اكتشف علماء وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بالتعاون مع تلسكوب هابل الفضائي ومرصد تشاندرا للأشعة السينية لغزا كونيا فريدا قابعا في المجرة "إن جي سي 5084" الواقعة على بعد 80 مليون سنة ضوئية في كوكبة العذراء.

وفي قلب هذه المجرة يكمن ثقب أسود يتميز بخصائص غير مسبوقة، إذ يميل على جانبه ويدور بطريقة غير متوافقة مع مستوى المجرة.

وجاء هذا الاكتشاف المدهش نتيجة "إشارة" غريبة رُصدت في بيانات أرشيفية لمرصد تشاندرا كشفت عن هيكل على شكل "إكس" مكون من زوجين من أعمدة البلازما التي تمتد فوق وأسفل وعبر المجرة.

وهذا الشكل الفريد -الذي لم يسجل مثيل له في الملاحظات الفلكية السابقة- يفتح الباب لتساؤلات مثيرة عن التاريخ العنيف والعاصف لهذه المجرة.

ومكنت تقنية تحليل صور متطورة تعرف باسم "التضخيم الانتقائي للإشارات الفلكية فائقة الضوضاء" فريق الباحثين من اكتشاف الثقب الأسود المائل في المجرة.

وقد سمحت هذه التقنية بالكشف عن إشعاعات سينية خافتة ومنخفضة السطوع، والتي أظهرت تكوينات درامية نادرة على شكل صليب مكون من أعمدة البلازما.

وتعدّ هذه التكوينات المركزة للأشعة السينية ظاهرة نادرة للغاية، وتشير إلى وقوع حدث كارثي في تاريخ المجرة.

إعلان

وأكدت ملاحظات من تلسكوب هابل الفضائي و"مرصد ألما" في تشيلي وجود قرص مائل من الغبار يحيط بالثقب الأسود، مما وفر دلائل إضافية على وضعيته الاستثنائية.

وتشير النتائج إلى أن دوران هذا الثقب الأسود قد تعرّض للاضطراب بسبب تصادم عنيف مع مجرة أخرى كما جاء في الدراسة الحديثة المنشورة في دورية "أستروفيزيكال جورنال".

أظهرت البيانات أن التصادم الكوني بين مجرتين لم يقتصر أثره على إمالة الثقب الأسود فحسب بل أسفر أيضا عن تكوين "مداخن بلازمية" (شترستوك) إعادة تصوير المشهد الدرامي

وساهمت جميع الأدلة التي حصل عليها العلماء في بناء سرد دقيق للأحداث التي أخلّت بشكل الثقب الأسود ومركز المجرة، وذلك بالاعتماد على أنماط عدة من التلسكوبات القادرة على التقاط الإشارة بموجات مختلفة.

ويقول قائد الفريق في مركز أبحاث أميس التابعة لوكالة الفضاء أليخاندرو سيرانو بورلاف في بيان صحفي رسمي من وكالة ناسا إن الأمر كان أشبه بمشاهدة مسرح جريمة باستخدام أنواع متعددة من الأضواء.

وأظهرت البيانات أن التصادم الكوني بين مجرتين لم يقتصر أثره على إمالة الثقب الأسود فحسب، بل أسفر أيضا عن تكوين "مداخن بلازمية" انطلقت من قلب المجرة كما أعرب عنها الباحثون.

ويبدو أن هذا النوع من النتائج يمكن أن يؤثر في فهم العلماء لتاريخ مجرتنا، إذ كانت أرصاد سابقة قد أشارت إلى أن "الرامي أ*" (الثقب الأسود في مركز مجرتنا) سريع الدوران بشكل غريب يختلف عن النماذج التي يتبناها العلماء.

ويقترح فريق من الباحثين أن هذه الخصائص غير العادية يمكن تفسيرها بشكل أفضل من خلال افتراض حدوث اندماج هائل قبل نحو 9 مليارات سنة حينما اندمجت مجرة قزمة صغيرة الحجم مع درب التبانة، واندمج ثقباهما الأسودان معا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الثقب الأسود

إقرأ أيضاً:

بريطانيا وأمريكا: تاريخ أسود من الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية!

صلاح المقداد

لعلّ من سوء الطالع، وحظ العرب الأكثر تعاسة وتعثّرًا، أن هؤلاء القوم ما كادوا يتنفّسون الصعداء لفترة زمنية وجيزة، ويحتفلون بتحرّرهم – في الظاهر – من الاستعمار البريطاني البغيض، الذي احتلت قواته الغاشمة عددًا من البلدان العربية والإسلامية لفترة ليست بالقصيرة، حتى فوجئوا بمحتلٍّ جديد، أشدّ ضراوة وعنجهية وغطرسة ووحشية، ممثلًا هذه المرة بالولايات المتحدة الأمريكية، التي حلّت محل بريطانيا الملعونة في التآمر على العرب والعالم، ونهب خيرات الدول وثرواتها، واستعباد أبنائها دون وجه حق.

ومع صعود أمريكا كقوة غاشمة وإمبراطورية استعمارية، ظلّت بريطانيا الخبيثة تعمل في الظل، بعد أن سلّمتها الدور الذي كانت تؤديه سابقًا، وهو دور المحتلّ والمستعمر البغيض. فأصبحت بريطانيا الجديدة، التي منحت مستعمراتها استقلالًا صوريًا، رديفًا لأمريكا، تدعم بلا تحفظ كل ما تفعله وترتكبه سيدة العالم الجديد من جرائم بحق الدول والشعوب المضطهدة، لا سيما العربية والإسلامية، تحت شعارات وحجج باطلة وذرائع متعدّدة، كما حدث في الفلبين، وأفغانستان، والعراق، وليبيا، وسوريا وغيرها.

وفي الحقبة الاستعمارية الأمريكية للمنطقة والعالم، ذاق العرب الويلات، ولا يزالون يدفعون أثمانًا باهظة من حياتهم واستقرارهم وكرامتهم وحقوقهم وسيادة أوطانهم ومستقبل أبنائهم. ولا يزال الحساب مفتوحًا ليدفعوا المزيد وهم مُرغمون. ولو استعرضنا تاريخ هاتين القوتين الاستعماريتين الغربيّتين، بريطانيا وأمريكا، منذ ظهورهما وحتى اليوم، لوقفنا أمام سجلٍّ مظلم، حافل بالجرائم البشعة بحق الشعوب والإنسانية جمعاء.

لقد كانت بريطانيا الملعونة سبّاقة في ارتكاب الفظائع بحق الأمة والإنسانية، فنهبت خيرات الشعوب التي استعمرتها، وتآمرت عليها، وخلقت لها مشاكل واضطرابات ما زالت تعاني منها حتى اللحظة. ورغم ادّعاءاتها بالقيم والمُثل الزائفة، لم تتوقف عن ممارساتها الاستعمارية، ولم يكن لديها أيّ خُلق أو وازع يمنعها من الإجرام بحق شعوب العالم الثالث.

ثم جاءت الولايات المتحدة الأمريكية، التي برزت كقوة عالمية عظمى وإمبراطورية دولية غاشمة، فحذت حذو بريطانيا، وواصلت مسيرتها الإجرامية، بل وتفوقت عليها بالإبادات الجماعية لملايين البشر. وما ارتكبه المستوطنون الأمريكيون من مذابح بحق الهنود الحمر، أصحاب الأرض الأصليين، يبقى شاهدًا حيًا على التأسيس الدموي لذلك الكيان الأمريكي البغيض.

إنّ سجلّ أمريكا الملطّخ بالدماء لا يمكن حصره في مقال، بل يحتاج إلى مجلدات تكشف الوجه الحقيقي لهذه الدولة المارقة، التي لم تترك بقعة في العالم إلا وتركَت فيها بصمات الإجرام والدمار.

مقالات مشابهة

  • نادر قمر الدولة يحرر محضر شرطة ضد عضو مجلس إدارة الإسماعيلي لهذا السبب
  • عاصفة شمسية تضرب الأرض خلال ساعات.. هل تؤثر على شبكات الاتصالات والإنترنت؟
  • بريطانيا وأمريكا: تاريخ أسود من الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية!
  • وقف تحليق مروحيات الوحدة المتورطة في حادث التصادم
  • ترامب: لا ناجين من حادثة تصادم الطائرتين وسبب التصادم مجهول
  • محمد رمضان يثير الجدل بعد تصريحاته الأخيرة.. ماذا قال؟
  • أسباب خصم رصيد من عداد الكهرباء الكارت بشكل مفاجئ.. والإجراءات التي يجب اتباعها
  • عضو بـ«الشرق للسياسات»: حادث تصادم طائرة مدنية بمروحية عسكرية في واشنطن غير مسبوق
  • محمد رمضان يرد على سخرية خالد سرحان من حديثه مع شات جي بي تي
  • رعب وسحر أسود.. سر تصدر دوللي شاهين التريند