صدى البلد:
2025-01-01@11:32:25 GMT

احذر هذا الفعل فى آخر يوم من سنة 2024

تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT

تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وأرشدنا إلى كل ما فيه خير وفلاح لنا في الدنيا والآخرة، ونهانا عن كل ما يعرضنا لغضب الله سبحانه وتعالى، وحذرنا النبي صل الله عليه وسلم من فعل فى الصلاة يفعله الكثير منا يسببب العمى.

وهناك من يأتي أخر كل عام وخاصةً فى شهر ديسمبر ولم يحقق فيها أي شيء ويربط الاحداث بالأيام والسنين ويصفها بأنها زفت، ولكن لا علاقة للأرقام بالأمور التي تحدث، فكلها أعوام وأيام وأقدار الله، وما من صغيرةٍ ولا كبيرةٍ حدثت فيهم إلا بأمر الله، وما من أمرٍ وقعنا فيه أو نجونا منه إلا بتدبير الله.

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ "يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ بِيَدِي الْأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ" "رواه البخارى كتاب التفسير سورة الجاثية"، فينهى الله تعالى في هذا الحديث القدسى العظيم، عباده عن سب الدهر لأنه سبحانه هو خالق الدهر وهذا السبب يعرض العبد للطرد من رحمة الله والبعد عن حضرة الله تعالى.

فقوله (يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ) أى يخاطبنى الخطاب الذى يؤذى سامعه المخاطب به وبذلك يتعرض من يقول ذلك للأذى من الخاطب السامع له والله تعالى منزه عن أن يصل إليه من الغير أذى، والمعنى أن من يقول هذا القول – وهو سب الدهر- يثعرض نفسه للأذى من الله تعالى، وقوله (يَسُبُّ الدَّهْرَ) أى يشتم الدهر إذا أصابه مكروه، وقوله (وَأَنَا الدَّهْرُ) أى أنا خالق الدهر وخالق الحوادث التى تحدث فى الدهر وأنا مُصرﱢف الدهر، وقوله (بِيَدِي الْأَمْرُ) أى هذا الشىء وهذا الأمر الذى ينسبونه إلى الدهر ويسبونه من أجله أنا الذى أوجدته بقدرتى وبحكمتى، وقوله (أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ) أى أنا الذى أصرف الحوادث التى تكون فى الليل والنهار فكل الأمور بيدى وبأمرى.

فهذا الحديث القدسى العظيم يُصحح لنا العقيدة ويُرشدنا إلى حسن التأدب والأدب فى اللفظ ويُصحح فهماً خاطئاً للناس أنهم يعتقدون أن مرور الأيام والليالى هو المؤثر فى هلاك الأنفس وينسبون كل حادث إلى الدهر، لكن الله أراد أن ينبهنا إلى أنه سبحانه وتعالى هو وحده الفاعل لجميع الحوادث.

وللأسف ما أكثر من يسبون الدهر فى زمننا هذا ولو يعلم الناس ما ينتظرهم من عقاب بسبب هذا القول – سب الدهر- لما تجرأت ألسنتهم على النطق بمثل هذا القول وأدعو الله تعالى أن يُهذب ألسنتنا وأن يُجنبنا السوء من القول.

حكم سب الإنسان الزمن

لا يجوز سب الإنسان لليوم أو الشهر أو الدهر أو سائر الزمان، منوها إلى أن الله تعالى قال فى حديثه القدسى “لاتسبوا الدهر فإنى أنا الدهر، فيجب عليه أن يتوب من هذا الذنب وأن يندم على مافعل، وألا يعود لمثل هذا الفعل مرة أخرى وعليه أن يلتزم الوقار مع الله تعالى كما قال فى كتابه “مالكم لا ترجون لله وقارا”.

هل قول أيام زفت تعد من سب الزمان والدهر؟

أجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن السؤال قائلا إن الأمر يتوقف على حسب قصده إذا قصد الوقت يعنى أهل الزمن.

واستشهد أمين الفتوى بأنه كان هناك رجل اسمه تومة الحكيم كان يجاوب على أي سؤال بجهل فقال شاعر على لسان حماره: “لو أنصف الدهر لكنت أركب.. لأنى جاهل بسيط وصاحبي جاهل مركب”.

والمعنى “إن جيت للحق فالذي يستحق فينا أن يركب هو صاحبي هذا الذى يدعي العلم وهو جاهل، على الأقل أنا أعلم أني حمار إنما هو حمار ولا يدري ذلك ويعتقد أنه أعلم العالمين”.

وتابع أمين الفتوى خلال فيديو عبر قناة دار الإفتاء على “يوتيوب”، أنه بقول الشاعر “فلو أنصف الدهر” فهو لم يقصد أن الزمن جائر؛ فالزمن مخلوق لله عز وجل.

وأشار أمين الفتوى إلى أنه ينبغي على الإنسان أن يعود لسانه على الكلمة الطيبة فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من كان يومن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت”، وقال أيضا “ليس المؤمن بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء”.

حكم سب الزمان والأيام

أكد الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، أنه يحرم على المسلم سب الدهر، مستشهداً بالحديث القدسى الذي يقول "الناس تسب الدهر وأنا الدهر بيدى تقلب الليل والنهار".

وأوضح جمعة، خلال برنامج "والله أعلم" مع الإعلامى عمرو خليل المذاع على فضائية "سى بى سى"، أن الناس تلوم الوقت دائًما فيجب عليهم أن يلوموا أنفسهم على ما يفعلونه فى حق أنفسهم، مؤكدًا أنه ليس للوقت ذنب في هذا، لأن ما يحدث لهم ما هو إلا نتيجة أفعالهم، مشيراً إلى أنه يجب على الناس أن يغيروا من أنفسهم بدلاً من أن يقضون وقتهم فى لوم الزمان.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المزيد أمین الفتوى الله تعالى إلى أن

إقرأ أيضاً:

الدليل المفاهيمي والسلوك لقيمة الكرامة الإنسانية

قيمة الكرامة الإنسانية قيمة كلية كبرى ضمن منظومة القيم الإسلامية للهوية الإسلامية التي أعدتها مؤسسة قيمي هويتي لدراسات القيم والهوية الإسلامية، باعتبارها المؤسسة الأم الرائدة لعلم القيم والهوية في العصر الحديث، والتي جسدتها في شكل شجرة القيم التربوية كمصدر ومرجع لكافة الوزارات والمؤسسات التربوية والتعليمية والعلمية والثقافية والشبابية والدينية والإعلامية والفنية والاجتماعية؛ العاملة في بناء الإنسان والأسرة المؤسسة والمجتمع المسلم وتعزيز وتمكين الهوية الإسلامية للعالم، والتي تتميز بربانيتها وانها رحمة للعالمين جميعا، فهي منظومة القيم والهوية الاسلامية التي تعمل على تحرير العالم من قيم وثقافة العولمة الغربية التي تنتمى إلى فلسفة الإلحاد وإنكار وجود الله تعالى والكفر به وبكل الرسالات السماوية.

شجرة القيم التربوية وموقع قيمة الكرامة الإنسانية فيها


البناء المفاهيمي والدليل السلوكي لقيمة الكرامة الإنسانية

من أعظم ما قدمت قيمنا وهويتنا وثقافتنا الإسلامية للحضارة الإنسانية



أولا: البناء المفاهيمي لقيمة الكرامة الإنسانية

المفهوم الأول: تكريم الله تعالى للإنسان:

- "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا" (الاسراء: 70).

- "إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" (ص: 71-74).

- "أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَة وَبَاطِنَة" (لقمان: 20).

المفهوم الثاني: الوعي والاعتزاز بشرف التكريم والمسئولية وعظم الرسالة والمهمة:

- "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ" (البقرة: 30).

المفهوم الثالث: احترام الإنسان لذاته وبناء وتعظيم قدراته وممكناتها:

- "كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ" (البقرة: 151).

المفهوم الرابع: الاعتراف بكرامة الآخرين والالتزام والعمل للمحافظة عليها:

- "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" (النحل: 90).

ترابط وتكامل البناء المفاهيمي لقيمة الكرامة الإنسانية

ترابطه وتكامله بعلاقات ضمنية وسببية وطردية بأن يفهم الإنسان حقيقة التكريم الإلهي لـه، فيدرك خلافته لله تعالى ورسالته ومهمته في الحياة ويعتز بها، ويؤهل نفسه لتحقيقها، للمحافظة على كرامة وحقوق كل الإنسان.

ثانيا: الدليل السلوكي المعياري العالمى لقيمة الكرامة الإنسانية

1- أن يفهم أنه محور الرسالات السماوية والإسلام الخاتم بما فيه من عقيدة وعبادات وقيم وتشريعات ومقاصد وسنن لتنظيم اتصال الإنسان بربه وبعلاقته بالكون.

2- أن يدرك تفضيل الله تعالى للإنسان عن سائر المخلوقات وتسخير ما في الكون للإنسان.

3- أن يعي أنه خليفة لله تعالى في الأرض مكلفا برسالة الإسلام وعمران الحياة للناس كافة.

4- أن يفهم رسالته ومهمته العظيمة وابتعاثه بالإسلام للناس كافة رحمة للعالمين.

5- أن يفهم حقيقة استخلافه في الأرض للتمكين لمنهج الله تعالى لتكون كلمة الله هي العليا.

6- أن يبحث في موارد الكون وكيفية تسخيرها لتحقيق رسالته في الحياة كل بحسب تخصصه ومهامه.

7- أن يحفظ عقله عن كل ما يضره وينميه ويعظم قدرته على التفكير وإنتاج المعرفة.

8- أن يحسن فهم والتزام الإسلام عقيدة وعبادة وأخلاقا وتشريعات ومقاصد وسننا.

9- أن يكرم ذاته ويعزم قدراته وممكناته على الفعل والبناء بتمكينها بالعلم وإنتاج المعرفة في مجال تخصصه.

10- أن يعترف بالكرامة الوجودية الكاملة لكل الإنسان وجوده وحياته وممتلكاته وخياراته.

11- أن يحترم عقل ورأي وخصوصية وثقافة الآخر.

12- أن يلتزم العدل والقسط ويحفظ حقوق وممتلكات الجميع.

مقالات مشابهة

  • الإفتاء: سيدنا آدم نبي بنص القرآن والله تعالى خص الأنبياء بالذكر
  • عام ٢٠٢٤ في سطور خجولة.
  • هل الخروج ليلة رأس السنة حرام؟.. انتبه لـ7 أمور بالاحتفال
  • الدليل المفاهيمي والسلوك لقيمة الكرامة الإنسانية
  • احذر.. متابعة الأبراج والتنبؤات تحرمك من أجر الصلاة 40 يوميًا؟ اعرف كيفية التوبة
  • "مكانة مصر في القرآن والسنة".. ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي بالفيوم 
  • ما حكم الاحتفال ببداية السنة الميلادية ؟.. الإفتاء: جائز شرعًا
  • ما علامات حب الله للعبد؟.. تحري 30 إشارة واغتنمها بـ3 أدعية
  • دقائق بسيطة تحصنك وتمنحك بركة وحفظا من الله.. اختم يومك بها