التصادم بين مجرتين كان السبب في إمالة ثقب أسود بشكل نادر
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
اكتشف علماء وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بالتعاون مع تلسكوب هابل الفضائي ومرصد تشاندرا للأشعة السينية لغزا كونيا فريدا قابعا في المجرة "إن جي سي 5084" الواقعة على بعد 80 مليون سنة ضوئية في كوكبة العذراء.
وفي قلب هذه المجرة يكمن ثقب أسود يتميز بخصائص غير مسبوقة، إذ يميل على جانبه ويدور بطريقة غير متوافقة مع مستوى المجرة.
وجاء هذا الاكتشاف المدهش نتيجة "إشارة" غريبة رُصدت في بيانات أرشيفية لمرصد تشاندرا كشفت عن هيكل على شكل "إكس" مكون من زوجين من أعمدة البلازما التي تمتد فوق وأسفل وعبر المجرة.
وهذا الشكل الفريد -الذي لم يسجل مثيل له في الملاحظات الفلكية السابقة- يفتح الباب لتساؤلات مثيرة عن التاريخ العنيف والعاصف لهذه المجرة.
ومكنت تقنية تحليل صور متطورة تعرف باسم "التضخيم الانتقائي للإشارات الفلكية فائقة الضوضاء" فريق الباحثين من اكتشاف الثقب الأسود المائل في المجرة.
وقد سمحت هذه التقنية بالكشف عن إشعاعات سينية خافتة ومنخفضة السطوع، والتي أظهرت تكوينات درامية نادرة على شكل صليب مكون من أعمدة البلازما.
وتعدّ هذه التكوينات المركزة للأشعة السينية ظاهرة نادرة للغاية، وتشير إلى وقوع حدث كارثي في تاريخ المجرة.
إعلانوأكدت ملاحظات من تلسكوب هابل الفضائي و"مرصد ألما" في تشيلي وجود قرص مائل من الغبار يحيط بالثقب الأسود، مما وفر دلائل إضافية على وضعيته الاستثنائية.
وتشير النتائج إلى أن دوران هذا الثقب الأسود قد تعرّض للاضطراب بسبب تصادم عنيف مع مجرة أخرى كما جاء في الدراسة الحديثة المنشورة في دورية "أستروفيزيكال جورنال".
وساهمت جميع الأدلة التي حصل عليها العلماء في بناء سرد دقيق للأحداث التي أخلّت بشكل الثقب الأسود ومركز المجرة، وذلك بالاعتماد على أنماط عدة من التلسكوبات القادرة على التقاط الإشارة بموجات مختلفة.
ويقول قائد الفريق في مركز أبحاث أميس التابعة لوكالة الفضاء أليخاندرو سيرانو بورلاف في بيان صحفي رسمي من وكالة ناسا إن الأمر كان أشبه بمشاهدة مسرح جريمة باستخدام أنواع متعددة من الأضواء.
وأظهرت البيانات أن التصادم الكوني بين مجرتين لم يقتصر أثره على إمالة الثقب الأسود فحسب، بل أسفر أيضا عن تكوين "مداخن بلازمية" انطلقت من قلب المجرة كما أعرب عنها الباحثون.
ويبدو أن هذا النوع من النتائج يمكن أن يؤثر في فهم العلماء لتاريخ مجرتنا، إذ كانت أرصاد سابقة قد أشارت إلى أن "الرامي أ*" (الثقب الأسود في مركز مجرتنا) سريع الدوران بشكل غريب يختلف عن النماذج التي يتبناها العلماء.
ويقترح فريق من الباحثين أن هذه الخصائص غير العادية يمكن تفسيرها بشكل أفضل من خلال افتراض حدوث اندماج هائل قبل نحو 9 مليارات سنة حينما اندمجت مجرة قزمة صغيرة الحجم مع درب التبانة، واندمج ثقباهما الأسودان معا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الثقب الأسود
إقرأ أيضاً:
البحر الأسود.. كلمة السر في استمرار القتال بين روسيا وأوكرانيا
ربما يكون الجانب البحري للحرب في أوكرانيا الأقل بروزاً، حيث أن معظم القتال يدور على الأرض. ومع ذلك فمنذ الساعات الأولى للصراع، هناك قتال شرس من أجل بسط السيطرة على البحر الأسود، المسطح المائي الكبير جنوب أوكرانيا وروسيا.
تدهور القدرات الروسيةوقال ستافروس أتلاماز أوغلو الصحافي العسكري المتمرس المتخصص في العمليات الخاصة، والمحارب القديم بالجيش اليوناني والحاصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية المتقدمة من جامعة جونز هوبكنز في تقرير نشرته مجلة ناشونال انترست الأمريكية ، إنه رغم الدفع بأسطول بحري أكبر كثيراً ، اضطرت البحرية الروسية على التقهقر ، حيث فقدت عشرات السفن الحربية وسفن الإسناد في العمليات. ومما جعل الأمور أسوأ بالنسبة للكرملين، أن أوكرانيا لا تملك اسطولاً سطحياً كبيراً .
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تقرير التقييم الأحدث لاستخباراتها بشأن الصراع الأوكراني " قبل غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022، اعتبرت القيادة الروسية على نحو شبه مؤكد أن القوات البحرية لروسيا الاتحادية وأسطول البحر الأسود مكونات أساسية لقوتها البحرية".
غير أنه بعد ثلاث سنوات ، تدهورت بشكل خطير قدرات البحرية الروسية بصفة خاصة في البحر الأسود ، و تسببت عمليات الجيش والاستخبارات الأوكرانية في تقييد حركتها على العمل.
وتتفوق البحرية الروسية من ناحية العدد على عدوتها الأوكرانية . وفي الحقيقة ، لدى القوات البحرية لكييف عدد صغير من السفن الكبيرة وسفن الدفاع عن السواحل.
وأضاف أتلاماز أوغلو أنه رغم توجيه ضربات خطيرة للقوات البحرية الروسية ، لم تتمكن أوكرانيا من السيطرة بثقة على البحار. وكبد الأوكرانيون روسيا خسائر فادحة من خلال استخدام صواريخ طويلة المدى وطائرات مسيرة.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية "ومع ذلك دمرت القوات الأوكرانية أو ألحقت أضرارا بما لا يقل عن 24 سفينة من السفن الروسية العاملة في البحر الأسود منذ 24فبراير/شباط 2022 . ويشمل ذلك ، إغراق سفينة قيادة أسطول البحر الأسود ، الطراد موسكفا من طراز سلافا الذي كان قد تم وصفه في السابق بأنه منصة الدفاع الجوي الأكثر تطوراً".
وتابع أتلاماز أوغلو أن إغراق الطراد موسكفا كان بمثابة صدمة للكثير من المراقبين الأجانب .وحدث الإغراق في 14 أبريل (نيسان) 2022 بعد مرور أسابيع قليلة على انطلاق الغزو واسع النطاق لأوكرانيا .
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى القيمة العملياتية لإغراق سفينة سطح قتالية رئيسية للعدو ، فإن إغراق سفينة القيادة الروسية أعطى دفعة معنوية للأوكرانيين ، وقد يعتقدون الآن أن بإمكانهم تحقيق النصر على روسيا. وعلاوة على ذلك ، كان إغراق الطراد بمثابة نقطة تجمع إضافية للمساعدات الأمنية الدولية لأوكرانيا.
وأضافت وزارة الدفاع البريطانية "إنه نتيجة لذلك ، اضطر اسطول البحر الأسود الروسي لتحريك كل أصوله الرئيسية من قاعدته التاريخية في سيفاستوبول إلى نوفوروسيسك في شرق البحر الأسود. واضطرت الوحدات الروسية التي تعمل في المنطقة إلى تكييف تكتيكاتها على ضوء ذلك وتغيير البحار التي تعمل فيها".
بعد مشادة البيت الأبيض.. #لندن تنظم قمة طارئة للرد على ترامب https://t.co/eKy0prYp8x
— 24.ae (@20fourMedia) March 2, 2025 هجمات طويلة المدىواختتمت وزارة الدفاع البريطانية تحديثها الاستخباراتي بالقول " إنه رغم أن تحركات اسطول البحر الأسود الروسي قاصرة على شرق البحر الأسود ، فإنه يحتفظ بالقدرة على شن هجمات طويلة المدى داخل أوكرانيا لإسناد العمليات البرية ".
ويستخدم اسطول البحر الأسود الروسي في المقام الأول غواصات لدعم حملة إطلاق النار طويلة المدى ضد أوكرانيا . ورغم أن الجيش الأوكراني ليست لديه قدرات كافية للتصدى للغواصات الروسية في البحر ، فإنه توصل إلى وسائل أخرى.
وعلى سبيل المثال، تلاحق أجهزة الاستخبارات الأوكرانية ضباط الغواصات الروس الذين شاركوا في شن هجمات طويلة المدى ضد أهداف مدنية . وتم قتل أحد أفراد أطقم الغواصات بينما كان يمارس رياضة الركض في الصباح.
واختتم أتلاماز أوغلو تقريره بالقول إنه علاوة على ذلك ، يستهدف الجيش الأوكراني حظائر الغواصات ، حيث تمكن من تدمير الغواصة روستوف -أون - دون بينما كانت تخضع لأعمال الصيانة.