جددت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الإعراب عن حرصها على تعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني في الجهود التنموية بالدول العربية، كما تؤكد مواكبتها لما تحققه من إنجازات وما تطرحه من مبادرات مبتكرة تسهم في تجسير الهوة بين القطاعات الثلاث الحكومي والمدني والخاص وذلك من خلال انتهاج مقاربة تشاركية حقيقية تجسد معاني المسؤولية المشتركة وتُكرس قيم المواطنة والتطوع وخدمة الصالح العام والاستجابة الإنسانية.

وقالت السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، إن الجامعة العربية تعمل على المضي قدماً في جهودها الرامية للارتقاء بالتعاون القائم مع مؤسسات المجتمع المدني العربية وذلك من خلال رعاية واستضافة وتنظيم فعاليات مشتركة مع عدد من الجمعيات والاتحادات والمنظمات في مختلف المجالات تعزيزا للبعد الشعبي في منظومة العمل العربي المشترك بمختلف آلياتها ومجالسها الوزارية المتخصصة ومنظماتها.

وأشارت إلى أن الاحتفال باليوم العربي لمنظمات المجتمع المدني يعكس إيمان الدول العربية بالدور المحوري للمجتمع المدني وانخراطها في وضع برامج لتعزيز القدرات المؤسسية للكيانات المجتمعية والارتقاء بدورها في رفع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الماثلة في مجتمعاتنا العربية في كنف ثقافة البذل والعطاء وتغليب قيم الحوكمة الرشيدة والمشاركة الفاعلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.

وأوضحت أن ما يشهده العالم حاليا من تطورات خطيرة ومستجدات تهدد الأمن والسلم الدوليين ولا سيما في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي الغاشم على الأراضي الفلسطينية المحتلة وما يسجل من تطورات أمنية خطيرة تهدد استقرار المنطقة، يستدعي تظافر كافة الجهود سواء الرسمية أو من القطاع المدني  قصد الدفع نحو إيجاد تسويات سياسية وتغليب فرص الحوار والدبلوماسية متعددة الأطراف والعمل على بناء فرص السلام القائم على احترام القانون الدولي والشرعية الدولية لحقوق الانسان والنأي بالشعوب عن الحروب والنزاعات وأوضاع الهشاشة والصراع والعنف وما تخلفه من كوارث إنسانية.

كما أشادت بمبادرات المجتمع المدني العربي في مجال تعزيز الاستجابة الإنسانية وجهودها في التخفيف من المعاناة الإنسانية في قطاع غزة والمساعدة على الإحاطة باللاجئين والنازحين في الدول العربية التي تشهد حروب وصراعات تستوجب تدخلاً عاجلاً بما يحقن دماء المدنيين العزل والنساء والأطفال وينهي معاناتهم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جامعة الدول العربية الجامعة العربية المجتمع المدني المزيد المجتمع المدنی الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

‏ الصين والعالم العربي.. شراكة استراتيجية عنوانها السلام والتنمية

تشو شيوان **

شهد شهر ديسمبر من عام 2022، انعقاد الدورة الأولى من القِمَّة الصينية العربية في العاصمة السعودية الرياض؛ لتكون علامة فارقة في تاريخ العلاقات الصينية العربية، وهذا الحدث لم يكن مجرد اجتماع دبلوماسي عابر؛ بل انطلاقة لعصر جديد من التعاون والتكامل بين الجانبين، في إطار رؤية مشتركة لبناء مجتمع مستقبل مشترك في العصر الجديد، وهذه الانطلاقة تؤتي ثمارها على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية، وحتى على المستوى الشعبي.
وخلال العامين الماضيين، تعمَّقت الثقة الإستراتيجية المتبادلة بين الصين والدول العربية، وأسفرت هذه الثقة عن نتائج ملموسة في شتى المجالات، من التعاون الاقتصادي والتكنولوجي إلى التبادل الثقافي والشعبي. وقد تم ترقية العلاقات الثنائية بين الصين وعدد من الدول العربية؛ بما في ذلك البحرين وتونس وفلسطين، لتصل إلى مستويات شراكة استراتيجية مُتقدمة. واليوم، يُعد العالم العربي من أكثر المناطق كثافةً بشركاء الصين الإستراتيجيين؛ حيث أقامت الصين شراكات شاملة مع 20 دولة عربية إضافة لجامعة الدول العربية.
هذه الشراكة لا تقتصر على التبادلات الاقتصادية أو العلاقات الدبلوماسية؛ بل تتجاوز ذلك إلى دعم المصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لكل طرف. وبينما يواجه العالم تحديات مضطربة، وحروبًا مستمرة في الشرق الأوسط، أثبتت الصين أنها شريك موثوق يحمل رؤية موضوعية وعادلة، ويسعى لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بدون شروط إضافية أو تدخلات مفرطة، وهذا ما تحتاجه الدول العربية؛ شريك استراتيجي يتبنى قضاياها ويساندها في التنمية المستدامة مع الاحترام لمبادئ السيادة والوحدة الوطنية.
أبرز الأمثلة على هذا الدور الفاعل كان في مارس الماضي، عندما لعبت الصين دور الوسيط في المصالحة التاريخية بين السعودية وإيران؛ ما أدى إلى استعادة العلاقات الدبلوماسية بعد قطيعة دامت سبع سنوات. كما واصلت الصين دورها البناء بعد اندلاع الصراعات الفلسطينية الإسرائيلية في أكتوبر الماضي؛ حيث حافظت على التنسيق الوثيق مع الدول العربية للعمل على وقف إطلاق النار وإيجاد حلول دائمة للصراع. وفي يوليو، دعمت الصين جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، في خطوة تؤكد التزامها بحماية القضية الفلسطينية والعمل على إنهاء النزاعات في قطاع غزة. هذه المواقف تأتي ضمن إطار رؤية الصين لتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط بعيدًا عن المصالح الضيقة أو الحسابات السياسية.
الصين اليوم ليست فقط شريكًا اقتصاديًا قويًا للعالم العربي، بل أيضًا شريكٌ سياسي يسهم في حماية القيم الإنسانية وتحقيق العدالة. وهذا التعاون بين الجانبين يعكس إمكانيات هائلة لبناء مستقبل مشترك يحقق مصالح الطرفين ويعزز من مكانتهما في النظام العالمي.
الشراكة الصينية العربية ليست مجرد اتفاقيات أو بيانات مشتركة؛ بل هي نموذج جديد للتعاون الدولي يقوم على الثقة والاحترام المتبادل. ومع التحديات التي تواجه العالم، تبقى هذه الشراكة بارقة أمل لتحقيق السلام والتنمية في واحدة من أكثر مناطق العالم اضطرابًا.
‏ومع التطوير علاقات الصداقة التقليدية الصينية العربية وتعميق الثقة السياسية المتبادلة، شهد التعاون العملي الصيني العربي في مختلف المجالات نتائج مثمرة وجوهرية. ووقعت الصين مع جميع الدول العربية وجامعة الدول العربية اتفاقيات بشأن البناء المشترك لمشروع "الحزام والطريق"، ونجحت الصين في تحقيق تكامل إستراتيجيات التنمية مع العديد من الدول العربية. ونفذت الصين والدول العربية أكثر من 200 مشروع تعاون، وتعد الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية لسنوات عديدة متتالية؛ حيث ارتفع حجم التجارة الصينية العربية من 36.7 مليار دولار أمريكي في عام 2004 إلى 398 مليار دولار أمريكي في عام 2023. وعلاوة على ذلك، زادت صناديق الثروة السيادية للسعودية والإمارات والكويت وبعض الدول العربية الأخرى من استثماراتها للصين.
‏وخلال العامين الماضيين، استمرت أعمال الترجمة والنشر المتبادل للكتب الصينية والعربية في التقدم، وشاركت الكتب الصينية معارض الكتب في الإمارات والمغرب والدول العربية الأخرى؛ مما أثار اهتمام السكان المحليين بالكتب الصينية. كما أُقيم العديد من معارض الآثار الثقافية للدول العربية في بكين ونانجينغ وشانغهاي وغيرها من المدن الصينية الأخرى؛ مما يسمح للصينيين بالتمتع بالسحرية الفريد للحضارة العربية. وبات تعلُّم اللغة الصينية أمرًا مشهورًا في الدول العربية خلال السنوات الأخيرة؛ حيث قامت 4 دول عربية بما فيها الإمارات والسعودية ومصر وتونس بدمج اللغة الصينية في أنظمتها التعليمية الوطنية، وأنشأت 15 دولة عربية أقسامًا للغة الصينية في الكليات والجامعات، وأنشأت 13 دولة عربية 20 معهدًا كونفوشيوسًا، و2 من الفصول الدراسية الكونفوشيوسية المُستقلة. وفي العام الجاري، ارتفع عدد السياح الصينيين المسافرين إلى الدول العربية بشكل ملحوظ، وتضاعف عدد الرحلات الجوية من مصر والسعودية إلى الصين بالمقارنة مع عام 2019.
‏وختامًا.. يُمكننا القول إنَّ العلاقات بين الصين والدول العربية قد شهدت تطورًا ملحوظًا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها من المجالات الأخرى، ونحن على ثقة تامّة بأن التعاون العملي بين الجانبين الصيني والعربي سيُحقق مزيد من النتائج المثمرة، والصين دائمًا مُستعدة للعمل مع الدول العربية لضخ قوة إيجابية لحفظ السلام والتنمية والاستقرار والازدهار في العالم.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية
 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية والقضية الفلسطينية في 2024.. دعم قوي ونهج راسخ
  • ‏ الصين والعالم العربي.. شراكة استراتيجية عنوانها السلام والتنمية
  • 2024.. جهود استثنائية شهدتها أروقة «الجامعة العربية»
  • الفوضى تُهدد المنطقة العربية
  • مراجعة استراتيجيات تطوير مؤسسات المجتمع الأهلي
  • استعراض الموقف التنفيذي لورش تطوير مؤسسات المجتمع الأهلي
  • الأمين العام للبرلمان العربي يلتقي رئيس جامعة القاهرة لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك
  • أبو الغيط يبحث مع مندوب السعودية لدى الجامعة العربية تطورات المنطقة
  • الأمم المتحدة تؤكد على تعزيز الحوار المجتمعي ودعم الوحدة الوطنية