نموذج المحبة كما رسمه النبي.. وكيف يشوه المتطرفون الدين
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن بعض الأفراد يخلطون بين مفهوم الدين كعلم ومعرفة، وبين التدين كسلوك وعمل.
وأوضح أن هؤلاء، الذين يمكن وصفهم بـ"نموذج الكراهية"، يرون أن العالم بالدين هو فقط المتدين ظاهريًا، الذي يلتزم بمظاهر التعبد، مثل إطلاق اللحية أو تقصير الثياب، دون النظر إلى العلم الحقيقي والمعرفة بالدين.
وأشار جمعة إلى أن هذا التصور الخاطئ يدفعهم إلى التقليل من شأن علماء الدين الحقيقيين إذا لم تتطابق مظاهرهم الخارجية مع فهمهم السطحي للدين. واستدل على ذلك بقولهم إن العالم الأزهري الحليق لا يفقه شيئًا في الدين، بينما يقدسون الجاهل من أتباعهم فقط لمظهره الخارجي.
وأضاف: "حينما يفقد الإنسان العقلية المؤهلة للتمييز بين الحق والباطل، وبين العلم والجهل، يصبح من الصعب إعادة توجيهه إلى الصواب. فعناده يصبح مركبًا وجهله معقدًا، مما يجعل أي حوار معه أقرب إلى المستحيل."
نموذج المحبة كما رسمه النبي ﷺ
في المقابل، دعا الدكتور علي جمعة إلى العودة إلى "نموذج المحبة"، الذي تجسده شخصية النبي محمد ﷺ. هذا النموذج يقوم على الصدق، والإخلاص، وعدم التفريط في المبادئ من أجل أي مكاسب دنيوية. واستشهد بقول أم المؤمنين أم سلمة عندما سئلت عن سر رسول الله ﷺ، فقالت: "كان سره وعلانيته سواءً."
وسرد جمعة موقفًا شهيرًا من السيرة النبوية، عندما عرض مشركو مكة على النبي ﷺ المال والملك والشرف، في محاولة لثنيه عن دعوته، لكنه رفض بشدة، متمسكًا بمبادئه النبيلة. وقال في ذلك: "لقد كان النبي ﷺ رمزًا للثبات على القيم والمبادئ، لا يعرف الخداع أو المساومة في الحق."
نموذج المتطرف وأهدافه
أما عن المتطرفين، فقال الدكتور علي جمعة إنهم يرون الدين كأداة لتحقيق مصالح جماعاتهم أو فرقهم، ويستغلون الشعارات الدينية لحشد الناس واستقطابهم. وأكد أن هذا النموذج يختلف جذريًا عن نموذج المحبة الذي يحترم القيم ويعلو على المصالح الشخصية.
وختم الدكتور علي جمعة حديثه بالتأكيد على أهمية العودة إلى روح الإسلام الحقيقية، التي تدعو إلى المحبة والسلام والتعقل، بدلًا من التشدد والمغالاة في الأحكام والمظاهر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جمعة النبي رسول الله نموذج المحبة الدکتور علی جمعة
إقرأ أيضاً:
دار الإفتاء: التهنئة بالأعوام والشهور مستحبة وتعزز روح المحبة بين المسلمين
أكدت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك أن التهنئة بقدوم الأعوام والشهور تعد من الأمور المستحبة في الشريعة الإسلامية، مستشهدةً بأقوال عدد من الفقهاء والعلماء.
وأوضحت الدار أن الحافظ المقدسي أشار إلى أن التهنئة بقدوم العام الجديد أو الشهور مباحة، ليست سنة مؤكدة ولا تُعد بدعة، بينما ذكر ابن حجر الهيتمي أن التهنئة في المناسبات كالأعياد والعام الجديد مستحبة على الرأي المعتمد.
حقيقة استجابة الدعاء في أول ليلة من شهر رجبحكم صيام أول رجب وهل بدعة محرمة وماذا قال عنه النبي؟ اعرف آراء الفقهاءكما أكد العلامة القليوبي أن التهنئة بمواسم الخير مثل الأعياد والشهور والأعوام من الأمور المندوبة، وفق ما نقله ابن حجر.
وأضافت الدار أن اللبدي الحنبلي رأى أنه لا بأس من تبادل التهاني بين المسلمين في مواسم الخير وأوقات الطاعات، مشيرةً إلى أن ذلك يعكس روح المحبة والتآلف التي يدعو إليها الإسلام.
واختتمت دار الإفتاء بيانها بأن التهنئة بمثل هذه المناسبات تُعد وسيلة لتعزيز العلاقات الطيبة بين المسلمين، وهي من العادات المستحسنة التي لا تخالف الشريعة.