تضمنت منح 8130 قرضاً.. مستشار حكومي يحصي نتائج مبادرة "ريادة"
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
أعلن مستشار رئيس الوزراء، المدير التنفيذي لمبادرة "ريادة"، حسين فلامرز، الأحد، عن نتائج مبادرة "ريادة" خلال عام 2024، فيما أشار إلى أنها تضمنت منح 8130 قرضاً.
وقال مستشار رئيس الوزراء، في تصريح أوردته وكالة الأنباء الرسمية، واطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، إن "رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني افتتح مؤتمر ومعرض "ريادة" في 14 -12- 2024، وهو تتويج لأكثر من 18 شهرا من العمل و12 شهرا من التدريب، مما أسفر عن حصول 8130 مستفيدا من قروض مبادرة ريادة".
وتابع، أن "هذه القروض بدأت في شهر نيسان من العام الجاري 2024 واستمرت حتى كانون الأول من 2024، أي لمدة ثمانية أشهر تقريبا، حيث تم توزيع هذه القروض بين مختلف محافظات العراق، بما في ذلك بغداد، وشملت جميع المهن، مثل الحرفية والمهنية والإنتاجية والصناعية، بالإضافة إلى المشاريع الرقمية والتكنولوجية والذكاء الاصطناعي".
وأضاف، أن "خطة العام المقبل 2025 سيتم توسيع مراكز التدريب في العراق، وستزيد المساحات التدريبية، فضلاً عن إدراج عدد أكبر من الجامعات ومنتديات الشباب والرياضة ضمن المبادرة، كما تم شمول أكثر من 300 إعدادية مهنية في عام 2024، على أن يستمر التدريب لآخر إعدادية مهنية ليصل العدد إلى 340 إعدادية مهنية".
وأشار إلى، أن "هنالك 1152 مدرباً مسجلاً في قاعدة البيانات الخاصة بالمبادرة، في حين أن عدد الشباب المُسجلين الراغبين في المشاركة بلغ 424,000 شاب، وهو ما يعكس زيادة كبيرة في الإقبال على التسجيل الذي افتتح بتاريخ 16 كانون الأول".
ولفت إلى، أن "عدد المسجلين في مبادرة "ريادة" قد تجاوز 424,000 شخص، فيما بلغ عدد المتدربين في العام الماضي 53,000 شخص، وعدد الذين أكملوا التدريب 29,000 ، وعدد الذين قدموا على القروض ونجحوا يتراوح عددهم ما بين 18,000 إلى 19,000 شخص، أما عدد القروض المُستلمة بلغ 8130 قرضاً، مما أسهم في توفير أكثر من 10,000 فرصة عمل"، مؤكداً "شمول عدد أكبر بالقروض في العام القادم 2025".
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار
إقرأ أيضاً:
مبادرة إطلاق المعسرين من خلف القضبان
د. محمد بن عوض المشيخي **
يعيش الإنسان في هذا الكون الرحب في صراعات لا تنتهي إلا إذا غيَّبه الموت، وذلك من أجل الكسب والفوز بالمال والمناصب والقصور المنيفة بدون أن يدرك أن الطمع هو الطريق إلى الهلاك والفناء.
الكل يجهل أو يتجاهل أن القناعة كنز ثمين يطيل من أعمارنا في الحياة ويجعل السعادة ترفرف وتسكن في نفوسنا وتلامس عقولنا؛ بل هي المعادلة التي تجعلنا نعيش بسلام مع من حولنا بعيدا عن معركة الفوز بالغنائم، وبالطبع لا يمكن لذلك أن يتحقق إلا إذا ما تمسكنا بقيمنا وأخلاقنا وعادتنا الحميدة، وقبل ذلك كله يجب أن نعرف أن سبب وجودنا هو للعبادة الخالصة للذي أوجدنا في هذه الدنيا الفانية.
من هنا تأتي الفرائض الأساسية وأركان الإسلام الخمسة التي لا يستقيم الدين الحنيف إلا بتطبيقها والتي لا مفر من القيام بها على أكمل وجه؛ كم هو جميل أن نجدد عهدنا مع الله عز وجل بالقيام بكل الأركان الخمسة المطلوبة منَّا جميعا بدون استثناء فالركن الرابع من أركان الإسلام الذي يأتي في العام مرة واحدة؛ ألا وهو الصيام الذي نشتاق إليه والأهم من ذلك وجب أن نُحسن استقباله واحتساب ذلك للخالق الذي أكرمنا ببلوغ الشهر المبارك، لنقوم بما يجب نحو الآخرين لكي نطهر قلوبنا من الأحقاد والضغائن ونفتح صفحة جديدة مع الأصدقاء والجيران وكل من يدور في فلكنا من البشر. فالحياة قصيرة ولا تحتمل الحسد والكبر والفتن التي تضيق بها صدورنا وتعبس فيها وجوهنا بالا مبرر في هذه الدنيا الفانية التي نحن فيها ضيوف.
وهكذا يعود شهر رمضان من جديد إلى أعماق قلوبنا جميعا بما يحمله من خيرات ونفحات ايمانية كثيرة بفضل الله الذي انعم فيه على المؤمنين بالصيام والقيام، فهو أفضل أشهر العام؛ وفيه ليلة خير من ألف شهر، والأهم من ذلك كله بدايته رحمه ومنتصفه مغفرة وآخره عتق من النار، لمن أحسن منا العبادات المطلوبة في هذه الأيام المباركة التي نحن في بدايتها لكونها تتضاعف فيها الحسنات وتصحوا فيها الابدان بالتقليل من المأكولات غير الضرورية وترتقي فيه الأنفس بالأعمال الصالحة. والشوق إلى قدوم الشهر المبارك سمة خالدة وسجية حميدة طبعت على كل لسان من أبناء الأمة الإسلامية، فلكل منا يرفع يديه إلى السماء ويتضرع مُرددًا الدعاء المعروف "اللهم بلغنا رمضان"، وذلك اسوة برسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
رمضان شهر الصبر والتضحيات والصدقات التي فرضت للفقراء والمساكين والمحتاجين الذين ينتظرون من إخوانهم الجود بما يجودون به من فضل الله من المال والطعام والملبس. ولعل ما ننتظره كل رمضان من جمعية المحامين العمانية تحت عنوان مبادرة "فك كربة" التي تأتي هذا العام بنسختها الـ12 والتي تستهدف الإفراج عن 1300 شخص فقط من المعسرين الذين تراكمت عليهم الديون واصبحوا في السجون في مختلف مناطق السلطنة ولهم أسر خلفهم بدون معيل.
الآمال معقودة هذه السنة على كبار التجار في السلطنة المتقاعسين عن أداء هذا الواجب الديني بالتعاون والانضمام إلى العمل الخيري، أو على أقل تقدير تخصيص الزكاة هذا العام للمعسرين ومد يد العون للمديونين لمضاعفة تلك الأرقام وتحقيق طموح الجمعية بإطلاق جميع السجناء وعددهم بالآلاف؛ وخاصة الذين لهم أطفال لكي ينعم الجميع في هذا الوطن بالأمن والأمان والاستقرار والتكافل الاجتماعي. فواحد من عشرات التجار من أصحاب الملايين في هذا البلد العزيز يستطيع حل هذه المشكلة الإنسانية التي نتابعها في كل عام بدون إيجاد حلول جذرية لهذه الفئة التي قادتها الاقدار وظروف الحياة إلى خلف القضبان.
وعلى الجانب الآخر، هناك من الناس الذين يستعدون لهذا الشهر الكريم بالتفاخر بكثرة الموائد وتنوع أصناف الطعام والسهر إلى طلوع الفجر ثم الخلود إلى النوم طوال ساعات النهار للهروب من الجوع، وكأن أيام الشهر وجدت لتلك العادات الدخيلة علينا والتي لا تتناسب بأي حال من الأحوال مع السنة المحمدية الشريفة التي تحث الناس على الاعتدال في الطعام، وتجنب الإسراف فيه وقبل ذلك كله قيام الليل والناس نيام.
من المؤسف حقاً أن نرى البعض عند دخول هذا الشهر الكريم يتهممون ويتثاقلون عن الواجبات اليومية المعتادة؛ بل يتوقفون عن أداء الواجبات والأعمال اليومية بزعم أن الصيام يشكل لهم تحدياً غير مسبوق، فذلك شعور نفسي عند ضعاف النفوس مدمني كثرة المأكولات، فتلك عادة ذميمة، وكأنَّ الواحد منا إذا ما ابتعد عن الطعام والشراب لمدة 13 ساعة في اليوم الواحد ستكون كارثة ومصيبة كبيرة على حياته، ولا يدرك هؤلاء أهمية الفوائد الصحية العديدة التي تنجم عن الصوم. فأصحاب العزيمة القوية يعتبرون تلك الأيام المعدودة بمثابة فرص ذهبية لتحقيق الإنجازات العظيمة والتقرب إلى الله بالعمل الجاد الذي هو جزء أصيل من العبادات؛ فيجب أن يعلم الجميع بأنَّ مُعظم انتصارات الأمة وحروبها في الدفاع عن ثغور الدولة الإسلامية كانت في رمضان.
** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري
رابط مختصر