«تريند المدرسين».. هل تذوب قيمة المعلم في قطع الشيكولاتة؟| تحليل
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
«افتح إيدك يا أستاذ».. كانت تلك الكلمات افتتاحية عدة فيديوهات يهادي فيها الطلاب معلميهم بالشيكولاتة والحلويات لتنتشر بكثرة على مواقع التواصل التواصل الاجتماعي للتحول إلى ظاهرة بعنوان «تريند المدرسين».
«تريند المدرسين» لاقى قبول الشارع المصري في بداية الأمر إلا أن مع زيادة الأمر عن حده، بدأ البعض يوجه انتقادات له متوقعين أن يساهم في فقد قيمة المعلم بين الطلاب، بل وصل الأمر إلى دعوة البعض لتوقف التريند واستغلال حماس الطلاب في أمر مفيد، كما رفض بعض المعلمين أن يصوروا تلك الفيديوهات مطالبين طلابهم بالحصول على أعلى الدرجات وستكون تلك هديتهم لهم.
بصورة هنيدي.. كوميكسات طريقة تحذر من «تريند المدرسين»
وظهرت كوميكسات على مواقع التواصل الاجتماعي حملت كلمات «هو المدرس مننا لما يفتح ايده ويتحطله الشكولاتة والكاراتيه والبسكويت هيعرف يمسك للعيال العصاية بعد كدا!» مصحوبة بصورة الفنان محمد هنيدي في فيلم رمضان مبروك أبو العلميين حمودة الذي أنتج عام 2008.
«تريند المدرسين» بين القبول والرفض.. ودعوات لـ 6 تريندات جديدةالمؤيدين لـ «تريند المدرسين» اعتبروه بمثابة تحية وتقدير من الطلاب للمعلمين عما يبذلوه معهم طوال الفصل الدراسي الأول مطالبين أن يكون تنفيذه في أضيق الحدود، وعلى الناحية الآخرى ظهر المعرضين لذلك التريند معتبرينه أنه يضيع الحاجز بين الطالب والمعلم بل وتحرج الطلاب الغير قادر ماديًا على شراء الهدايا للمعلمين في ظل ارتفاع تكلفة الملازم والدورس.
ودعا البعض إلى تعلق الطلاب بتريندات آخرى مثل: لا لتكسير صنابير المراحيض وتهشيم زجاج النوافذ والكتابة على الجدران والطاولات، لا للتلفظ بألفاظ نابية داخل المدارس وخارجها، لا لرمي النفايات داخل الفصل وفي ساحة المدرسة، أن يلتزم الجميع بالهدوء والاحترام أثناء تقديم الأستاذ للدرس، أن يلتزم الجميع بعدم التنمر على زملائه ويلتزم بهندام محترم وملابس لائقة وسلوكات إيجابية تجاه أساتذتهم، وأن يسعى الجميع لتحقيق النجاح.
شروط الهدية الإيجابية.. متى تكون بمثابة رشوة وغير مقبولة؟وفي هذا الشأن، قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ التقويم التربوي بجامعة القاهرة، إن حينما تكون الهدية بشكل عفوي وليست بطريقة منظمة وعلنية ولا تتحقق من ورائها مصلحة لا تتحقق إلا بها وحينما لا يشوبها شائبة فحينئذ يمكن القول بأنها هي الهدية الإيجابية التي تزيد المحبة والألفة بين الأطراف.
الدكتور عاصم حجازي أستاذ التقويم التربوي بجامعة القاهرةوعن «تريند المدرسين»، أضاف أستاذ التقويم التربوي بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ «الفجر» أن فيما يخص ترند المعلمين فالأمر فيه الكثير من الملاحظات:
الطالب لا يملك مالا بشكل مستقل ولا يملك دخلا وإنما يقتطع من مصروفه أو يطلب مصروفًا إضافيًا من والده أو أحيانا قد يضطر للكذب للحصول على ثمن الهدية وأي معلم يؤمن برسالته السامية لا يقبل بشئ مما سبق. أن تقديم الهدايا يتم في العلن وبشكل جماعي يتم تصويره ونشره بهدف الحصول على الشهرة والشعبية الزائفة والتريند وليس لأغراض تربوية. أن عددا ليس بالقليل يقدم هذه الهدايا رغما عنه من باب الحياء والخجل وهذا بالتأكيد لا يقبله أي معلم يحترم ذاته وطلابه. أنها غير مقبولة إذا كانت تسبق امتحانات أو تقييمات أو تقدير المعلم لطلابه بأي شكل من الأشكال حيث إنها تعتبر رشوة. أنها تفتح مجالا للتنافس والتفاخر بين الطلاب وتفتح بابا للمقارنات وتصرف انتباههم عن التركيز على أهدافهم الأكاديمية. في حالة صغر سن المعلم واختلاف النوع بينه وبين طلابه قد تؤدي إلى ظهور نوع من التعلق المرضي بينه وبين البعض منهم.واختتم: «بالتالي فإنها بهذا الشكل مرفوضة ولكن إذا قدم الطالب لمعلمه هدية بسيطة مناسبة لمصروفه أو قدمها له ولي أمره في نهاية العام وبعد انتهاء علاقة التدريس والتقييم بين الطالب والمعلم وبشكل فردي غير معلن كنوع من التقدير والاعتراف بالجميل فلا بأس في ذلك ولكن لا بد أن يكون ذلك بعلم ولي الأمر وموافقته».
معلمين: «تريند المدرسين» لمسة جيدة.. يجب استغلاله في زرع قيم ومبادئ لدى الطلاب
أما عن وجهة نظر المعلمين في «تريند المدرسين»، قال الأستاذ صالح نجدي، خبير في التعليم الفني، إن التريند يعتبر لمسة جيدة من الطلاب للمعلمين ولكن يجب استغلاله في زرع قيم ومبادئ لدى الطلاب مثل جذب الطلاب للمدارس والانتظام والحفاظ على بيئة المدرسة وممتلاكتها والابتعاد عن العنف.
وأوضح صالح نجدي، في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن المبادرة أدت إلى زيادة التواصل بين المعلمين والطلاب ولم تفقد المعلم هيبته، في بدأت في الجامعات ثم انتشرت بين المدارس، متابعًا: «أنا شايف المبادرة مش أفورة لأن مفيش طالب هيعمل كده مع المعلم الخاص به إلا إذا كان يحبه بالفعل».
وأردف: «نحن في التعليم الفني نعمل على منهج جديد منذ 5 سنوات يسمي الإرشاد والتوجيه المهني يدعو إلى التواصل بين الطلاب والمعلمين بين الطلاب في جلسات وليس حصص وهو منهج يشبه التنمية البشرية».
صالح نجدي خبير التعليم الفنيكما قالت إلهام إبراهيم، معلمة لغة عربية بمحافظة الجيزة، إن تريند المدرسين جيد بشرط أن يكون الطالب يمنح معلمه هدية حبًا فيه وتقديرًا له وليس تقليد لباقي زملاءه، موضحة: «الطالب اللي بيحب المعلم هيحترمه فيما بعد مش هيحس أنه كاسر عينه بالشيكولاتة اللي جبهاله خصوصا إننا في زمن التربية فيه بقت قليلة».
وأضافت معلمة اللغة العربية، في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن التقدير عامة مطلوب فإذا كان المدرس جيد مع الطلبة من الطبيعي أن يعبروا عن حبهم له بأي طريقة وكذلك إذا كان الطلاب جيدين مع المدرس ومتميزين دراسيًا من الطبيعي أن يكافئهم المعلم بأي مكافأة، مردفة: «أنا شايفة إن الموضوع شعور متبادل كويس جدًا لو نابع من جواهم مش تقليد».
أدمن جروب بتعليم ولادنا نبني بلادنا: «تريند المدرسين» قلل من قيمة العمل
وبالانتقال إلى أولياء الأمور، قالت شيماء علي ماهر، أدمن جروب بتعليم ولادنا نبني بلادنا، أن تريند المدرسين كان في البداية لفتة «حلوة» للطلاب كشعور طيب وتقدير للمعلم، لكن الآن عندما أصبح تريند منتشر بشكل كبير بين الطلاب والمعلمين قلل من قيمة العمل.
شيماء علي ماهر، أدمن جروب بتعليم ولادنا نبني بلادناوأوضحت أدمن جروب بتعليم ولادنا نبني بلادنا، في تصريحات خاصة لـ «الفجر»، أن التريند أصبح واجب على الطلاب والذي لم يقوم بعمله غير مقبول أو منبوذ، متابعة: «ياريت أي تريند يطلع لا يكون واجب علي الجميع ويكون من العادي مرة واحدة فقط والتعبير عن الحب أو التقدير ليس بتقديم الحلوى أو الهدايا».
مؤسس جروب حوار مجتمعي تربوي: تريند المعلمين بدأ منطقي وأصبح «بايخ»
وعلى نفس المنوال، قالت منى أبو غالي، مؤسس جروب حوار مجتمعي تربوي، إن تريند المعلمين كان في البداية منطقي وتعبير عن حب الطالب لمعلمهم وبالتالي يقدمون له الهدايا أو الشيكولاتة أو الشيبسي.
وأوضحت مؤسس جروب حوار مجتمعي تربوي، في تصريحات خاصة لـ«الفجر» أن مع الوقت أصبح الأمر «بايخ» وشهد تمثيل من بعض المدرسين حتى يظهرون أو يلفتون الانتباه بل وصل الأمر إلى اتفاق بعض المعلمين مع الطلاب أن ينفذوا ذلك التريند.
وأشارت منى أبو غالي أن هناك عدد من الأمور الآخرى التي يمكن أن تظهر حب الطالب للمعلم بعيدًا عن تنفيذ ذلك التريند مثل الحصول على تقديرات عالية في المواد الدراسية، مردفة: «عندما يصنع الطلاب ممر شرفي لمدرس خرج على المعاش نشاهد الحب بشكل فعلي أم الآن ما يحدث مع المعلمين شئ مزيف».
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: تريند المدرسين تريند المعلمين ترند المعلمين فی تصریحات خاصة لـ بین الطلاب إذا کان
إقرأ أيضاً:
تحليل لـCNN.. بوتين يواجه اختبارا جديدا بعد ربع قرن في السلطة: عودة ترامب
تحليل لناثان هودج من شبكة CNN
(CNN)-- في31 ديسمبر/ كانون الأول 1999، لجأ الرئيس الروسي وقتها بوريس يلتسين إلى موجات الأثير ليخبر مواطنيه بشكل مفاجئ أنه سيتنحى جانبا ليتولى رئيس وزرائه منصب الرئيس.
وقال يلتسين، معترفًا بالألم الذي لحق بالروس العاديين بسبب انهيار الاتحاد السوفييتي: "لماذا التشبث بالسلطة لمدة ستة أشهر أخرى عندما يكون للبلاد زعيم قوي يمكنه أن يكون رئيسًا لها، وهو الرجل الذي يعلق عليه كل الروس تقريبًا آمالهم في المستقبل؟، لماذا نقف في طريقه؟".
وكان ذلك الزعيم القوي مجهولاً سياسيًا: ضابط سابق في الاستخبارات السوفيتية يدعى فلاديمير بوتين.
وفي ليلة رأس السنة الجديدة هذه، عندما يخاطب بوتين الروس، سيحتفل بمرور ربع قرن على توليه منصب الرجل الأول في روسيا، سواء كرئيس أو خلال فترة انتقالية لمدة 4 سنوات كرئيس وزراء قوي.
ومع نهاية 2024 ، يبدو أن قبضة بوتين على السلطة أصبحت أكثر أمنا من أي وقت مضى.
ففي ساحة المعركة في أوكرانيا، أحرزت القوات الروسية تقدما في حرب استنزاف طاحنة، وتقدمت في منطقة دونباس.
وفي الداخل، تم إقصاء المشهد السياسي في روسيا من المنافسة بعد وفاة زعيم المعارضة الأبرز في البلاد، أليكسي نافالني.
وبعد شهر من وفاة نافالني في سجن بعيد، يتجه زعيم الكرملين إلى إعادة انتخابه في سباق سمح له بالمطالبة بتفويض ساحق، بغض النظر عن اللعب النظيف.
وقد يتظاهر بوتين بالثقة، لكن حالة عدم اليقين الجديدة تلوح في الأفق، فقد خاض الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حملته الانتخابية على وعد بإنهاء حرب روسيا على أوكرانيا.
وفي حين أن خريطة الطريق التي وضعها لإنهاء الصراع عن طريق التفاوض بعيدة كل البعد عن الوضوح، فقد أوضح ترامب شيئا واحدا: إنه يريد أن يحدث ذلك بسرعة.
وقال ترامب في حدث أقيم مؤخرا في أريزونا: "إنها واحدة من الأشياء التي أريد القيام بها بسرعة، وقال الرئيس بوتين إنه يريد مقابلتي في أقرب وقت ممكن، لذا، يتعين علينا الانتظار لكن يتعين علينا إنهاء هذه الحرب".
وليس من المستغرب أن سدادة الشمبانيا لم تنفتح في موسكو بعد إعادة انتخاب ترامب، فقد راهن بوتين بكل شيء على الحرب في أوكرانيا: وضع اقتصاد بلاده على قدم وساق؛ وعقد تحالفات أوثق مع كوريا الشمالية وإيران للحفاظ على تشغيل آلة الحرب؛ وهبط على قائمة المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، كل ذلك في ملاحقة الهدف الأقصى المتمثل في هدم قابلية أوكرانيا للبقاء كدولة.
من المؤكد أن ترامب وبوتين لديهما بعض القواسم المشتركة.