحبُّ الخلق إلى الله من يشكره على النعم
  • أذكار الصباح.. «حصن يحميك وبركة في بداية اليوم»
  • ” الحِكمة ” في مشروع الشهيد القائد
  • تأملات قرآنية
  • حكم قول "بلى" بعد قوله تعالى: ﴿أليس الله بأحكم الحاكمين﴾
  • متى يكون الصيام مكروها في شعبان؟ احذر يوم الشك
  • المقصود من الليلة في قوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}
  • آيات قرآنية عن شكر الله عز وجل
  • الفرق بين سجود الشكر وصلاة الشكر